المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الشمائل والصفات المحمدية .. التواضع


- سمَـا.
01-13-2022, 01:11 PM
من الشمائل والصفات المحمدية
- التواضع
كان نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثرَ الناسِ تواضعًا؛ لأنه كان يتشرَّف دائمًا أن يكون عبدًا لله.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُطروني كما أطرت النصارى ابنَ مريم؛ فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله))[1].
وحين يكون المؤمن في مقام العبودية لله، فلا كبرياء ولا تجبُّر ولا عُجب أو استعلاء
إلا بالإيمان وعبادة الرحمن؛ وإنما هو التواضُع وإنكار الذات، والرغبة في نيل الأَجر ورضا الله
والمواقف الدالة على تواضعه - صلى الله عليه وسلم - كثيرة؛ منها:
كان مع المسلمين في غزوة بدر سبعون بعيرًا يتعاقبون على ركوبها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأبو لبابة وعليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنهما - يتعاقبون على بعير واحد، فأراد أبو لبابة وعليٌّ أن يؤثِرا
الرسول بالركوب، فقالا: نحن نمشي عنك، فقال: ((ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما))[2].
ويا لروعة هذا الموقف حين يتواضَع القائد ويرفض أن يُمنح وضعًا متميزًا مستحقًّا، فيستوي القائد
والجند في تحمُّل الشدائد، وقد تملَّكهم جميعًا الصدقُ والإخلاص في التطلع إلى رضوان الله وثوابه!
وكيف لا يَحتمل الجند المشاقَّ وقائدُهم يُسابقهم في ذلك، ولا يرضى أن يكون دونهم في مواجهتها
وهو - صلى الله عليه وسلم - شيخ في الخامسة والخمسين من عمره؟![3].
إنه درس لجميع أفراد الجيش؛ بل لجميع أفراد الأمة من معلمها الأول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في كيفية التواضع في مقام العبودية لله، والإخلاص في طلب الثواب والأجر من الله، وفي إنكار الذات
والرغبة عن العلو في الأرض والاستكبار فيها؛ قال - عز وجل -: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].
ومن المهمِّ هنا الإشارة إلى رحمة المسلمين بالحيوان وعدم تحميله فوق طاقته، فالجند يتعاقَبون على البعير فيركب
واحد ويمشي الباقون، ولا يَشقُّون على البعير، وهذا يدلُّ على مراعاة الحيوان والرأفة والرحمة به، وهذا خلُقٌ كريم.
ومن مظاهر التواضع أيضًا: نزول النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأي أصحابه
وأخذه بالشورى، وكان لهذا بركة كبيرة في الوصول إلى أفضل الآراء.
فقد كان من عادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَستشير أصحابه قبل الشروع في أي أمر مُهمٍّ
تنفيذًا لأوامر الله - عز وجل - له بمُشاورَتهم، وإقرارًا لمبدأ الشورى، رغم أنه - صلى الله عليه وسلم -
كان أكمل الناس عقلاً، وأحسنهم رأيًا، إلا أنه لم ينفرد باتخاذ القرار.
قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].
ومن مظاهر تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أيضًا: أنه اشترك بنفسه في حفر الخندق
في غزوة الأحزاب؛ قال البراء بن عازب: "رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق
وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شَعر صدره وكان رجلاً كثير الشعر"[4].
ومن مظاهر تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه في انتصاره العظيم يوم فتح مكة
دخل مكة منتصرًا فاتحًا، ورغم ذلك لم يتكبَّر أو يتعاظَم، بل دخَل متواضعًا.
فقد روى عبدالله بن أبي بكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخَل مكة كان يضع رأسه
تواضعًا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عُثنونه ليكاد يمسُّ واسطة الرحل[5].
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يغرَّه النصر على عِظَمه، ولم يُصبْه ذاك الفتحُ المبين بكِبر -
وحاشاه من ذلك - فلم يدخل مكة دخول الفاتحين المُتغطرِسين، بل كان خاشعًا لله شاكرًا لأنعُمه
حتى إنه كان يضع رأسه ويُطأطِئها تواضعًا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن شعر
لحيته ليَكاد يمسُّ واسطة الرحل[6]، وكان يقرأ وهو على راحلته سورة الفتح يرجِّع في قراءتها[7]
بل إنه لما طاف بالكعبة استلم الركن بمِحجنه كراهة أن يُزاحِم الطائفين[8].
ولم ينزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته في مكة بل ضرب له قبة في الحجون
ولم يُكره أحدًا على الخروج من بيته أو ترك مكانه[9].

[1] البخاري (3298)، مسلم (4284).
[2] أخرجه أحمد (3706) وقال الهيثمي في المجمع (6: 71): فيه عاصم بن بهدلة وحديثه حسن
وبقية رجاله رجال الصحيح، وصححه أحمد شاكر، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (3838).
[3] السيرة النبوية الصحيحة (2: 355).
[4] أخرجه البخاري (2808)، ومسلم (3365).
[5] سيرة ابن هشام (4: 1072) والعثنون هو أسفل اللحية.
[6] انظر: السيرة النبوية الصحيحة (2: 482)، الرحيق المختوم ص409.
[7] أخرجه البخاري (3945) من حديث عبدالله بن مغفل - رضي الله عنه.
[8] سنن أبي داود (1603) من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه، والمحجن: عصا معوجة الرأس.
[9] السيرة النبوية الصحيحة (2: 482).

- إيهاب كمال أحمد.

بنت الشام
01-13-2022, 03:00 PM
سلمت أناملكـ الذهبية
ويعطيكـ ألعافيه على هذا الطرح الراقي والمميز
الف شكر لك وفي أنتظار المزيد من عطائكـ الدائم
ومواضيعكـ الرائعة والشيقه
ودائما في تألق مستمر
حدائق من الجوري لسموكـ

мя Зάмояч
01-13-2022, 03:19 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

شيخة الزين
01-13-2022, 04:29 PM
بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...
والبسك لباس الصحه والعافيه...

نور القمر
01-13-2022, 04:55 PM
الله يعطيك الف عافيه
ع الجلب الرائع
بإنتظار جديدك بكل شوق
ودي وعبق الورد

Şøķåŕą
01-13-2022, 06:52 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

я α н ı ғ
01-14-2022, 06:45 AM
جزاكِ الله كل خير
وبارك الله بك
تحية عطرة لِ روحكَ النقية
شكراً لكَ من القلب على هذآالعطاء
لكَ أشهى الود و أجزلْ الشكرْ
دمتِ بِحفظ الله ورعآيتـه ..:642::130:

- سمَـا.
01-14-2022, 10:55 AM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد ض2.

خالد الشاعر
01-14-2022, 03:46 PM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

فرآشه ملآئكيه
01-15-2022, 01:48 AM
انتقاءك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

- سمَـا.
01-15-2022, 01:25 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفكم
لكم جنائن الورد ض2.

رُّوحي بروحهُ
01-16-2022, 10:37 AM
،





جزاك الله كل خير ..

- سمَـا.
01-16-2022, 10:48 AM
-


















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد ض2.

شيخة المزايين
01-16-2022, 10:49 AM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

- سمَـا.
01-16-2022, 11:07 AM
-















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد :rx:.

ملك العالم
01-16-2022, 02:09 PM
اهنيك ع الذوق
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء
وجهداً تشكرون عليه
دمتم بروعة طرحكم
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحكم

- سمَـا.
01-16-2022, 04:00 PM
-






















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد :f15:.

الدكتور على حسن
01-16-2022, 04:31 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
:rose::64::rose:

- سمَـا.
01-16-2022, 05:00 PM
-






















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد :f15:.

بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)
01-22-2022, 05:37 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعنا الله وإياك بما تقدمه

- سمَـا.
01-22-2022, 01:10 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

تذكارُ...!
02-14-2022, 05:02 PM
.
.


شكراً على هذا الموضوع
الجآمع بين الجمآل والفآئدة
لآ حُرمنا هذا العطآء
تحيآتي https://a-al7b.com/vb/images/smilies/100.png

- سمَـا.
02-15-2022, 04:55 PM
-














إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

Şøķåŕą
05-13-2023, 08:05 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.