Şøķåŕą
03-23-2022, 04:45 PM
جاء في تفسير مجمع البيان أنّ سارة مولاة أبي عمرو بن صيفي بن هشام أتت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكّة إلى المدينة بعد بدر بسنتين، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): أمسلمة جئت؟ قالت: لا، قال: أمهاجرة جئت؟ قالت: لا، قال: فما جاء بك؟ قالت: كنتم الأصل والعشيرة والموالي وقد ذهب مواليّ واحتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطوني وتكسوني وتحملوني، قال: فأين أنت من شبّان مكّة؟ وكانت مغنيّة نائحة؟ قالت: ما طلب منّي بعد وقعة بدر، فحثّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليها بني عبد المطّلب فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتجهز لفتح مكّة فأتاها حاطب بن أبي بلتعة وكتب معها كتابًا إلى أهل مكّة وأعطاها عشرة دنانير وكساها بردًا على أن توصل الكتاب إلى أهل مكّة وكتب في الكتاب: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكّة أنّ رسول الله يريدكم فخذوا حذركم فخرجت سارة ونزل جبرائيل (عليه السّلام) فأخبر النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما فعل فبعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عليًّا وعمّارًا وعمر والزُّبَيْر وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد وكانوا كلّهم فرسانًا، وقال لهم: انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها، فخرجوا حتّى أدركوها في ذلك المكان الّذي ذكره رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقالوا لها: أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب فنحوها وفتّشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابًا فهمّوا بالرّجوع، فقال عليّ (عليه السّلام): والله ما كذبنا ولا كُذِّبنا وسلّ سيفه وقال لها: أخرجي الكتاب وإلاّ والله لأضربنّ عنقك، فلمّا رأت الجدّ أخرجته من ذؤابتها قد أخبأته في شعرها فرجعوا بالكتاب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأرسل إلى حاطب فأتاه، فقال له: هل تعرف الكتاب؟ قال: نعم، قال: فما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رسول الله والله ما كفرت منذ أسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحد من المهاجرين إلاّ وله بمكّة من يمنع عشيرته، وكنت عريرًا فيهم: أي غريبًا، وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيت على أهلي، فأردتّ أن أتّخذ عندهم يدًا وقد علمت أن الله ينزل بهم بأسه وأنّ كتابي لا يغني عنهم شيئًا، فصدقه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعذره فقام عمر بن الخطّاب وقال دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): وما يدريك يا عمر لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال: لهم اعملوا ما شئتم فقد غفرت [108] .
يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [109] .
يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ﴾ [109] .