تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مشاهد وعبر من قصــة أصـــحــــــاب الكهــــــــف


رحيل
12-18-2021, 11:11 AM
مشاهد وعبر من قصــة أصـــحــــــاب الكهــــــــف(1)


أحمد الشحات







يذكر لنا القرآن في سورة الكهف خبر بضعة نفرٍ من الشباب، لم يتجاوز عددهم السبعة على أصح الأقوال، لم يكن بينهم سابق معرفة أو صداقة، ولكنَّ الرابطة التي جمعتهم هي رابطة الإيمان والعقيدة، وبغض الشرك وأهله، عاش هؤلاء في زمنٍ الله أعلم به، ولكنَّهم كانوا في مكانٍ يعلوه الكفر والظلم والبطش، فأما كفر قومهم فـيظهر من قولهم: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً} (الكهف:15)، وأما ظلمهم وبطشهم فيظهر من قولهم: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ}(الكهف:16)، والظاهر أنَّ المدينة كلَّها كانت مطبقةً على هذا الظلم، مجمعةً على هذا الكفر، فلم يكن لهم ظهرٌ يحميهم أو قوةٌ يلجؤون إليها.

لذلك لم يكن أمامهم بعد إذ أظهروا دعوتهم وأنكروا على قومهم سوى الفرار، فالبقاء وسط هذا الكفر لا يُمكِّنَهُم من إقامة شعائر دينهم، فضلًا عن أن يتمكنوا من الإنكار على قومهم، ولن يرضى منهم هؤلاء الظالمون إلا الدخول في دينهم كُرهًا أو تسليمهم للقتل رجمًا.

تفاصيل القصة

قال ابن كثير -رحمه الله-: «وقد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف: أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم، وأنهم خرجوا يومًا في بعض أعياد قومهم، وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد، وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت، ويذبحون لها، وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له: (دقيانوس)، وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه.

فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك، وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم، ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم، عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها، لا ينبغي إلا لله الذي خلق السماوات والأرض، فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه، وينحاز منهم ويختفي عنهم ناحية.

جمعهم الإيمان

فكان أول مَن جلس منهم وحده تحت ظل شجرة، فجاء الآخر فجلس عنده، وجاء الآخر فجلس إليهما، وجاء الآخر فجلس إليهم، وجاء الآخر، وجاء الآخر، وجاء الآخر، ولا يعرف واحد منهم الآخر، وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان، وجعل كل أحد منهم يكتم ما هو فيه عن أصحابه خوفًا منهم، ولا يدري أنهم مثله، حتى قال أحدهم: تعلمون -والله يا قوم- إنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم إلَّا شيء، فليظهر كل واحد منكم بأمره.

توافقوا على كلمة واحدة

وقال آخر: أما أنا فإني رأيت ما قومي عليه، فعرفت أنه باطل، وإنما الذي يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء، السماوات والأرض وما بينهما، وقال الآخر: وأنا والله وقع لي كذلك، وقال الآخر كذلك، حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة، فصاروا يدًا واحدة، وإخوان صدق، فاتخذوا لهم معبدًا يعبدون الله فيه، فعرف بهم قومهم، فوشوا بأمرهم إلى ملكهم، فاستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه فأجابوه بالحق، ودعوه إلى الله -عز وجل-، فتهددهم وتوعدهم، وأجلهم لينظروا في أمرهم، لعلهم يراجعون دينهم الذي كانوا عليه، وكان هذا من لطف الله بهم، فإنهم في تلك النظرة توصلوا إلى الهرب منه، والفرار بدينهم من الفتنة».

الفرار إلى كهف

وقد هدى الله هؤلاء الفتية إلى الفرار إلى كهف يبدو أنه يقع خارج حدود القرية، لكنه ليس بعيدًا عنها، دلَّ على ذلك قولهم بعد بعثهم من النوم {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} (الكهف:16)، وبعد أن وصل الفتية إلى الكهف في أمان، ضرب الله عليهم النوم، وسخَّر لهم الكون ليحفظهم من كل الشرور والمضار المحتمل إصابتهم بها عن طريق البشر أو عن أي طريق آخر، ونام الفتية في الكهف مدة من الزمن تزيد على ثلاثة قرون، تغيرت المدينة فيها تغيرًا جذريًّا، فالملك الكافر قد هلك، والمجتمع قد صلح شأنه، وقد أقامهم الله من رقدتهم ليكملوا الحلقة المفقودة في القصة التي يبدو أن أهل المدينة يحفظونها جيدًا، ولكنَّهم لا يعرفون نهايتها بعد.

بعثهم بعد نومهم

فبعثهم الله من نومهم ليبرهنوا على صدق وعد الله -عز وجل- بانتصار الحق، ونصرة المؤمنين، وليُصَحِّحُوا عقيدة الناس في البعث والنشور، ويقطع الله ببعثهم حالة التشكك وعدم اليقين التي كان يتلبس بها فريق من الناس، وفور انتهاء المهمة ضرب الله عليهم النوم مرة أخرى، لينسدل الستار على القصة التي دارت أحداثها في زمن أهل الكتاب، على ظهر مدينةٍ من مدن العالم، لا ندري مكانها ولا نعرف الزمان التي حدثت فيه، ولكن كانت الرسالة فيها واضحةً جليةً.

خطاب القرآن للصحابة

فالقرآن يقول للصحابة -رضوان الله عليهم-: إذا كان الكفار أرادوا أن يفتنوكم في دينكم، وقد ألجؤوكم إلى الفرار والخروج من بلدكم مكة، فإن هناك في الدهر الأول بضعة نفر كانوا أقل منكم عددًا وعدةً وأنصارًا، واضطروا إلى أن يتركوا مدينتهم، وأن يلجؤوا إلى «كهف»، أما أنتم فستهاجرون من مدينة إلى أخرى، ومن قوم يضطهدونكم إلى قوم ينصرونكم، وكما ختمت قصة فتية الكهف بالانتصار لهم وبالهداية لقومهم، فالبشارة لكم أيضًا بانتصاركم وظهور دينكم ثم هداية قومكم، والله على كل شيء قدير.

المشهد الأول: الطليعة الواعدة

قال الله -تعالى-: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}.

رسائل من قلب المشهد

في هذا الجزء من السورة يفتتح القرآن قصة شباب الكهف، ويوجِّه خطابه للنبي -صلى الله عليه وسلم - فيقول له: {أَمْ حَسِبْتَ}، ويقول له: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}، والمراد من ذلك: الرد على المشركين واليهود الذين أرادوا اختبار النبي - صلى الله عليه وسلم - لتعجيزه وإحراجه بسؤاله عن أمور حدثت في الدهر الأول، لا يعلمها إلا نبي حتى يتأكدوا من صدقه في زعمهم، ومع ذلك لما أجابهم إجابة وافية شافية لم يؤمنوا!

أصول دعوة هؤلاء الفتية

وتؤكد الآيات في ثنايا عرض القصة على الأصول التي قامت عليها دعوة هؤلاء الفتية؛ إذ إن التشابه كبير بين قومهم الذين فروا منهم بدينهم وبين كفار قريش، فالكفار الذين بُعث فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يُسَلِّمون بوجود الخالق الرازق المدبر، ومع ذلك كانوا يصرفون العبادة لغيره، ويبدو أن شرك أهل المدينة كان من هذا النوع؛ لذلك ربط الفتية بين الأمرين، واستدلوا بتوحيد الربوبية في قولهم: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ»؛ لإثبات توحيد الألوهية في قولهم: «لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا}.

التشابه بين قوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل الكهف

وكما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قومه فكذبوه وعاندوه وأخرجوه، كذلك فعل قوم هؤلاء الفتية، لتأتي نقطة التشابه الثانية بين قوم شباب الكهف، وبين قوم النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولكي يستخلص منها المؤمنون عبر التاريخ: أن الصراع بين الحق والباطل سنة جارية، وأن الله -عز وجل- يقدِّر وجود هذا الصراع لحِكَمٍ يعلمها، منها: أن يتضح الفرق بين الحق والباطل وضوحًا لا لبس فيه، كما قال -عز وجل-: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} (الأنفال:42)، ومنها وضوح الفرق بين الصادقين والكاذبين كما قال -عز وجل-: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت:3).

التثبيت من الله لقلوب المؤمنين

وتستمر الآيات لترسِّخ في نفوس المؤمنين أهمية التثبيت من الله لقلوب المؤمنين، فقدرة المؤمنين على مواجهة أعدائهم إنما تقوم في الأساس على وجود هذا الاطمئنان في القلب، ومعلوم أن هذا التثبيت وهذه السكينة هبةٌ من الله لأوليائه، لا سبيل للأعداء أن يحصلوا عليها مهما احتموا في قوتهم وحصونهم وعُدتهم.


نظائر هذا التثبيت

وتأمل نظائر هذا التثبيت في قول الله -عز وجل- عن أمِّ موسى -عليه السلام-: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (القصص:10)، وقول الله -عز وجل- عن حال المؤمنين يوم حنين، قال -تعالى-: {ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (التوبة:26)، وفي الغار: قال الله -تعالى-: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} (التوبة:40)، وفي الحديبية: قال -تعالى-: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} (الفتح:26).

رحيل
12-18-2021, 11:11 AM
مشاهد وعبر من قصــة أصـــحــــــاب الكهــــــــف(2)


أحمد الشحات









يذكر لنا القرآن في قصة شباب الكهف خبر بضعة نفرٍ من الشباب، لم يتجاوز عددهم السبعة على أصح الأقوال، لم يكن بينهم سابق معرفة أو صداقة، ولكنَّ الرابطة التي جمعتهم هي رابطة الإيمان والعقيدة، وبغض الشرك وأهله، عاش هؤلاء في زمنٍ الله أعلم به، ولكنَّهم كانوا في مكانٍ يعلوه الكفر والظلم والبطش، فلم يكن لهم ظهرٌ يحميهم أو قوةٌ يحتمون بها، لذلك لم يكن أمامهم بعد إذ أظهروا دعوتهم وأنكروا على قومهم سوى الفرار، فالبقاء وسط هذا الكفر لا يُمكِّنَهُم من إقامة شعائر دينهم؛ فضلًا عن أن يتمكنوا من الإنكار على قومهم، ولن يرضى منهم هؤلاء الظالمون إلا الدخول في دينهم كُرهًا أو تسليمهم للقتل رجمًا.

وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن تفاصيل هذه القصة وكيف فر هؤلاء الفتية إلى الكهف، ثم تحدثنا عن أصول دعوتهم والتشابه بين قوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل الكهف، ثم ذكرنا أنَّ التثبيت من عند الله -تعالى-، واليوم نتكلم عن محور مهم ذكره القرآن في القصة، ألا وهو الحركة بالدعوة وتبليغ الحق للخلق، رغم قسوة الظروف وشدة البلاء.

التسرية عن قلب النبي - صلى الله عليه وسلم

فقد كان من حكمة ذكر التجربة الدعوية لشباب الكهف أن تكون القصة تسريةً عن قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومَن معه مِن الصحابة الذين ظلوا يدعون إلى دين الله رغم التضييق والحصار والأذى طوال ثلاثة عشر عامًا، قبل أن يأذن الله لهم في الهجرة إلى المدينة، وهكذا يتقوَّى المؤمنون بإخوانهم عبر التاريخ، حتى وإن لم يروهم، فنحن نحب شباب أهل الكهف، ونشهد لهم بالإيمان كما شهد لهم القرآن، ونحب سيرتهم ونهتدي بها رغم تباعد السنين، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في جنته إخوانًا على سررٍ متقابلين.

وقفات مع الآيات

وهذ وقفات مع الآيات التي وردت فيها القصة لنأخذ منها العبرة والعظة لعلنا نتحرك بديننا كما تحرك هؤلاء الفتية:

(1) آيات الله الدامغة

قال الله -تعالى-: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا}، بدأت الآيات بدايةً قويةً مزلزلةً؛ لأنها جاءت في مقام الرد على تحدي المشركين واليهود؛ حيث طلب المشركون من اليهود أن يدلوهم على ما يحرجوا به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ظنًّا منهم أنهم سوف يُظهرون عجزه، ومن ثم يصيبون الدعوة في مقتل، فسوف تنطلق أبواقهم المشبوهة حينها لتعلن هزيمة الدين الجديد، وأنه ليس من عند الله كما يدَّعي صاحب الرسالة، وقد تمالأ اليهود مع المشركين من أجل الوصول إلى هذا الهدف، فاختاروا لهم نماذج من القصص الأول مما جرى لأهل الكتاب في الأزمان البعيدة، وقد حفظت كتبهم بعض هذه القصص، وجعلوا المعرفة بهذه القصص محلًّا للاختبار، فإذا عرفها النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم عدم شيوع العلم بها وانقضاء زمن حدوثها فهو نبيٌّ يوحى إليه.

تأخر الوحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم

وقد تقدَّم في تفسير الآيات: أنَّ الوحي تأخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - طيلة خمسة عشر يومًا كاملة، وهي مدةٌ طويلةٌ للغاية، ولا سيما وأنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - وَعَدهم بالإجابة بعد يومٍ واحدٍ؛ لذلك حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - حزنًا شديدًا، واغتمَّ لذلك غاية الغمِّ، فالمُترَبِّصون به وبدعوته لن يكُفُّوا عن الغَمْز والَّلمْز، ونشر الشائعات، والطعن في الرسالة.

صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدسية رسالته

وقدَّر الله أن يكون هذا التأخر شاهدًا على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقدسية رسالته؛ لأنه لو كان يعتمد فيما ينقل من أخبار على الأساطير القديمة كما كانوا يدعون: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفرقان:5)؛ فلماذا لم يعكُف عليها ليستخرج منها الإجابة بدلًا من أن يُطعن في صدقه؟! ولو كان يعتمد فيما يقول على حَبْرٍ من الأحبار هنا أو هناك؛ فلماذا لم يسأله؟! كما قال الله عنهم: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} (النحل:103)، فلماذا لم يهرع إليه ليعرف منه الخبرُ اليقين؟!

مطلع الآية

لهذه الظروف التي كانت تحيط بالواقعة أراد الله أن يُقْرِع أسماعهم بهذه البداية التي تُسَفِّه مِن سعيهم، وتقلل مِن قيمة حيلتهم، فجاء مطلع الآية بهذا الاستفهام: «أَمْ حَسِبْتَ؟»، والمقصود: أحسبتَ أن أصحاب الكهف كانوا عجبًا من بين آياتنا؟! أي: أعجب من بقية آياتنا، فإنَّ إماتة الأحياء بعد حياتهم أعظم من عجب إنامة أهل الكهف؛ لأن في إنامتهم إبقاءً للحياة في أجسامهم، وليس في إماتة الأحياء إبقاءٌ لشيءٍ من الحياة فيهم على كثرتهم وانتشارهم.

محل التعجب

ومحل التعجب هو قوله: «مِنْ آيَاتِنَا»، أي: مِن بين آياتنا الكثيرة المشاهدة لهم، وهم لا يتعجبون منها، ويقصرون تعجبهم على أمثال هذه الخوارق، فيؤول المعنى: إلى أن أهل الكهف ليسوا هم العجب من بين الآيات الأخرى، بل عجائب صنع الله -تعالى- كثيرة، منها ما هو أعجب من حال أهل الكهف، ومنها ما يساويها، فمعنى «مِنْ» في قوله: «مِنْ آيَاتِنَا»: التبعيض، أي: ليست قصة أهل الكهف منفردة بالعجب مِن بين الآيات الأخرى.

وهذا تعريض بغفلة الذين طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - بيان قصة أهل الكهف لاستعلام ما فيها من العجب، بأنهم سألوا عن عجيب وكفروا بما هو أعجب، وهو انقراض العالم، وفيه نداءٌ على سوء نظرهم؛ إذ يُعلِّقون اهتمامهم بأشياء نادرة وبين يديهم من الأشياء ما هو أجدرُ بالاهتمام.

المراد بقوله «من آياتنا»

والمراد بآياتنا التي ذكرها القرآن في نهاية الآية: آية من آيات الله المسموعة التي تدلنا على مآل الصراع الذي يجري دائمًا بين الحقّ والباطل على ظهر هذه الأرض، ولم يزل هذا الصراع قائمًا، ولابد أن يستوعب أهل الإيمان ذلك، فلا يظن المؤمنون أنهم سيستريحون من مغالبة الباطل وأهله، أو أنهم يتوقفون عن العمل على إظهار الدين والدعوة إليه؛ وذلك لأن هذه المدافعة هي سنة الله -سبحانه وتعالى- الماضية في عباده وخلقه.

وهي من آيات الله التي فيها القدوة الحسنة، والأسوة الطيبة لعباد الله المؤمنين في صبرهم على دينهم، وفيها بشارة لعباد الله المؤمنين بما يؤول إليه أمرهم، وبما يحفظهم الله -سبحانه وتعالى- بآياته العجيبة التي إذا تأملها المتأمل علم عظيم سلطان الله -سبحانه وتعالى- وقدرته.

أمر في غاية الأهمية

ويبقى هنا أن نشير إلى أمرٍ في غاية الأهمية، وهو: أن الكفار الذين أرادوا اختبار صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يؤمنوا به بعد ما أيقنوا أن ما ينزل عليه وحيٌ من عند الله، وقد كان الأجدر بهم أن يقبلوا نتيجة التحدي، ولا سيما وأنهم الذين سعوا في هذا التحدي وكانت البداية من عندهم، ومع ذلك استمروا في التكذيب والعناد! وصدق الله؛ إذ يقول: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:46).

(2) الشباب اليقظ

قال الله -تعالى-: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}، كونهم أوَوْا إلى الكهف يدل على أنَّهم هربوا بدينهم، وهاجروا في سبيل الله -عز وجل-، وتركوا وطنهم لله -سبحانه وتعالى-، كما أمر الله -عز وجل- عباده المؤمنين بأن يُقدموا حبه، وطاعته على كل شيء، قال -تعالى-: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة:24).

سبب فرارهم

وقد فرَّ الفتية إلى الكهف؛ لأنهم عجزوا عن إقامة الدِّين في أرضهم، ومَن عجز عن إقامة الدين في أرضٍ ما، وجب عليه أن يهاجر إلى أرض غيرها يتمكن فيها من إقامة شعائر دينه، وهذا الأمر باقٍ في كل زمان ومكان طالَما وُجد بهذه الصفة، فالهجرة لا تنقطع حتى يزول الكفر من الأرض.

تعزية لعباد الله المؤمنين

وكونُهم أوَوْا إلى الكهف يدل على أنهم كانوا يريدون مكانًا يؤويهم في بلدهم، وذلك فيه من التعزية لعباد الله المؤمنين إذا شعروا بالتضييق على دعوتهم، وهذا نظير ما أنعم الله به على صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله -تعالى-: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} (الأنفال:26).

أهمية مرحلة الشباب

وقد ذكر الله -عز وجل- أن فتية الكهف كانوا شبابًا، وهذا يدلنا على أهمية مرحلة الشباب في نصرة الدين، وحمل أعباء الرسالة، وقد ذكر القرآن المرحلة العمرية لهؤلاء الرجال ليكونوا أسوة حسنة للشباب في الثبات على دين الله، والقيام بالدعوة إلى الله، كما قال الله -عز وجل- عن موسى -عليه السلام-: {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ} (يونس:83)، فما آمن مِن المسلمين في زمن موسى إلا قلةٌ من الشباب من أهل مصر، فآمنوا بموسى -عليه السلام- رغم الخوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم. وهكذا كان صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد كذَّبَه عامة الشيوخ في الوقت الذي تبعه فيه أغلب الشباب، وهذا فيه مؤازرةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - ومَن معه مِن الصحابة، فالقرآن يقص عليهم قصة تمثِّلهم وتشرح حالهم، وهذا من دواعي السكينة وانشراح الصدر.


معايير السعادة ليست مادية

وتأمل الراحة والسكينة التي تنبعث من لفظ الإيواء؛ لتعلم أن معايير السعادة ليست مادية، فكثيرٌ من الأغنياء يعانون مِن الأمراض النفسية المدمِّرة، وقد يلجؤون إلى الانتحار سنويًّا، في المقابل ربما تجد فقيرًا يسكن في كوخ صغير يشعر فيه بالسكينة والهدوء، ويعيش حياته راضيًا مسرورًا، وهذه حقيقة لا يختلف عليها أحد، ولكن القيم المادية للحياة المعاصرة تُعمي كثيرًا من الناس عن التدبر في حقائق الوجود.

بنت الشام
12-18-2021, 12:27 PM
جـَزآك آللهـُ خـَيـر آلــجـزآءْ ..

وَبـآركـ آللهـُ لكـ عـَ آلطـَرْحـ آلقـَيـِمـْ ،،

وَجـَعـَلهـــُ فـيـ مـُوآزيـنـ حـَسـنـآتـُكـــْ ..

мя Зάмояч
12-18-2021, 12:33 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

رُّوحي بروحهُ
12-18-2021, 12:52 PM
-




جزاك الله كل خير ..

عبد الحليم
12-18-2021, 01:00 PM
طرح يفوق الجمال
كعادتك إبداع في صفحآتك
يعطيك العافيه يارب
وبإنتظار المزيد من هذا الفيض
لقلبك السعادة والفرح
ودي..

شيخة المزايين
12-18-2021, 05:58 PM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

Şøķåŕą
12-18-2021, 06:23 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

شيخة رواية
12-19-2021, 07:22 AM
لكم من الابداع رونقه
ومن الاختيار جماله
دام لنا عطائكم المميز والجميل

رحيل
12-19-2021, 11:25 AM
بورك السعي
جزاك الله خير
ورزقك من حيث يشاء

خالد الشاعر
12-19-2021, 09:15 PM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

فرآشه ملآئكيه
12-20-2021, 07:48 AM
انتقاءك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

نور القمر
12-20-2021, 10:39 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~

رحيل
12-24-2021, 10:00 AM
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:00 AM
سكره
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:01 AM
ملك الغرام
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:01 AM
اميره
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:01 AM
شيخة المزايين
.صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:02 AM
شيخة روايه
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:02 AM
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:02 AM
عبد الحليم
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:02 AM
فراشه
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

رحيل
12-24-2021, 10:02 AM
نبض وريدي
.
صباح توليب
اشداء يراعك تراقصت لهُ حروفي غنجاً
وجمال اطلالتكِ
ازدانت بها صفحاتي
لا اعدمتك

اسما ايات الود

- سمَـا.
12-24-2021, 11:07 AM
-












جزاك الله الفردوس الأعلى
وَ نفع بطرحك الجميع ولا حرمك الأجر
لكِ من الشكر أجزله ض2.

♡ Šąɱąя ♡
12-30-2021, 07:55 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك
وبطرحك القييم بارك الله فيك

تذكارُ...!
06-14-2022, 11:17 AM
انتقاء بآذخ الجمآل ,
بِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
لك من الشكر وافره,~
| ؛~

غـُـلايےّ
07-18-2022, 01:10 PM
-

يعطيكك العافيةة
سلمت الايادي ع الانتقاء
https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (209).gif

Şøķåŕą
01-05-2023, 03:11 PM
_


سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

☆Šømă☆
12-04-2023, 02:40 AM
يعطيك العافيه
وشكرا لك

Şøķåŕą
05-15-2024, 08:44 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

رحيل
05-15-2024, 11:05 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

رحيل
05-15-2024, 11:06 PM
.
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

رحيل
05-15-2024, 11:06 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:hf10:

رحيل
05-15-2024, 11:06 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:h14:

رحيل
05-15-2024, 11:06 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

رحيل
05-15-2024, 11:07 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:x33:

رحيل
05-15-2024, 11:07 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:633:

رحيل
05-15-2024, 11:07 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:r776:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:mh51:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:95:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:b5:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:31:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:580:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:icon9:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:159:

رحيل
05-15-2024, 11:08 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:b5:

رحيل
05-15-2024, 11:09 PM
سكره
.
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

رحيل
05-15-2024, 11:09 PM
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود:eq-33:

رحيل
05-15-2024, 11:09 PM
سوما
.
سرني جدا حضورك
واسعدني تواجدك
واطلالتك المشرقة
تعطر ركني
لروحك جنائن الياسمين
مع كل الود

نور القمر
07-16-2024, 03:06 PM
سلمت أناملك على الطرح المميّزhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ويعطيك العافية على المجهود المبذولhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعكhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
لك تحياتي وفائق شكريhttps://a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ولك كل الود

بنت العز
07-16-2024, 04:19 PM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
09-14-2024, 03:57 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

البرنس مديح آل قطب
09-23-2024, 02:33 PM
https://www.raed.net/img?id=389576
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif

https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif



http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif



http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif

جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم :620:
يعطيكم العافية على طرحكم الجميل :eq-34:https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ما ننحرم من فيض عطائكم وإبداعكم https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ننتظر كل جديد لكم على الدوام :mh53:
لكم تحياتي وفائق شكري :h5:https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).gif
ولكم كل الود وباقات جاسمين :j1:
يسلموااااااااااااااااااااااااااااااا :eq-32:











https://www.raed.net/img?id=405932
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/a_by_vafiehya-d8frfv7.gif
القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس:238:
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/ezgif-4-ae001283af.gif


https://up6.cc/2023/09/169422269545223.gif

Şøķåŕą
10-03-2024, 03:33 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير