Şøķåŕą
09-18-2021, 05:49 PM
استوقفني... ثم قال
استوقفني رجل مُتعَب مهموم...
فقال: لأني أحبك فقد استوقفتك... فهل تأذن لي بقليل من وقتك؟
قلت: نعم، فإذنك معك، يا مرحبًا بمن أحبني، اللهم أحبَّه كما فيك أحبني.
قال: آمين، وما لي أحدٌ بعد الله ألجأ إليه سواك.
قلت: جعلني الله لهمومك مٌفرِّجًا، ولمتاعبك مبددًا، ولفرحتك سببًا ولها جالبًا.
قال: آمين.
قلت: سيدي الفاضل المتعب المهموم.
قال: نعم، سيدي.
قلت: وعن متاعبك وهمومك، أود حقيقة أن أسألك أنا ببساطة أسئلة قليلة.
قال: تفضل... فلك ما تسأل.
قلت: حين ولدتك أمك!!
قال: نعم سيدي... وماذا عن أمي؟!
قلت: عند ولادتها لك، هل وُلدت معك تلك المتاعب والهموم؟
قال: لا سيدي.
قلت: وعند موتك؟!
قال: نعم سيدي... وماذا بالموت أيضًا تقصد؟!
قلت: هل ستأخذ تلك المتاعب والهموم معك ترافقك في قبرك، تؤنس بها وحشتك، قال: لا طبعًا يا سيدي، فلن يرافقنا إلا أعمالنا، وسيجري لا ينقطع عنا حينها منها: الصدقة الجارية، أو الولد الصالح يدعو لنا، أو العلم الذي تركناه يُنتفع به بعد مماتنا.
قلت: جميل جدًّا ذلك الفهم... إذًا كيف بأمرٍ لم يخلقه الله معك عند ولادتك، ولم ينزل معك مرافقًا وقت الولادة، وفي الوقت ذاته لن تحمله معك إلى قبرك عند مماتك، أليس من الأَولى أن تطمئِنَّ وتستعينَ بالله عليه، وتؤمن وتثق وبيقين أن الله لا محالة صارفُهُ عاجلًا أو آجلًا؟ ثم تدرك بعدها أنك لستَ وحدك الذي أصابتك المتاعب، وطاردتك الهموم والمصائب، فهناك غيرك ملايين.
قال: صدقت.
قلت: إذًا من الأفضل لك أن تستعينَ بالله الصبور على أمر دنياك ومتاعبك، وتنظر إلى السماء نظرة طويلة عميقة، واثقة ملهمة، وأن تترك النظر تمامًا إلى الأرض ومتاعبها، فيصلح لك الله الحال، ويغيره إلى خير وأسعد حالٍ، ويحقق لك كل ما تريد، وكل ما تظنه محالًا.
وفجأة... وجدت الرجل المُتعب قد راح يبتسم وعَلَتِ البشاشة وجهه، ففرِحت لذلك للغاية، واطمأننتُ أنني بذلك قد أدخلت - بتوفيق الله - كلماتي إلى قلبه، وطرقت بها صميم نفسه وموطن قلبه، ووسعت بها صدره.
فختمت له حوارنا قائلًا له: اترك الأمر ودعه لمن بيده التدبير، وابتسم فلعل كل متاعبك وهمومك قد تظهر بمظهر الألم والتعب، إلا أن الله قد يجعل في باطنها أملًا، فلا تيأس، وتوكل على الحيِّ الذي لا يموت، وسبح بحمده، وثِقْ في عظيم كرمه وردِّدْ دومًا: لعله خيرٌ، وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا، ثم انظر إلى نبيك وحبيبك محمدٍ طبِّ القلوب ودوائها، وقتما أصابه ما أصابه من إيذاء بالطائف، ومن خروجه حزينًا مهمومًا من موطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مهاجرًا من أجل دينه، وطاعة لأمر ربه، ليجعل الله بعدها فتحًا وأملًا، ونصرًا وتمكينًا، تؤسس به دولة الإسلام، وتبقى حية لا تموت حتى قيام الساعة، أليس في ذلك دلالة على أن كل محنة حتمًا ومن كرم المولى سبحانه ولطفه بعباده – لا بد وأن تحتضن في طياتها منحة.
قال: الحمد لله الذي أنعم عليَّ بك، وساقني إليك، بُوركتم وجوزيتم الخير.
قلت: وأنا أحمد الله أن أنعم عليَّ بمعرفتك واختياري لك رفيقًا وصديقًا، لا تنسَنِي من دعائك، وأشكر الله على استيقافك لي؛ لعل ذلك يجمعنا الله بسببه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
استوقفني رجل مُتعَب مهموم...
فقال: لأني أحبك فقد استوقفتك... فهل تأذن لي بقليل من وقتك؟
قلت: نعم، فإذنك معك، يا مرحبًا بمن أحبني، اللهم أحبَّه كما فيك أحبني.
قال: آمين، وما لي أحدٌ بعد الله ألجأ إليه سواك.
قلت: جعلني الله لهمومك مٌفرِّجًا، ولمتاعبك مبددًا، ولفرحتك سببًا ولها جالبًا.
قال: آمين.
قلت: سيدي الفاضل المتعب المهموم.
قال: نعم، سيدي.
قلت: وعن متاعبك وهمومك، أود حقيقة أن أسألك أنا ببساطة أسئلة قليلة.
قال: تفضل... فلك ما تسأل.
قلت: حين ولدتك أمك!!
قال: نعم سيدي... وماذا عن أمي؟!
قلت: عند ولادتها لك، هل وُلدت معك تلك المتاعب والهموم؟
قال: لا سيدي.
قلت: وعند موتك؟!
قال: نعم سيدي... وماذا بالموت أيضًا تقصد؟!
قلت: هل ستأخذ تلك المتاعب والهموم معك ترافقك في قبرك، تؤنس بها وحشتك، قال: لا طبعًا يا سيدي، فلن يرافقنا إلا أعمالنا، وسيجري لا ينقطع عنا حينها منها: الصدقة الجارية، أو الولد الصالح يدعو لنا، أو العلم الذي تركناه يُنتفع به بعد مماتنا.
قلت: جميل جدًّا ذلك الفهم... إذًا كيف بأمرٍ لم يخلقه الله معك عند ولادتك، ولم ينزل معك مرافقًا وقت الولادة، وفي الوقت ذاته لن تحمله معك إلى قبرك عند مماتك، أليس من الأَولى أن تطمئِنَّ وتستعينَ بالله عليه، وتؤمن وتثق وبيقين أن الله لا محالة صارفُهُ عاجلًا أو آجلًا؟ ثم تدرك بعدها أنك لستَ وحدك الذي أصابتك المتاعب، وطاردتك الهموم والمصائب، فهناك غيرك ملايين.
قال: صدقت.
قلت: إذًا من الأفضل لك أن تستعينَ بالله الصبور على أمر دنياك ومتاعبك، وتنظر إلى السماء نظرة طويلة عميقة، واثقة ملهمة، وأن تترك النظر تمامًا إلى الأرض ومتاعبها، فيصلح لك الله الحال، ويغيره إلى خير وأسعد حالٍ، ويحقق لك كل ما تريد، وكل ما تظنه محالًا.
وفجأة... وجدت الرجل المُتعب قد راح يبتسم وعَلَتِ البشاشة وجهه، ففرِحت لذلك للغاية، واطمأننتُ أنني بذلك قد أدخلت - بتوفيق الله - كلماتي إلى قلبه، وطرقت بها صميم نفسه وموطن قلبه، ووسعت بها صدره.
فختمت له حوارنا قائلًا له: اترك الأمر ودعه لمن بيده التدبير، وابتسم فلعل كل متاعبك وهمومك قد تظهر بمظهر الألم والتعب، إلا أن الله قد يجعل في باطنها أملًا، فلا تيأس، وتوكل على الحيِّ الذي لا يموت، وسبح بحمده، وثِقْ في عظيم كرمه وردِّدْ دومًا: لعله خيرٌ، وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا، ثم انظر إلى نبيك وحبيبك محمدٍ طبِّ القلوب ودوائها، وقتما أصابه ما أصابه من إيذاء بالطائف، ومن خروجه حزينًا مهمومًا من موطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مهاجرًا من أجل دينه، وطاعة لأمر ربه، ليجعل الله بعدها فتحًا وأملًا، ونصرًا وتمكينًا، تؤسس به دولة الإسلام، وتبقى حية لا تموت حتى قيام الساعة، أليس في ذلك دلالة على أن كل محنة حتمًا ومن كرم المولى سبحانه ولطفه بعباده – لا بد وأن تحتضن في طياتها منحة.
قال: الحمد لله الذي أنعم عليَّ بك، وساقني إليك، بُوركتم وجوزيتم الخير.
قلت: وأنا أحمد الله أن أنعم عليَّ بمعرفتك واختياري لك رفيقًا وصديقًا، لا تنسَنِي من دعائك، وأشكر الله على استيقافك لي؛ لعل ذلك يجمعنا الله بسببه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.