تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسجد بيت الله (خطبة)


Şøķåŕą
09-18-2021, 05:53 PM
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أذِن في بيوتٍ أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله، فاللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

عمار بيوت الله في الأرض.
يا من أعد الله لكم نُزلا في الجنة.

يقول جل وعلا: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].

ربُّنا سبحانه أخبر هنا أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمانِ والخشية والإنابة إلى الله، واتباعِ رضوانه، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال سبحانه: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴾ [الأعلى: 9 - 11].

ويتجنب التذكرة الذي ليس له استعداد لقبول التذكير، فهذا لا تنفع معه التذكرة، كأرض لا يفيدها المطر ولا تنتفع به في شيء.

ومما أحببت أن أذكرَ به اليوم، هو بيوت الله.. المساجد.

قال جلا وعلا: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ﴾ [الجن: 18]، فيها يذكر اسمه، ويسبح له فيها بالغدو والآصال، ومنها يُنادى إلى طاعته وعبادته، وفيها ومنها يَشِعُّ نور الإيمان، وتحيا القلوب وتزكو الأرواح وتسجد الجباه، وتتوحد الصفوف وتتآلف النفوس.

المساجد مكان لقاء العبد بربه العلي القدير، حيث تتنزل الرحمات، وتُغفر الزلات، وتُمحى السيئات.

المساجد هي بيوت الله في أرضه، ومواطنُ عبادته وشكره وتوحيده، هي أحب البلاد إلى الله، وأشرفُها منزلة عنده سبحانه.

ففي الحديث الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحبُّ البقاع إلى الله مساجدها، وأبغض البقاع إلى الله أسواقها".

• فمن أحبَّ اللهَ تعالى أحبَّ بيوته وتعلق قلبُه بها، ومن تعلق قلبه بها أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله سبحانه.

• من أحب المساجد لأجل الله، كان حبه لها دينا وعبادة وفوزا وربحا وزيادة من أحبها عرَف قدرها وصانها عن الأوساخ، وساهم في تنظيفها وتطييبها، - لأن صيانتها قربة، وتنظيفَها طاعة، وتطييبَها عبادة، ففي الحديث الصحيح، عن عائشة رضي الله عنها قالت:"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمساجدِ أن تُبنى في الدور، وأن تُطهر وتطيب".

لكنَّ مكانةَ المساجد اليوم في حياتنا ضعفت وقل تأثيرها فينا كمسلمين.

لقد قست القلوب وتحجرت وخلت من الرحمة في بيوت تتنزل فيه الرحمة، فتنكر البعض للبعض، وأصبحت الخصومات في المساجد جهارا، والغيبة والنميمة لا تجد لها إنكارا، والبدع تجد لها انتشارا، والحديث عن الدنيا ومشاغلِها تجد لذلك إقبالا وأنصارا.

لقد أصبح المجيء إلى المساجد أو الدخولُ إليها عادةً من العادات، وصار الجلوس فيها وانتظارُ الصلاة عند البعض مضيعةً للأوقات، وإطالةُ الإمامِ القراءةَ في الصلاة تَعَباً وَعِبْأً على كاهل المصلين.

نعم يا عمار بيت الله، لقد مات الإحساس برهبة المكان وعظمته وقدسيته بل القلوب خلت وجفت من الإحساس بعظمة من يُنتسب إليه المكان، والله سبحانه يقول: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ [الأنعام: 91]،أي ما عظموه حق تعظيمه ومن تعظيمنا لله سبحانه، أن نعظم شعائره، قال جل جلاله: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30].

فللمسجد حرمة، ولا يجوز أن تُنتهك هذه الحرمة لا بالبيع والشراء، ولا في القيل والقال وأحاديث الدنيا التي لا يُنتفع بها.

فالمسجد يجب أن يُصان عن الأقوال الرذيلَة والأحاديثِ السيئة واللغط والأصوات المرتفعة، قال سعيد بن المسيّب رحمه الله:"من جَلَس في المجلس فإنما يجالِس ربَّه، فما حقُّه أن يقولَ إلا خيرًا".

تواجدك داخل المسجد قبل الصلاة فرصة للفوز بالثواب والأجر، وذلك بالاشتغال بالطاعات والذكر - كقراءة القرآن، والصلاة، والتسبيح...

ولكن بعض المصلين يتركون كل هذا الخير ويشتغلون بالقيل والقال.

فالذين يجلسون في المسجد رجالا ونساء، الواجب عليهم أن يتأدبوا بالآداب الشرعية، ويتجنبوا كل ما يخالف ذلك.

ومن التعظيم والتوقير أن يحرص المسلم على إقفال الهاتف، فنحن ندرك أنه من طبع الإنسان أن ينسى، لكن ينسى إقفال الهاتف مرة مرتين ثلاثة، دائما ينساه! فأين صِدقُ الإقبال على الله؟ أين تعظيمه؟ أين الحياء من الله ومن عباده المصلين؟ أين توقير بيت الله تعالى؟

فهذا بيت الله يا أخي الكريم، بيت الله له حرمته له قدسيته، نسَبه الله إلى نفسه.. ولست أدري كيف تَحضر قلوب هؤلاء أثناء الصلاة وأحدهم مشغولَ البال بهاتفه؟

ومن محبة المساجد وتعظيمها، تنظيفُها وتطييبُها وصيانتها.

فكثير منا يهتم بنظافة بيته وتجديده كل فترة من الزمان، ومنا من ينفق الكثير في سبيل ذلك، ولكننا للأسف لا نعتني ولا نهتم بنظافة بيوت الله وصيانتها وتلبية احتياجاتها، وكأن لسان حالنا يقول: "إن للمسجد ربًّا يتولاه".

فنظافة المسجد، والاعتناء بذلك هو اعتناء بأحب البقاع إلى الله وهو من الحسنات التي يؤجر عليها العبد، ولذا يقول الله تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴾ [النور: 36]، ورفْعُها: تعظيمُها ورفعُ شأنها، وتطهيرُها من الأنجاس والأقذار وصيانتُها عما لا يليق بها، وليس من تعظيم المسجد ترك الأوساخ وتجاهلها أو تعمد رميها.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن رفع الأذى والأوساخ من الطريق والأماكن المختلفة من الحسنات الكبيرة حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:(عُرِضَت عليَّ أعمالُ أمَّتي، حسنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسنِ أعمالِها الأذى يماطُ عنِ الطَّريقِ). والأولى ما كان في المسجد وما كان في طريقه.

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقم،أي تنظف المسجد ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا:ماتت فقال:أفلا كنتم آذنتموني (كأنهم استصغروا أمرها فلم يخبروه) فقال: دلوني على قبرها، فدلوه فصلى عليها).

فانظروا النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل عن تلك المرأة ويصلي عليها لأنها من أهل الخير... فإذا كان ذاك حال من ينظف المسجد فكيف بمن يفعل أكثر من ذلك؟

فعلينا كمسلمين أن نتقي الله عز وجل في بيوته، وأن نصونها ونحفظ حرمتها ما أمكن لذلك سبيل.

الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

جاء رجلٌ يتخطَّى رقابَ الناسِ يومَ الجمعة، والنَّبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ يخطب، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اجلِسْ فقد آذَيتَ، وآنَيْتَ".

أي أنك بتأخرك عن الحضور، فقد آذيت المسلمين بتخطيك لرقابهم.

فكما للمسجد حرمة، فكذلك للمسلم حرمة.

فأَذِيَّة المسلمين إثم عظيم يقترفه فاعله، وقد يتضاعف الإثم وتشتد العقوبة كلما عظُمت حرمة الزمان أو المكان أو المناسبة.

وفي هذا إشارة لبعض ما يقع في المسجد أو خارجه.

فكم يحصل من الإيذاء والظلم والأنانية والكراهية والشحناء، وقل ما شئت من الأخلاق المذمومة، كلها تجتمع لدى بعض البشر داخل المسجد أو خارجه.

وقد علمنا رسول الأمة صلى الله عليه وسلم الأخلاق، فقال عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، وقال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وقال في موضع آخر: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه". وقال:"مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَلْتُدْرِكْهُ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَيَأْتِي إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".

وأخيرا فإن علينا أن نعود بالمسجد إلى دوره ومكانته، فهو البوتقة التي تنصهر فيها قلوب المؤمنين وأرواحهم، وتتلاشى وتنمحي المسافات والأبعاد بينهم، فتتحقق معاني المواساة والعدالة والأخوة والتآلف.

ملكة المنتدى
09-18-2021, 07:22 PM
جزاك الله خير

محمد المقاول
09-18-2021, 09:00 PM
عاشت الايادي
على مجهودك الكبير
تحياتي ومروري

بنت الشام
09-18-2021, 09:40 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

حلا
09-18-2021, 11:47 PM
جزاك الله خير

رُّوحي بروحهُ
09-19-2021, 11:42 AM
-




جزاك الله كل خير ..

عبد الحليم
09-20-2021, 10:26 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

نور القمر
09-20-2021, 11:14 AM
جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة
ولا حرمنا عطائك
ودي ..

فرآشه ملآئكيه
09-20-2021, 07:44 PM
~ يسلمووو دياااتك لروعه طرحها
يعطيك الف عافيه ..

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:08 AM
اميره....
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:08 AM
محمد المقاول
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:08 AM
ملكة المنتدى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:08 AM
اميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:09 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:09 AM
حلا
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:09 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:09 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-21-2021, 08:09 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

رحيل
09-21-2021, 10:37 AM
جزاك الله خير على الطرح القيم
وجعله الله بميزان حسناتك
ورزقك الله الفردوس الأعلى من الجنه
الله لايحرمنا من جديدك

غلا الشمال
09-21-2021, 02:17 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :eq-34:

خالد الشاعر
09-21-2021, 03:36 PM
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
لكى خالص تحياتى

Şøķåŕą
09-22-2021, 07:42 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-22-2021, 07:42 AM
قطر الندى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-22-2021, 07:42 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

نور القمر
09-22-2021, 04:20 PM
‏يعطيك ربي العافيه على ماقدمت ..
لآحرمنا جمال إنتقاءك.,
دآمت السعادة تعآنق روحك
‏.

الدكتور على حسن
09-22-2021, 06:24 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:85::158::85::nay1::85:

Şøķåŕą
09-23-2021, 08:44 AM
اميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
09-23-2021, 08:45 AM
الدكتور على
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
03-26-2022, 12:04 AM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
05-02-2025, 09:43 PM
شكرا لك على المرور العذب :643:

Şøķåŕą
05-02-2025, 09:44 PM
شكرا لك على المرور العذب :x9: