المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث عياض بن حمار: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا"


Şøķåŕą
08-14-2021, 02:31 PM
شرح حديث عياض بن حمار: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا"

عن عياضِ بن حمارٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أنْ تواضَعوا؛ حتى لا يَفخَرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ))؛ رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضَعَ أحدٌ إلا رفعه اللهُ))؛ رواه مسلم.

وعنه قال: إن كانت الأَمَةُ من إماء المدينة لَتأخُذُ بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت. رواه البخاري.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ذكَرَها المؤلِّف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب التواضع؛ فمنها حديث عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إليَّ أنْ تواضَعوا))؛ يعني أن يتواضع كلُّ واحد للآخر ولا يترفع عليه؛ بل يجعله مثله أو يكرمه أكثر، وكان من عادة السلف رحمهم الله أن الإنسان منهم يجعل من هو أصغر منه مِثلَ ابنه، ومن هو أكبر مثلَ أبيه، ومن هو مثلُه مثلَ أخيه، فينظر إلى من هو أكبر منه نظرةَ إكرام وإجلال، وإلى من هو دونه نظرةَ إشفاق ورحمة، وإلى من هو مثله نظرةَ مساواة، فلا يبغي أحد على أحد، وهذا من الأمور التي يجب على الإنسان أن يتصف بها؛ أي بالتواضع لله عزَّ وجلَّ، ولإخوانه من المسلمين.

وأما الكافر، فقد أمَر الله تعالى بمجاهدته، والغلظة عليه، وإغاظته وإهانته بقدر المستطاع، لكن من كان له عهد وذِمَّةٌ فإنه يجب على المسلمين أن يفُوا له بعهده وذمته، وألا يَخفِروا ذِمَّتَه، وألا يُؤذُوه ما دام له عهدٌ.

ثم ذكر المؤلِّف حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما نقَصتْ صدقةٌ من مال))؛ يعني أن الصدقات لا تنقُصُ الأموالَ كما يتوهمه الإنسان، وكما يَعِدُ به الشيطانُ، فإن الشيطان كما قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 268].

الفحشاء: كل ما يُستفحَش من بخلٍ أو غيره، فهو يَعِدُ الإنسانَ الفقرَ، إذا أراد الإنسانُ أن يتصدق قال: لا تتصدقْ؛ هذا ينقُصُ مالَك، هذا يجعلك فقيرًا، لا تتصدقْ، أَمسِكْ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبَرَنا بأن الصدقة لا تنقُص المالَ، فإن قال قائل: كيف لا تنقص المال، والإنسان إذا كان عنده مائة فتصدق بعشرة، صار عنده تسعون؟ فيقال: هذا نقص كمًّ، ولكنها تزيد في الكيف، ثم يفتح الله للإنسان أبوابًا من الرزق تردُّ عليه ما أنفَق، كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]؛ أي: يجعل بدله خلفًا، فلا تظنَّ أنك إذا تصدقتَ بعشرة من مائة فصارت تسعين: أن ذلك ينقص المال؛ بل يزيده بركة ونماءً، وتُرزَق من حيث لا تحتسب.

((وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا))، يعني أن الإنسان إذا عفا عمن ظلَمَه، فقد تقول له نفسه: إن هذا ذلٌّ وخضوع وخذلان، فبيَّن الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله ما يزيد أحدًا بعفو إلا عزًّا، فيُعِزُّه الله ويرفع من شأنه، وفي هذا حثٌّ على العفو، ولكن العفو مقيَّد بما إذا كان إصلاحًا؛ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40].

أما إذا لم يكن إصلاحًا، بل كان إفسادًا؛ فإنه لا يؤمر به، مثال ذلك: اعتدى شخص شرير معروف بالعُدْوان على آخر، فهل نقول للآخر الذي اعتُدي عليه: اعفُ عن هذا الشرير؟ لا نقول: اعفُ عنه؛ لأنه شرير، إذا عفوتَ عنه تعدَّى على غيرك من الغد، أو عليك أنت أيضًا، فمثل هذا نقول: الحزم والأفضل أن تأخذه بجريرته، يعني أن تأخذ حقَّك منه، وألا تعفو عنه؛ لأن العفو عن أهل الشرِّ والفساد ليس بإصلاح؛ بل لا يزيدهم إلا فسادًا وشرًّا.

فأما إذا كان في العفو خيرٌ وإحسان، وربما يخجل الذي عفوتَ عنه، ولا يتعدى عليك ولا على غيرك، فهذا خير.

((وما تواضع أحد لله إلا رفعه)) هذا الشاهد من الحديث: ((ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)).

والتواضع لله له معنيان:
المعنى الأول: أن تتواضع لدِينِ الله، فلا تترفع عن الدِّين، ولا تستكبر عنه وعن أداء أحكامه.

والثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله، لا خوفًا منهم، ولا رجاءً لما عندهم، ولكن لله عزَّ وجلَّ.

والمعنيان صحيحان، فمَن تواضَع لله، رفعه الله عزَّ وجلَّ في الدنيا وفي الآخرة، وهذا أمر مشاهَد، أن الإنسان المتواضع يكون محلَّ رفعة عند الناس وذكر حسن، ويحبه الناس، وانظر إلى تواضُعِ الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشرف الخلق، حيث كانت الأَمَةُ من إماء المدينة تأتي إليه، وتأخذ بيده، وتذهب به إلى حيث شاءت ليُعينَها في حاجتها، وهذا هو أشرف الخلق، أَمَةٌ من الإماء تأتي وتأخذ بيده تذهب به إلى حيث شاءت ليقضيَ حاجتها، ولا يقول: أين تذهبين بي؟ أو يقول: اذهبي إلى غيري، بل كان يذهب معها ويقضي حاجتها، لكن مع هذا ما زاده الله عزَّ وجلَّ بذلك إلا عزًّا ورفعة، صلوات الله وسلامه عليه.

رُّوحي بروحهُ
08-14-2021, 04:02 PM
-




جزاك الله كل خير ..

خالد الشاعر
08-14-2021, 05:19 PM
الله يجزاكِى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم

شيخة الزين
08-15-2021, 07:13 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم
جعله الله في موازين حسناتك

نبضها مطيري
08-15-2021, 08:25 AM
جزاااك الله كل الخير وباارك الله لك بطرحك
وجلبك القيييم اشكرك وسلمت الاياااادي
تقديري وبانتظااار جديدك دمتي

بنت الشام
08-15-2021, 11:49 AM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
08-15-2021, 04:30 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
شيخه الزين
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
كبرياء آنثى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-16-2021, 07:04 AM
روحي تحبك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

حلا
08-16-2021, 08:04 AM
جزاك الله خير

عبد الحليم
08-16-2021, 10:33 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

نور القمر
08-16-2021, 04:01 PM
هطوُل يتجددُ بإبدآع ،،
سلمت لطرحك الجمييّل ؛؛
ماأنحرم من عطـآءك المميز يَ رب !
وَ بشووق لـِ جديدك العذب

Şøķåŕą
08-17-2021, 06:46 AM
حلا
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-17-2021, 06:46 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-17-2021, 06:46 AM
اميرة
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

رحيل
08-18-2021, 01:49 AM
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

Şøķåŕą
08-18-2021, 07:23 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-18-2021, 07:24 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

♡ Šąɱąя ♡
02-09-2022, 03:09 AM
جزاك الله خيرا

Şøķåŕą
03-29-2022, 08:50 AM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

عواد الهران
03-29-2022, 09:02 AM
بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

Şøķåŕą
03-29-2022, 09:08 AM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
02-28-2024, 09:27 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

Şøķåŕą
04-24-2025, 01:19 PM
شكرا لك على المرور العذب:26:

Şøķåŕą
04-24-2025, 01:19 PM
شكرا لك على المرور العذب:ah2:

Şøķåŕą
04-24-2025, 01:19 PM
شكرا لك على المرور العذب:eq-92:

Şøķåŕą
04-24-2025, 01:19 PM
شكرا لك على المرور العذب:st1: