بنت الشام
08-09-2021, 05:13 PM
المدير الذي يحترم ساعات العمل
د. م. عصام أمان الله بخاري
يحكي السيد ثيو ليوباراس قصته مع مديره. بعد أسابيع من عودته من الإجازة اكتشف ثيو أنه قد نسي تسجيل تفاصيل مشكلة فنية مهمة أثناء تسليم المهام قبل الإجازة. وبسبب ذلك، أخذ الموضوع أسبوعاً كاملاً من زميله ليحل تلك المشكلة رغم أنه كان يمكن حلها في خمس دقائق لو اتصل على ثيو خلال الإجازة. واستغرب صاحبنا من هذا التصرف وسأل مديره عن السبب فأجاب المدير وبكل بساطة:»لقد كنت في إجازة يا ثيو!». فرد قائلاً:»وماذا في ذلك؟ لم يكن الأمر ليأخذ مني أكثر من خمس دقائق فقط لشرح الموضوع لزميلي». فما كان من من المدير إلا أن كرر قائلا:»لقد كنت في إجازة.إجازتك مهمة بالنسبة لنا!». مقالة اليوم تتكلم عن عدم إدمان العمل وعدم احترام إجازات الموظفين.
يروي الشاب السعودي الأستاذ نادر رشدي قصته عندما كان يعمل في إحدى الشركات. في مساء أحد الأيام مر على مكتبه المدير العام للشركة ووجده جالساً على مكتبه منهمكاً في إحدى المهام. ومباشرة سأل المدير العام: «ما الذي تفعله هنا؟ الساعة هي الخامسة والنصف وأنت تعرف أنني لا أصرف مكافآت خارج دوام». فأجاب أ.نادر: «أعمل على مهمة ضرورية يجب إنهاؤها».
فسأل المدير العام: «أأنت من أجلها أم أن مديرك المباشر طلبها منك؟» فأجاب أ.نادر بأن مديره المباشر طلبها منه. وهنا سأل المدير العام السؤال الأهم: «متى طلبها منك؟». فرد الموظف الشاب بأن المهمة تم طلبها منه على نهاية الدوام. وهنا كان المدير العام حاسماً بقوله: «أغلق جهازك، واذهب إلى بيتك. أهلك أولى بك». وكان سبب هذا التوجيه أن طبيعة المهام التي يقوم بها ذلك الشاب تستغرق ساعات.
وتردد الشاب قائلاً: «ولكن يجب علي أن أنهيها!». فقطع المدير العام الحوار بأمر حازم: «أغلق جهازك وغادر إلى منزلك! وإذا تحدث معك مديرك المباشر أبلغه أني أنا من أمرك أن تغادر».
وفي اليوم التالي، وجد الشاب على الإيميل رسالة طويلة من التوبيخ من مديره المباشر، فطبعها وسلمها للمدير العام والذي وعد بأنه سيتصرف في الموضوع. وماهي إلا دقائق ويسمع كل من في الطابق صوت المدير العام وهو يوبخ ذلك المدير المباشر بسبب تكليفه للموظفين بأعمال خارج أوقات الدوام. وكانت كلمات ذلك المدير العام واضحة: «الموظف له ساعات عمل محدده، إذا لم تحترم ساعات عملك وعمل فريقك فأنت لا تستحق أن تكون رئيساً على أحد».
في الواقع لا تبدو الصورة وردية وليست كل المنظمات تطبق الأنظمة التي وردت في القصص أعلاه والتي قد تبدو للبعض أشبه بالخرافات والأساطير خاصة مع مستوى الانشغال الكبير في الأعمال وحالة شبه الانعدام أو النسيان لما يسمى بساعات العمل. من الطبيعي أن تكون هنالك حالات طارئة وظروف استثنائية تستدعي التواصل في أوقات غير عادية ومن واجب الإدارة والموظفين التعامل معها، ولكن الإشكال عندما يصبح التواصل والعمل والتكليف بالمهام خارج أوقات الدوام ثقافة متأصلة بين جميع الموظفين.
وباختصار، بإمكان المدير أن يدمن العمل كما يشاء لوحده، وباستثناء الحالات الطارئة، فالتعدي على أوقات الإجازات وساعات خارج الدوام للموظفين سلوك مرفوض وغير حضاري خاصة إذا لم يكن هنالك تقدير وتعويض عن تلك الأوقات..
د. م. عصام أمان الله بخاري
يحكي السيد ثيو ليوباراس قصته مع مديره. بعد أسابيع من عودته من الإجازة اكتشف ثيو أنه قد نسي تسجيل تفاصيل مشكلة فنية مهمة أثناء تسليم المهام قبل الإجازة. وبسبب ذلك، أخذ الموضوع أسبوعاً كاملاً من زميله ليحل تلك المشكلة رغم أنه كان يمكن حلها في خمس دقائق لو اتصل على ثيو خلال الإجازة. واستغرب صاحبنا من هذا التصرف وسأل مديره عن السبب فأجاب المدير وبكل بساطة:»لقد كنت في إجازة يا ثيو!». فرد قائلاً:»وماذا في ذلك؟ لم يكن الأمر ليأخذ مني أكثر من خمس دقائق فقط لشرح الموضوع لزميلي». فما كان من من المدير إلا أن كرر قائلا:»لقد كنت في إجازة.إجازتك مهمة بالنسبة لنا!». مقالة اليوم تتكلم عن عدم إدمان العمل وعدم احترام إجازات الموظفين.
يروي الشاب السعودي الأستاذ نادر رشدي قصته عندما كان يعمل في إحدى الشركات. في مساء أحد الأيام مر على مكتبه المدير العام للشركة ووجده جالساً على مكتبه منهمكاً في إحدى المهام. ومباشرة سأل المدير العام: «ما الذي تفعله هنا؟ الساعة هي الخامسة والنصف وأنت تعرف أنني لا أصرف مكافآت خارج دوام». فأجاب أ.نادر: «أعمل على مهمة ضرورية يجب إنهاؤها».
فسأل المدير العام: «أأنت من أجلها أم أن مديرك المباشر طلبها منك؟» فأجاب أ.نادر بأن مديره المباشر طلبها منه. وهنا سأل المدير العام السؤال الأهم: «متى طلبها منك؟». فرد الموظف الشاب بأن المهمة تم طلبها منه على نهاية الدوام. وهنا كان المدير العام حاسماً بقوله: «أغلق جهازك، واذهب إلى بيتك. أهلك أولى بك». وكان سبب هذا التوجيه أن طبيعة المهام التي يقوم بها ذلك الشاب تستغرق ساعات.
وتردد الشاب قائلاً: «ولكن يجب علي أن أنهيها!». فقطع المدير العام الحوار بأمر حازم: «أغلق جهازك وغادر إلى منزلك! وإذا تحدث معك مديرك المباشر أبلغه أني أنا من أمرك أن تغادر».
وفي اليوم التالي، وجد الشاب على الإيميل رسالة طويلة من التوبيخ من مديره المباشر، فطبعها وسلمها للمدير العام والذي وعد بأنه سيتصرف في الموضوع. وماهي إلا دقائق ويسمع كل من في الطابق صوت المدير العام وهو يوبخ ذلك المدير المباشر بسبب تكليفه للموظفين بأعمال خارج أوقات الدوام. وكانت كلمات ذلك المدير العام واضحة: «الموظف له ساعات عمل محدده، إذا لم تحترم ساعات عملك وعمل فريقك فأنت لا تستحق أن تكون رئيساً على أحد».
في الواقع لا تبدو الصورة وردية وليست كل المنظمات تطبق الأنظمة التي وردت في القصص أعلاه والتي قد تبدو للبعض أشبه بالخرافات والأساطير خاصة مع مستوى الانشغال الكبير في الأعمال وحالة شبه الانعدام أو النسيان لما يسمى بساعات العمل. من الطبيعي أن تكون هنالك حالات طارئة وظروف استثنائية تستدعي التواصل في أوقات غير عادية ومن واجب الإدارة والموظفين التعامل معها، ولكن الإشكال عندما يصبح التواصل والعمل والتكليف بالمهام خارج أوقات الدوام ثقافة متأصلة بين جميع الموظفين.
وباختصار، بإمكان المدير أن يدمن العمل كما يشاء لوحده، وباستثناء الحالات الطارئة، فالتعدي على أوقات الإجازات وساعات خارج الدوام للموظفين سلوك مرفوض وغير حضاري خاصة إذا لم يكن هنالك تقدير وتعويض عن تلك الأوقات..