تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير الربع الأخير من سورة الأنبياء


Şøķåŕą
02-14-2022, 08:32 PM
تفسير الربع الأخير من سورة الأنبياء


• الآية 83، والآية 84: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾ أي اذكر أيها الرسول - في هذا القرآن - خبر أيوب عليه السلام، حينَ ابتليناه بمرضٍ عظيم في جسده، وفَقَدَ ماله وولده، فصبر واحتسب الأجر عند الله تعالى، ونادى ربه - داعياً متضرعاً -: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ﴾ أي قد أصابني الضر، ﴿وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ أي أرحم بي مِن أبي وأمي ومِن كل راحم، فاكشف هذا الضر عني، ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ دعاءه ونداءه، ﴿فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ﴾ ورفعنا عنه البلاء، ﴿وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ﴾ أي: رزقناه أولاداً بعدد ما فَقَد (وزِدناه مِثلهم)، وكذلك أعطيناه مالاً كثيراً، (فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أنزل عليه جَرَاداً مِن ذهب) (انظر صحيح الجامع حديث رقم: 2863).



♦ وقد فَعَلْنا ذلك ﴿رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا﴾ بأيوب - بسبب صبره-﴿وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ يعني: وليكون قدوة للعابدين إذا أصابهم البلاء، فيَصبروا مِثله، ويَحتسبوا الأجر عند ربهم، ليُجازيهم بأحسن الجزاء في جنات النعيم، قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ).



• الآية 85، والآية 86:﴿وَ﴾ اذكر في القرآن ﴿إِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ﴾ ﴿كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ أي كل هؤلاء الأنبياء كانوا من الصابرين على طاعة الله تعالى، وعن معاصيه، وعلى أقداره، فبذلك استحقوا الثناء الجميل في القرآن الكريم، ﴿وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا﴾ بأنْ جعلناهم أنبياء، والسبب في ذلك: ﴿إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾: يعني إنهم كانوا مِمَّن صلح باطنهم وظاهرهم، فأطاعوا أمْر ربهم واجتنبوا نَهْيه.



• الآية 87، والآية 88:﴿وَذَا النُّونِ﴾ أي: واذكر - أيها الرسول - قصة صاحب الحوت، وهو يونس عليه السلام، ﴿إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا﴾ أي حين أرسله الله إلى قومه فدَعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بعذاب الله فلم يتوبوا، ولم يَصبر عليهم كما أمَرَه الله، وخَرَجَ مِن بينهم غاضبًا عليهم، مُغضِباً لربه، ﴿فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ أي ظَنّ أن الله لن يُضَيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، فابتلاه الله بشدة الضِيق والحبس، والتقمه الحوت في البحر ﴿فَنَادَى﴾ ربه ﴿فِي الظُّلُمَاتِ﴾ أي في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت: ﴿أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ﴾ أي لا معبودَ بحقٍ إلا أنت ﴿سُبْحَانَكَ﴾ يعني حاشاكَ أن تظلم، فإنّ هذا البلاء أستحقه بمعصيتي﴿إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾.



♦ واعلم أنّ هذا الذِكر كانَ غرضه الدعاء (وإن لم يُصَرِّح يونس عليه السلام بالطلب)، فقد اعترف بذنبه، وأثنى على ربه، وتوسَّل إليه بتوحيده، فكأنه قال بعد هذا الذِكر: (فنَجِّني يارب مِمّا أنا فيه)، ولذلك قال تعالى بعدها: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ أي استجبنا دعاءه ونداءه، ﴿وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ﴾: أي خلَّصناه مِن غَمّ حَبْسه في الظلمات، مع غَمّ نفسه بسبب ذنبه، ﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ العاملينَ بشرعنا (إذا تضرعوا إلينا بهذا الدعاء عند شدتهم).



• الآية 89، والآية 90:﴿وَ﴾ اذكر خبر ﴿زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ﴾ ليرزقه الذرية، فقال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا﴾: أي لا تتركني وحيدًا، لا وارثَ لي يقوم بأمر الدين مِن بعدي، ﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ يعني: وأنت خير مَن يَبقى ويَرث، ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ﴾ دعاءه ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى﴾ - رغم كِبَر سِنّه - ﴿وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ﴾: أي جعلنا زوجته صالحة للحمل والولادة بعد أن كانت عقيماً، ﴿إِنَّهُمْ﴾أي زكريا ويحيى ووالدته ﴿كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي﴾ فِعل ﴿الْخَيْرَاتِ﴾ - وهي كل عمل يُرضي اللهَ تعالى - ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾: أي كانوا يدعوننا راغبينَ فيما عندنا من النعيم، وخائفينَ مِمّا عندنا من العذاب، ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ أي خاضعينَ متواضعين، مُتذللين للهِ في عبادتهم.



♦ واعلم أنّ الخُشوع هو الذل والخوف من اللهِ تبارك وتعالى، فالخاشعون ذليلون مِن كَثرة النِعَم، وذليلون أيضاً من كثرة الذنوب، وهم الخائفون من المَلِك الجبار الذي سَيَحكم عليهم بجنة أو بنار.

• الآية 91، و الآية 92، والآية 93:﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ أي: واذكر - أيها الرسول - خبر مريم ابنة عِمران التي حَفظت فَرْجها من الحرام، ولم تفعل فاحشةً في حياتها، ﴿فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا﴾ (والمقصود بالروح هنا هو جبريل عليه السلام، الذي قال اللهُ عنه: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾، وقال عنه: ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾، فقد أرسل الله جبريل إلى مريم، فنَفخ في جَيْب ثيابها - وهو المكان الذي عند الرقبة - فوصلتْ النفخة إلى رَحِمِها، فخلق اللهُ بتلك النفخة عيسى عليه السلام، فحملتْ به من غير زوج، ﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ أي فكانت هي وابنها آيةً يَستدل بها الناس على قدرة الله تعالى.



♦ وقال الله تعالى للناس: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ يعني: إنّ هؤلاء الأنبياء جميعًا هم أئمتكم، إذ دينهم واحد، وهو الإسلام (الذي هو الاستسلام والانقياد والخضوع لأوامر الله تعالى، وعبادته وحده بما شَرَع) ﴿وَأَنَا رَبُّكُمْ﴾ أي خالقكم ورازقكم ومُدَبّر أمْركم، فلذلك لا يَستحق العبادة غيري ﴿فَاعْبُدُونِ﴾ أي اعبدوني أيها الناس ولا تشركوا بي أحداً مِن خَلقي، ﴿وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ﴾ أي: ولكنّ الناس اختلفوا بعد هؤلاء الأنبياء، وجعلوا دينهم مَذاهب تُعادي بعضها بعضاً، وأصبحوا فِرقاً وأحزاباً، وعبدوا المخلوقات والأهواء، و ﴿كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ﴾: أي كلهم راجعونَ إلينا ومُحاسَبونَ على أفعالهم، (ومِن ذلك تقطيعهم للإسلام إلى مِلَل مختلفة، كاليهودية والنصرانية وغيرهما).



• الآية 94: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ﴾ - بإخلاصٍ لله تعالى وعلى النحو الذي شرعه - ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ بالله ورُسُله، وبما أخبرت به الرُسُل من الغيب: ﴿فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ﴾ أي لا نُكرانَ لعمله، (والمعنى أننا لن نُضيع عمله ولن نُبطله، بل نَجزيه عليه أحسن الجزاء) ﴿وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ﴾ أي: وسيَجد هذا العمل مُثبَتٌ في كتابه يوم القيامة، لأن الملائكة تكتب أعماله الصالحة بأمر الله لهم، وسيُجزَى بها في جنات النعيم.



• الآية 95:﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ يعني: ولقد حَرَّمَ الله على أهل القرى - التي أهلكها بسبب كُفرهم وظُلمهم - فأولئك حَرَّمَ الله عليهم رجوعهم إلى الدنيا ليتداركوا أعمالهم السيئة بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح، فقد فات أوان ذلك، وليس لهم إلا الحسرة والندم والعذاب والصراخ.



• من الآية 96 إلى الآية 100: ﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ﴾: أي حتى إذا أَذِنَ الله بفتح سد قبيلتَي يأجوج ومأجوج (وهما قبيلتان عظيمتان موجودتان وراء السد الذي بناه ذو القرنين، والذي سيُفتَح عند اقتراب الساعة)، ﴿وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ أي: وحينئذٍ سيَخرجون مُسرعين من كل المرتفعات (وهي الجبال الموجودة بالقرب من أراضيهم) ليأكلوا ويُدَمِّروا.



♦ والراجح أنّ كلمة (حَتَّى) - المذكورة في أول الآية - مرتبطة بالآية التي قبلها، لأنّ امتناع رجوع الأمم الهالكة إلى الدنيا لا يزول حتى تقوم القيامة، ثم يُرجَعونَ إلى ربهم للحساب.



﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ أي: وحينئذٍ يكون يوم القيامة قد اقترب وظهرت علاماته وأهواله ﴿فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: يعني فإذا بأبصار الكفار مفتوحة مِن شدة الفزع، لا تكاد تَطْرِف، وهم يقولون: ﴿يَا وَيْلَنَا﴾ يعني يا هلاكنا ﴿قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾ أي كنا غافلين عن الاستعداد لهذا اليوم ﴿بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ (فاعترفوا بذنبهم حيث لا ينفعهم الاعتراف).



♦ وقال الله للمشركين:﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ - مِمَن رَضِيَ بعبادتكم له - ﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾ أي حَطَبها الذي تُوقَد به، ﴿أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾: يعني أنتم ومعبوداتكم الباطلة داخلونَ في جهنم جميعاً،و﴿لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ﴾ الذين عبدتموهم من دون الله تعالى ﴿آَلِهَةً﴾ تستحق العبادة: ﴿مَا وَرَدُوهَا﴾: أي ما دخلوا النار معكم أيها المشركون، ﴿وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ أي: كُلٌّ من العابدين والمعبودين - الذين رضوا بعبادتهم - خالدون جميعاً في نار جهنم ﴿لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ﴾ أي لهم في النار آلامٌ شديدة يدل عليها زفيرهم (وهو التنفس والأنين الشديد)، إذ كلما أصاب العذاب أجسادهم، صرخوا من شدة الألم، ﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ﴾ يعني: وهُم في النار لا يَسمعون، وذلك مِن فظاعة العذاب الذي يُلهِبُ أجسادهم، ولكثرة الصُراخ وشدة الأصوات (نسأل الله العافية).



• من الآية 101 إلى الآية 104:﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾: يعني إن الذين كَتَبَ الله أنهم من أهل الجنة - بسبب إيمانهم وعملهم الصالح - ﴿أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ أي مُبعَدون عن النار، فلا يدخلونها، ولا يكونون قريبًا منها، و﴿لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا﴾: أي لا يَسمعون صوت لهيبها واحتراق الأجساد فيها، فقد سكنوا منازلهم في الجنة ﴿وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ﴾ - مِن نَعيمها ولَذّاتها - ﴿خَالِدُونَ﴾،﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾: أي لا يُقلِقهم الهول العظيم يوم القيامة، بل يَخرجون من قبورهم آمنينَ غير خائفين، ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ﴾ عند قيامهم مِن قبورهم لتُبَشِّرهم: ﴿هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ أي هذا يومكم الذي وَعَدَكم الله فيه بالكرامة والسعادة وحُسن الثواب.



♦ ويَتِمّ لهم ذلك الوعد ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ﴾ - وذلك حين تُبَدَّل الأرض بغيرها والسماوات بغيرها - فحينئذٍ يَطوي سبحانه السماوات السبع بيمينه ﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ أي كما تُطْوَى الورقة على ما كُتب فيها لتدخل في المظروف، ونَبعث الخلائق في ذلك اليوم ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ﴾ أي على هيئة خَلْقِنا لهم أول مرة (كما ولدتهم أمهاتهم)، وقد وَعَدْنا بذلك ﴿وَعْدًا﴾ حقًا، ﴿عَلَيْنَا﴾ الوفاء به، ﴿إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ أي نفعل دائمًا ما نَعِدُ به، ولا يتخلف وَعْدنا أبداً.



♦ واعلم أنّ هذه الآيات: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ...﴾ قد نزلتْ رداً على أحد المشركين عندما قال: (إنْ كانَ ما يقوله محمدٌ حقاً بأننا وآلهتنا في جهنم، فإن الملائكة معنا في جهنم لأننا نعبدهم، وعيسى والعُزَير في جهنم لأن اليهود عبدوا العُزَير، والنصارى عبدوا المسيح)، فأخبر تعالى أنّ مَن عَبَدَه الناس وهو غير راضٍ عن عبادتهم له، وكانَ هو يَعبد اللهَ وحده ويتقرب إليه بالطاعات التي شَرَعها، فهو مِمّن كَتَبَ اللهُ لهم الجنة كالمسيح عليه السلام.



• الآية 105:﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ﴾ أي كَتَبنا في الكتب المُنَزَّلة بعد أن كَتَبنا في اللوح المحفوظ: ﴿أَنَّ الْأَرْضَ﴾ أي أرض الجنة ﴿يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾ (وهم الذين قاموا بما أمَرَهم الله به، واجتنبوا ما نهاهم عنه).



• الآية 106:﴿إِنَّ فِي هَذَا﴾ القرآن ﴿لَبَلَاغًا﴾ أي عِبرة كافية تَبلُغ بمن يَعمل بها إلى الجنة ﴿لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ أي يَعبدون ربهم، بما شَرَعه لهم.



• الآية 107:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ﴾ - أيها الرسول - ﴿إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ أي رحمةً لجميع الخَلق، فمَن آمَنَ بك سَعِد ونجا، ومَن لم يؤمن بك خابَ وخَسر، (واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أيضاً رحمةً لكُفار قريش من عذاب الإبادة والاستئصال الذي أصاب المُكَذبين قبلهم، كما قال تعالى له: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)).



• الآية 108:﴿قُلْ﴾ أيها الرسول لهؤلاء المشركين: ﴿إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ﴾- مِن ربي - ﴿أَنَّمَا إِلَهُكُمْ﴾ أي مَعبودكم الحق هو ﴿إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ وهو اللهُ الأحد الصمد، المستحق وحده للعبادة ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾؟ (والمعنى: فأسلِموا له، وانقادوا لعبادته).



• الآية 109، والآية 110، والآية 111:﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾: يعني فإنْ أعرض هؤلاء المشركون عن الإسلام ﴿فَقُلْ﴾ لهم: ﴿آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾: يعني أبلغتكم جميعًا ما أوحاه الله إليَّ، فأنا وأنتم متساوون في العلم والإنذار، ﴿وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ﴾ يعني: ولستُ أدري أقَريبٌ ما تُوعدونَ به من العذاب أم مُؤجَّلٌ إلى يوم القيامة، ﴿إِنَّهُ﴾ سبحانه ﴿يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ﴾: أي يَعلم ما تُعلِنونه من أقوالكم (ومِن ذلك طَعْنكم في الإسلام ونَبِيِّه)، ﴿وَيَعْلَمُ﴾ سبحانه ﴿مَا تَكْتُمُونَ﴾ في نفوسكم مِن عداوتي وإرادة المكر بي (وسوف يُعاقبكم على ذلك).



﴿وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ﴾ يعني: ولستُ أدري، لعل تأخير العذاب الذي استعجلتموه هو استدراجٌ لكم ﴿وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾ أي: وحتى تتمتعوا في الدنيا إلى وقت انتهاء آجالكم، لتغتروا بإمهال الله لكم فتزدادوا كفرًا، فيكون ذلك أعظم لعقوبتكم في جهنم، (واعلم أنّ الاستدراج: هو الأخْذ بالتدريج، واستدراجُ اللهِ تعالى لأهل الضلال - الذين يُصِرُّون على المعاصي ولا يتوبون منها -: أنهم كلّما جَدَّدُوا للهِ معصيةً، جَدَّدَ اللهُ لهم نعمة، حتى يأخذهم بذنوبهم وهم لا يشعرون، كما قال صلى الله عليه وسلم: )إذا رأيتَ اللهَ تعالى يعطي العبدَ من الدنيا ما يحب وهو مُقيمٌ على معاصيه: فإنما ذلك منه استدراج) (انظر صحيح الجامع حديث: 561).



• الآية 112:﴿قَالَ﴾ النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿رَبِّ احْكُمْ ‎بِالْحَقِّ﴾ أي افصل بيننا وبين قومنا المُكَذِّبين بالقضاء الحق (وذلك بنَصري عليهم في الدنيا)، وقال صلى الله عليه وسلم للكفار: ﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ﴾ (وذلك لأنهم أنكَروا أن يكون الرحمن اسماً لله تعالى حين قالوا: (وما الرحمن؟))، وهو سبحانه ﴿الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ أي الذي نستعين به على إبطال ما تَصِفونه - أيها الكفار - من الشرك والتكذيب والافتراء على الله ورسوله.


وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.

الدكتور على حسن
02-14-2022, 08:34 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
:rose::64::rose:

мя Зάмояч
02-14-2022, 10:58 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

- سمَـا.
02-15-2022, 11:30 AM
-












أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن.

♡ Šąɱąя ♡
02-15-2022, 02:12 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

ضامية الشوق
02-15-2022, 03:57 PM
جزاك الله خيرا

نور القمر
02-15-2022, 05:18 PM
يعطيك العافية على جمال طرحك
طرح في منتهى الابداع والتميز
سلمت يمناك التي طرحت واختارت
بانتظار جديدك القادم
ودي وجنائن وردي

عبد الحليم
02-16-2022, 10:12 AM
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

بنت الشام
02-16-2022, 02:53 PM
جزاك الله خير ودَام عَطَائِكْ..
وَلَا حَرَّمْنَا أَنْتَقَائِكْ الْمُمَيِّز وَالْمُخْتَلِف دَائِمَا
تَحِيّه مُعَطَّرَه بِالْمِسْك
http://www.nalwrd.com/vb/upload/54074nalwrd.gif

خالد الشاعر
02-16-2022, 03:09 PM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

☆Šømă☆
02-18-2022, 11:47 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك

نور القمر
02-19-2022, 07:06 PM
طرح رائع
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك

لك خالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:12 AM
اميرة .
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:12 AM
سما
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:12 AM
ملك الغرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:12 AM
الدكتور على
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
الوافي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
خالد الشاعر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
شيخه الزين
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
سمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:13 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:14 AM
فاتنه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:14 AM
ضاميه الشوق
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:14 AM
اميرة
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-27-2022, 09:15 AM
سوما
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
04-05-2024, 11:51 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

Şøķåŕą
04-11-2025, 08:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:h24:

Şøķåŕą
04-11-2025, 08:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:eq-36:

Şøķåŕą
04-11-2025, 08:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:157:

Şøķåŕą
04-11-2025, 08:58 PM
شكرا لك على المرور العذب:32: