تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين


Şøķåŕą
08-10-2021, 04:30 PM
شرح باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين

قال الله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54].

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

وقال تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32].

وقال تعالى: ﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ﴾ [الأعراف: 48، 49].

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين: باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين.

التواضع: ضد التعالي؛ يعني ألا يرتفع الإنسان ولا يترفَّع على غيره، بعِلمٍ ولا نَسَبٍ، ولا مال ولا جاه، ولا إمارة ولا وزارة، ولا غير ذلك؛ بل الواجب على المرء أن يَخفِضَ جَناحَه للمؤمنين، أن يتواضع لهم كما كان أشرف الخلق وأعلاهم منزلةً عند الله؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتواضع للمؤمنين، حتى إن الصَّبيَّة لَتُمسِكُ بيده لتأخذه إلى أيِّ مكان تريد، فيقضي حاجتها عليه الصلاة والسلام.

وقول الله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88]، وفي آية أخرى: ﴿ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ﴾: أي تواضَعْ؛ وذلك أن المتعاليَ والمترفِّع يرى نفسه أنه كالطير يسبح في جوِّ السماء، فأُمِر أن يَخفِض جَناحَه وينزله للمؤمنين الذي اتَّبَعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

وعُلِم من هذا أن الكافر لا يُخفَض له الجَناح، وهو كذلك؛ بل الكافر تَرفَّع عليه وتعالى عليه، واجعل نفسك في موضع أعلى منه؛ لأنك مُستمسكٌ بكلمة الله، وكلمةُ الله هي العليا.

ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: ﴿ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29]؛ يعني أنهم على الكفار أقوياءُ ذوو غلظة، أما فيما بينهم فهم رحماء.

ثم ساق المؤلِّف الآية الثانية، وهي قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ ﴾ [المائدة: 54]؛ أي من يَرجِعْ منكم عن دينه فيكون كافرًا بعد أن كان مؤمنًا.

وهذا قد يقع من الناس؛ أن يكون الإنسان داخلًا في الإسلام عاملًا به، ثم يزيغه الشيطان - والعياذ بالله - حتى يرتدَّ عن دينه، فإذا ارتدَّ عن دينه فإنه لا يكون وليًّا للمؤمنين، ولا يكون معينًا للمؤمنين؛ ولذا قال: ﴿ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54] يعني بقوم مؤمنين، ﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾.

﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ ﴾ [المائدة: 54]، فهم في جانب المؤمنين أَذِلَّةٌ لا يترفعون عليهم، ولا يأخذون بالعزة عليهم، ولكنه يَذِلُّونَ لهم، أما على الكفار فهم أعزةٌ مترفِّعون؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدؤوا اليهودَ والنصارى بالسلام، وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيَقِه)) إذلالًا لهم، وخذلانًا لهم؛ لأنهم أعدى أعداء لك، وأعداء لربِّك، وأعداء لرسولك، وأعداء لدينك، وأعداء لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي هذه الآية دليلٌ على إثبات المحبة من الله عزَّ وجلَّ، وأن الله يُحِبُّ ويُحَبُّ ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]، وهذا الحب حبٌّ عظيمٌ لا يماثله شيء، تجد المحبَّ لله عزَّ وجلَّ ترخص عنده الدنيا، والأهل، والأموال؛ بل والنفس، فيما يرضي الله عز وجل؛ ولهذا يبذل ويعرض رقبته لأعداء الله، محبةً في نصرة الله عزَّ وجلَّ ونصرة دينه، وهذا دليلٌ على أن الإنسان مقدِّم ما يحبه الله ورسوله على ما تهواه نفسه.

ومن علامات محبة الله: إن الإنسان يديم ذِكرَ الله؛ يذكر ربه دائمًا بقلبه ولسانه وجوارحه.

من علامات محبة الله: أن يحب من أحب الله عزَّ وجلَّ من الأشخاص، فيحب الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويحب الخلفاء الراشدين، ويحب الأئمة، ويحب من كان في وقته من أهل العلم والصلاح.

من علامات محبة الله: أن يقوم الإنسان بطاعة الله، مقدِّمًا ذلك على هواه، فإذا أذَّن المؤذن يقول: حي على الصلاة، ترَكَ عمَلَه وأقبل إلى الصلاة؛ لأنه يحب ما يُرضي اللهَ أكثرَ مما ما ترضى به نفسُه.

ولمحبة الله علامات كثيرة، إذا أحب الإنسان ربَّه، فالله عزَّ وجلَّ أسرع إليه حبًّا؛ لأنه قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: ((ومن أتاني يمشي، أتيتُه هرولةً))، وإذا أحبَّه الله فهذا هو المقصود، وهذا هو الأعظم.

ولهذا قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، ولم يقل: فاتبعوني تصدقوا الله، بل قال: ﴿ يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾؛ لأن هذه هي الثمرة أن يحب الربُّ عزَّ وجلَّ عبده، فإذا أحَب عبدَه نال خيرَيِ الدنيا والآخرة، جعلني الله وإياكم من أحبابه.

وفي قوله: ﴿ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54] دليلٌ على إثبات محبة العبد لربِّه، وهذا أمر واضحٌ واقع مشاهَد، يجد الإنسان من قلبه ميلًا إلى ما يُرضي اللهَ، وهذا يدل على أنه يحب الله عزَّ وجلَّ.

والإنسان المؤمن الموفَّق لهذه الصفة العظيمة، تجده يحب الله أكثرَ من نفسه، أكثر من ولده، أكثرَ من أمِّه، أكثر من أبيه، يحب الله أكثرَ من كل شيء، ويحب المرء؛ لأنه يحب الله، ومعلوم أن المحب يحب أحبابَ حبيبه، فتجد هذا الرجلَ لمحبته لله يحب من يحبه اللهُ عزَّ وجلَّ من الأشخاص، وما يحبه من الأعمال، وما يحبه من الأقوال.

فرآشه ملآئكيه
08-10-2021, 05:33 PM
سلمت آناملگ لروعة طرحهآ..
يعطِـــيگٌ العَآفيَـــہُ..
لآ عـدمنآ تميز انآملگ الذهبيہٌ
‏لروحــگ بآقآت من الجوري

رُّوحي بروحهُ
08-10-2021, 06:16 PM
-




جزاك الله كل خير :114:

محمد المقاول
08-10-2021, 08:24 PM
جزاك الله خير
على مجهودك الكبير
تحياتي اليك

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
08-12-2021, 04:40 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

Şøķåŕą
08-12-2021, 07:57 AM
محمد المقاول
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-12-2021, 07:57 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-12-2021, 07:57 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-12-2021, 07:58 AM
روحي تحبك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

بنت الشام
08-12-2021, 08:20 AM
جزااك الله كل خير

وجعله الباري في موازين حسناتك

عبد الحليم
08-12-2021, 10:31 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

رحيل
08-12-2021, 01:51 PM
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن

غلا الشمال
08-13-2021, 03:08 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :eq-34:

Şøķåŕą
08-14-2021, 11:31 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-14-2021, 11:31 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-14-2021, 11:31 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
08-14-2021, 11:31 AM
قطر الندى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

خالد الشاعر
08-14-2021, 05:13 PM
الله يجزاكِى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم

Şøķåŕą
08-16-2021, 06:57 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :625:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :eq-92::169:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :66::h4:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:13 PM
شكرا لك على المرور العذب :r11:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:14 PM
شكرا لك على المرور العذب :591:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:14 PM
شكرا لك على المرور العذب :em19:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:14 PM
شكرا لك على المرور العذب :x92::x60:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:14 PM
شكرا لك على المرور العذب :hm7::x8:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:15 PM
شكرا لك على المرور العذب :x92:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:15 PM
شكرا لك على المرور العذب :642::eq-34:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:15 PM
شكرا لك على المرور العذب :see::x92:

Şøķåŕą
04-23-2025, 10:15 PM
شكرا لك على المرور العذب :h4: