رحيل
02-21-2022, 07:49 PM
الجواب:
وبارك الله فيك
المقصود بالأيدي في مثل هذه القول هي الآلاء والـنِّـعَـم ، كما في قوله تعالى : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) والمقصود هنا : بقوة وقُدرة . وليس هذا فراراً من إثبات صفة اليد لله عز وجلّ .
وكما في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ) والمقصود بالأيدي هنا القوة في الطاعة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالأيدي القوة في طاعة الله ، والأبصار البصائر في الدِّين .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ : فالأيدي القوة والعزائم في تنفيذ أمر الله .
وكما في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
ويُقال : فلان له على فلان أيادي بيضاء ، أي نِعم كثيرة واضحة ، وليس المقصود كثرة الأيدي ولا البياض المعروف .
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي :
إذا قال فلان : لِي يَد وعضد وناصر ، عَلِمنا أن فلانا لا يمكنه أن يكون نفس يده عُضْوه ولا عضده ، فإنما عني به الـنُّصرة والمعونة والتقوية ، فإذا قال : ضربني فلان بيده ، وأعطاني الشيء بيده وكتب لي بيده ؛ استحال أن يقال : ضربني بنعمته ، وعَلِم كل عالم بالكلام أنها اليد التي بها يضرب وبها يكتب وبها يعطي لا النعمة ، كما قال الله تعالى : (أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ) أي أولي البصر والعقول بِدِين الله ، لأن كل الناس أولي أيدي وأبصار ، فلما خص هؤلاء الأنبياء بها عَلِم كل عالم أنها ليست بالأيدي التي يضرب بها ويكتب ، لما أن الناس كلهم أولو أيدي وأبصار التي هي الجوارح . اهـ .
وأما قوله تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) فهذا لا يُمكن تأويله بالنعمة ولا بالقدرة لأنها لا تُثنَّـى ، وإنما نُثبِت لله ما أثبته من اليدين ، كما قال أهل السنة ، وهو معتقد سلف هذه الأمة .
وكان علماؤنا يَكرهون التعمّق في هذا الباب ، لأن المتعمّق فيه المبالِغ في السؤال يُخشى عليه من الزلل ، وليبقَى تعظيم الله في نفسه ، بخلاف ما إذا أكثَر الخوض في هذا الباب .
ومع ذلك نثبت ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات ، من غير تمثيل ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف .
فنثبِت الوجه واليدين والقَدَم والعين وسائر الصفات ، مما جاء في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسكت عما سُكِت عنه .
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أخبار الدجَّال : وإن ربكم ليس بأعور . رواه البخاري ومسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا . رواه مسلم .
وإثبات الصفات مما جاء في النصوص ، وهو ثابت عقلاً .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) :
وَصَفَ الله تعالى نفسه بأنه سميع بصير ، يَسمَع ويَرى ، كما قال تعالى : (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ، فهذا طريق السمع والعقل يَدلّ على ذلك ، فإن انتفاء السمع والبصر يَدلّ على نقيضيهما من العمى والصمم ، إذ المحلّ القابل للضدِّين لا يخلو من أحدهما ، وهو تعالى مُقَدَّس عن النقائص ، ويستحيل صدور الأفعال الكاملة من الْمُتَّصِف بالنقائص ، كخلق السمع والبصر ممن ليس له سمع ولا بصر ، وأجمعت الأمة على تَنْزِيهه تعالى عن النقائص ، وهو أيضا دليل سمعي يُكتَفى به مع نص القرآن في مناظرة من تجمعهم كلمة الإسلام . جلّ الرب تبارك وتعالى عما يتوهّمه المتوهمون ، ويختلقه المفترون الكاذبون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون . اهـ .
وبارك الله فيك
المقصود بالأيدي في مثل هذه القول هي الآلاء والـنِّـعَـم ، كما في قوله تعالى : (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) والمقصود هنا : بقوة وقُدرة . وليس هذا فراراً من إثبات صفة اليد لله عز وجلّ .
وكما في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ) والمقصود بالأيدي هنا القوة في الطاعة ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فالأيدي القوة في طاعة الله ، والأبصار البصائر في الدِّين .
وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ : فالأيدي القوة والعزائم في تنفيذ أمر الله .
وكما في قوله تعالى : (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
ويُقال : فلان له على فلان أيادي بيضاء ، أي نِعم كثيرة واضحة ، وليس المقصود كثرة الأيدي ولا البياض المعروف .
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر المريسي :
إذا قال فلان : لِي يَد وعضد وناصر ، عَلِمنا أن فلانا لا يمكنه أن يكون نفس يده عُضْوه ولا عضده ، فإنما عني به الـنُّصرة والمعونة والتقوية ، فإذا قال : ضربني فلان بيده ، وأعطاني الشيء بيده وكتب لي بيده ؛ استحال أن يقال : ضربني بنعمته ، وعَلِم كل عالم بالكلام أنها اليد التي بها يضرب وبها يكتب وبها يعطي لا النعمة ، كما قال الله تعالى : (أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ) أي أولي البصر والعقول بِدِين الله ، لأن كل الناس أولي أيدي وأبصار ، فلما خص هؤلاء الأنبياء بها عَلِم كل عالم أنها ليست بالأيدي التي يضرب بها ويكتب ، لما أن الناس كلهم أولو أيدي وأبصار التي هي الجوارح . اهـ .
وأما قوله تعالى : (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) فهذا لا يُمكن تأويله بالنعمة ولا بالقدرة لأنها لا تُثنَّـى ، وإنما نُثبِت لله ما أثبته من اليدين ، كما قال أهل السنة ، وهو معتقد سلف هذه الأمة .
وكان علماؤنا يَكرهون التعمّق في هذا الباب ، لأن المتعمّق فيه المبالِغ في السؤال يُخشى عليه من الزلل ، وليبقَى تعظيم الله في نفسه ، بخلاف ما إذا أكثَر الخوض في هذا الباب .
ومع ذلك نثبت ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات ، من غير تمثيل ولا تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف .
فنثبِت الوجه واليدين والقَدَم والعين وسائر الصفات ، مما جاء في كتاب الله أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسكت عما سُكِت عنه .
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أخبار الدجَّال : وإن ربكم ليس بأعور . رواه البخاري ومسلم .
وقوله عليه الصلاة والسلام : إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا . رواه مسلم .
وإثبات الصفات مما جاء في النصوص ، وهو ثابت عقلاً .
قال الإمام القرطبي في تفسير قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) :
وَصَفَ الله تعالى نفسه بأنه سميع بصير ، يَسمَع ويَرى ، كما قال تعالى : (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) ، فهذا طريق السمع والعقل يَدلّ على ذلك ، فإن انتفاء السمع والبصر يَدلّ على نقيضيهما من العمى والصمم ، إذ المحلّ القابل للضدِّين لا يخلو من أحدهما ، وهو تعالى مُقَدَّس عن النقائص ، ويستحيل صدور الأفعال الكاملة من الْمُتَّصِف بالنقائص ، كخلق السمع والبصر ممن ليس له سمع ولا بصر ، وأجمعت الأمة على تَنْزِيهه تعالى عن النقائص ، وهو أيضا دليل سمعي يُكتَفى به مع نص القرآن في مناظرة من تجمعهم كلمة الإسلام . جلّ الرب تبارك وتعالى عما يتوهّمه المتوهمون ، ويختلقه المفترون الكاذبون ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون . اهـ .