المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث : ( دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )


رُّوحي بروحهُ
10-19-2021, 12:23 PM
حديث : ( دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )

عن أبي محمدٍ الحسن بن علي بن أبي طالبٍ، سِبطِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتِه رضي الله عنهما،
قال: حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )؛ رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
ترجمة الراوي:
الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف، الإمام السيد، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيد شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي المدني الشهيد، ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها، مولده في شعبان سنة ثلاث من الهجرة، وقيل: نصف رمضان، وهو أكبر من أخيه الحسين بعام، وهو سيد شباب أهل الجنة، حج خمسًا وعشرين مرة، وتولى الخلافة بعد أبيه، واستمر في الخلافة نحو ستة أشهر بالحجاز واليمن والعراق وخراسان، ثم دعاه كرمُه وحِلمه وورعُه لتركها لمعاوية رفقًا بالمسلمين، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر حديثًا، ومات مسمومًا سنة خمسين، رضي الله عنه وأرضاه[1].

منزلة الحديث:
◙ هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين، وأصل في الورع الذي عليه مدار اليقين، وراحة من ظلم الشكوك والأوهام المانعة لنور اليقين[2].
◙ هذا الحديث من جوامع الكلم، ومن الحِكم النبوية البليغة؛ فهو بكلماته القليلة قعَّد قاعدة عظيمة في ديننا الإسلامي، وهي ترك الشبهات، والتزام الحلال المتيقن[3].
◙ قال العسكري - رحمه الله -: لو تأمَّل الحذَّاق هذا الحديث، لتيقَّنوا أنه استوعب كل ما قيل في تجنب الشبهات[4].

غريب الحديث:

◙ دَعْ: اترك.
◙ ما يَريبك: ما شككت فيه.
◙ إلى ما لا يَريبُك: إلى ما لا تشُكُّ فيه.
شرح الحديث:
( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم )؛ أي: من كلامه.
( دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك ) ؛ أي: ما يشك فيه إلى ما لا يشك فيه، والمراد أن ما اشتبه حاله على الإنسان فتردَّد بين كونه حلالًا أو حرامًا، فاللائق بحاله تركُه، والذهابُ إلى ما يعلم حاله ويعرف أنه حلال، سواء أكان في أمور الدنيا أم في أمور الآخرة، فالأحسن أن ترتاح منه، وأن تدعه؛ حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلتَ وأتيتَ، والله أعلم.

ترك الشبهات عند السلف:
جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه - غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ فقال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر يده، فقاءَ كل شيء في بطنه[5].
قال الذهبي - رحمه الله - في السير: قال سليمان الشاذكوني: يشبه علي بن المديني بأحمد بن حنبل؟ أيهات؟! ما أشبه السُّك باللُّك[6]، لقد حضرت من ورعه شيئًا بمكة، أنه أرهن سطلًا عند فاميٍّ[7] فأخذ منه ليقوته، فجاء فأعطاه فكاكه، فأخرج له سطلين، فقال: انظر أيهما؟ فقال: لا أدري أنت في حل منه، ولم يأخذه، قال الفامي: والله إنه لسطله، وإنما أردت أن أمتحنه فيه[8].
ويروى عن يونس بن عبيد - رحمه الله - أنه جاءه رجل شامي - وكان يونس يبيع الخز - وهو في سوق الخزازين، فقال الرجل: عندك مطرفٌ بأربعمائة؟ فقال يونس بن عبيد: عندنا بمائتين، فنادى المنادي: الصلاة! فانطلق يونس إلى بني قشير ليصلي بهم، فجاء وقد باع ابن أخته المطرف من الشامي بأربعمائة، فقال: ما هذه الدراهم؟ قال: ثمن ذاك المطرف، فقال: يا عبد الله، هذا المطرف الذي عرضته عليك بمائتي درهم، فإن شئت فخذه وخذ مائتين، وإن شئت فدعه[9].

الفوائد من الحديث:
1- ترك الإنسان الأشياء التي يرتاب فيها.
2- الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق.
3- المرء يبني أموره على اليقين، وأن يطرح الشك جانبًا.
4- الحديث أصل عظيم في الورع والحث عليه.

شواهد الحديث:

1- حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه -: ((الإثم ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس))[10].
2- حديث وابصة - رضي الله عنه -: ((استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس))[11].

[1] الإصابة (1/ 328 رقم 1719) السير (3/ 245) حلية الأولياء (2/ 35).
[2] فيض القدير (3/ 706 ح 4214) فتح المبين (126).
[3] الوافي في شرح الأربعين النووية (85).
[4] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (116) فيض القدير (3/ 707 ح 4214).
[5] رواه البخاري (3/ 52 ح 3842)، وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: والذي يظهر أن أبا بكر إنما قاء؛ لِما ثبت عنده من النهي عن حُلوان الكاهن، وحلوان الكاهن: ما يأخذه على كهانته، والكاهن من يخبر بما سيكون عن غير دليل شرعي، وكان ذلك قد كثر في الجاهلية، خصوصًا قبل ظهور النبي صلى الله عليه وسلم؛ اهـ فتح الباري (7/ 190 ح 3842).
[6] السُّك: ضرب من الطيب، واللُّك: صِبْغ أحمر يصبغ به.
[7] بائع الفوم: أي الحمَّص.
[8] السير (11/ 203).
[9] السير (6/ 289).
[10] رواه مسلم (2553).
[11] رواه أحمد؛ انظر مشكاة المصابيح (2/ 845 ح 2774).

بنت الشام
10-19-2021, 12:25 PM
بارك الله فيك

نبضها مطيري
10-19-2021, 01:22 PM
نقل مميز وجهد مبدع وعطاء مستمر
سلمت يمينك على ما بذلت كل الشكر لك

tarhal
10-19-2021, 02:03 PM
جزاك الله كل خير ..

Şøķåŕą
10-19-2021, 04:17 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

мя Зάмояч
10-19-2021, 04:19 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمتي بحفظ الله

حلا
10-19-2021, 10:20 PM
جزاك الله خير

الدكتور على حسن
10-19-2021, 10:29 PM
كل التحية وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـا
من موضوع رائع ومفيد جدا
جزاك الله عنا خير الجــزاء
وكتب لك السعادة والهناء
خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
:rose::rose::rose:

خالد
10-19-2021, 11:29 PM
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك
وجعلها في موازين حسناتك
وأثابك الله الجنه أن شاء الله
على ما قدمت

رحيل
10-20-2021, 12:42 AM
بارك الله فيك
وأثابك على جهدك الرائع
شكرا لكـ

خالد الشاعر
10-20-2021, 02:42 PM
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
لكى خالص تحياتى

نور القمر
10-20-2021, 07:06 PM
طرح رائع بـِ روعتك
يعطيك العافية على الانتقاء الأميز
في انتظار مزيدك
تحيتي والياسمين ..!

♡ Šąɱąя ♡
03-29-2022, 06:02 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام:nay2:

Şøķåŕą
03-24-2023, 03:47 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.