Şøķåŕą
03-07-2022, 06:06 PM
تخريج حديث: دِباغُ الْأدِيمِ ذكاتُهُ
رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دِباغُ الْأدِيمِ ذكاتُهُ». (1/ 94).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
ووافقه الذهبي، وابن الملقن، وابن حجر.
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 609): «قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وصححه أبو حاتم ابن حبان أيضا؛ فإنه أخرجه في «صحيحه»، وهو كما قالا؛ وأعله أبو بكر الأثرم، فقال في «ناسخه ومنسوخه»: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لا أدري من هو الجون بن قتادة. وقال أبو طالب: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن جون بن قتادة، فقال: لا نعرفه. قلت: يروي غير هذا الحديث؟ قال: لا. يعني حديث الدباغ.
قلت [ابن الملقن]: هو جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة التميمي، بصري، قال فيه علي بن المديني: إنه معروف، لم يرو عنه غير الحسن - إلى أن قال -: قول علي بن المديني: إنه معروف، وتوثيق ابن حبان له، ورواية جماعة عنه، ذلك رافع للجهالة العينية والحالية» اهـ.
وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 80): «إسناده صحيح، وقال أحمد: «الجون لا أعرفه»، وقد عرفه غيره؛ عرفه علي بن المديني، وروى عنه الحسن، وقتادة» اهـ.
قلت: عرفه ابن المديني ولم يذكره بجرح ولا تعديل.
وقال الإمام أحمد كما في «الجرح والتعديل» (2/ 542): «لا أعرفه».
وقال ابن دقيق العيد في «الإمام» (1/ 320): «وعلل الأثرم هذه الرواية فيما وجدته في «ناسخه ومنسوخه»، وحكى أنه سمع أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لا أدري من هو الجون بن قتادة» اهـ.
وقال الترمذي في «العلل الكبير» عقب روايته للحديث: «ولا أعرف لجون بن قتادة غير هذا الحديث، ولا أدري من هو».
وأما استدلال الحافظ بأنه قد روى عنه الحسن وقتادة، فاستدلال في غير محله؛ وذلك لأن الحسن روى عنه بالعنعنة، والحسن مدلس.
وأما رواية قتادة، فلم أقف عليها، ولكن المزي قد ضعف أمرها في «التهذيب» (5/ 163)، فقال: «روى عنه الحسن البصري، وقتادة إن كان محفوظا، وقرة بن الحارث البصري».
وقال ابن المديني كما في «تاريخ دمشق» (11/ 336): «لم يرو عنه إلا الحسن».
وأما معرفة ابن المديني له؛ كما ذكره ابن الملقن، وابن حجر، وغيرهما، فلا يفيده؛ وذلك أن ابن المديني قد عده من المجهولين في موضع آخر؛ فقد روى ابن عساكر في «تاريخه» (11/ 336)، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: «حدث سلمة بن محبق أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء في غزوة تبوك، فقال: رواه قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة. وجون هذا معروف، وجون لم يرو عنه غير الحسن؛ إلا أنه معروف. وقال علي في موضع آخر: روى جون عن الزبير. وسئل في موضع آخر عن شيوخ الحسن المجهولين، فذكرهم، وذكر فيهم جون بن قتادة» اهـ.
ويُجمع بين قولي ابن المديني: بأنه عرف عينه، ولم يُعرف حاله، وقول ابن الملقن: «قول علي بن المديني: إنه معروف، وتوثيق ابن حبان له، ورواية جماعة عنه، ذلك رافع للجهالة العينية والحالية»، غير صحيح؛ فمعرفة ابن المديني لعينه لا يرفع عنه جهالة الحال، وهو لم يرو عنه جماعة، وإنما الثابت عنه رواية الحسن فقط، وتوثيق ابن حبان لا يفيده؛ لأن طريقة ابن حبان ذكر المجاهيل في كتابه «الثقات».
ثم في الإسناد أيضا عنعنة قتادة والحسن.
وتوبع قتادة؛ فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (7/ 46) (6341)، من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي، قال: حدثنا عمران القطان، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق، به.
• إبراهيم بن المستمر، صدوق يغرب.
• وعمران القطان، صدوق يهم.
وأخرجه أحمد (20067)، عن محمد بن جعفر، والطبراني في «الكبير» (7/ 47) (6343)، من طريق يزيد بن أبي زريع، كلاهما، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق.. لم يذكر جون بن قتادة، والحسن لم يسمع من سلمة بن المحبق.
[1] عند أحمد في هذا الموضع: «عن الحسن، عن رجل قد سماه»، وهذا الرجل هو جَوْن بن قتادة؛ كما صُرِّح به في المواضع الأخرى.
[2] قال ابن دقيق العيد في «الإمام» (1/ 320): «المُحبَّق: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الباء الموحدة المفتوحة» اهـ.
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 612): «تقدم أن باء المحبِّق مكسورة. قال ابن ناصر: وهو الصواب؛ لأنه حبق، فلُقِّب بذلك. وقال الشيخ زكي الدين المنذري في «حواشي السنن»: بعض أهل العلم يكسر الباء، وأصحاب الحديث يفتحونها. واقتصر الشيخ تقي الدين في كتابه «الإمام» على الفتح، لكن قال ابن الجوزي في كتاب «كشف النقاب عن الأسماء والألقاب»: أصحاب الحديث يفتحون الباء، وهو غلط؛ إنما هي مكسورة» اهـ.
رُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دِباغُ الْأدِيمِ ذكاتُهُ». (1/ 94).
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».
ووافقه الذهبي، وابن الملقن، وابن حجر.
قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 609): «قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، وصححه أبو حاتم ابن حبان أيضا؛ فإنه أخرجه في «صحيحه»، وهو كما قالا؛ وأعله أبو بكر الأثرم، فقال في «ناسخه ومنسوخه»: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لا أدري من هو الجون بن قتادة. وقال أبو طالب: سألته - يعني أحمد بن حنبل - عن جون بن قتادة، فقال: لا نعرفه. قلت: يروي غير هذا الحديث؟ قال: لا. يعني حديث الدباغ.
قلت [ابن الملقن]: هو جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة التميمي، بصري، قال فيه علي بن المديني: إنه معروف، لم يرو عنه غير الحسن - إلى أن قال -: قول علي بن المديني: إنه معروف، وتوثيق ابن حبان له، ورواية جماعة عنه، ذلك رافع للجهالة العينية والحالية» اهـ.
وقال الحافظ في «التلخيص» (1/ 80): «إسناده صحيح، وقال أحمد: «الجون لا أعرفه»، وقد عرفه غيره؛ عرفه علي بن المديني، وروى عنه الحسن، وقتادة» اهـ.
قلت: عرفه ابن المديني ولم يذكره بجرح ولا تعديل.
وقال الإمام أحمد كما في «الجرح والتعديل» (2/ 542): «لا أعرفه».
وقال ابن دقيق العيد في «الإمام» (1/ 320): «وعلل الأثرم هذه الرواية فيما وجدته في «ناسخه ومنسوخه»، وحكى أنه سمع أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: لا أدري من هو الجون بن قتادة» اهـ.
وقال الترمذي في «العلل الكبير» عقب روايته للحديث: «ولا أعرف لجون بن قتادة غير هذا الحديث، ولا أدري من هو».
وأما استدلال الحافظ بأنه قد روى عنه الحسن وقتادة، فاستدلال في غير محله؛ وذلك لأن الحسن روى عنه بالعنعنة، والحسن مدلس.
وأما رواية قتادة، فلم أقف عليها، ولكن المزي قد ضعف أمرها في «التهذيب» (5/ 163)، فقال: «روى عنه الحسن البصري، وقتادة إن كان محفوظا، وقرة بن الحارث البصري».
وقال ابن المديني كما في «تاريخ دمشق» (11/ 336): «لم يرو عنه إلا الحسن».
وأما معرفة ابن المديني له؛ كما ذكره ابن الملقن، وابن حجر، وغيرهما، فلا يفيده؛ وذلك أن ابن المديني قد عده من المجهولين في موضع آخر؛ فقد روى ابن عساكر في «تاريخه» (11/ 336)، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن البراء، قال: قال علي بن المديني: «حدث سلمة بن محبق أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء في غزوة تبوك، فقال: رواه قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة. وجون هذا معروف، وجون لم يرو عنه غير الحسن؛ إلا أنه معروف. وقال علي في موضع آخر: روى جون عن الزبير. وسئل في موضع آخر عن شيوخ الحسن المجهولين، فذكرهم، وذكر فيهم جون بن قتادة» اهـ.
ويُجمع بين قولي ابن المديني: بأنه عرف عينه، ولم يُعرف حاله، وقول ابن الملقن: «قول علي بن المديني: إنه معروف، وتوثيق ابن حبان له، ورواية جماعة عنه، ذلك رافع للجهالة العينية والحالية»، غير صحيح؛ فمعرفة ابن المديني لعينه لا يرفع عنه جهالة الحال، وهو لم يرو عنه جماعة، وإنما الثابت عنه رواية الحسن فقط، وتوثيق ابن حبان لا يفيده؛ لأن طريقة ابن حبان ذكر المجاهيل في كتابه «الثقات».
ثم في الإسناد أيضا عنعنة قتادة والحسن.
وتوبع قتادة؛ فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» (7/ 46) (6341)، من طريق إبراهيم بن المستمر العروقي، قال: حدثنا عمران القطان، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبق، به.
• إبراهيم بن المستمر، صدوق يغرب.
• وعمران القطان، صدوق يهم.
وأخرجه أحمد (20067)، عن محمد بن جعفر، والطبراني في «الكبير» (7/ 47) (6343)، من طريق يزيد بن أبي زريع، كلاهما، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سلمة بن المحبق.. لم يذكر جون بن قتادة، والحسن لم يسمع من سلمة بن المحبق.
[1] عند أحمد في هذا الموضع: «عن الحسن، عن رجل قد سماه»، وهذا الرجل هو جَوْن بن قتادة؛ كما صُرِّح به في المواضع الأخرى.
[2] قال ابن دقيق العيد في «الإمام» (1/ 320): «المُحبَّق: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الباء الموحدة المفتوحة» اهـ.
وقال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 612): «تقدم أن باء المحبِّق مكسورة. قال ابن ناصر: وهو الصواب؛ لأنه حبق، فلُقِّب بذلك. وقال الشيخ زكي الدين المنذري في «حواشي السنن»: بعض أهل العلم يكسر الباء، وأصحاب الحديث يفتحونها. واقتصر الشيخ تقي الدين في كتابه «الإمام» على الفتح، لكن قال ابن الجوزي في كتاب «كشف النقاب عن الأسماء والألقاب»: أصحاب الحديث يفتحون الباء، وهو غلط؛ إنما هي مكسورة» اهـ.