نور القمر
01-06-2022, 02:35 PM
دخل ثابت بن النعمان إحدى المزارع ، وكان جائعا متعبا ، فشدته نفسه لأن يأكل وبدأت المعدة تقرقر ، فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة ، فمد يده إليها ثم أكل نصفها ثم شرب من ماء النهر بجانب المزرعة ، لكن انتبه بعد ذلك من غفلته بسبب الجوع وقال لنفسه :
ويحك كيف تأكل من ثمار غيرك دون استئذان ، وأقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة ويطلب منه أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة ، فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب، فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عما يريد ، فقال ثابت :
دخلت بستانك الذي بجوار النهر وأخذت هذه التفاحة وأكلت نصفها، ثم تذكرت أنها ليست لي وأريد منك أن تعذرني في أكلها ، وأن تسامحني عن هذا الخطأ .
فقال الرجل : لا أسامحك ، ولا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد .
قال ثابت : وما هو هذا الشرط ؟
قال صاحب المزرعة : أن تتزوج ابنتي .
قال ثابت : أتزوجها .
قال الرجل : ولكن انتبه ! إن ابنتي عمياء لا تبصر ، خرساء لا تتكلم ، وصماء لا تسمع .
وبدأ ثابت بن النعمان يفكر ويقدر ماذا يفعل ؟ ثم علم أن الابتلاء بهذه المرأة وتربيتها وخدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة . وما الأيام وما الدنيا إلا أيام معدودات ، فقبل الزواج على مضض وهو يحتسب الأجر والثواب من رب العالمين .
وجاء يوم الزفاف وقد غلب الهم صاحبنا ، كيف أدخل على امرأة لا تتكلم ولا تبصر ولا تسمع ، فاضطرب حاله وتمنى أن لو تبتلعه الأرض قبل هذه الحادثة ، ولكنه توكل على الله وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ودخل عليها يوم الزفاف ، فإذا بهذه المرأة تقوم إليه وتقول له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فلما نظر إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة . قال بعد صمت : ما هذا ؟ إنها تتكلم وتسمع وتبصر ، فأخبرها بما قال عنها أبوها .
قالت : صدق أبي ولم يكذب .
قال : اصدقيني الخبر .
قالت : أبي قال عني إنني خرساء لأنني لم أتكلم بكلمة حرام ، ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي ، وإنني صماء لأنني صماء ما جلست في مجلس فيه غيبة ونميمة ولغو ، وإنني عمياء لأني لم أنظر إلى أي رجل لا يحل لي .
فانظر واعتبر بحال هذا الرجل التقي المخلص لله ، وهذه المرأة التقية المخلصة وكيف جمع الله بينهما .
http://www.dll33.com/vb/dll33-5-2019/buttons/quote.gif (http://www.dll33.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=7466488)
ويحك كيف تأكل من ثمار غيرك دون استئذان ، وأقسم ألا يرحل حتى يدرك صاحب المزرعة ويطلب منه أن يحلل له ما أكل من هذه التفاحة ، فبحث حتى وجد داره فطرق عليه الباب، فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عما يريد ، فقال ثابت :
دخلت بستانك الذي بجوار النهر وأخذت هذه التفاحة وأكلت نصفها، ثم تذكرت أنها ليست لي وأريد منك أن تعذرني في أكلها ، وأن تسامحني عن هذا الخطأ .
فقال الرجل : لا أسامحك ، ولا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد .
قال ثابت : وما هو هذا الشرط ؟
قال صاحب المزرعة : أن تتزوج ابنتي .
قال ثابت : أتزوجها .
قال الرجل : ولكن انتبه ! إن ابنتي عمياء لا تبصر ، خرساء لا تتكلم ، وصماء لا تسمع .
وبدأ ثابت بن النعمان يفكر ويقدر ماذا يفعل ؟ ثم علم أن الابتلاء بهذه المرأة وتربيتها وخدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة . وما الأيام وما الدنيا إلا أيام معدودات ، فقبل الزواج على مضض وهو يحتسب الأجر والثواب من رب العالمين .
وجاء يوم الزفاف وقد غلب الهم صاحبنا ، كيف أدخل على امرأة لا تتكلم ولا تبصر ولا تسمع ، فاضطرب حاله وتمنى أن لو تبتلعه الأرض قبل هذه الحادثة ، ولكنه توكل على الله وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ودخل عليها يوم الزفاف ، فإذا بهذه المرأة تقوم إليه وتقول له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فلما نظر إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة . قال بعد صمت : ما هذا ؟ إنها تتكلم وتسمع وتبصر ، فأخبرها بما قال عنها أبوها .
قالت : صدق أبي ولم يكذب .
قال : اصدقيني الخبر .
قالت : أبي قال عني إنني خرساء لأنني لم أتكلم بكلمة حرام ، ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي ، وإنني صماء لأنني صماء ما جلست في مجلس فيه غيبة ونميمة ولغو ، وإنني عمياء لأني لم أنظر إلى أي رجل لا يحل لي .
فانظر واعتبر بحال هذا الرجل التقي المخلص لله ، وهذه المرأة التقية المخلصة وكيف جمع الله بينهما .
http://www.dll33.com/vb/dll33-5-2019/buttons/quote.gif (http://www.dll33.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=7466488)