تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع


رحيل
09-19-2021, 02:16 PM
الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع :87:


الطلاق يبغضه الرحمن، ويحبه ويفرح به الشيطان.
كلمة الطلاق كلمة مُدَمِّرة، كلمة مُفَرِّقة، كلمة قاطعة للوصل، كلمة باترة للحبل.
الطلاق: كم تفرق به أسر، وأصبح أجيال بسببه في خطر.
الطلاق: قطع لحبل المودة، وإيقاع للعداوة بين الأحبة.


أخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه يفتنون الناس، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا، وكذا فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت " قال الأعمش: أراه قال: "فيلتزمه ".


♦ ذكر بعض شراح هذا الحديث أن سر سرور وفرح الشيطان بالطلاق بالرغم أنه مباح عائد إلى أسباب ثلاثة:
1 - أن الطلاق يترتب عليه مصائب عدة، منها ما هو متعلق بالأفراد، ومنها ما هو متعلق بالمجتمع.


2 - أن المطلق لا يفكر في التوبة؛ لأنه يعتقد أنه لم يفعل حراماً، وهذا صحيح إذا كان الطلاق قد وقع بالطريقة الشرعية، ولم يترتب عليه مفسدة، ومن ذا الذي يعرف أحكام الطلاق في هذا الزمن؟!.


3 - أن الشيطان يفرح بالطلاق؛ لأنه بالطلاق يكثر شياطين الإنس الذين يتخرجون من مدرسة الطلاق مرتكبين أبشع الجرائم، فيكونون بذلك أعواناً لإبليس في إغواء الناس؛ ولذلك فرح إبليس بالطلاق أكثر من فرحه بالجرائم الفردية؛ لأن الجرائم التي سوف تكون تبعاً للطلاق غالباً ما تكون أكثر، وأعم، حيث تشمل المطلقة، والأولاد، وربما امتدت إلى ما هو أوسع من ذلك. نعوذ بالله من همزات الشياطين.


♦ إن ظاهرة الطلاق أصبحت من الظواهر المفزعة، فثلث - تقريباً - من تم العقد عليهن من النساء في العام الماضي ثم طلاقهن، أي قرابة خمسين ألفاً منهن طُلِّقْن. وهذا شيء مخوف جداً.
ولكم أن تتخيلوا الآثار السلبية المتربة على ارتفاع هذه النسبة، العائد منها على الفرد أو على المجتمع.


إخوتي الكرام: الصياح لا يجدي، والنياح يعمي ولا يهدي، والندب على المشكلة هو في ذاته مشكلة، إنما ينبغي علينا جميعاً أن لا نقف متفرجين؛ لأن اللائي يُطَلّقَن إما من القرابات، أو من الأخوات المسلمات.
فعلينا أن نعتني بذكر الأسباب، ونقترح كذلك سبل العلاج، ونحن متفائلون بالتغلب على هذه المشكلة بحسن الظن بالله جل وعلا ثم بتوعية المجتمع.


أيها الفضلاء: من أسباب الطلاق:
أولاً: جهل بالحكم.
ثانياً: جهل في الحقوق.
ثالثاً: ضعف في الإيمان.
رابعاً: نقص في العقل.
خامساً: سوء في الخلق.
سادساً: تعامل عاطفي.
سابعاً: ارتكاب للمحرمات.
ثامناً: عدم النظرة الشرعية.
تاسعاً: انعدام التوافق بين الزوجين.
عاشراً: عدم تحمل المسؤولية.
الحادي عشر: تدخل بعض الأقارب.
الثاني عشر: تعدد غير منضبط.
الثالث عشر: سحر أو إصابة بعين.
الرابع عشر: بعض وسائل الإعلام.


♦ ونكتفي في هذا المقال بالتعليق على السبب الأول، وهو الجهل بالحكم.
فكثير من المسلمين يجهل أحكام الطلاق، حيث يظن البعض أنه يمكنه أن يطلق متى شاء، وفي أي وقت شاء، وبأي عدد شاء.
أولاً: لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته وهي حائض، ومن فعل ذلك فهو آثم غير موفق، وفي هذا حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في الصحيحين عندما طلق زوجته وهي حائض، فلما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك غضب، وهذا يدل على التحريم.


ثانياً: لا يجوز للزوج أن يطلق زوجته في طهر قد جامعها فيه، فلو أنه جامعها اليوم مثلاً، فليس له أن يطلقها حتى ينتهي طهرها ثم تحيض ثم تطهر، ثم يطلقها في الطهر الذي لم يجامعها فيه إن بدا له ذلك.
وفي الغالب أن من يتقيد بهذين الأمرين لن يحدث منه طلاق؛ لأن أغلب حالات الطلاق إنما هي نزغة شيطان.


ثالثاً: إذا تحقق الأمران السابقان، وعزم الزوج على الطلاق، فلا يحل له أن يطلق أكثر من طلقة واحدة لا يزيد عليها، ومن زاد على ذلك، فهو ظالم مرتكب للحرام، وتبقى المرأة في بيتها لا يجوز لها أن تخرج، ولا يحل لأحد أن يخرجها، ولها أن تتزين لزوجه؛ لعله أن يراجعها في أيام عدتها، وتعود الألفة والمحبة بينهما.
وينصح الزوج قبل طلاقه بأن يستشير أهل العلم والعقل والتجربة، وأن يستخير الله؛ حتى لا يندم على طلاقه.


أيها الإخوة الفضلاء: يلاحظ تشدد الشرع في أمر الطلاق، حيث ضيق في العدد، والزمان، واللفظ؛ كل ذلك لأنه يريد البناء وليس الهدم، فالله لطيف بعباده، وهو سبحانه يحب المؤمنين، ويريد لهم الاجتماع، وحذرهم من عدوهم الشيطان، والشيطان يريد هدم البيوت المسلمة وتفرقتها، ويريد أن تتمزق المحبة والمودة، ويحل بدلاً منها العداوة، ويريد أن يضيع الأولاد، ويرتكبون الفواحش، ويشربون الخمور، ويتناولون المخدرات، ونحو ذلك. فينبغي على المسلمين رجالاً ونساءً أن يتعقلوا، وأن ينظروا إلى العواقب والمآلات.



حفظنا الله وإياكم في أهلنا وأولادنا، ونعوذ بالله من همزات الشياطين.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

رحيل
09-19-2021, 02:16 PM
الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع (2)
الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي



أيها الفضلاء: فنظراً لأهمية موضوع الطلاق، والآثار المترتبة عليه، فلا يزال الحديث متصلاً عن أسباب الطلاق، حيث سبق الكلام عن سبب واحد، وهو الجهل بحكم الطلاق، حيث إن كثيراً من المسلمين لا يعرف ذلك ولا يفقهه، وفي هذا المقال نتناول إن شاء الله خمسة أسباب للطلاق على أن نكمل الأسباب في المقال الثالث والأخير الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى.

فالسبب الثاني للطلاق: هو الجهل بالحقوق.
أيها الإخوة الفضلاء: الجهل مصيبة؛ لذلك قال الله تعالى لنبيه ورسوله نوح: ï´؟ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [هود: 46]، وقال لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ï´؟ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [الأعراف: 199]، وقال موسى كما حكاه الله عنه: ï´؟ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ï´¾ [البقرة: 67]، فإذا كان الرجل يجهل ما عليه من حقوق تجاه زوجته، سوف يقصر، وهو ما يجعل المرأة تطالب بالطلاق، وكذلك جهلت المرأة بحقوق زوجها عليها يجعلها تقصر في الواجب عليها، وهذا ربما لا يتحمله الرجل، فيبادر بالطلاق في حالة غضب منه، ولذك يجب على كل من الزوجين معرفة حق صاحبه عليه، وكذلك الحقوق المشتركة بينمها؛ لكي لا يبغي أحدهما على صاحبه.
وإن مما يقترح على الجهات ذات الاختصاص: إلزام المقبلين على الزواج بحضور دورة علمية تربوية يتوقف عقد النكاح على إحضار ما يثبت تجاوزها بجدارة، كما فعل بإجراء بعض التحاليل الضرورية.

ثالثاً: ضعف في الإيمان، فهذا سبب من الأسباب المهمة جداً؛ لأن الإنسان قد يكون عنده علم بالأحكام المتعلقة بالعشرة الزوجية، لكنه لا يطبق ما يعلمه. أليس الزنا، والربا، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، وغيرها من الكبائر هي معلومة عند كل المسلمين، ومع هذا يقع فيها بعض المسلمين، لماذا؟!

ففي الصحيحين عنأبي هريرةرضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن".
فكلما نقص الإيمان قوي على العبد تسلط الشيطان، وارتكب المحظور وإن كان عالماً بتحريمه؛ لأن جانب الخوف من الله ضعف عنده، والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولهذا يُذَكّر المسلم بأهمية المحافظة على الفرائض، والابتعاد عن المحرمات، والاكثار من النوافل؛ لكي لا يتسلط عليه الشيطان في حالة ضعف منه، فيؤزه على طلاق زوجته.

رابعاً: نقص العقل، وعدم النظر إلى العواقب والمآلات سبب عظيم في حدوث الفرقة بين الزوجين.
فالله جعل الطلاق للرجل، ولم يجعله للمرأة؛ لحكمة بالغة، ومن ذلك أن الرجل من حيث الأصل أعقل، وأحلم من المرأة، فالعقل نعمة، والناس تفتخر بعقلائهم، وخفة العقل عيب، والاستعجال طيش، والتسرع عواقبه وخيمه، وبعض الرجال رزين، لا يستطيعه عفاريت الشياطين، فهناك من الرجال من عاش مع زوجته سبعين سنة أو أكثر، وهو من أجهل الناس بالحقوق، وليس بكثير طاعة، لكن الله زينه بالعقل الذي يحجره من أن يطلق زوجته، وربما كان يرى منها ما يكره، وكلما هم بطلاقها تذكر العاقبة، والفضيحة، والفرقة، والقطيعة، فرجع عما كان في نفسه، وهكذا تمر السنون والأعوام، وهو كالجبل الشامخ لا تهزه الرياح.
اللهم اجعلنا من أهل طاعتك، وفقهنا في دينك، وزينا بالعقل، واكفنا شر أنفسنا ووساوس الشياطين.

خامساً: سوء الخلق، خصلة ذميمة توجب النفور، وتُوَلِّد الكره بين الزوجين، فإذا تعامل الزوج مع زوجته بخلق سيء، كالسب، واللعن، والسخرية، والكبر، أو احتقار الزوجة، واحتقار أهلها نفرت منه زوجته، وربما تطلب منه الطلاق، أو تقابله بالمثل لكي يطلقها، وكذلك بعض النسوة تتحلى بأخلاق حسنة مع الغريب لكنها تبخل على زوجها بتلك الأخلاق. فالأخلاق الحسنة أولى الناس بها الأقرباء، فإذا تعامل الزوجان بالأخلاق الراقية تأثر الأولاد بذلك، فكانا سبباً في تربية جيل على خلق حسن، والعكس بالعكس.
وقد ثبت أن نبينا صلى الله عليه وسلم كان لا يعيب طعاماً، وثبت عنه أنه قال: "خيركم خيركم لأهله...".

سادساً: التعامل العاطفي بين الزوجين مطلوب، ولكن في حدود الشرع والعرف، فبعض النساء تريد من زوجها أن يكون كحمامة البيت لا يخرج إلا نادراً، أو تكون معه في أغلب خروجه حتى في الأمور اليومية، وتريده على طريقة خيالية من الرومانسية، وتريد منه رسائل الحب إذا أصبح وإذا أمسى، وكذلك بعض الأزواج يريد زوجة تقابله بوردة حمراء، وتودعه بحرارة.

فأقول: هوناً هوناً، فالعاطفة طيبة إذا كانت بقدر، لكن من تعود عليها ربما طالب بها في وقت لا يجدها فيه، فالمرأة إذا ولدت، وكثر أولادها لن يكون حالها مثل أيامها الأول في بداية الزواج؛ لأنها ستنشغل بأولادها، وبيتها عن بعض أمور زوجها، فإذا كان الزوج متعوداً على عاطفة خاصة، ولم تستطع الزوجة تلبية مراده بسبب ما هي عليه من أمر جديد، فلربما كان ذلك سبباً في وجود بعض المشكلات التي ربما انتهت بالطلاق.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها حباً عظيماً وهي كذلك، ومع هذا لم يجلس في بيته أغلب وقته، إنما كان يصلي الفجر ويجلس في المسجد إلى الشروق، ويذهب يزور بعض أصحابه، ويعود المرضى، ويعلِّم الناس، ويخرج يجاهد في سبيل الله، ويقوم أغلب الليل. فالعاطفة لها وقتها، ولا ينبغي أن تشغل الزوج عن عبادة ربه، أو تكون سبباً في كسله وخموله وعدم حرصه على القيام بمصالحه الدينية والدنيوية التي لا تحقق إلا بخروجه من البيت والقيام بها، وما أجمل الشيء إذا كان في وقته ومكانه.


حفظنا الله وإياكم في أهلنا وأولادنا، ونعوذ بالله من همزات الشياطين.
اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

رحيل
09-19-2021, 02:17 PM
الطلاق وآثاره على الفرد والمجتمع (3)
الشيخ د. عبد الله بن محمد الجرفالي






ومن أهم أسباب الطلاق هو تدخل الأقارب، كالوالدين والإخوة والأخوات، وتدخل غيرهم كالأصحاب والزملاء من بابِ أَولى. وفي هذا السبب أذكر نفسي وإخوتي بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده". وبقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".


أيها المباركون: إن تغيير زوجة على زوجها، أو زوج على زوجته بأي كلمة أو فعل دون موجب شرعي لذلك، هو جريمة وظلم عظيم، فبعض الناس غيرة أو حسداً منه يقول كلاماً أو يرسل رسائل إلى الزوجين أو أحدهما، فتبدأ بينهما المشاكل التي تنتهي بالطلاق، فليعلم فاعل ذلك أنه قد باء بإثم عظيم، وأن كل مشكلة للزوجين، أو للأولاد تحدث بسبب ذلك القول سيرهن به يوم القيامة. وحتى الأم لا يجوز لها أن تقول كلاماً ربما غيّر أحد القلبين على الآخر، ولقد عُهِد عن بعض النساء الكبيرات توصي ابنها بزوجته خيراً، وكذلك يفعل النساء المباركات مع بناتهن، حتى يقول أحدهم: حصل بيني وبين زوجتي مشكلة طلبت مني أو أوصلها إلى بيت أهلها، يقول: ففعلت، فما أن وصلت بيتي راجعاً، إلا وقد لحق بي أصهاري ببنتهم، فلم يناصروها، بل وقفوا ضدها وأرجعوها إلى زوجها؛ لأنهم لم يجدوا مبرراً من مجيئها إليهم، ولا شك أن هذا يدل على رجاحة عقولهم وحسن أخلاقهم.


وأقول: لا ينبغي للأباء والأمهات أن يستمعوا لكل شكوى من الزوج أو الزوجة، فالمشاكل الزوجية الاعتيادية لا يخلو منها بيت، فما سلمت منها حتى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما المشاكل التي ينبغي الاعتناء بها، ونصرة المظلوم فيها هي المتعلقة بالدين كترك الصلاة، وتعاطي الحشيش والمخدرات، أو المتعلقة بالأخلاق، كالإكثار من اللعان، والشذوذ وتتبع النساء والمردان، فمثل هذه المشاكل ينبغي أن ترتفع لها رؤوس أهل الغيرة، ويغضب لها أهل المروءة وحسن السِّيرَة.


أيها الفضلاء: وإن من تدخل الأقارب المذموم، ما يحدث من بعض الجهلة منهم عندما تتصل به قريبته قائلة: لا أريد البقاء في بيتي، أو تقول له طلقني زوجي واحدة، وإذا به يهب منجداً كأنه إلى الجنة مسرعاً دون موجب ولا ضرورة، فمثل هذا قد ظلم نفسه، وعرَّضها لغضب الله، قال الله تبارك وتعالى: ï´؟ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ï´¾ [الطلاق: 1].


أيها الإخوة: ومن أعظم أسباب الطلاق هو التجسس بين الزوجين.
فلا يجوز التجسس على أي مسلم، فكيف بالزوج أو الزوجة. قال الله تبارك وتعالى: ï´؟ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ï´¾ [الحجرات: 12]. وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنّ فَإِنَّ الظَّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَنَافَسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَاد اللَّه إِخْوَانًا".


والتجسس: هو تتبع عورة المسلم والبحث عن عيوبه وأسراره بدون موجب شرعي.
والموجب الشرعي للتجسس: كالتجسس في الحرب، وعلى أهل الفساد لأجل أمن البلاد والعباد، وكالتجسس لإنقاذ مسلم من خطر محدق يغلب الظن وقوعه.


وأما ما يحدث من بعض الأزواج والزوجات من تفتيش للجوالات، ومتابعة للكتابات والتغريدات، ووضع أجهزة التصنت والكاميرات، فهذا مرض يحتاج صاحبه إلى جلسات عن طبيب متخصص في الأمراض النفسية.
ولكن هذا الكلام لا يعني ترك الحبل على الغارب كما يقال حتى يُسْتَخَف به من قبل الزوجة والأولاد، فإذا وجدت القرائن، فإنه يقوى القول بوجوب التدخل وتفتيش الأجهزة، وهذا حق من حقوق الولي تجاه رعيته.


أيها الإخوة الفضلاء: في الصحيحين أن صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ". فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا".


أخذ العلماء من هذا الحديث أن للشخص أن يدفع عن نفسه الشبهة إذا غلب على ظنه وقوعها تجاهه.
قلت: لكن بعض الناس في هذا الزمن أوجد الشبهة على نفسه بنفسه؛ بارتباطه الدائم بوسائل التواصل الاجتماعي باختلافها حتى عند أكله وشربه، مع وضع أرقام سرية لأجهزته، ومسح الرسائل أول بأول، ولا يمكن أن يسمح بعض الأزواج لزوجته أن تفتح جهازه، والزوجة كذلك، والبريء لا يحتاج لكل هذه الاحتياطات.


فليدفع الزوج الشبهة عن نفسه، وليضع جهاز الجوال أمام الجميع، وبدون أرقام سرية، ولا قفل للشاشة كأنه خزنة مجوهرات، والزوجة كذلك لتدفع عن نفسها شبهة شك الزوج بها، بطول اعتكافها على جهازها إلى ساعات متأخرة من الليل. أسأل الله أن يحفظني وإياكم من زلة القدم، وأن يلبسني وإياكم لباس التقوى والستر.

بنت الشام
09-19-2021, 02:30 PM
يعطيك العافية طرح رائع
ننتظر جديدك القادم

Şøķåŕą
09-19-2021, 07:50 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

حلا
09-20-2021, 02:03 AM
يعطيك العافيه طرح رائع
https://j.top4top.io/p_20675m8ml0.gif

نبضها مطيري
09-20-2021, 05:37 AM
طرح رائع

يعطيك العافيه على هذا الابداع

سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز

نور القمر
09-20-2021, 09:27 PM
جلب رائع وجميل
متصفح ثري بالروعة
سلمت الايادي ع الطرح
لروحك جنائن الورد

خاطري آضمـڪ
09-24-2021, 12:14 AM
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’..
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ ..
لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ

غلا الشمال
09-25-2021, 07:03 PM
طرح في قمة الروعة والجمال
يعطيك العافيه ض2

عبد الحليم
09-26-2021, 10:17 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

رحيل
11-09-2021, 10:19 AM
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:19 AM
سكره
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:19 AM
بنت الشام
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:19 AM
حلا
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:20 AM
خاطري اضمك
..
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:20 AM
عبد الحليم
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:20 AM
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:20 AM
قطر الندى
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

رحيل
11-09-2021, 10:20 AM
كبرياء أنثى
.
.
اشكرك على تواجدك ومرورك الرائع
تقديري و أمتناني

Şøķåŕą
08-10-2022, 01:54 PM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

إِيزآبَيل♡
11-09-2024, 05:22 AM
-










إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.ض2