اميرة الصمت
12-14-2021, 02:11 PM
نم مُطمئنًّا
في رحيل العلامة محمد أحمد الدالي
ما زالَ صوتُكَ هناك في مخيِّلتي
صوتًا أجشَّ خشنًا
لكنَّ فيه دفئًا عميقًا
وأنت تعلِّمُني نُطقَ الحروف الأبجدية، بحُجْرة استقبال الضُّيوف، من منزلنا القديم.
ما زلتَ هناك، تفتَرشُ أرضَ الحُجرة في جلسة حميميَّة، وإلى جانبك المصنَّفاتُ وأُمَّات المراجع.
كنتَ كذلك
قريبًا إليَّ في الطفولة، قريبًا إليَّ فيما بعدَها
وإن قصَّرتُ في جَنبِكَ كثيرًا
وإن فرَّقَتنا الأماكن.
لطَمَني نبأُ غيابك فغدَوتُ كسُنونو مَذبوحٍ على عَتبةٍ تائهة
وبرغم بُعد الزَّمان والمكان، عاودَني شعورُ اليُتْم!
كنتَ البقيَّةَ الباقيةَ من عَبَق تلك الأيام، فأشَمُّ فيكَ رائحةَ والدي، وأنفاسَ عِلمه.
لكنَّكما اختَرتُما الابتعاد، والرَّحيلَ نحوَ المكان الذي لا أَوبةَ منه.
والعِلمُ في صدرَيكُما، نقشتُماه في الناس، فأدَّيتُما حقَّه، على ما تعِبتُما في تحصيله.
واليومَ أوقنُ أنكما تحلِّقان بأجنحةٍ من نورٍ في رِحاب العالم الآخَر مطمَئنَّين
حيثُ لا نكَدٌ ولا وجَع.
ما زلتُ أذكرُ صوتَك وهو يهوِّنُ عليَّ أيامَ مراهقَتي:
كثيرٌ من أبناء الكبار لم يكونوا كآبائهم، فلا تكلِّف نفسَك ما لا تُطيق.
كنتَ عزائيَ وَسْطَ جيوشِ الضَّغط التي أحاطَت بي يومئذ، فإن لم تُعِنِّي كلمتُك على الاستقواء بنفسي، فلقد أراحَتني.
ولبثتَ بعيدًا، ولبثتُ بعيدًا.
لكنِّي حقيقةً، حمَلتُ لكَ من الحبِّ الكثير.
فنَم مُطمئِنًّا أستاذَنا، وثِق أنَّ فيما تركتَه من خلفِك إرثًا لا يَمَّحي.
ولكَ السلام
سلامٌ قدرَ علمِك
سلامٌ قدرَ إخلاصِك
سلامٌ قدرَ وفائِك.
في رحيل العلامة محمد أحمد الدالي
ما زالَ صوتُكَ هناك في مخيِّلتي
صوتًا أجشَّ خشنًا
لكنَّ فيه دفئًا عميقًا
وأنت تعلِّمُني نُطقَ الحروف الأبجدية، بحُجْرة استقبال الضُّيوف، من منزلنا القديم.
ما زلتَ هناك، تفتَرشُ أرضَ الحُجرة في جلسة حميميَّة، وإلى جانبك المصنَّفاتُ وأُمَّات المراجع.
كنتَ كذلك
قريبًا إليَّ في الطفولة، قريبًا إليَّ فيما بعدَها
وإن قصَّرتُ في جَنبِكَ كثيرًا
وإن فرَّقَتنا الأماكن.
لطَمَني نبأُ غيابك فغدَوتُ كسُنونو مَذبوحٍ على عَتبةٍ تائهة
وبرغم بُعد الزَّمان والمكان، عاودَني شعورُ اليُتْم!
كنتَ البقيَّةَ الباقيةَ من عَبَق تلك الأيام، فأشَمُّ فيكَ رائحةَ والدي، وأنفاسَ عِلمه.
لكنَّكما اختَرتُما الابتعاد، والرَّحيلَ نحوَ المكان الذي لا أَوبةَ منه.
والعِلمُ في صدرَيكُما، نقشتُماه في الناس، فأدَّيتُما حقَّه، على ما تعِبتُما في تحصيله.
واليومَ أوقنُ أنكما تحلِّقان بأجنحةٍ من نورٍ في رِحاب العالم الآخَر مطمَئنَّين
حيثُ لا نكَدٌ ولا وجَع.
ما زلتُ أذكرُ صوتَك وهو يهوِّنُ عليَّ أيامَ مراهقَتي:
كثيرٌ من أبناء الكبار لم يكونوا كآبائهم، فلا تكلِّف نفسَك ما لا تُطيق.
كنتَ عزائيَ وَسْطَ جيوشِ الضَّغط التي أحاطَت بي يومئذ، فإن لم تُعِنِّي كلمتُك على الاستقواء بنفسي، فلقد أراحَتني.
ولبثتَ بعيدًا، ولبثتُ بعيدًا.
لكنِّي حقيقةً، حمَلتُ لكَ من الحبِّ الكثير.
فنَم مُطمئِنًّا أستاذَنا، وثِق أنَّ فيما تركتَه من خلفِك إرثًا لا يَمَّحي.
ولكَ السلام
سلامٌ قدرَ علمِك
سلامٌ قدرَ إخلاصِك
سلامٌ قدرَ وفائِك.