اميرة الصمت
02-08-2022, 10:49 AM
لكنك عند الله غالٍ كان الصَّحابي زاهر الأسلميُّ
-رضي الله عنه- أعرابيّاً كلَّما قدم إلى المدينة أحضر الهدايا من البادية لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما كان الرسول أيضاً يُهدي له ويقول فيه: (زاهِرٌ بادِيَتُنا ونحنُ حاضِرَتُه).[٤] وفي يومٍ كان زاهرٌ في السُّوق، فرآه رسول الله ولم ينتبه زاهرٌ له، فأتى النبي من خلفه بخفَّةٍ وأمسكه من الخلف واحتضنه وقال -عليه السلام-: (من يشتري هذا العبد)؟[٥] فالتفت زاهرٌ فإذا به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُمازحه.[٦] فألصق زاهرٌ ظهره بصدر النَّبيِّ وسأله: أتجدني كاسداً يا رسول الله؟ أي قليل السِّعر؛ مُعتقداً ذلك بسبب قُبح شكله، فأجابه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه غالٍ عند الله -تعالى-، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذه القصة فيقول: (فأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يبيعُ متاعَه فاحتضَنه مِن خلْفِه والرَّجُلُ لا يُبصِرُه فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فالتفَت إليه فلمَّا عرَف أنَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعَل يُلزِقُ ظهرَه بصدرِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يشتري هذا العبدَ؟ فقال زاهرٌ: تجِدُني يا رسولَ اللهِ كاسدًا قال: لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسدٍ أو قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بل أنتَ عندَ اللهِ غَالٍ).[٥][٧] لقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُحبُّ ممازحة أصحابه وإدخال البسمة على قلوبهم، وقد وُصف رسول الله بالبشاشة وكثرة التَّبسُّم واللُّطف، وقد أخرج الإمام الترمذيُّ -رحمه الله- في سننه عن عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه- قال: (ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تَبَسُّمًا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)،[٨] وكان -عليه الصلاة والسلام- رغم المُزاح لا يقول إلا صدقاً، فقوله: (من يشتري العبد)؟ كان مُزاحاً فيه حقيقةٌ؛ وهي أنّ الجميع عباد الله -تعالى-.
-رضي الله عنه- أعرابيّاً كلَّما قدم إلى المدينة أحضر الهدايا من البادية لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما كان الرسول أيضاً يُهدي له ويقول فيه: (زاهِرٌ بادِيَتُنا ونحنُ حاضِرَتُه).[٤] وفي يومٍ كان زاهرٌ في السُّوق، فرآه رسول الله ولم ينتبه زاهرٌ له، فأتى النبي من خلفه بخفَّةٍ وأمسكه من الخلف واحتضنه وقال -عليه السلام-: (من يشتري هذا العبد)؟[٥] فالتفت زاهرٌ فإذا به رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُمازحه.[٦] فألصق زاهرٌ ظهره بصدر النَّبيِّ وسأله: أتجدني كاسداً يا رسول الله؟ أي قليل السِّعر؛ مُعتقداً ذلك بسبب قُبح شكله، فأجابه -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه غالٍ عند الله -تعالى-، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذه القصة فيقول: (فأتاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يبيعُ متاعَه فاحتضَنه مِن خلْفِه والرَّجُلُ لا يُبصِرُه فقال: أرسِلْني، مَن هذا؟ فالتفَت إليه فلمَّا عرَف أنَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جعَل يُلزِقُ ظهرَه بصدرِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن يشتري هذا العبدَ؟ فقال زاهرٌ: تجِدُني يا رسولَ اللهِ كاسدًا قال: لكنَّك عندَ اللهِ لَسْتَ بكاسدٍ أو قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بل أنتَ عندَ اللهِ غَالٍ).[٥][٧] لقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُحبُّ ممازحة أصحابه وإدخال البسمة على قلوبهم، وقد وُصف رسول الله بالبشاشة وكثرة التَّبسُّم واللُّطف، وقد أخرج الإمام الترمذيُّ -رحمه الله- في سننه عن عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه- قال: (ما رأيتُ أحدًا أكثرَ تَبَسُّمًا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم)،[٨] وكان -عليه الصلاة والسلام- رغم المُزاح لا يقول إلا صدقاً، فقوله: (من يشتري العبد)؟ كان مُزاحاً فيه حقيقةٌ؛ وهي أنّ الجميع عباد الله -تعالى-.