نور القمر
12-04-2021, 04:49 PM
القِيمُ الإنسَانية
في تعايُش الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
إن العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أهل الذّمة المُسَالمين الذين يخالفوننا في المعتقد والدّين، تنبني على الإحسان والبرّ وحسن المعاشرة حيث أسّس القرآن الكريم لهذه العلاقة ودعا إلى بنائها على أسس من المسالمة والتعايش السليم، وتجنب منطق العداء، فقال عز وجل: " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.. " سورة الممتحنة الآية: 8
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة في كل تصرّف أو سلوك ظاهر أو باطن؛ حيث اتّسمت معاملته لغير المسلمين المسالمين، بالشّفقة وحسن الجوار، ويتّضح ذلك جليًّا من خلال بداية مسار الدعوة النبوية؛ سواء تعلق الأمر بالخطاب، أو السلوك والمعاملات، فكان صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام بالتي هي أحسن، منتهجاً أسلوب الحوار والتفاوض، وذلك بمنأى عن كل أشكال التعصب أو الانتصار للذات رغم أنه كان على حق في كل شيء ومؤيدا بالوحي الرّباني، حيث تبنّى صلى الله عليه وسلم موقفاً مبنياً على التعايش والاحترام مع غير المسلمين؛ حتى وإن تعلق الأمر بموتاهم، فكان يقوم لجنازتهم.
فعن عبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْف ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّة ، فَقَالاَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ : أَلَيْسَتْ نَفْسًا.؟ - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب "الجنائز" باب:" من قام لجنازة يهودي.."
والمتتبع لسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يدرك بجلاء، معاني القيم الإنسانية، ومبادئ الأخوة الإنسانية، المُجسّدة في شخصية رسولنا الكريم، حيث يُعدّ المثل الأعلى في الأخلاق الحسنة، نستلهم من أخلاقه الدرر النفيسة في الرّقي والسلوك، سواء مع المسلمين أو الذميين على حدّ سواء، يدعو الى حفظ حقوق الجميع ويرعاها بقيم نبيلة مُفعمة بالقيم الإنسانية، فمن أوجه رعايته لحقوق غير المسلمين، الجدال بالتي هي أحسن، والتسامح، وتجنب السّب، والعفو والصفح، والقسط والبر، ومن تجلّيات الإحسان والبرّ مع غير المسلمين في سلوك النبي الكريم، عيادة مرضاهم وتفقّد أحوالهم والدعاء لهم.
فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ!! فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّار..". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب "الجنائز" باب:" إذا أسلم الصبي.
في تعايُش الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين
إن العلاقة بين المسلمين وغيرهم من أهل الذّمة المُسَالمين الذين يخالفوننا في المعتقد والدّين، تنبني على الإحسان والبرّ وحسن المعاشرة حيث أسّس القرآن الكريم لهذه العلاقة ودعا إلى بنائها على أسس من المسالمة والتعايش السليم، وتجنب منطق العداء، فقال عز وجل: " لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.. " سورة الممتحنة الآية: 8
ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدوة الحسنة في كل تصرّف أو سلوك ظاهر أو باطن؛ حيث اتّسمت معاملته لغير المسلمين المسالمين، بالشّفقة وحسن الجوار، ويتّضح ذلك جليًّا من خلال بداية مسار الدعوة النبوية؛ سواء تعلق الأمر بالخطاب، أو السلوك والمعاملات، فكان صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام بالتي هي أحسن، منتهجاً أسلوب الحوار والتفاوض، وذلك بمنأى عن كل أشكال التعصب أو الانتصار للذات رغم أنه كان على حق في كل شيء ومؤيدا بالوحي الرّباني، حيث تبنّى صلى الله عليه وسلم موقفاً مبنياً على التعايش والاحترام مع غير المسلمين؛ حتى وإن تعلق الأمر بموتاهم، فكان يقوم لجنازتهم.
فعن عبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْف ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّة ، فَقَالاَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ، فَقَالَ : أَلَيْسَتْ نَفْسًا.؟ - أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب "الجنائز" باب:" من قام لجنازة يهودي.."
والمتتبع لسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يدرك بجلاء، معاني القيم الإنسانية، ومبادئ الأخوة الإنسانية، المُجسّدة في شخصية رسولنا الكريم، حيث يُعدّ المثل الأعلى في الأخلاق الحسنة، نستلهم من أخلاقه الدرر النفيسة في الرّقي والسلوك، سواء مع المسلمين أو الذميين على حدّ سواء، يدعو الى حفظ حقوق الجميع ويرعاها بقيم نبيلة مُفعمة بالقيم الإنسانية، فمن أوجه رعايته لحقوق غير المسلمين، الجدال بالتي هي أحسن، والتسامح، وتجنب السّب، والعفو والصفح، والقسط والبر، ومن تجلّيات الإحسان والبرّ مع غير المسلمين في سلوك النبي الكريم، عيادة مرضاهم وتفقّد أحوالهم والدعاء لهم.
فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ!! فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّار..". أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب "الجنائز" باب:" إذا أسلم الصبي.