نور القمر
10-02-2021, 04:00 PM
اتفق جميع علماء الإسلام – الفقهاء وغيرهم – على أن العمل الصالح ركن من أركان الإيمان، وشاهد على سلامة التوحيد، حيث لا توجد دلالة أو علامة تمثل معنى الشهادتين في الواقع إلا سلوك الإنسان وتصرفاته وأخلاقه، ووالالتزام والتقيد بالأوامر، والامتناع عن المنكرات والزواجر، فكان العمل الصالح شاهد حق على استقرار الإيمان في القلب، بل هو ثمرة من ثمرات الإيمان بالله تعالى وبرسوله وباليوم الآخر، لذلك اشتهر في مقولة صحت نسبته إلى الحسن البصري أنه يقول: “ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال”، ثم زاد: ” فمن قال حسنا وعمل غير صالح رد الله عليه قوله، ومن قال حسنا وعمل صالحا رفعه العمل، ذلك بأن الله يقول: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)[1].
واشتهر هذا الأثر في كتب الدين المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، وهو يرمز إلى أن العمل في الظاهر حقيقة الإيمان، فهو بينما كان ركنا للإيمان، كان شاهدا عليه، ودليلا ومرشدا إليه، بل يعد ثمرة الإيمان في الواقع.
تعريف العمل الصالح
يطلق العمل الصالح العمل المرضيّ عند الله تعالى، وهو الجامع لشيئين؛ الأول: أن يكون وفق الشرع الإسلامي، الثاني: أن يكون المقصود به مرضاة الله وطاعته، فإذا فقد العمل هذين الشيئين أو أحدهما لم يكن مرضيًّا عند الله، وبالتالي لا أجر فيه ولا ثواب، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، المقصود بالعمل الصالح العمل الصحيح، أي: الموافق للشرع الإسلامي، والخالص لوجه الله تعالى[2].
ويتمثل العمل الصالح في العبادة والطاعات والفرائض التي أمر الله العباد بها، وكان سبب خلقهم ووجودهم على وجه المعمور، فقد جاء في الإبانة لابن بطة البيان الشافي لنوع العلاقة والربط الذي يجمع بين العبادة والعمل الصالح.
العبادة هي العمل الصالح
جاء في كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة ما يفيد أن معنى العمل الصالح هو العبادة التي يقصد بها مرضاة الله وجناته، ونشير إلى أبرز ما جاء في هذا الكتاب:
1 – إن أصل الإيمان هو النطق بالشهادتين، وحقيقته العمل، وجمع الله ذلك في كتابه العزيز بآية جمعت كل قول طيب وكل عمل صالح وهو قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
فإنه جمع في هذه الآية القول والعمل، والإخلاص والطاعة لعبادته وطاعته والإيمان به وبكتبه وبرسله، وما كانوا عليه من عبادة الله وطاعته.
2 – العبادة عمل، والعمل من الإيمان، [فلو كانت العبادة التي خلقهم الله لها قولاً بغير عمل لما أسماها عبادة وسماها قولاً، ولقال: وما خلقت الجن والأنس إلا ليقولون]، فكونه قال ((إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) دل على أن العمل من الإيمان، وأنه عبادة.
3 – أن العبادة خدمة، وأن الخدمة عمل، وأن العامل مع الله عز وجل إنما عمله أداء الفرائض واجتناب المحارم، وطاعة الله فيما أمر به من شرائع الدين وأداء الفرائض، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ}
واشتهر هذا الأثر في كتب الدين المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، وهو يرمز إلى أن العمل في الظاهر حقيقة الإيمان، فهو بينما كان ركنا للإيمان، كان شاهدا عليه، ودليلا ومرشدا إليه، بل يعد ثمرة الإيمان في الواقع.
تعريف العمل الصالح
يطلق العمل الصالح العمل المرضيّ عند الله تعالى، وهو الجامع لشيئين؛ الأول: أن يكون وفق الشرع الإسلامي، الثاني: أن يكون المقصود به مرضاة الله وطاعته، فإذا فقد العمل هذين الشيئين أو أحدهما لم يكن مرضيًّا عند الله، وبالتالي لا أجر فيه ولا ثواب، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، المقصود بالعمل الصالح العمل الصحيح، أي: الموافق للشرع الإسلامي، والخالص لوجه الله تعالى[2].
ويتمثل العمل الصالح في العبادة والطاعات والفرائض التي أمر الله العباد بها، وكان سبب خلقهم ووجودهم على وجه المعمور، فقد جاء في الإبانة لابن بطة البيان الشافي لنوع العلاقة والربط الذي يجمع بين العبادة والعمل الصالح.
العبادة هي العمل الصالح
جاء في كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة ما يفيد أن معنى العمل الصالح هو العبادة التي يقصد بها مرضاة الله وجناته، ونشير إلى أبرز ما جاء في هذا الكتاب:
1 – إن أصل الإيمان هو النطق بالشهادتين، وحقيقته العمل، وجمع الله ذلك في كتابه العزيز بآية جمعت كل قول طيب وكل عمل صالح وهو قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56].
فإنه جمع في هذه الآية القول والعمل، والإخلاص والطاعة لعبادته وطاعته والإيمان به وبكتبه وبرسله، وما كانوا عليه من عبادة الله وطاعته.
2 – العبادة عمل، والعمل من الإيمان، [فلو كانت العبادة التي خلقهم الله لها قولاً بغير عمل لما أسماها عبادة وسماها قولاً، ولقال: وما خلقت الجن والأنس إلا ليقولون]، فكونه قال ((إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) دل على أن العمل من الإيمان، وأنه عبادة.
3 – أن العبادة خدمة، وأن الخدمة عمل، وأن العامل مع الله عز وجل إنما عمله أداء الفرائض واجتناب المحارم، وطاعة الله فيما أمر به من شرائع الدين وأداء الفرائض، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمُ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ}