Şøķåŕą
03-11-2022, 05:59 PM
عن ابن عباس أنَّه قيل له أنَّ قومًا من هذه الأمّة يزعمون أنَّ العبد قد يذنب فيُحْرَم به الرّزق، فقال ابن عباس: فوالّذي لا إله غيره لهذا أنور في كتاب الله من الشّمس الضّاحية ذكره الله سبحانه في سورة: ﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ ، أنَّه كان شيخ كانت له جنة وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتّى يعطي كلّ ذي حقّ حقّه، فلمّا قُبِض الشّيخ وورثه بنوه وكان له خمسة من البنين فحملت جنّتهم في تلك السّنة الّتي هلك فيها أبوهم حملاً لم يكن حملته قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنّتهم بعد صلاة العصر، فأشرفوا على ثمره ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم، فلمّا نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إنَّ أبانا كان شيخًا كبيرًا قد ذهب عقله وخرف فهلمّوا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدًا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئًا حتّى نستغني وتكثر أموالنا، ثمّ نستأنف الصّنعة فيما يستقبل من السّنين المقبلة، فرضي بذلك منهم أربعة وسخط الخامس ولم يرض، فقال لهم أوسطهم: اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به فضربوه ضربًا مبرحًا، فلمًا أيقن الأخ أنَّهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارهًا لأمرهم غير طائع، فراحوا إلى منازلهم، ثمّ حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا ولم يقولوا إن شاء الله، فابتلاهم الله تعالى بذلك... وحال بينهم وبين ذلك الرّزق الّذي كانوا أشرفوا عليه.
وبينما هم نائمون بعث الله سبحانه نارًا أحاطت ببستانهم فأحرقته حتّى صار مسوّدًا كاللّيل المظلم، فلم يعد فيه شيء من الثّمر، وكأنّ ثمره قد قطع.
فلمّا أصبحوا نادى بعضهم بعضًا، وغدوا على بستانهم يريدون جني ثماره، فساروا مسرعين، وهم يتحدثون بصوت خافت كي لا يسمعهم فقير أو محتاج، وقد تعاهدوا أن لا يأخذ أحد منها شيئًا، خصوصًا الفقراء والمساكين، فلمّا وصلوا إلى جنتهم ورأوها على هذه الحال، قالوا: لقد ضللنا الطّريق وهذه ليست بجنّتنا، ثمّ إنَّهم استدركوا الأمر وعلموا أنَّها جنّتهم لكنّها قد احترقت والتهمت النّار ثمارها، عند ذلك أدركوا أنَّهم عوقبوا لمنعهم حقوق النّاس وحرمانهم الفقراء والمساكين من حقوقهم، وأيقنوا أنَّهم هم المحرومون واقعًا، ولقد كانوا غافلين عن هذا الأمر، فقال أوسطهم: ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ ﴾ فقالوا: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾، فقد ظلمنا أنفسنا إذ عزمنا على حرمان المساكين من حصتهم عند القطاف فحرمنا الله قطفها والانتفاع منها، ثمّ بدأ يلوم بعضهم بعضًا على ما فرط منهم وعلى غلوّهم في الظّلم وتجاوز الحدّ، وقد اعترفوا بذنبهم وطغيانهم، وتابوا إلى الله سبحانه وقالوا: لعلّ الله يخلف علينا ويولّينا خيرًا من الجنّة الّتي هلكت، وكانت هذه عبرة لجميع النّاس، يقول تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُواْ عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُواْ إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُواْ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [76] .
وبينما هم نائمون بعث الله سبحانه نارًا أحاطت ببستانهم فأحرقته حتّى صار مسوّدًا كاللّيل المظلم، فلم يعد فيه شيء من الثّمر، وكأنّ ثمره قد قطع.
فلمّا أصبحوا نادى بعضهم بعضًا، وغدوا على بستانهم يريدون جني ثماره، فساروا مسرعين، وهم يتحدثون بصوت خافت كي لا يسمعهم فقير أو محتاج، وقد تعاهدوا أن لا يأخذ أحد منها شيئًا، خصوصًا الفقراء والمساكين، فلمّا وصلوا إلى جنتهم ورأوها على هذه الحال، قالوا: لقد ضللنا الطّريق وهذه ليست بجنّتنا، ثمّ إنَّهم استدركوا الأمر وعلموا أنَّها جنّتهم لكنّها قد احترقت والتهمت النّار ثمارها، عند ذلك أدركوا أنَّهم عوقبوا لمنعهم حقوق النّاس وحرمانهم الفقراء والمساكين من حقوقهم، وأيقنوا أنَّهم هم المحرومون واقعًا، ولقد كانوا غافلين عن هذا الأمر، فقال أوسطهم: ﴿ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ ﴾ فقالوا: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾، فقد ظلمنا أنفسنا إذ عزمنا على حرمان المساكين من حصتهم عند القطاف فحرمنا الله قطفها والانتفاع منها، ثمّ بدأ يلوم بعضهم بعضًا على ما فرط منهم وعلى غلوّهم في الظّلم وتجاوز الحدّ، وقد اعترفوا بذنبهم وطغيانهم، وتابوا إلى الله سبحانه وقالوا: لعلّ الله يخلف علينا ويولّينا خيرًا من الجنّة الّتي هلكت، وكانت هذه عبرة لجميع النّاس، يقول تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُواْ عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ (24) وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُواْ إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُواْ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ﴾ [76] .