Şøķåŕą
12-13-2021, 05:40 PM
قصتنا اليوم بعنوان قصة اصحاب القرية والذين ذكرهم الله في كتابه الكريم في سورة يس حيث قال تعالى ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ).
ومن اجل فهم القصة علينا ان نقوم بتفسير هذه الآيات العظيمة حيث قال تعالى في كتابه ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ) ، وهنا نجد ان اهل هذه القرية كانوا يتسمون بالكفر الشديد لان المعروف هو ان القرية او القوم بصفة عامة يذهب اليهم رسول واحد فقط اما هذه القرية فقد بعث الله لهم رسولين ولكن اهل هذه القرية كفروا ولم يعترفوا بدين الله عز وجل فارسل الله لهم رسولا ثالثا حتى يقنعهم ولكن ايضا دون جدوى ، و جدير بالذكر ان هذه القرية تسمى ( انطاكيا ) ولكن هناك بعض العلماء الذين يرون بان هذا الاسم خاطئ.
( قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) و توضح هذه الآيات ما فعله الرسل الثلاثة فقد حاولوا بشتى الطرق اقناع اهل هذه القرية بدخول الاسلام والتطهر من عبادة الاصنام و الاوثان و الشرك بالله عز وجل ، ثم قال تعالى ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) ، وهنا جاء رد اهل القرية حيث اخبروا الرسل بانهم قاموا بالتطير والتطير من افعال الجاهلية وهو مشابه اليوم لصلاة الاستخارة فاذا اراد التاجر مثلا ان يقبل على تجارة جديدة فانه يطلق الطير فاذا اتجه يمينا فهذه تجارة سوف تربح بينما اذا اتجه يسارا فهذه التجارة خاسرة.
وبعدها قال اهل القرية للمرسلين انهم اذا لم يتوقفوا عن الدعوة الى دين الله فسوف يعذبونهم عذابا اليما ، فرد عليهم المرسلون بانهم قوم لا يعرفون الحق وانهم مسرفون ، ثم قال تعالى ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون ) ، و خلال هذه المحادثة جاء رجل يسكن على اطراف القرية وكان اسمه ( حبيب النجار ) حيث كان يعمل في حرفة النجارة ، وطلب من اهل القرية ان يؤمنوا بالله و وبما جاء به الرسل واخبر اهل قريته بانهم لا يطلبون اي مقابل لقاء دعوتهم ، ثم قال : وكيف لي ان امتنع عن عبادة الله الذي خلقني والذي سوف ارجع اليه بعد الممات.
( أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ثم يكمل حبيب النجار حديثه قائلا : وكيف لي ان اتخذ ربا آخر غير الله فاذا كتب الله لي الضر فلا احد قادر على ايقاف قدره تبارك و تعالى ولن ينقذني من عذابه اي احد ، ثم قال تعالى ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين ) ، و بعد ذلك انهال اهل القرية على حبيب النجار بالضرب المبرح حتى فارق الحياة وادخله الله الجنة ، وعندما رأى حبيب النجار الجنة قال يا ليت قومي على علم بما انا فيه من النعيم وكيف ان الله غفر لي و اكرمني بدخول الجنة.
( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) ، ولم يكن الله عز وجل في حاجة الى ارسال جند و ملائكة لكي يعاقب اهل القرية بسبب كفرهم ولكنه ارسل جبريل الى باب القرية فصاح بها صيحة واحدة فقط فهلكوا جميعا ، ثم قال الله ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) وهنا نجد مدى الحسرة على القوم الذين تأتيهم الرسل فلا يستمعون ولا يتبعون اوامر الرسل و الانبياء ويدخلون الى الاسلام الدين الحق بل وقد يؤذون هؤلاء الانبياء فيكون عقابهم شديد من الله عز وجل.
ومن اجل فهم القصة علينا ان نقوم بتفسير هذه الآيات العظيمة حيث قال تعالى في كتابه ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ) ، وهنا نجد ان اهل هذه القرية كانوا يتسمون بالكفر الشديد لان المعروف هو ان القرية او القوم بصفة عامة يذهب اليهم رسول واحد فقط اما هذه القرية فقد بعث الله لهم رسولين ولكن اهل هذه القرية كفروا ولم يعترفوا بدين الله عز وجل فارسل الله لهم رسولا ثالثا حتى يقنعهم ولكن ايضا دون جدوى ، و جدير بالذكر ان هذه القرية تسمى ( انطاكيا ) ولكن هناك بعض العلماء الذين يرون بان هذا الاسم خاطئ.
( قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) و توضح هذه الآيات ما فعله الرسل الثلاثة فقد حاولوا بشتى الطرق اقناع اهل هذه القرية بدخول الاسلام والتطهر من عبادة الاصنام و الاوثان و الشرك بالله عز وجل ، ثم قال تعالى ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ) ، وهنا جاء رد اهل القرية حيث اخبروا الرسل بانهم قاموا بالتطير والتطير من افعال الجاهلية وهو مشابه اليوم لصلاة الاستخارة فاذا اراد التاجر مثلا ان يقبل على تجارة جديدة فانه يطلق الطير فاذا اتجه يمينا فهذه تجارة سوف تربح بينما اذا اتجه يسارا فهذه التجارة خاسرة.
وبعدها قال اهل القرية للمرسلين انهم اذا لم يتوقفوا عن الدعوة الى دين الله فسوف يعذبونهم عذابا اليما ، فرد عليهم المرسلون بانهم قوم لا يعرفون الحق وانهم مسرفون ، ثم قال تعالى ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون ) ، و خلال هذه المحادثة جاء رجل يسكن على اطراف القرية وكان اسمه ( حبيب النجار ) حيث كان يعمل في حرفة النجارة ، وطلب من اهل القرية ان يؤمنوا بالله و وبما جاء به الرسل واخبر اهل قريته بانهم لا يطلبون اي مقابل لقاء دعوتهم ، ثم قال : وكيف لي ان امتنع عن عبادة الله الذي خلقني والذي سوف ارجع اليه بعد الممات.
( أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ثم يكمل حبيب النجار حديثه قائلا : وكيف لي ان اتخذ ربا آخر غير الله فاذا كتب الله لي الضر فلا احد قادر على ايقاف قدره تبارك و تعالى ولن ينقذني من عذابه اي احد ، ثم قال تعالى ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين ) ، و بعد ذلك انهال اهل القرية على حبيب النجار بالضرب المبرح حتى فارق الحياة وادخله الله الجنة ، وعندما رأى حبيب النجار الجنة قال يا ليت قومي على علم بما انا فيه من النعيم وكيف ان الله غفر لي و اكرمني بدخول الجنة.
( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ) ، ولم يكن الله عز وجل في حاجة الى ارسال جند و ملائكة لكي يعاقب اهل القرية بسبب كفرهم ولكنه ارسل جبريل الى باب القرية فصاح بها صيحة واحدة فقط فهلكوا جميعا ، ثم قال الله ( يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) وهنا نجد مدى الحسرة على القوم الذين تأتيهم الرسل فلا يستمعون ولا يتبعون اوامر الرسل و الانبياء ويدخلون الى الاسلام الدين الحق بل وقد يؤذون هؤلاء الانبياء فيكون عقابهم شديد من الله عز وجل.