الدكتور على حسن
04-05-2022, 06:20 PM
لقد ابتلى الله تعالى الغنى بالعطاء ليشكر، والفقير بالمنع ليصبر، فقد اختار الله فى كتابه العزيز بشرا لهم قصص نتعلم منها ونعتبر من أصحابها، ومنها قصة لأصحاب جنة «بستان» باليمن كانوا يسكنون بالقرب من صنعاء فى ضروان، وقيل إنهم من الحبشة. يقول الدكتور محمد حسن سبتان أستاذ التفسير بكلية الدراسات العليا جامعة الأزهر،عن قصة أصحاب الجنة، إنهم قوم مؤمنون وكان أبوهم صالحا يعرف حق الفقراء والمساكين من حصاد جنته، فلما مات أبوهم، بيتوا نيتهم على أن يقطعوا حصاد البستان سرا، ويحرموا منه الفقراء، ولم يكتفوا بالنية السيئة بل حلفوا لَيقطعنَ ثَمرها مبكرين لايعلم بهم فقير ولا سائل، فعاقبهم الله على نيتهم السيئة: «فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ» فأصابتها آفة فأحرقتها «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» هشيما يبسا. «فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ» لما كان الصبح نادى بعضهم بعضا ليذهبوا إلى قطع ثمارها «فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ» يسرون الكلام، فتعهدهم الله بما كانوا يقولونه «أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ» لا تمكنوا اليوم فقيرا من دخولها، ولكن المفاجأة أن وجدوا الجنة قد احترقت فكانوا فى ذهول فلما أشرفوا عليها «قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ» تائهون، اعتقدوا أنهم أخطأوا الطريق فرجعوا وتيقنوا أنها هى فقالوا: «بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ» هى جنتنا ولكن لا حَظّ لنا ولا نصيب، فأذهب الله ما بأيديهم من رأس المال والربح، ثم «قَالَ أَوْسَطُهُمْ» «أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ» «قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ» ندموا واعترفوا بذنوبهم «فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ» يلوم بعضهم بعضا على ما كانوا أصروا عليه من منع المساكين من حقهم، فما كان جواب بعضهم لبعض إلا الاعتراف بالذنب «قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ» اعتدينا وبَغَينا وطغينا وجاوزنا الحد حتى أصابنا ما أصابنا، «عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ» طالبون من الله عز وجل الخير راجون منه العفو، فتابوا وأبدلهم الله خيرا منها.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــــى
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علــــى