نور القمر
01-02-2022, 06:40 PM
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين
وصف أسنان النبي صلى الله عليه وسلم:
كانت أسنانه صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية رقيقة، لا هي بالغليظة أو السميكة، لها بريق مع تحديد فيها، وأضفى عليها جمالاً انفراج دقيق بينها، فإذا تكلم رُئي النور يخرج من فمه، وهذا النور المرئي يحتمل أن يكون حسيًّا، كما يحتمل أن يكون معنويًّا، فيكون المقصود من التشبيه الوارد في حديث ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثنيتيه[1]. مايخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة، وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية.
عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنايا أشنبها[2]. والشنب أن تكون الأسنان متفرقة، فيها طرائق مثل تعرض المشط، إلا أنها حادة الأطراف، وهو الأشَر الذي يكون أسفل الأسنان، كأنه ماء يقطر من تفتحه ذلك وطرائقه. والأشنب: صاحب الأسنان البيضاء التي لها بريق مع تحديد فيها. يقال منه: رجل أشنب وامرأة شنباء. ومنه قول ذي الرمة:
لمياء في شفتيها حدة لعس ♦♦♦ وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والفلج: فرجة بين الثنيتين. والثنية: السِّنَّة الثانية في مقدم الفم يمينًا أو شمالاً. والثنايا: الأسنان الأربع في مقدم الفم؛ اثنان من أسفل واثنان من أعلى.
فمعنى أفلج الثنايا أي: بعيد ما بين الثنايا والرباعيات. ورجل مفلج الثنايا أي: منفرجها. وهي صفة جميلة، لكن مع القلة؛ لأنه أتم في الفصاحة؛ لاتساع الأسنان فيه[3]. يقول الثعالبي في فقه اللغة عن الأسنان ومحاسنها: من محاسنها: الشنب: رقة الأسنان واستواؤها وحسنها. والرتل: حسن تنضيدها واتساقها. والتفليج: تفرج ما بينها. والشتت: تفرقها في غير تباعد بل في استواء وحسن. ويقال منه: ثغر شتيت، إذا كان مفلجًا أبيض حسنًا.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه[4].
قال الطيبي في ضمير الفعل "رُئي": ضميره يخرج إلى الكلام، فهو تشبيه في الظهور إلى النور، فالكاف زائدة، وحاصله أنه يخرج كلامه من بين الثنايا الأربع شبيهًا بالنور في الظهور. قال محقق: والأنسب بأول الحديث أن المعنى يخرج من الفلج ما يشبه نور النجم أو نحوه، فالضمير إلى المشبه المقدر. وقيل: يخرج من صفاء الثنايا تلألؤ[5].
وقال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم برَّاق الثنايا[6].وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر[7].
صفة شارب النبي صلى الله عليه وسلم:
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص شاربه، ويخففه حتى يُرَى بياض الجلد، وكان يأمر أصحابه بذلك؛ تمييزًا للمسلمين عن غيرهم. كما أن قص الشارب من سنن النبيين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله كان يقص شاربه، ويذكر أن إبراهيم عليه السلام كان يقص شاربه[8].
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وعن الشعبي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه حتى يظهر حرف الشفة العلياء وما قاربه من أعلاه، ويأخذ ما يزيد مما فوق ذلك، وينزع ما قارب الشفة من جانبي الفم، ولا يزيد على ذلك، وهذا أعدل ما وقفت عليه من الآثار. وقد أبدى ابن العربي لتخفيف شعر الشارب معنى لطيفًا فقال: إن الماء النازل من الأنف يتلبد به الشعر؛ لما فيه من اللزوجة، ويعسر تنقيته عند غسله، وهو بإزاء حاسة شريفة، وهي الشم، فشرع تخفيفه؛ ليتم الجمال والمنفعة به. قلت: وذلك يحصل بتخفيفه، ولا يستلزم إحفافه، وإن كان أبلغ[9].
[1] رواه الترمذي والطبراني. والثنايا: الأسنان الأربع في مقدم الفم، اثنان من أسفل واثنان من أعلى.
[2] رواه البيهقي في الدلائل.
[3] فيض القدير، 5/ 93.
[4] سبق تخريجه.
[5] فيض القدير 5/ 93.
[6] رواه ابن عساكر.
[7] رواه عبدالرزاق في المصنف.
[8] أخرجه أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الحافظ في الفتح: حسنه الترمذى.
[9] فتح الباري 10/ 348.
وصف أسنان النبي صلى الله عليه وسلم:
كانت أسنانه صلى الله عليه وسلم بيضاء نقية رقيقة، لا هي بالغليظة أو السميكة، لها بريق مع تحديد فيها، وأضفى عليها جمالاً انفراج دقيق بينها، فإذا تكلم رُئي النور يخرج من فمه، وهذا النور المرئي يحتمل أن يكون حسيًّا، كما يحتمل أن يكون معنويًّا، فيكون المقصود من التشبيه الوارد في حديث ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثنيتيه[1]. مايخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة، وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية.
عن عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنايا أشنبها[2]. والشنب أن تكون الأسنان متفرقة، فيها طرائق مثل تعرض المشط، إلا أنها حادة الأطراف، وهو الأشَر الذي يكون أسفل الأسنان، كأنه ماء يقطر من تفتحه ذلك وطرائقه. والأشنب: صاحب الأسنان البيضاء التي لها بريق مع تحديد فيها. يقال منه: رجل أشنب وامرأة شنباء. ومنه قول ذي الرمة:
لمياء في شفتيها حدة لعس ♦♦♦ وفي اللثات وفي أنيابها شنب
والفلج: فرجة بين الثنيتين. والثنية: السِّنَّة الثانية في مقدم الفم يمينًا أو شمالاً. والثنايا: الأسنان الأربع في مقدم الفم؛ اثنان من أسفل واثنان من أعلى.
فمعنى أفلج الثنايا أي: بعيد ما بين الثنايا والرباعيات. ورجل مفلج الثنايا أي: منفرجها. وهي صفة جميلة، لكن مع القلة؛ لأنه أتم في الفصاحة؛ لاتساع الأسنان فيه[3]. يقول الثعالبي في فقه اللغة عن الأسنان ومحاسنها: من محاسنها: الشنب: رقة الأسنان واستواؤها وحسنها. والرتل: حسن تنضيدها واتساقها. والتفليج: تفرج ما بينها. والشتت: تفرقها في غير تباعد بل في استواء وحسن. ويقال منه: ثغر شتيت، إذا كان مفلجًا أبيض حسنًا.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه[4].
قال الطيبي في ضمير الفعل "رُئي": ضميره يخرج إلى الكلام، فهو تشبيه في الظهور إلى النور، فالكاف زائدة، وحاصله أنه يخرج كلامه من بين الثنايا الأربع شبيهًا بالنور في الظهور. قال محقق: والأنسب بأول الحديث أن المعنى يخرج من الفلج ما يشبه نور النجم أو نحوه، فالضمير إلى المشبه المقدر. وقيل: يخرج من صفاء الثنايا تلألؤ[5].
وقال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم برَّاق الثنايا[6].وقال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر[7].
صفة شارب النبي صلى الله عليه وسلم:
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يقص شاربه، ويخففه حتى يُرَى بياض الجلد، وكان يأمر أصحابه بذلك؛ تمييزًا للمسلمين عن غيرهم. كما أن قص الشارب من سنن النبيين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله كان يقص شاربه، ويذكر أن إبراهيم عليه السلام كان يقص شاربه[8].
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وعن الشعبي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقص شاربه حتى يظهر حرف الشفة العلياء وما قاربه من أعلاه، ويأخذ ما يزيد مما فوق ذلك، وينزع ما قارب الشفة من جانبي الفم، ولا يزيد على ذلك، وهذا أعدل ما وقفت عليه من الآثار. وقد أبدى ابن العربي لتخفيف شعر الشارب معنى لطيفًا فقال: إن الماء النازل من الأنف يتلبد به الشعر؛ لما فيه من اللزوجة، ويعسر تنقيته عند غسله، وهو بإزاء حاسة شريفة، وهي الشم، فشرع تخفيفه؛ ليتم الجمال والمنفعة به. قلت: وذلك يحصل بتخفيفه، ولا يستلزم إحفافه، وإن كان أبلغ[9].
[1] رواه الترمذي والطبراني. والثنايا: الأسنان الأربع في مقدم الفم، اثنان من أسفل واثنان من أعلى.
[2] رواه البيهقي في الدلائل.
[3] فيض القدير، 5/ 93.
[4] سبق تخريجه.
[5] فيض القدير 5/ 93.
[6] رواه ابن عساكر.
[7] رواه عبدالرزاق في المصنف.
[8] أخرجه أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وقال الحافظ في الفتح: حسنه الترمذى.
[9] فتح الباري 10/ 348.