نزف القلم
02-22-2022, 02:21 PM
{ إنَّ ناشِئَةَ اللّيل } أي كلّ ما يَنشأ من أوقاتِ اللّيل .. و َعبَّرَ القرآنُ بالمُفردة القرآنية { ناشِئَةَ } إذ المَحَ للمعنى الخَفيّ ؛ حيثُ ناشِئَةَ اللّيل تُنشؤكَ و تُربّيك كأنَّكَ طفلُ اللّيل الوَليد ..
تَنشأ أزمِنَةُ اللّيل زَمَناً زَمَناً لتَنشىء في عُمرك أوسِمَةً تتهيّءُ لِزمنِ الفِردوس الأعلى ..
بعضُ القومِ يسيلَ عُمرهم في اللّيل و النَّهار و أنت تَلِدُ كلّ ليلةٍ الفَ حياة ؛ يبعثُكَ ربُّك بعدها { مقاماً محموداً }
لقد وصّف القرآن اللّيل بأنّهُ { أشّدُ وطئَاً } أي أثقلُ على النّفس .. و في معنىً آخر أثبتُ في صناعة الخير
رُبّما كان هذا بعضاً من معنى قول العلماء أن الصّوت يُعيدٌ بِناءَ الخلايا من الداخل .. أو ربّما برمجتها ؛ إذ يتفاعلُ الدّاخل الإنسانيّ مع ذَبذبات الإيقاعِ و التّرتيل .
و أنَّ إيقاع الكلمةِ ينغمسُ في الخليّة فيُشكِّلُها و يُنشِؤُها كطفلٍ يشتدّ على غناء أُمّه
هكذا إذن يبدو المعنى .. حيث يُمسك القرآن كل كَلِمة مَتلوَّة من صوتِك فيملَؤُها حواراً في داخلك .. و يخلِقُ بها أحاسيسَكَ و أفكارك و يصنَعُك من جديد .
تنغمرُ الرّوح في قيام الليل في عُذوبةٍ عجيبة ؛ حتى كأنّها تتوسَّلُ لنهاية اللّيل أن لا يأتِ ..
فثمةُ سقي لا تكون إلا في هدأه الليل
ماذا يصنعُ القرآن و هو يسحَبُك من فِراشك و لذيذِ اختيارك ! .. إنّه يصنعُ الإنسانَ الجديد ..
و ما أشقّ أن تصنع إنساناً
بل ما أشقّ أن تكونَ إنساناً .
ما أشقّ أن تُطيق نفسك البشرية حَملَ { فُجورَها و تقواها } بكلّ تناقُضِها ..
ما أشقّ ان تمتَلِكَ القرارَ للاختيارِ بين شحوبِ اللّيل و بين شُعلَةِ النّور الأبديّة
ما أشقّ الإختيار بين شهوتك التي تَلتَهِمُك و بين لحظةِ الشّوق في روحَك الى طيّفٍ رَفيف ينبِضُ نوراً يمسحُ عنكً أثقالاً ؛ تغيبُ به في دندنَةِ الملأ الأعلى ..
ما أشقّ أن تقدر أن تبكي على ظلامِ قلبِكَ حتى يُضيء
أن تقدِرَ أن لا تودِعَ قلبك في غير خزائن السّماء
يا هذا .. شقيٌّ من يَهَبُ قلبه لغير الله .. شقيٌّ من يَرهَنُ قُلبه لغير الله ..
هاهو سبحانه في قيام الليل يعلِّمُكَ الإرادةَ و يعلِّمكَ كيف تمتَلِكُ بها الحريّة التي توقِفُكَ على المسؤولية ..
هاهو يَهبك ريشةً تمحو بها اعوجاجَك .. تكتبُ بها اختياراتك .. ترسم بها ألوانَ سعيِك
يفرضُ القيامَ على محمّد و أصحابه عاماً كاملاً ؛ فهذه هي التَهيئة الجادّة للتكليف الآتي { إنّا سنُلقي عليك قولاً ثقيلاً }
فالرّسالة تحتاجُ مثل شخص - يحيى - حتى يتقبّل الأمر { خُذ الكِتاب بقوّة } ..
والشّريعةُ تحتاج { صبراً جميلاً } في تكاليفها لا يصنعهُ الا مدرسة { قُم اللّيل إلا قَليلاً } .
و لذلك كُلّه كان من دَيدَن بعض الصالحين أنّه اذ ابتدأَ الطّريق أخذَ نفسَهُ بالعزيمةِ في القيام و القرآن عاماً كاملاً ، يدرِّبُ نفسه لاحتمال القول الثّقيل
الكلم الطيب
تَنشأ أزمِنَةُ اللّيل زَمَناً زَمَناً لتَنشىء في عُمرك أوسِمَةً تتهيّءُ لِزمنِ الفِردوس الأعلى ..
بعضُ القومِ يسيلَ عُمرهم في اللّيل و النَّهار و أنت تَلِدُ كلّ ليلةٍ الفَ حياة ؛ يبعثُكَ ربُّك بعدها { مقاماً محموداً }
لقد وصّف القرآن اللّيل بأنّهُ { أشّدُ وطئَاً } أي أثقلُ على النّفس .. و في معنىً آخر أثبتُ في صناعة الخير
رُبّما كان هذا بعضاً من معنى قول العلماء أن الصّوت يُعيدٌ بِناءَ الخلايا من الداخل .. أو ربّما برمجتها ؛ إذ يتفاعلُ الدّاخل الإنسانيّ مع ذَبذبات الإيقاعِ و التّرتيل .
و أنَّ إيقاع الكلمةِ ينغمسُ في الخليّة فيُشكِّلُها و يُنشِؤُها كطفلٍ يشتدّ على غناء أُمّه
هكذا إذن يبدو المعنى .. حيث يُمسك القرآن كل كَلِمة مَتلوَّة من صوتِك فيملَؤُها حواراً في داخلك .. و يخلِقُ بها أحاسيسَكَ و أفكارك و يصنَعُك من جديد .
تنغمرُ الرّوح في قيام الليل في عُذوبةٍ عجيبة ؛ حتى كأنّها تتوسَّلُ لنهاية اللّيل أن لا يأتِ ..
فثمةُ سقي لا تكون إلا في هدأه الليل
ماذا يصنعُ القرآن و هو يسحَبُك من فِراشك و لذيذِ اختيارك ! .. إنّه يصنعُ الإنسانَ الجديد ..
و ما أشقّ أن تصنع إنساناً
بل ما أشقّ أن تكونَ إنساناً .
ما أشقّ أن تُطيق نفسك البشرية حَملَ { فُجورَها و تقواها } بكلّ تناقُضِها ..
ما أشقّ ان تمتَلِكَ القرارَ للاختيارِ بين شحوبِ اللّيل و بين شُعلَةِ النّور الأبديّة
ما أشقّ الإختيار بين شهوتك التي تَلتَهِمُك و بين لحظةِ الشّوق في روحَك الى طيّفٍ رَفيف ينبِضُ نوراً يمسحُ عنكً أثقالاً ؛ تغيبُ به في دندنَةِ الملأ الأعلى ..
ما أشقّ أن تقدر أن تبكي على ظلامِ قلبِكَ حتى يُضيء
أن تقدِرَ أن لا تودِعَ قلبك في غير خزائن السّماء
يا هذا .. شقيٌّ من يَهَبُ قلبه لغير الله .. شقيٌّ من يَرهَنُ قُلبه لغير الله ..
هاهو سبحانه في قيام الليل يعلِّمُكَ الإرادةَ و يعلِّمكَ كيف تمتَلِكُ بها الحريّة التي توقِفُكَ على المسؤولية ..
هاهو يَهبك ريشةً تمحو بها اعوجاجَك .. تكتبُ بها اختياراتك .. ترسم بها ألوانَ سعيِك
يفرضُ القيامَ على محمّد و أصحابه عاماً كاملاً ؛ فهذه هي التَهيئة الجادّة للتكليف الآتي { إنّا سنُلقي عليك قولاً ثقيلاً }
فالرّسالة تحتاجُ مثل شخص - يحيى - حتى يتقبّل الأمر { خُذ الكِتاب بقوّة } ..
والشّريعةُ تحتاج { صبراً جميلاً } في تكاليفها لا يصنعهُ الا مدرسة { قُم اللّيل إلا قَليلاً } .
و لذلك كُلّه كان من دَيدَن بعض الصالحين أنّه اذ ابتدأَ الطّريق أخذَ نفسَهُ بالعزيمةِ في القيام و القرآن عاماً كاملاً ، يدرِّبُ نفسه لاحتمال القول الثّقيل
الكلم الطيب