تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الغيرة على الدين والحرمات


Şøķåŕą
09-29-2021, 02:41 PM
الغيرة على الدين والحرمات


الخطبة الأولى

الحمد لله، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان على يوم الدين.



أما بعد:

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



في سنن الترمذي قال ابن عمر رضي الله عنه صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ: "يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ".



ويقال من هذا المنبر: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَأفْضى الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ.



يا معشر أصحاب المحلات والكافيهات والمتنزهات والمنتجعات لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ بصخب الغناء.



يا معشر من ابتلي بالدخان، لا تؤذوا المسلمين بنتن أفواهكم..



يا معشر من تساهلت في حجابها وتبرجت في لباسها، لا تؤذينّ المسلمين بزينتكن، والخضوع بقولكن، ولا تفتن شباب الأمة بمفاتنكن.



﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].



«المسلم من سلم المسلمون من لسانه»، «وكل أمتي معافى إلا المجاهرين»، «والْمُؤْمِنُونَ نَصَحَةٌ» فمَنْ رَأَى مُنْكَرًا على أحدٍ، أو رآه في طريقٍ أو تجمعٍ أو متجرٍ، فلا يسعه إلا أن يقدم نصيحة، إعذارًا إلى الله، وأخذًا بوصية رسول الله، قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَشَرَطَ عَلَيَّ: «وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ»؛ متفق عليه.



وإنكار القلب وكرهه والبعد منه، لا يُعذر به أحد، ولو لم يكن إنكار القلب له أثر في تغيير المنكر لكان قول النبي صلى الله عليه وسلم، لغوًا ولا فائدة منه.



وفي "صحيح البخاري": «والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».

فإذا دعا للفســـق ِ آلافُ الدُّعـــاة

وبكى الحياءُ على التعفّفِ والثبات

والإثمُ يرقصُ في الليالي الصاخبات

فاصرخ معاذ الله من درب مشين

إني أخافُ الله ربَّ العالمين



إن على رب الأسرة حمل عظيم في التربية وحفظ الأمانة، والنئيُ بهم من إقحامهم بولوج أماكن يحدث فيها منكرات من القول والفعل.



ما ذنب الأبناء أن نربيهم منذ الصغر، والنساء المحصنات في البيوت، على أن لا حرج أن يختلطوا بكل أحد، ونُهَيئُهم على أن يهبوا لك مهرج، ويتسابقوا لكل دعاية وإعلان، وأن يلاحقوا كل محفل وتجمع.

مواقف ريبةٍ تسم الدنايا
وليس لعرض آتيها وقاء
أيختارُ الكريمُ أخو المعالي
مقام الذل يعقبه ازدراء
إذا سمح الفتى بالعرض يومًا
فذاك والبهيمة فيها سواء


«إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَه؟ حَتَّى يُسْأَلَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ»؛ أخرجه أهل السنن.


من حُرم الغيرة حُرم طهر الحياة، ولا يُمتدحُ بالغيرةِ إلا كرام الرجالِ، وكرائمُ النساء.



الغافلاتٌ وصفُ لطيفُ محمود، توصف به المؤمناتُ المحصناتُ، وصفُ يجسدُ المجتمعَ البريء، والبيتَ الطاهرَ الذي تَشِبُ فتياتُه زَهَرَاتٍ ناصعاتٍ لا يعرفن الإثم.



كم للفضيلة من حصنٍ امتنع به أولو النخوة، فكانوا بذلك محسنين، وكم للرذيلةِ من صرعى أوردتهم المهالكَ، فكانوا هم الخاسرين.



في ظلال الفضيلة منعةُ وأمان، وفي مهاوي الرذيلة ذلةُ وهوان، والرجل هو صاحب القِوامة في الأسرة، وإذا ضعف القِوام فسد الأقوام، وإذا فسد الأقوام، خسروا الفضيلةَ، وفقدوا العفةَ، وتاجروا بالأعراضِ، وأصبحوا كالمياهِ في المفازاتِ، يكدر ماءُها كلَ واردٍ.

إنّ الكريمةَ ربّما أزرى بها
لينُ الحجابِ وضعفُ من لا يحزم
وكذاك حوضُك إن أضعت فإنه
يوطأ ويشربُ ماؤه ويهدم


عصمنا الله وإياكم وذرياتنا من كل فتنة مضلة، واستغفروا ربكم وتوبوا إليه إن ربكم لغفور شكور ..



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:

لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم العهدَ على النساءِ المسلماتِ من قريش قال: ولا تسرقن ولا تزنين، فوضعت فاطمةُ بنت عتبةَ يدها على رأسِها حياءً، وقالت: أو تزني الحرة يا رسول الله؟!



لا ترجع هزائمُ الأممِ، ولا انتكاساتِ الشعوبٍ إلى الضعفِ في قُواها المادية، ولا إلى النقصِ في معداتِها الحربية.



إن الأممَ لا تعلوا، إلا بضماناتِ الأخلاقِ الصلبة في سير الرجال.



الأخلاقُ مقوماتُ الأمم والشعوب، والغيرةُ على الأعراضِ مقياسُ دقيقُ من مقاييسِ الأخلاق، ومعيارُ جليٌ من معايير السلوك، وهناك تشويهٌ على هذا الخلقِ العظيم، تدعوا إلى تدنيسه، واستباحة حماه.



إن طريق السلامة بعد الإيمان بالله ورحمته وعصمته، ينبع من البيت والبيئة، فهناك بيئات تنبت الذل، وأخرى تنبت العز، وثمة بيوتات تظللها العفة والحشمة، وأخرى ملؤها الفحشاء والمنكر.


كبر وسائل حفظ الأمن والقضاء على الجريمة، وأنجح وسائل التربية على الفضيلة والعفة هي إقامة الصلاة، والتربية عليها ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].



اللهم احفظ علينا ديننا وأمننا وأعراضنا، ومن أراد بنا سوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره.

بنت الشام
09-29-2021, 02:51 PM
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ارق التحآيآ لك
ودي وعبق وردي

رُّوحي بروحهُ
09-29-2021, 04:58 PM
-




جزاك الله كل خير ..

نبضها مطيري
09-29-2021, 05:25 PM
طرح قمه الروعه في والجمال
سلمت اناملك ويعطيك العافيه علي مجهودك
في أنتظار المزيد

خالد الشاعر
09-29-2021, 05:58 PM
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
لكى خالص تحياتى

الدكتور على حسن
09-29-2021, 05:58 PM
الرائعة والجميلة الاستاذة
سكــرة
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:85::158::85:

عبد الحليم
09-30-2021, 11:45 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

غلا الشمال
09-30-2021, 02:57 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :121:

نور القمر
09-30-2021, 07:41 PM
يعطيك ربي العافيه على ماقدمت ..
لآحرمنا جمال إنتقاءك.,
دآمت السعادة تعآنق روحك
‏.

فرآشه ملآئكيه
10-01-2021, 03:25 AM
انتقاءك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

خاطري آضمـڪ
10-01-2021, 04:23 AM
جزاك اللهُ خير الجزاء..
جعل يومگ نورا وسرورا
وجبالا من الحسنات تعانقها بُحورا
جعلها آلله في ميزان آعمآلَگ
دام لَنآ عطائك

حلا
10-01-2021, 07:57 AM
جزاك الله خير

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:40 AM
اميرة
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:40 AM
الدكتور على
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
خاطري اضمك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:41 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:42 AM
قطر الندى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:42 AM
كبرياء
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
10-01-2021, 08:42 AM
حلا
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

رحيل
10-01-2021, 11:43 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله بميزان حسناتك
ورزقك الله الفردوس الأعلى من الجنه
الله لايحرمنا من جديدك

Şøķåŕą
10-03-2021, 07:33 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:34 PM
شكرا لك على المرور العذب :166:

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:34 PM
شكرا لك على المرور العذب :th_18:

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:34 PM
شكرا لك على المرور العذب :x61:

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:34 PM
شكرا لك على المرور العذب :lr3::h24:

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:34 PM
شكرا لك على المرور العذب :x92::606:

Şøķåŕą
04-27-2025, 02:35 PM
شكرا لك على المرور العذب :eqb115::x9: