المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوسف وامرأة العزيز في قصة حب من طرف واحد


نور القمر
02-07-2022, 05:03 PM
يوسف وامرأة العزيز في قصة حب من طرف واحد



قال الله تعالى: ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ﴾ [يوسف: 23]، يوسف الذي أكمل فترة صباه في بيت العزيز، وامرأته - تدعى زليخا - قالت لزوجها يوم أن أحضره للقصر: ﴿ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ [يوسف: 21]؛ لأنها لم تكن تنجب من زوجها، ففكرت في تبنِّيه، وكانت هذه هي نظرتها ليوسف يوم كان طفلاً لم يتجاوز الثامنة من عمره، لكن يوسف كبِر وترعرع في القصر، وبدا شبابه الغض اليافع، وقد آتاه الله جمالاً ذكوريًّا أخَّاذًا فُتنت به ربة القصر التي كانت تريد أن تتخذه ولدًا، وفكرت بعد أن رأته قد بلغ مبلغ الرجال أن تتخذه خِدنًا لها وعشيقًا، ويبدو أن الغرام به قد أخذ يراودها في أحلامها ويقظتها، منذ أن شب يوسف فتى يافعًا، فملَكَ عليها عقلَها ونفسها، وهي تكتمه وتخفيه، وتخشى الإقدام والبوح؛ لمكانتها الاجتماعية؛ فهي امرأة عزيز مصر، وهذا غلامها في القصر، لكن هيجان النفس، وفتنة الهوى، وقرب مَن تهوى وتعشق في متناول يدها وأمام ناظريها - كانت أعتى وأقوى من أن يقاومها صبر، أو يحتملها قلب، إنها فتنة الشهوة (https://www.alukah.net/sharia/0/6594/) الجامحة، إلى أن فاض بها جنوح الشهوة، فلم يعد يحتمله قلب، أو تطيق وطْأتَه النفسُ، فجاش العشق بقوته، وعصف في النفس بعنفوانه، فأرادت أن تملأ النفس بالهوى، وقد فرغت منذ فترة لعنة العزيز (قطفير) وشيخوخته وفتور لهيب الحب في فؤاده الذي استكان، فخططت ودبَّرت للخلوة وقطاف اللذة؛ فتزيَّنت بأحلى زينة لها، وضمخت جسدها وشعرها بفاتن العطر؛ حتى غدت أنفاسها عبيرًا، ولبست شفيف الثياب، فأبان عن جمال خلاب، لقد استفرغت جهدها فيما تعلمته من فن التجميل؛ لتبدو أجمل مَن على الأرض، حتى خيل إليها وهي تقوم بهذا أنها في يوم زفاف حقيقي وعرس خيالي، وجلسة مخملية مع الحبيب خططت لها في مخيلتها الحالمة التي تتناسب مع مكانتها سيدة لمجتمعها، فلا تريد لذة السوقة المبتذلة الساقطة، وهي مع كل هذه الأناقة جميلة فاتنة بفطرتها التي خلقها الله عليها، وهي معروفة لدى أوساط المجتمع بهذا، فكيف لو أضفت على الجمال جمالاً؟! وبعد هذا التأنق، نادت يوسف العفيف، وهي تعرف فيه هذه العفة؛ فقد عاش في خدمتها فترة ليست بالقصيرة، ولكنها الفتنة وإبليس وإغراء الجنس الذي يُحسُّه كل شاب سوي، فطرة ورغبة غرسها الله فيه لاستمرار البشرية، والخلوة بين رجل وامرأة تهيج هذه الشهوة، ولا تُكبَح إلا بإرادة قوية حين يجتمع إليها الخوف من الله، أو في الزواج الحلال.

لقد يسرت زليخا ليوسف الخلوة، فهي الطالبة الراغبة، فلا خوف من رقيب يفضح السر، وليس هو من يطلبها أو يحاول الخلوة معها وقد يجد - إن فعل - الصد أو التعنيف، وزيادة في الإغراء والإقبال عليه وصدق الطلب غلقت الأبواب، وأظهرت له شفيف الثياب، وخلعت بعضًا منها، وقالت: هيت لك؛ أي: أنت في مأمن وخلوة لا رقيب فيها، وأنا الراغبة فيك فتعالَ، ألست شابًّا وهذا ما يطمح إليه الشباب؟! وأنا امرأة العزيز ذات الكبرياء، فلست واحدة من تلكم الساقطات بائعات الهوى، لقد هئتُ لك وتهيَّأتُ لك، فأجابها بقوة المؤمن القالي للرذيلة وخيانة من آواه وعطف عليه واستأمنه على عرضه وشرفه: ﴿ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23]، إنكِ تدعينني لإثم ورذيلة لا تنبغي لي ولا لكِ؛ أنتِ زوجة سيدي الذي أحسن إليَّ وآواني وأكرمني، ولكِ أنتِ - أيضًا - شرف المشاركة في تربيتي، عشتُ هنا معكم كأنني واحد منكم، فإن فعلت ما تطلبين مني، فإنها خيانة لا تنبغي لمثلي ولا تليق بي، لا بل حتى وإن كانت غريبة لا صلة لها بسيدي فإنني سأرفض طلبها؛ لأن هذا الفعل يغضب الرب، فأبوء بإثم الزنا، ليس هذا ما تربيت عليه، وليس هذا ما أخذته عن والدي نبي الله يعقوب.

لكن من عاشت على حلم الوصال من هذا الفتى الوسيم، لن تقنع بمحاضرة تهدم لها ما بنته في الخيال من اللذة الحالمة، وما علق في فكرها من الآمال في المعاشرة المستديمة، فهو معها يعيش في قصرها وفي متناول يدها لو طاوعها، فما رسخ في ذهنها لا يمحوه اعتذاره وتمنُّعُه، وهي غير قابلة للنصح، ولا عندها ما يدعوها للإصغاء إلى ما يقول، فكلامه يمر صوتًا تسمعه، لا كلامًا تفهمه؛ لذلك رَمَتْ كل القيم التي عرفتها قبل الوقوع في العشق وراء ظهرها؛ من أجل إرواء ما افتقدته من الزوج الهرم، وقدمت له مزيدًا من الإغراء والإصرار، والامتحان في شهوة النفس للزنا من المرأة الجميلة عند من يملك القدرة الجنسية شاقٌّ صعب، فمهما تمنَّعَ عن هذا الفعل فإنه ضعيف، ولا بد في النهاية من العناية الربانية لتكون الحائل والحاجز، ولما رأى يوسف برهان ربه ازداد تمنعًا، وقوي في الدفع عن نفسه هذا المنكر، فما كان من زليخا إلا أن تحولت من امرأة ناعمة تائقة للحب والعشق إلى لبؤة كاسرة، تريد تحقيق طلبها بالقوة والعنف، ولما توجه إلى الباب لعله يجد فيه النجاء مما هو فيه، تبعته وجذبته من قميصه من الخلف، ثم كان الفرَج، فها هو سيدها لدى الباب، ويراهما على هذه الحالة من المغالبة، وكيد النساء قوي، فبرغم ما هي فيه من دعوى عشقه وحبه، إلا أنها آثرت نفسها على نفسه، فكانت حاضرة الجواب: ﴿ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 25]، وكان من أكبر الكبائر في تشريعات مصر أن يعتدي عبد على مولاته جنسيًّا، لكنه قال والصدق في لهجة كلامه: ﴿ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي ﴾ [يوسف: 26]، وحار العزيز مَن يصدِّق، فلا يريد الحكم متعجلاً، فكانت المعجزة: ﴿ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 26 - 28]، فبرَّأ يوسف من التهمة، وطلب منه عدم إفشاء ما حصل.

عافانا الله وعافى شبابنا من زلات الزنا، والوقاية خير من قنطار علاج، وأعني بذلك البعد عن الاختلاط والخلوة بالنساء.

Şøķåŕą
02-07-2022, 06:33 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

نور القمر
02-07-2022, 06:42 PM
منورين بمروركم العطر

мя Зάмояч
02-07-2022, 07:56 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

الــوافــي
02-07-2022, 08:40 PM
جزاك الله خير
يعطيك العافيه
على هذآ المجهُود ,
ماننحرم من عطـآءك المميز يَارب !
حفظك الله ورعاك
لِـ روحك باقات الورد

عاشق الغيم
02-07-2022, 09:39 PM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك
وبطرحك القييم بارك الله فيك

فرآشه ملآئكيه
02-07-2022, 10:58 PM
سلمت آناملك آلمتألقه لروعة طرحهآ..
لك الود وباقة ورد ,,~

بنت الشام
02-07-2022, 11:27 PM
جزاكِ الله خير واثابك على طرحك
وجعله المولى في موازين حسناتك
كل الشـــــكر لك

سمارا
02-08-2022, 12:45 AM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

سمأأأأأرا

رحيل
02-08-2022, 02:24 AM
جزاك الله خيرا ولا حرمك الأجر
جـزاك الله خـيـرعلى الطرح
وكتب لك الأجر والثواب
دمت

- سمَـا.
02-08-2022, 10:17 AM
-














أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن.

خالد الشاعر
02-08-2022, 06:55 PM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

نور القمر
02-08-2022, 08:31 PM
منورين بمروركم العطر

رُّوحي بروحهُ
02-09-2022, 12:39 AM
،





جزاك الله كل خير ..

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 12:54 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

نور القمر
02-12-2022, 02:17 PM
منورين بمروركم العطر

غـُـلايےّ
09-07-2022, 09:59 AM
جّلبْ انيَيق وَمميُز
وَعِطاءْ رآقيُ وَجميلْ ..
تسِلم ايُديكْ يــآربَ ..
ولاعَدمنا جمُآل إطِلالتك
تقِديُري ِ ،’
..~

Şøķåŕą
02-13-2023, 03:50 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

eyes beirut
02-13-2023, 04:54 PM
تسلم ايدك ع الطرح
يعتيك العافية

Şøķåŕą
03-30-2023, 11:36 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

نور القمر
07-08-2024, 02:06 PM
عطاء والقاء مميز
ممتنه لك ولكل جديد
اطيب تحيه ،’

بنت العز
07-08-2024, 03:17 PM
يعطيك الف عافيه
ربي يسعدك على جمال طرحك ْ~

Şøķåŕą
07-08-2024, 04:25 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
08-19-2024, 10:21 AM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png.

Şøķåŕą
10-25-2024, 03:36 PM
طرح رائع
سلمت الأيادي على الآنتقاء
دمت بود

إِيزآبَيل♡
10-28-2024, 05:07 AM
-










إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.ض2

Şøķåŕą
03-30-2025, 07:09 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير