تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أبحر في سفينة التوبة


♡ Šąɱąя ♡
01-27-2022, 08:00 PM
إن الطريق إلى الله بدايته التوبة، وطريق التوبة واضحٌ كالشمس منيرٌ كالقمر؛ إنه طريق مستقيم ليس به أي اعوجاجٌ، سهل ميسر منفتحٌ لكل من طرقت يداه على أبوابه.

والتوبة:
هي الرجوع والهداية، وسفينة النجاة التي متى ركِبها العبد نجا بفضل الله، فمتى ركبتَ سفينة التوبة، كانت البداية هي ترك كل فعلٍ وقبح، ويأس وفحش، وشهوات وشبهات، وأبحرت إلى شاطئ اللجوء، ومنبع الخير ومبعث الفلاح، وسعادة الدنيا والآخرة وكنت من الفائزين.

وإن استشعار القلب للندم، والبكاء على فِعل كل ما هو قبيح، والتوجه إلى الله، والكف عن الذنوب - من علامات صدق التوبة.

ولكن كثيرًا ما تتساءل الأنفُس: كيف ولماذا سأتوب؟
البعض يقول: أريد أن أتوب، ولكن حولي الكثير من الفتن والمعاصي، والشبهات والشهوات؛ فأصبح طريق التوبة والاستقامة متعرجًا، به الكثير من الحفر والأشواك، فكيف أعرض عن هذا كله، وأمضي لأركب سفينة التوبة؟

والبعض الآخر يقول: أريد أن أتوب، ولكن الناس لا ترحم، ولا تغفر لمن أخطأ؛ فنحن أصبحنا في مجتمع صائدٌ لأخطاء كل قلب ونفس ضلَّت طريقها يومًا، وقد نسوا أنهم ذات يوم كانوا من الضالين المعرضين عن طريق الله، ولولا رحمة من الله لَما أبصروا طوق النجاة، وساروا في طريق التوبة.

وأنا أقول لك: يا صاحب الصحوة القلبية، أعرِض عن كل هؤلاء؛ فمتى رأيت سفينة التوبة، تمسَّك بها؛ حتى لا تبحر بدونك، فتغرق أكثر في مستنقعات الذنوب.

لقد خُلق الإنسان على الفطرة من نقاء القلوب، وصدق المشاعر، ولكن الابتعاد عن منهج الله وشرائعه لوَّث هذه الفطرة وهذا النقاء؛ لذا فتح اللهُ باب التوبة على مصراعيه أمام كل صادق ومقبل على العودة بإصرار لطريق الله.

• حقًّا ستتوبين أيتها النفس؛ لأنك مشتاقة لفطرتك ولقربك من الله تعالى.

• ستتوبين؛ لأن الله أمرك بالتوبة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ [التحريم:8].

وأمر الله هنا هو حق وواجبٌ على كل مسلم أن يُقابل بالامتثال لأوامره.

والتوبة الصادقة يَعقُبها تكفير الذنوب ودخول الجنة، والتنعم بما أعده الله لنا من نعيم دائم بها.

• ستتوبين يا نفس؛ لأن الله يحب التوابين، ويا سعادة الأنفس التائبة حينما يحبها الله.

• ستتوبين يا نفس؛ لأن سعادتك لن تكون إلا في القرب مِن خالقك.
هذا هو صدق التوبة، أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، فلا تجعل من توبتك ساحة لإرضاء المجتمع من حولك؛ حتى يقال عنك إنك ذو خلق طيبٍ، بل افعَلها لله وحده، فاجعل توبتك صادقة خالصة لوجه الله؛ قال الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ﴾ [التحريم:8].

اجعَل نفسك دائمًا تستوحش طريق الذنوب والمعاصي، وحدِّث نفسك أن طريق التوبة هو طوق النجاة مِن فتن هذه الدنيا، وسعادة لك في الآخرة، لما أعدَّه الله لمن جاهد نفسه؛ لكي ينجوَ من براثن هذا الزمان وشبهاته.

الآن وها قد شعرت أن جوارحي عطْشى لأقرع أبواب التوبة، فلن أتردد في الإبحار في سفينتي.
يا نفس لا تتردَّدي أن تطرقي أبواب توبتك.. يا نفس ليس للدنيا أبيع صدق القلوب.

وبادري في غلْق هوى النفوس؛ فإنها إن مالتْ للهوى، وطويتْ صحفيتها، وأتاها قابض الروح؛ فلن تنفعها ما باعتْ به حلاوة الأجر من صاحب النعم.

وكثيرًا ما تتساءل الأنفُس: لماذا سأتوب؟
إن التوبة هي البداية الصحيحة؛ لكي تبحر إلى شاطئ الأمان، ولأنها هي الحبل المتين، والصلة بينك وبين خالقك، فهي تجمع بين الذل، والخضوع، والانكسار بين يدي الله وحده

سنتوب لأن التوبة هي السعادة والراحة والطمأنينة، فمتى بَعُدَ العبد عن المعاصي، وطرق أبواب التوبة، أحس بالسكينة، ومداواة قلبه من كثرة العثرات والزلات.

سنتوب؛ لأن التوبة يعقبها مغفرة الذنوب جميعًا؛ قال الشاعر:
بك أستجير ومن يجير سواكا
فارْحَم ضعيفًا يحتمي بحماكا
يا رب قد أذنبت فاقبَل توبتي
مَن يغفر الذنب العظيم سِواكا؟


ومن هنا تتساءل الأنفُس: كيف سأبحر في سفينة توبتي؟
إن الله إذا أراد للعبد الهداية والتوبة، يسَّر له الأسباب، وفتح له كل الأبواب، ورزقه وهيأ له كل الطرق التي تعينه على الطاعة؛ كأن يبعث في طريقك صديقًا قد فارقته منذ زمن، والآن جمع الله بينكما، وما كان جمعكم هذا إلا لحكمة قد تكتشفها سريعًا، وقد تأخذ نفسك منك بعض الوقت لتتدارك هذه الحكمة؛ وهي أن الله بعث لك مَن يعينك على صدق التوبة، والسير في طرقات الفلاح، والبعد عن الآفات التي متى تعرضت لها أزاحها لك صديق ورفيق التوبة.

أو أن الله يبعث لك ابتلاء فتفيض وتُقبض روح شخصٍ عزيزٍ على قلبك؛ ليكون لك عبرة وعظة أن الموت يأتي بغتة؛ فبالأمس كنتما تتسامران وتتضاحكان، واليوم فاضت روحُه إلى بارئها، فيُخيم على قلبك الحزن والأسى، وتتساءل: متى سيكون موعدي؟ هل هو اليوم أم غدًا أم الآن؟ وهل سأموت على معصية؟ أم أني سأركب سفينة التوبة قبل أن تبحر بدوني؟

كلا سأُعرض عن دنياي لأتمسك بما تبقى لي في طاعة وقرب؛ وسَأُرغِم نفسي وأنتشلها لتلحق بركب التائبين متى أحسستَ بالتقصير والابتعاد عن طريق الصالحين.

فكما قال ابن الجوزي رحمه الله: إن مشقة الطاعة تذهب ويبقى ثوابها، وإن لذة المعاصي تذهب ويبقى عقابها، كُن مع الله ولا تُبالِ، ومُدَّ يديك إليه في ظُلُمات الليالي، وقُل: يا رب ما طابت الدنيا إلا بذكرك، ولا الآخرة إلا بعفوك، ولا الجنة إلا برُؤيتك.

فإذا أبحرتْ سفينة التوبة وأنت وسط الأمواج تتصارع عليك الذنوب؛ لتُغرقك أكثر وأكثر، أسرع وبادِر وأحجز لك مقعدًا بها، لتنجوَ بفضل الله، ثم بفضل صدق توبتك والإبحار في عالم توبة صادقة، لكي ترسو بك سفينتك على شاطئ الأمان والفوز.

Şøķåŕą
01-27-2022, 08:40 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد
من عطائك والمزيد ومواضيعك الرائعة والجميله
ودائما في إبداع مستمر

мя Зάмояч
01-27-2022, 09:53 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

мя Зάмояч
01-27-2022, 09:53 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نزف القلم
01-27-2022, 11:41 PM
ذوق راقي بالاختيار
بارك الله فيك على الطرح المميز
واصلي الله يسعدك و لا يحرمنا نورك
ننتظر جديدك المميز الله يحفظك
نزف القلم

عاشق الغيم
01-27-2022, 11:42 PM
جزاك الله خير الجزاء
رزقك المولى الجنة ونعيمها
ورفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
وأجـزل لك العطاء
مودتي لك

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
01-28-2022, 12:16 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

- سمَـا.
01-28-2022, 11:40 AM
-












أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا وَ الأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن https://g.top4top.io/p_2219vhrl91.gif.

خالد الشاعر
01-28-2022, 12:17 PM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

بنت الشام
01-28-2022, 04:33 PM
سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز
يعطيكـ ربي العآفيهـ
بـ إنتظارجديدك بكل شوق
ودي ووردي

الدكتور على حسن
01-28-2022, 10:37 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
:rose::64::rose:

عبد الحليم
01-29-2022, 09:47 AM
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

غلا الشمال
01-29-2022, 04:34 PM
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك:h5::eq-34:

نور القمر
01-29-2022, 08:10 PM
جلب رائع وجميل
متصفح ثري بالروعة
سلمت الايادي ع الطرح
لروحك جنائن الورد

رُّوحي بروحهُ
01-30-2022, 01:21 AM
،




جزاك الله كل خير ..

سليدا
01-30-2022, 08:14 AM
بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:28 PM
سكره
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:28 PM
سما
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:28 PM
ملك
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:29 PM
اميره
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:29 PM
دكتور
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:29 PM
بتول
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:29 PM
بنت
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:29 PM
خالد
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
سليدا
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
عاشق
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
عبد
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
نبض
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
نزف
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

♡ Šąɱąя ♡
02-12-2022, 06:30 PM
قطر
شكرا لتواجدكم ..دمت بخير

Şøķåŕą
09-12-2023, 05:23 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.