تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث : ( مَنْ يتكفل لِي ألا يسأل الناس شيئا وأتكفل لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ )


بنت الشام
03-02-2022, 02:42 PM
شرح حديث : ( مَنْ يتكفل لِي ألا يسأل الناس شيئا وأتكفل لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ )




182011






السؤال




أسأل عن حديث جاء في صحيح البخاري ، روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال

( مَنْ يَكْفُلُ لِي أَنْ لَا يَسْأَلَ النَّاسَ شَيْئًا وَأَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ )

فما الذي يعنيه الحديث ؟

هل سؤال الأب والأم للمساعدة أو المعلم أو الزميل أو صاحب المحل ،

هل كل هؤلاء يدخلون ضمن الحديث ؟



نص الجواب





الحمد لله

الحديث المذكور لم أجده في صحيح البخاري ،

ولم أجد من عزاه إليه ، وفي معناه أحاديث ،

منها :

ما رواه مسلم في صحيحه (1043) عن عوف بن مالك الأشجعي قال:

" كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة ، فقال :

( ألا تبايعون رسول الله ؟ ) ، وكنا حديث عهد ببيعة ،

فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال : ( ألا تبايعون رسول الله ؟ ) ،

فقلنا : قد بايعناك يا رسول الله ، ثم قال: ( ألا تبايعون رسول الله ؟ ) ،

قال : فبسطنا أيدينا وقلنا : قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك ؟

قال : ( على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، والصلوات الخمس ، وتطيعوا )

وأسر كلمة خفية : ( ولا تسألوا الناس شيئاً ) ،

فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحداً يناوله إياه ".

وظاهر هذا الحديث أنه عام في كل مسؤول ،

لأن قوله صلى الله عليه وسلم : ( شيئا ) غير محدد ولا مخصص ،

بل هو نكرة ، ومن المقرر في علم الأصول : أن النكرة في سياق النهي تفيد العموم .




قال النووي في " شرح مسلم " (7/132) :

" فيه التمسك بالعموم ؛ لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه ، وفيه الحث على التنزيه عن جميع ما يسمى سؤالا وإن كان حقيرا والله أعلم " انتهى .

وترك سؤال الناس مطلقا ، أمر لا يطيقه كل الناس ، لذلك لم يبايع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصحابة عليه ، ولم يأمرهم به ، وقد استنبط بعض العلماء ذلك من إسراره صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة .




قال الأبي في " شرح مسلم " (2/173) :

" الذي يترجح أنها لا ترجع إلى التكليف ، وإلا لوقع بيانها لوجوب التبليغ عليه صلى الله عليه وسلم " انتهى .




قال العيني في " شرح سنن أبي داود " (6/393) :

" قوله : ( وأسر كلمة خفية ) يشبه أن يكون صلى الله عليه وسلم أسر النهي عن السؤال ، ليخص به بعضهم دون بعضه ولا يعمهم بذلك ؛ لأنه لا يمكن العموم ، إذ لا بد من السؤال ، ولا بد من التعفف ، ولا بد من الغنى ، ولا بد من الفقر ، وقد قضى الله تبارك وتعالى بذلك كله ، فلا بد أن ينقسم الخلق إلى الوجهين " انتهى .




وجاء في معنى حديث عوف بن مالك : حديثُ ثوبان رضي الله عنه ،

أن النبي صلى الله عليه وسم قال : ( مَنْ يَتَقَبَّلُ – وفي رواية يتكفل - لِي بِوَاحِدَةٍ وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ : ( لَا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا ) فَكَانَ ثَوْبَانُ يَقَعُ سَوْطُهُ وَهُوَ رَاكِبٌ ، فَلَا يَقُولُ لِأَحَدٍ نَاوِلْنِيهِ حَتَّى يَنْزِلَ فَيَتَنَاوَلَهُ . رواه أبو داود (1450) وغيره ، وصححه الألباني .

فهذا ثوبان رضي الله عنه فهم عموم هذا الأمر ، فكان لا يسأل أحدا أن يناوله السوط .




قال الآبادي في " عون المعبود " (5/39)

في شرح قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأتكفل له بالجنة ) :

" أي أوَّلا من غير سابقة عقوبة ، وفيه إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة " انتهى .

وقيده بعض أهل العلم بطلب الحاجات من الناس ، أو طلب أموالهم ؛ قال السندي في حاشيته على النسائي (1/564) : " ( لا تسأل الناس شيئا ) أي من مالهم ، وإلا فطلب ماله عليهم لا يضر والله أعلم " انتهى .




فهذه الأحاديث عامة في كل مسؤول ، ومن أراد تحصيل ما فيها من الأجر العظيم ، وهو تكفل النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة ، فليترك سؤال الناس في القليل والكثير ، والجليل والحقير ، وليس ذلك واجبا ، ولكنه من الكمالات ، وليس كل الناس يستطيع فعله .




قال القرطبي في " المفهم " (3/86) :

" وأخذه صلى الله عليه وسلم على أصحابه في البيعة ألا يسألوا أحدا شيئا : حملٌ منه على مكارم الأخلاق ، والترفع عن تحمل منة الخلق ، وتعليم الصبر على مضض الحاجات ، والاستغناء عن الناس ، وعزة النفوس ، ولمَّا أخذهم بذلك التزموه في جميع الأشياء وفي كل الأحوال ، حتى فيما لا تلحق فيه منة ؛ طردا للباب ، وحسما للذرائع " انتهى .

إلا أن ذلك ـ أيضا ـ مقيد بغير حالة الضرورة ، فما لم يضطر المرء إلى سؤاله : لم يسأله ، وما دفعته الضرورة إليه ، فلا حرج عليه في سؤاله .




قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" مَسْأَلَةُ الْمَخْلُوقِ " مُحَرَّمَةً فِي الْأَصْلِ وَإِنَّمَا أُبِيحَتْ لِلضَّرُورَةِ وَفِي النَّهْيِ عَنْهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/182) .

والله أعلم .

мя Зάмояч
03-02-2022, 06:29 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

محمد المقاول
03-02-2022, 07:59 PM
شكرا على مجهودك الكبير عيوني
بارك الله فيك
تحياتي وودي مع التقدير:f10::f10::f10:

Şøķåŕą
03-03-2022, 06:35 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

بنت الشام
03-03-2022, 08:33 AM
منورين كل الشكر لكم

فرآشه ملآئكيه
03-03-2022, 09:55 AM
انتقاءك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

نزف القلم
03-03-2022, 10:10 AM
جزاك الله خير ونفع بك .‘
وجعله في موآزين حسنآتك ..
ورفع به درجآتك على هذآ الطرح القيم ..‘
لا حرمنآالله توآجدك ..
نزف القلم

- سمَـا.
03-03-2022, 10:47 AM
-












أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن :f17:.

بنت الشام
03-03-2022, 02:41 PM
بشكركن علي المرور

رحيل
03-04-2022, 03:59 AM
جزاكم الله خير الجزاء
اثابكم ع ماقدمتموه
بوركت الجهود



:103:

بنت الشام
03-04-2022, 08:27 AM
يسسلمو علي المرور

♡ Šąɱąя ♡
03-05-2022, 12:54 AM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

بنت الشام
03-05-2022, 05:39 PM
بشكركن علي المرور:kf1:

نور القمر
03-06-2022, 01:49 PM
تسلم أيدك ع الطرح المميز

بانتظارجديدك بكل شوق

ودي وشذى الورد

خالد الشاعر
03-08-2022, 05:29 PM
أثابكِ الله الأجر
وأسعد قلبكِ في الدنيا والآخرة
دمتى بحفظ الرحمن

بنت الشام
03-08-2022, 05:47 PM
يسسلمو علي المرور:52:

رحيل
02-17-2023, 04:31 PM
جزاك الله خيـر
وجعله في موازين حسناتك
آنآر الله قلبك بالآيمآن وطآعة الرحمـَن
دمتي بحفظ البآري

Şøķåŕą
04-24-2023, 07:26 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.