رحيل
03-23-2022, 03:10 PM
قصة قوة الحفظ عند الشافعي
عاش الشافعي فقيرًا ويتيمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم بأكمله وهو في سن السابعة ، وبعد أن أنهى حفظ القرآن الكريم توجه إلى حفظ الأحاديث النبوية فقد كان يتميز بقوة وسرعة الحفظ، فعندما كان يستمع إلى المحدثين فيحفظ بسرعة ما سمعه بالسمع ثم يكتبه إما على الخزف أو على الجلد، وقد كان يمارس القراءة دائمًا ويمارسها بطريقة القراءة التصويرية، وورد أنه كان يملك القدرة على التقاط العديد من الكلمات بشكل سريع، فقد كان يقرأ صفحة ويقوم بتغطية الصفحة المقابلة لها لأنه لو وقع نظره على كلمة منها لحفظها قبل أن ينتهي من السطور التي يقوم بقراءتها، وقد حفظ الشافعي موطأ الإمام مالك في مدة لا تزيد عن تسعة أيام وهو ابن الثالثة عشرة سنة، فكان يتألف موطأ الإمام مالك من 9500 حديث وقد حفظها الإمام الشافعي جميعها مع أسانيدها المرفقة وشروحاتها.
شكوت إلى وكيع
عُرف الإمام الشافعي بتميزه بسرعة الحفظ ولكنه في فترة قصيرة غدا بطيء الحفظ، فجاء إلى شيخه الإمام وكيع وهو مقرئ الإمام الشافعي، وقال له: “ياشيخ لم أعد أحفظ بسرعة ولم أعرف السبب”، فقال له الشيخ وكيع: “لا بد أنك قد ارتكبت ذنبًا ما فراجع نفسك… “، فأصبح الإمام الشافعي يتذكر أي ذنب أذنب، وذات يوم تذكر أنه من غير قصد نظر إلى امرأة تركب دابتها ولكنه نظر نظرة عابرة إلى جزء من ساقها التي انكشفت أثناء ركوبها للدابة، و غض بصره بسرعة بعدها، وبعد تذكره لهذا الموقف ذكره لشيخه وكيع فقال له: “هذه هي العلة ولا شك”، وقد أخبره أن العلم هو نور من الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يتم هدايته إلى عاصي، وأنشد الشافعي هذه الكلمات وحولها إلى أبيات قائلًا:
ﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﻴﻊٍ ﺳﻮﺀ ﺣﻔﻈﻲ
ﻓﺄﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗــــــــﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ
ﻭﻗــــﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠــــــــــﻢ ﻧﻮﺭ
ﻭﻧـــــــــــﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳُﻬﺪﻯ ﻟﻌﺎﺻﻲ
وهنا يجدر بنا التنويه أن الإمام الشافعي لم يكن فاقدًا للنور في قلبه فبعلمه ملأ الأرض علمًا، وإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بشر به ولكن المعنى المراد إيصاله من أبيات الشعر التي أنشدها الشافعي ما يلي:
الإمام الشافعي أظهر علم شيخه وحكمته.
الهدف منها إعلام الناس أن العلم لا يمكن أن يأتي إلا بالأوراد وذكر الله سبحانه وتعالى فهي التي تنير القلب فالعلم نعمة من الله عز وجل، بالإضافة إلى البعد عن المعاصي.
تسليط الضوء على أن المسلم عليه أن يتخذ شيخًا يعلمه ويربيه ويقوم سلوكه ويقربه من الله سبحانه وتعالى.
وقد نسب هذين البيتين للإمام الشافعي جماعة من العلماء وهم:
الشيخ عبد القادر القرشي في الجواهر المضية.
الشيخ أبو بكر الدمياطي في كتابه “إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين”.
وقد وردت هذه الأبيات في كتاب القيم للخطيب البغدادي.[1]
كيف كان يحفظ العلماء
الثمرة في معرفة طريقة حفظ العلماء هو أن يصل المسلم إلى حفظ القرآن الكريم كله لدرجة أنه يستطيع الاستغناء عن حمل المصحف وأن يتم حفظه في الصدور، ولهذا فإن السؤال المطروح هنا كيف كان يحفظ العلماء؟… وما هي طريقتهم؟، فالطريقة التي سنذكرها في هذا المقال ليست بصعبة وهذا الأمر ليس بعسير، وإنما هذه طريقة مستحدثة ولكنها مستوحاه من طريقة السلف الصالح في الحفظ، وتعتمد هذه الطريقة على ثلاثة أمور تتجلى في:
التكرار المكثف.
الربط .
المراجعة.
فقبل البدء بالحفظ والتكرار يجب سماع المحفوظ من أحد الشيوخ المجودين والمعروفين بضبط التجويد لديهم والأداء السليم، ثم يجب أن يتم الحفظ بمقدار يومي بشرط أن يكون الحفظظ من أول الوجه إلى أول آية من الوجه الثاني لتشكيل الربط ما بين الآيات، أي ربط الوجه الأول مع الوجه الذي قبله، فعند الانتهاء من هذا المقدار العمل على إغلاق المصحف وتكرار المحفوظ منه أربعين مرة، وإذا استصعب التكرار لهذا العدد من المرات يبدأ الحافظ بالتكرار 20 مرة ومن ثم يزيدهم تدريجيًا، فقد قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنه قال له رجل: “إنا ننسى الحديث”، فقال له: “أيكم يرجع في حفظ حديث واحد 500 مرة”، فهنا نلاحظ أن التكرار 40 مرة ليست بكثير ولا تأخذ الكثير من الجهد، ويجدر بنا التنويه أن التكرار لا يكون أثناء الحفظ وإنما بعد الإتقان والضبط.
عاش الشافعي فقيرًا ويتيمًا، وكان حافظًا للقرآن الكريم بأكمله وهو في سن السابعة ، وبعد أن أنهى حفظ القرآن الكريم توجه إلى حفظ الأحاديث النبوية فقد كان يتميز بقوة وسرعة الحفظ، فعندما كان يستمع إلى المحدثين فيحفظ بسرعة ما سمعه بالسمع ثم يكتبه إما على الخزف أو على الجلد، وقد كان يمارس القراءة دائمًا ويمارسها بطريقة القراءة التصويرية، وورد أنه كان يملك القدرة على التقاط العديد من الكلمات بشكل سريع، فقد كان يقرأ صفحة ويقوم بتغطية الصفحة المقابلة لها لأنه لو وقع نظره على كلمة منها لحفظها قبل أن ينتهي من السطور التي يقوم بقراءتها، وقد حفظ الشافعي موطأ الإمام مالك في مدة لا تزيد عن تسعة أيام وهو ابن الثالثة عشرة سنة، فكان يتألف موطأ الإمام مالك من 9500 حديث وقد حفظها الإمام الشافعي جميعها مع أسانيدها المرفقة وشروحاتها.
شكوت إلى وكيع
عُرف الإمام الشافعي بتميزه بسرعة الحفظ ولكنه في فترة قصيرة غدا بطيء الحفظ، فجاء إلى شيخه الإمام وكيع وهو مقرئ الإمام الشافعي، وقال له: “ياشيخ لم أعد أحفظ بسرعة ولم أعرف السبب”، فقال له الشيخ وكيع: “لا بد أنك قد ارتكبت ذنبًا ما فراجع نفسك… “، فأصبح الإمام الشافعي يتذكر أي ذنب أذنب، وذات يوم تذكر أنه من غير قصد نظر إلى امرأة تركب دابتها ولكنه نظر نظرة عابرة إلى جزء من ساقها التي انكشفت أثناء ركوبها للدابة، و غض بصره بسرعة بعدها، وبعد تذكره لهذا الموقف ذكره لشيخه وكيع فقال له: “هذه هي العلة ولا شك”، وقد أخبره أن العلم هو نور من الله سبحانه وتعالى فلا يمكن أن يتم هدايته إلى عاصي، وأنشد الشافعي هذه الكلمات وحولها إلى أبيات قائلًا:
ﺷﻜﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﻭﻛﻴﻊٍ ﺳﻮﺀ ﺣﻔﻈﻲ
ﻓﺄﺭﺷﺪﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺗــــــــﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ
ﻭﻗــــﺎﻝ ﻟﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠــــــــــﻢ ﻧﻮﺭ
ﻭﻧـــــــــــﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳُﻬﺪﻯ ﻟﻌﺎﺻﻲ
وهنا يجدر بنا التنويه أن الإمام الشافعي لم يكن فاقدًا للنور في قلبه فبعلمه ملأ الأرض علمًا، وإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بشر به ولكن المعنى المراد إيصاله من أبيات الشعر التي أنشدها الشافعي ما يلي:
الإمام الشافعي أظهر علم شيخه وحكمته.
الهدف منها إعلام الناس أن العلم لا يمكن أن يأتي إلا بالأوراد وذكر الله سبحانه وتعالى فهي التي تنير القلب فالعلم نعمة من الله عز وجل، بالإضافة إلى البعد عن المعاصي.
تسليط الضوء على أن المسلم عليه أن يتخذ شيخًا يعلمه ويربيه ويقوم سلوكه ويقربه من الله سبحانه وتعالى.
وقد نسب هذين البيتين للإمام الشافعي جماعة من العلماء وهم:
الشيخ عبد القادر القرشي في الجواهر المضية.
الشيخ أبو بكر الدمياطي في كتابه “إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين”.
وقد وردت هذه الأبيات في كتاب القيم للخطيب البغدادي.[1]
كيف كان يحفظ العلماء
الثمرة في معرفة طريقة حفظ العلماء هو أن يصل المسلم إلى حفظ القرآن الكريم كله لدرجة أنه يستطيع الاستغناء عن حمل المصحف وأن يتم حفظه في الصدور، ولهذا فإن السؤال المطروح هنا كيف كان يحفظ العلماء؟… وما هي طريقتهم؟، فالطريقة التي سنذكرها في هذا المقال ليست بصعبة وهذا الأمر ليس بعسير، وإنما هذه طريقة مستحدثة ولكنها مستوحاه من طريقة السلف الصالح في الحفظ، وتعتمد هذه الطريقة على ثلاثة أمور تتجلى في:
التكرار المكثف.
الربط .
المراجعة.
فقبل البدء بالحفظ والتكرار يجب سماع المحفوظ من أحد الشيوخ المجودين والمعروفين بضبط التجويد لديهم والأداء السليم، ثم يجب أن يتم الحفظ بمقدار يومي بشرط أن يكون الحفظظ من أول الوجه إلى أول آية من الوجه الثاني لتشكيل الربط ما بين الآيات، أي ربط الوجه الأول مع الوجه الذي قبله، فعند الانتهاء من هذا المقدار العمل على إغلاق المصحف وتكرار المحفوظ منه أربعين مرة، وإذا استصعب التكرار لهذا العدد من المرات يبدأ الحافظ بالتكرار 20 مرة ومن ثم يزيدهم تدريجيًا، فقد قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي أنه قال له رجل: “إنا ننسى الحديث”، فقال له: “أيكم يرجع في حفظ حديث واحد 500 مرة”، فهنا نلاحظ أن التكرار 40 مرة ليست بكثير ولا تأخذ الكثير من الجهد، ويجدر بنا التنويه أن التكرار لا يكون أثناء الحفظ وإنما بعد الإتقان والضبط.