بنت الشام
12-25-2021, 02:43 PM
هو عمير بن وهب الجمحي القرشي الكناني الصحابي الجليل، كان من أشد أعداء الإسلام في الجاهلية، اسلم في العام الثاني للهجرة بعد غزوة بدر كان كافراً مشركاً عنيداً مناهضاً ضالاً مضلاً فاسقاً فاجراً أراد أن يطفئ نور الله، فحارب أصحاب رسول الله، ونكل بهم، فكان هذا الرجل من ألدِّ أعداء النبي،
وبعد انتهاء غزوة بدر وقع ابنه أسيراً عند رسول الله في غزوة بدر، خاف أن يؤخذ الابنُ بجريرة أبيه، وأن يسوموه سوء العذاب، جزاءَ ما كان ينزل برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى، ولقاء ما كان يلحق بأصحابه من النكال .
في أحد الأيام توجَّه عمير إلى البيت الحرام للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها، عله تنقذ ابنه الأسير فوجد صفوان بن أمية جالسا إلى جانب حجر، فأقبل عليه، وقال عمير: عِمْ صباحاً يا سيد قريش فقال صفوان: عِمْ صباحاً يا أبا وهب، اجلس نتحدث ساعةً>
عمير استجاب وجلس بإزاء صفوان بن أمية، وطفق الرجلان يتذاكران بدراً، ومصابهما العظيم، ويعدِّدان الأسرى الذين وقعوا في قبضة النبي عليه الصلاة والسلام، ويتفجعان على عظماء قريش ممّن قتلتهم صناديدُ المسلمين، وغيَّبهم القليبُ في أعماقه.
صفوان بن أمية ضاق جدا لما آلم بقريش ، وقال: واللهِ ليس في العيش خير بعدهم.. فقال عمير : صدقت واللهِ، ثم سكت عمير قليلاً وقال: وربِّ الكعبة لولا ديون عليّ ليس عندي ما أقضيها، ولولا عيال أخشى عليهم الضياع من بعدي، لمضيتُ إلى محمد وقتلتُه، وحسمت أمره، وكففتُ شرَّه ثم أَتْبَعَ يقول بصوت خافت: وإن وجود ابني وهب لديهم ما يجعل ذهابي إلى يثرب أمراً لا يثير الشبهات.
صفوان بن أمية أحد صناديد قريش كان ذكيا ووجدها فرصة لا تعوض، ومناسبة لا تفوت- فقال له: يا عمير اجعل دَيْنَك كلَّه عليَّ، فأنا أقضيه عنك.. وسأضمُّ عيالك إلى عيالي ما امتدت بي الحياة.. وإنّ في مالي من الكثرة ما يسعهم جميعاً، ويكفل لهم العيش الرغيد.
عمير سره حديث صفوان وخاطبه قائلا : إذاً: اكتمْ حديثنا هذا، ولا تطلع عليه أحداً. قال صفوان: لك ذلك فقام عمير من المسجد، ونيران الحقد تتأجّج في فؤاده على محمد صلى الله عليه وسلم، وطفِق يعُدُّ العدة لإنفاذ ما عزم عليه، فما كان يخشى ارتيابَ أحد في سفره فابنُه أسيرٌ لدى المسلمين بالمدينة, وهو ذاهب ليفكَّ أسْرَه.
عميرُ بن وهب طلب سيفا فشحذ، وسقي سمًّا، ودعا براحلته فأعدت، وقدمت له فامتطى متنها، ويمّم وجهه شطر المدينة و ملء ردائه الضغينةُ والشرُّ . بلغ عمير المدينة، ومضى نحو المسجد يريد النبي عليه الصلاة والسلام، فلما غدا قريباً من بابه أناخ راحلته، ونزل عنه.
وفي نفس اللحظة كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه جالساً مع بعض الصحابة قريباً من باب المسجد، يتذاكرون بدراً، وما خلفته وراءها من أسرى قريش وقتلاهم، و يستعيدون صور البطولات التي قدّمها المسلمون من المهاجرين والأنصار، ويذكرون ما أكرمهم الله به من النصر، وما أراهم في عدوهم من النكاية والخذلان.
وهنا التفت فاروق الأمة ، فرأى عمير بن وهب ينزل عن راحلته، ويمضي نحو المسجد متوشحاً سيفه، فَهَبَّ عمر مذعوراً. وقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب, واللهِ ما جاء إلا لشر.
فاروق الأمة وما أن استشعر الخطر حتي هم بالذهاب إلى النبي عليه الصلاة والسلام. وقال عمر: يا رسول الله, هذا عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحاً سيفه، وما أظنه إلا يريد شراً فقال عليه الصلاة والسلام: أدخِلْه عليّ.
فما كان من الفاروق الإ أن قدم على عمير، وأخذ بتلابيبه، وطوّق عنقه بحمّالة سيفه، ومضى به نحو النبي عليه الصلاة والسلام. فقال عليه الصلاة والسلام: يا عمر, أطلقه وفكَّ عنه هذا القيد، فأطْلَقه ثم قال: يا عمر استأخر عنه, فتأخر عنه ثم توجّه النبي عليه الصلاة و السلام إلى عمير بن وهب، وقال: ادنُ يا عمير, فدنا.
في تلك اللحظة بادر عمير الرسول : أَنْعِمْ صباحاً يا محمد "وهذه تحية العرب في الجاهلية". فقال عليه الصلاة و السلام: يا عمير, لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك هذه, لقد أكرمنا الله بالسلام، وهي تحية أهل الجنة قال عمير: واللهِ ما أنت ببعيد عن تحيتنا، وإنك بها لحديث عهد ..
الرسول وجه التساؤل لعمير قائلا : ما الذي جاء بك إلينا؟ فقال: جئت أرجو فكاكَ هذا الأسير الذي في أيديكم قال النبي: فما بالُ هذا السيف الذي في عنقك فرد عمير: قبّحها الله من سيوف, وهل أغنت عنا شيئاً يوم بدر؟
الرسول صلي الله عليه وسلم شعر أن عميرا يكذب فقال له : أَصْدِقْني يا عمير, ما الذي جئت له يا عمير؟قال: ما جئتُ إلا لذلك وهنا رد الرسول : يا عمير, بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية عند الحِجر، فتذاكرتما أصحابَ القليب من صرعى قريش، ثم قلت لصفوان: لولا دَيْن علَيَّ وعيال عندي لخرجتُ حتى أقتل محمداً, فتحمّل لك صفوان بن أمية دَيْنَك وعيالك على أن تقتلني، أليس كذلك يا عمير؟
قوة حجة الرسول ومنطقة والدليل القوي الذي قدمه ألجمت عميرا وأذهلته ، ثم ما لبث أن قال: أشهد أنك رسول الله.ثم قال: لقد كنا يا رسول الله نكذِّبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي،
وبعد انتهاء غزوة بدر وقع ابنه أسيراً عند رسول الله في غزوة بدر، خاف أن يؤخذ الابنُ بجريرة أبيه، وأن يسوموه سوء العذاب، جزاءَ ما كان ينزل برسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى، ولقاء ما كان يلحق بأصحابه من النكال .
في أحد الأيام توجَّه عمير إلى البيت الحرام للطواف بالكعبة والتبرك بأصنامها، عله تنقذ ابنه الأسير فوجد صفوان بن أمية جالسا إلى جانب حجر، فأقبل عليه، وقال عمير: عِمْ صباحاً يا سيد قريش فقال صفوان: عِمْ صباحاً يا أبا وهب، اجلس نتحدث ساعةً>
عمير استجاب وجلس بإزاء صفوان بن أمية، وطفق الرجلان يتذاكران بدراً، ومصابهما العظيم، ويعدِّدان الأسرى الذين وقعوا في قبضة النبي عليه الصلاة والسلام، ويتفجعان على عظماء قريش ممّن قتلتهم صناديدُ المسلمين، وغيَّبهم القليبُ في أعماقه.
صفوان بن أمية ضاق جدا لما آلم بقريش ، وقال: واللهِ ليس في العيش خير بعدهم.. فقال عمير : صدقت واللهِ، ثم سكت عمير قليلاً وقال: وربِّ الكعبة لولا ديون عليّ ليس عندي ما أقضيها، ولولا عيال أخشى عليهم الضياع من بعدي، لمضيتُ إلى محمد وقتلتُه، وحسمت أمره، وكففتُ شرَّه ثم أَتْبَعَ يقول بصوت خافت: وإن وجود ابني وهب لديهم ما يجعل ذهابي إلى يثرب أمراً لا يثير الشبهات.
صفوان بن أمية أحد صناديد قريش كان ذكيا ووجدها فرصة لا تعوض، ومناسبة لا تفوت- فقال له: يا عمير اجعل دَيْنَك كلَّه عليَّ، فأنا أقضيه عنك.. وسأضمُّ عيالك إلى عيالي ما امتدت بي الحياة.. وإنّ في مالي من الكثرة ما يسعهم جميعاً، ويكفل لهم العيش الرغيد.
عمير سره حديث صفوان وخاطبه قائلا : إذاً: اكتمْ حديثنا هذا، ولا تطلع عليه أحداً. قال صفوان: لك ذلك فقام عمير من المسجد، ونيران الحقد تتأجّج في فؤاده على محمد صلى الله عليه وسلم، وطفِق يعُدُّ العدة لإنفاذ ما عزم عليه، فما كان يخشى ارتيابَ أحد في سفره فابنُه أسيرٌ لدى المسلمين بالمدينة, وهو ذاهب ليفكَّ أسْرَه.
عميرُ بن وهب طلب سيفا فشحذ، وسقي سمًّا، ودعا براحلته فأعدت، وقدمت له فامتطى متنها، ويمّم وجهه شطر المدينة و ملء ردائه الضغينةُ والشرُّ . بلغ عمير المدينة، ومضى نحو المسجد يريد النبي عليه الصلاة والسلام، فلما غدا قريباً من بابه أناخ راحلته، ونزل عنه.
وفي نفس اللحظة كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه جالساً مع بعض الصحابة قريباً من باب المسجد، يتذاكرون بدراً، وما خلفته وراءها من أسرى قريش وقتلاهم، و يستعيدون صور البطولات التي قدّمها المسلمون من المهاجرين والأنصار، ويذكرون ما أكرمهم الله به من النصر، وما أراهم في عدوهم من النكاية والخذلان.
وهنا التفت فاروق الأمة ، فرأى عمير بن وهب ينزل عن راحلته، ويمضي نحو المسجد متوشحاً سيفه، فَهَبَّ عمر مذعوراً. وقال: هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب, واللهِ ما جاء إلا لشر.
فاروق الأمة وما أن استشعر الخطر حتي هم بالذهاب إلى النبي عليه الصلاة والسلام. وقال عمر: يا رسول الله, هذا عدو الله عمير بن وهب، قد جاء متوشحاً سيفه، وما أظنه إلا يريد شراً فقال عليه الصلاة والسلام: أدخِلْه عليّ.
فما كان من الفاروق الإ أن قدم على عمير، وأخذ بتلابيبه، وطوّق عنقه بحمّالة سيفه، ومضى به نحو النبي عليه الصلاة والسلام. فقال عليه الصلاة والسلام: يا عمر, أطلقه وفكَّ عنه هذا القيد، فأطْلَقه ثم قال: يا عمر استأخر عنه, فتأخر عنه ثم توجّه النبي عليه الصلاة و السلام إلى عمير بن وهب، وقال: ادنُ يا عمير, فدنا.
في تلك اللحظة بادر عمير الرسول : أَنْعِمْ صباحاً يا محمد "وهذه تحية العرب في الجاهلية". فقال عليه الصلاة و السلام: يا عمير, لقد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك هذه, لقد أكرمنا الله بالسلام، وهي تحية أهل الجنة قال عمير: واللهِ ما أنت ببعيد عن تحيتنا، وإنك بها لحديث عهد ..
الرسول وجه التساؤل لعمير قائلا : ما الذي جاء بك إلينا؟ فقال: جئت أرجو فكاكَ هذا الأسير الذي في أيديكم قال النبي: فما بالُ هذا السيف الذي في عنقك فرد عمير: قبّحها الله من سيوف, وهل أغنت عنا شيئاً يوم بدر؟
الرسول صلي الله عليه وسلم شعر أن عميرا يكذب فقال له : أَصْدِقْني يا عمير, ما الذي جئت له يا عمير؟قال: ما جئتُ إلا لذلك وهنا رد الرسول : يا عمير, بل قعدتَ أنت وصفوان بن أمية عند الحِجر، فتذاكرتما أصحابَ القليب من صرعى قريش، ثم قلت لصفوان: لولا دَيْن علَيَّ وعيال عندي لخرجتُ حتى أقتل محمداً, فتحمّل لك صفوان بن أمية دَيْنَك وعيالك على أن تقتلني، أليس كذلك يا عمير؟
قوة حجة الرسول ومنطقة والدليل القوي الذي قدمه ألجمت عميرا وأذهلته ، ثم ما لبث أن قال: أشهد أنك رسول الله.ثم قال: لقد كنا يا رسول الله نكذِّبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، وما ينزل عليك من الوحي،