ذآتَ حُسن♔
10-04-2021, 05:31 PM
ضجة كل فترة
هذه كلمة عامة بمناسبة ما يثار من ضجة كل فترة على وسائل التواصل
حول مقاطع تنشر لشخص من اتجاه ما تتضمن أخطاء كارثية ،
أو زلات واضحة ، فيتلقفها خصومه ، وتتفاوت مسالكهم
بين من يردون بعدل وأدب نصحا للأمة ، ومن يستغلون الفرصة
للتشنيع والذم وتصفية الحسابات مع تيار بأكمله يعادونه ،
ثم إذا جاء خطأ مثله أو أشد لمن يحبونه سكتوا تماما ،
أو في أحسن الأحوال ردوا ردا رقيقا مهذبا لا يكسر عظما
ولا يخدش شخصا !!
وأقول لك يا عزيزي :
- كلنا - إلا من رحم الله - متحيزون بدرجة ما بين مستقل ومستكثر ،
ولا نخلو من مقدار ولو ضئيل من التعصب الظاهر أو الخفي
- مهما أنكرنا ذلك باللسان -
وأما الموضوعية الكاملة ، والإنصاف التام في تناول القضايا
الشرعية والفكرية فهي أمور شبه نادرة ، ولا تتأتى إلا لمن
تخلى عن حظوظ النفس جميعها ، واستعلى على المخاوف
والمطامع ، وجلنا يرى القذاة في عين أخيه وينسى الجذع
معترضا في عينه ، ويضخم أخطاء خصومه ، ويبلع لمحبيه العظائم .
وهناك عوامل كثيرة تحكم مواقفنا من الأحداث والآراء ،
منها الظاهر الجلي ، ومنها الخفي المتسرب إلى أعماق النفس ،
وربما لا يدركه الإنسان . فللنشأة الأولى والتربية دور ،
ولطبائع الشخصية وميولها دور ، وللصداقات والعلاقات دور ،
وللمواقف المسبقة دور ، وللانتماءات المذهبية أو الفكرية
أو السياسية دور ، وللبحث عن المصالح والمغانم دور ،
وللخوف من دفع ضريبة قول الحق دور ، ولهوى النفوس دور ،
بل قد يتبنى المرء رأيا من الآراء ، ليس لقناعة حقيقية به ،
وإنما كرها في مخالفيه ، وليس حبا في زيد وإنما بغضا لعمرو ،
ولو تغيرت الأدوار لكان أشد المؤيدين لما انتقده من قبل .
وليس معنى ذلك بحال نسبية الحقيقة وسيولتها ،
أو صحة كل رأى وموقف ، أو التسوية بين أهل الحق
وأهل الضلال ، أو عدم وجود معيار للحكم على الأمور ،
لكن ما أقصده أنه بقدر استقلالك عن التقولب والتحزب
لجماعة أو حزب أو شيخ أو طائفة ، والذوبان الكامل
في شيئ من ذلك ، بقدر ما تتسع نظرتك ، وتعتدل أحكامك ،
وتكون أقرب للعدل والإنصاف .
وإذا كان لي من نصيحة أُذكّر بها نفسي وإياك فهي :
أن تكون منتميا للإسلام والسنة ، ومحبا للمسلمين أجمعين ،
ومبغضا لأعداء هذا الدين ، مستقلا ، آخذا بالحق
أيا كان مصدره ، ودائرا معه حيث دار ، غير متعصب لاسم ،
أو طائفة ، أو جماعة ، أو حزب ، أو شخص ،
وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر ، والعض عليها بالنواجذ ،
وسؤال الله الثبات عليها.
هذه كلمة عامة بمناسبة ما يثار من ضجة كل فترة على وسائل التواصل
حول مقاطع تنشر لشخص من اتجاه ما تتضمن أخطاء كارثية ،
أو زلات واضحة ، فيتلقفها خصومه ، وتتفاوت مسالكهم
بين من يردون بعدل وأدب نصحا للأمة ، ومن يستغلون الفرصة
للتشنيع والذم وتصفية الحسابات مع تيار بأكمله يعادونه ،
ثم إذا جاء خطأ مثله أو أشد لمن يحبونه سكتوا تماما ،
أو في أحسن الأحوال ردوا ردا رقيقا مهذبا لا يكسر عظما
ولا يخدش شخصا !!
وأقول لك يا عزيزي :
- كلنا - إلا من رحم الله - متحيزون بدرجة ما بين مستقل ومستكثر ،
ولا نخلو من مقدار ولو ضئيل من التعصب الظاهر أو الخفي
- مهما أنكرنا ذلك باللسان -
وأما الموضوعية الكاملة ، والإنصاف التام في تناول القضايا
الشرعية والفكرية فهي أمور شبه نادرة ، ولا تتأتى إلا لمن
تخلى عن حظوظ النفس جميعها ، واستعلى على المخاوف
والمطامع ، وجلنا يرى القذاة في عين أخيه وينسى الجذع
معترضا في عينه ، ويضخم أخطاء خصومه ، ويبلع لمحبيه العظائم .
وهناك عوامل كثيرة تحكم مواقفنا من الأحداث والآراء ،
منها الظاهر الجلي ، ومنها الخفي المتسرب إلى أعماق النفس ،
وربما لا يدركه الإنسان . فللنشأة الأولى والتربية دور ،
ولطبائع الشخصية وميولها دور ، وللصداقات والعلاقات دور ،
وللمواقف المسبقة دور ، وللانتماءات المذهبية أو الفكرية
أو السياسية دور ، وللبحث عن المصالح والمغانم دور ،
وللخوف من دفع ضريبة قول الحق دور ، ولهوى النفوس دور ،
بل قد يتبنى المرء رأيا من الآراء ، ليس لقناعة حقيقية به ،
وإنما كرها في مخالفيه ، وليس حبا في زيد وإنما بغضا لعمرو ،
ولو تغيرت الأدوار لكان أشد المؤيدين لما انتقده من قبل .
وليس معنى ذلك بحال نسبية الحقيقة وسيولتها ،
أو صحة كل رأى وموقف ، أو التسوية بين أهل الحق
وأهل الضلال ، أو عدم وجود معيار للحكم على الأمور ،
لكن ما أقصده أنه بقدر استقلالك عن التقولب والتحزب
لجماعة أو حزب أو شيخ أو طائفة ، والذوبان الكامل
في شيئ من ذلك ، بقدر ما تتسع نظرتك ، وتعتدل أحكامك ،
وتكون أقرب للعدل والإنصاف .
وإذا كان لي من نصيحة أُذكّر بها نفسي وإياك فهي :
أن تكون منتميا للإسلام والسنة ، ومحبا للمسلمين أجمعين ،
ومبغضا لأعداء هذا الدين ، مستقلا ، آخذا بالحق
أيا كان مصدره ، ودائرا معه حيث دار ، غير متعصب لاسم ،
أو طائفة ، أو جماعة ، أو حزب ، أو شخص ،
وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر ، والعض عليها بالنواجذ ،
وسؤال الله الثبات عليها.