رُّوحي بروحهُ
09-01-2021, 10:36 PM
الصلاة ركعتين عند البناء بالزوجة
الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (43)
حديث سلمان الفارسي؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تزوج أحدكم فكان ليلة البناء، فليصل ركعتين، وليأمرها فلتصلِّ خلفه، فإن الله جاعلٌ في البيت خيرًا".
ذكره الحافظ الذهبي في الميزان (ص464 ج1) في ترجمة حجاج بن فروخ الواسطي، وقال ما نصه: هذا حديث منكر جدًّا، وذكر أن ابن معين والنسائي ضعّفا حجاجًا المذكور؛ انتهى كلام الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في اللسان ما نصه: "قال العقيلي (ص177 ج1): رواه عبدالرزاق، عن ابن جريج، قال: حُدِّثنا أن سلمان قال: فذكر نحوه"؛ انتهى المقصود.
وقال الحافظ في اللسان أيضًا، في ترجمة حجاج المذكور، بعد كلام العقيلي المذكور آنفًا: "قال أبو حاتم: شيخ مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره الساجي في الضعفاء، وقال ابن الجارود في الضعفاء: ليس بشيء". انتهى كلامه.
وبهذا يُعلم ضعف حديث سلمان المذكور، لضعف الحجاج، وللجهالة في رواية عبدالرزاق، لأن ابن جريج لم يذكر من حدّثه، أما توثيق ابن حبان فلا يعول عليه؛ لكونه معروفًا بالتساهل في ذلك [1].
[1] الحديث المذكور رواه البزار (6/494) والعقيلي (1/284) والطبراني في الكبير (6/277 رقم 6067) وفي الدعاء (939) وابن عدي (2/650) وأبو نعيم في الحلية (1/186) وفي تاريخ أصبهان (1/56) - ومن طريقه ابن عساكر (21/427)- من طرق عن الحجاج بن فروخ، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن سلمان مرفوعا، وعند بعضهم قصة طويلة.
والحجاج هذا ضعيف جدا، وحديثه منكر، خالف فيه الثقات عن ابن جريج:
فرواه عبد الرزاق (6/192 ومن طريقه العقيلي)، وسفيان (عند سعيد بن منصور 1/163 ومن طريقه البيهقي 7/272) كلاهما عن ابن جريج عن سلمان مرسلاً دون واسطة.
قال العقيلي: وهذا أولى.
وقال البيهقي: هذا منقطع.
والحديث الموصول أنكره العقيلي وابن عدي على حجاج.
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان: غريب، تفرد به الحجاج عن ابن جريج.
وضعفه ابن طاهر في ذخيرة الحفاظ (3/1674).
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/440): إسناده ضعيف.
وضعفه الذهبي في تاريخ الإسلام (3/516)، وأورده في ترجمة الحجاج في الميزان (1/464) وقال: هذا حديث منكر جدا.
وأقره التاج علي بن عبدالله التبريزي في المعيار (2/396)، وابن حجر في اللسان (2/178).
وقال الهيثمي في المجمع (4/291): إن الحجاج ضعيف.
وقال الألباني في آداب الزفاف (24): سنده ضعيف.
• وللحديث طريق أخرى عن سلمان مرفوعا:
رواها البخاري في تاريخه (1/227 دون سياق المتن) والعقيلي (4/135) وأبو نعيم في الحلية (1/185) -ومن طريقه ابن عساكر (21/428) - من طريق قتيبة بن سعيد، عن الوسيم بن جميل، عن محمد بن مزاحم، عن صدقة، عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه.
وهذا سند ضعيف جداً، فابن مزاحم متروك.
وقال البخاري: لم يُتابع عليه.
وقال العقيلي مثله.
وصدقة لم أميّزه، ولم أرَ من ذكر رواية السلمي عن سلمان، بل ذكروا أن روايته عن عثمان بن عفان مرسلة، ونص أبو حاتم أنه لم يسمع من عليّ، وقد توفيا بعد سلمان الفارسي، رضي الله عنهم.
وقد نقل ابن عدي (6/264) كلام البخاري، وقال: ومحمد بن مزاحم ليس بالمعروف في هذا الإسناد الذي ذكره البخاري، لا أدري ما هو؟
قلت: لأن البخاري لم يسق المتن، وقد بيّنته بقية المصادر المذكورة في التخريج، والله أعلم.
• وصلاة الرجل بامرأته ليلة البناء لا يصح فيها شيء مرفوعًا، وإنما ثبت ذلك موقوفًا من فعل الصحابة، انظر الدعاء؛ لابن فضيل الضبي (34)، ومصنف عبدالرزاق (6/191)، وتاريخ ابن الدبيثي (4/278)، وآداب الزفاف للألباني، وغيرها، والله أعلم.
الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (43)
حديث سلمان الفارسي؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تزوج أحدكم فكان ليلة البناء، فليصل ركعتين، وليأمرها فلتصلِّ خلفه، فإن الله جاعلٌ في البيت خيرًا".
ذكره الحافظ الذهبي في الميزان (ص464 ج1) في ترجمة حجاج بن فروخ الواسطي، وقال ما نصه: هذا حديث منكر جدًّا، وذكر أن ابن معين والنسائي ضعّفا حجاجًا المذكور؛ انتهى كلام الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر في اللسان ما نصه: "قال العقيلي (ص177 ج1): رواه عبدالرزاق، عن ابن جريج، قال: حُدِّثنا أن سلمان قال: فذكر نحوه"؛ انتهى المقصود.
وقال الحافظ في اللسان أيضًا، في ترجمة حجاج المذكور، بعد كلام العقيلي المذكور آنفًا: "قال أبو حاتم: شيخ مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره الساجي في الضعفاء، وقال ابن الجارود في الضعفاء: ليس بشيء". انتهى كلامه.
وبهذا يُعلم ضعف حديث سلمان المذكور، لضعف الحجاج، وللجهالة في رواية عبدالرزاق، لأن ابن جريج لم يذكر من حدّثه، أما توثيق ابن حبان فلا يعول عليه؛ لكونه معروفًا بالتساهل في ذلك [1].
[1] الحديث المذكور رواه البزار (6/494) والعقيلي (1/284) والطبراني في الكبير (6/277 رقم 6067) وفي الدعاء (939) وابن عدي (2/650) وأبو نعيم في الحلية (1/186) وفي تاريخ أصبهان (1/56) - ومن طريقه ابن عساكر (21/427)- من طرق عن الحجاج بن فروخ، أخبرنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، عن سلمان مرفوعا، وعند بعضهم قصة طويلة.
والحجاج هذا ضعيف جدا، وحديثه منكر، خالف فيه الثقات عن ابن جريج:
فرواه عبد الرزاق (6/192 ومن طريقه العقيلي)، وسفيان (عند سعيد بن منصور 1/163 ومن طريقه البيهقي 7/272) كلاهما عن ابن جريج عن سلمان مرسلاً دون واسطة.
قال العقيلي: وهذا أولى.
وقال البيهقي: هذا منقطع.
والحديث الموصول أنكره العقيلي وابن عدي على حجاج.
وقال أبو نعيم في أخبار أصبهان: غريب، تفرد به الحجاج عن ابن جريج.
وضعفه ابن طاهر في ذخيرة الحفاظ (3/1674).
وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/440): إسناده ضعيف.
وضعفه الذهبي في تاريخ الإسلام (3/516)، وأورده في ترجمة الحجاج في الميزان (1/464) وقال: هذا حديث منكر جدا.
وأقره التاج علي بن عبدالله التبريزي في المعيار (2/396)، وابن حجر في اللسان (2/178).
وقال الهيثمي في المجمع (4/291): إن الحجاج ضعيف.
وقال الألباني في آداب الزفاف (24): سنده ضعيف.
• وللحديث طريق أخرى عن سلمان مرفوعا:
رواها البخاري في تاريخه (1/227 دون سياق المتن) والعقيلي (4/135) وأبو نعيم في الحلية (1/185) -ومن طريقه ابن عساكر (21/428) - من طريق قتيبة بن سعيد، عن الوسيم بن جميل، عن محمد بن مزاحم، عن صدقة، عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه.
وهذا سند ضعيف جداً، فابن مزاحم متروك.
وقال البخاري: لم يُتابع عليه.
وقال العقيلي مثله.
وصدقة لم أميّزه، ولم أرَ من ذكر رواية السلمي عن سلمان، بل ذكروا أن روايته عن عثمان بن عفان مرسلة، ونص أبو حاتم أنه لم يسمع من عليّ، وقد توفيا بعد سلمان الفارسي، رضي الله عنهم.
وقد نقل ابن عدي (6/264) كلام البخاري، وقال: ومحمد بن مزاحم ليس بالمعروف في هذا الإسناد الذي ذكره البخاري، لا أدري ما هو؟
قلت: لأن البخاري لم يسق المتن، وقد بيّنته بقية المصادر المذكورة في التخريج، والله أعلم.
• وصلاة الرجل بامرأته ليلة البناء لا يصح فيها شيء مرفوعًا، وإنما ثبت ذلك موقوفًا من فعل الصحابة، انظر الدعاء؛ لابن فضيل الضبي (34)، ومصنف عبدالرزاق (6/191)، وتاريخ ابن الدبيثي (4/278)، وآداب الزفاف للألباني، وغيرها، والله أعلم.