تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واقعيّة الشريعة الإسلامية


نسر الشام
03-16-2018, 03:58 PM
شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون الإسلام هو كلمةُ الله الباقية للناس كافّة وإلى قيام الساعة، فقال جلّ جلاله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}(المائدة:3)، فاصطفى الله سبحانه وتعالى هذا الدين، والذي هو أفضل الأديان وأشرفها وأكملها وآخرها، وجعل الشريعة التي جاء بها مهيمنةً على الشرائع السابقة وحاكمةً عليها.

وحتى تتحقّق هذه الخاتميّة استلزم ذلك أن تتصف بصفاتٍ وتتميّز بخصائص تُعطي لها الصلاحيّة لكل زمانٍ ومكان.
فمن ذلك: اتصاف الشريعة بالواقعية، ونعني بالواقعية: أن الشريعة بتعاليمها ليست مجرّد قيمٍ عُليا تحلّق في سماء التنظير المجرّد الحالِم، ولكنها تنبثق من واقع الناس وتُراعي واقعهم، وتتلاءم مع فِطَر الناس وتكوينهم، وميولهم ورغباتهم، وتبايُنِ قدراتهم ومَلَكاتهم، وما يلحقهم من نقائص وحالات ضعف، فضلاً عن مراعاتها لظروف الواقع وملابساته.

وشريعة الإسلام لا تغفل طبيعة الانسان وتفاوت الناس في مدى استعدادهم لبلوغ المستوى الرفيع الذي ترسمه لهم، فلذلك بيّنت للناس الحدّ الأدنى من الكمال الخلقي والعقدي والعبادي المطلوب، وحدّدت الأُطر العامّة من القضايا التشريعيّة التي لا يجوز الانفكاك عنها، وأن ذلك يقتضي ممارسة جملةٍ من المأمورات (الفرائض)، والابتعاد عن أخرى (المحرّمات)، وجعلت فيما بينهما مساحةً هائلةً من الأمور المباحة الطيّبة التي لا تبعةَ عليها.

وواقعيّة الشريعة تتجلّى في إلزام الناس بما يطيقون فعله أو الانتهاء عنه، فلا تكليف بما لا يُطاق، قال الله سبحانه وتعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج:78)، وقال سبحانه وتعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} (البقرة:286)، فلا إصْرَ ولا أغلال، بل هو دينٌ سمحٌ يسير على العباد.

وواقعيّة الشريعة أيضاً في موازنتها بين بين المثاليّة الحالمة التي نادى بها بعض الفلاسفة، - حيث تُتناسى ما في النفس من نوازع النفس ونقائصها وعيوبها، وتتطلّب من الجميع التعامل مع بعضهم كالملائكة، ولا مجال فيها للخطأ أو الكبوة، وغيرها من مقتضيات المثاليّة الفارغة التي تعيش في الخيال وفوق عنان السماء- فالإسلام بين هذه المثاليّة، وبين الرضوخ التام للواقع والإذعان له، مهما كان مجافياً للقيم والأخلاق، ومميّعاً للنُظُم والمناهج والشرائع، وبذلك يسلك طريقه المتّزن بين هاتين الهوّتين.

ومن ملامح واقعيّة الشريعة: عدم التكليف بما لا يُطاق، كما جاء في الآية سابقة الذكر، وما يُفهم من قوله عز وجل:{ فاتقوا الله ما استطعتم} (التغابن:16)، فلا واجب مع وجود العجز، ولا محرم حال الضرورة، كما وضع الله سبحانه وتعالى عن هذه الأمة المشقة والآصار التي كانت على الأمم السابقة، فلا مؤاخذة على النسيان والخطأ، ولا مجازاة على تصرّفات المكلّف حال الإكراه، كما قال المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : (إن الله قد تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استُكرهوا عليه) رواه ابن ماجه ، والمشقّة تجلب التيسير، إما بإسقاطه عن المكلف، كسقوط كلّ واجبٍ مع وجود العجز، أو إسقاط بعضه كالاكتفاء بالاستجمار الشرعي عن الاستنجاء، والتخفيف الحاصل للمريض والمسافر، ونحو ذلك من الرُّخص المعروفة في أبواب الفقه.

ومن ملامح واقعيّة الشريعة، أنها أقرّت وعلى وجه العموم كلّ المبادئ التي تحقّق العدالة وتؤسّسها، كما هو الحال مع أحكام القصاص التي تُعطي المظلوم كامل الحق في الانتصاف ممّن ظلمه، قال سبحانه وتعالى: { ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون}(البقرة:197)، وفي آية أخرى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}(البقرة:194)، لكنّنا نرى أن الشريعة مع إقرارها لمبدأ العدل والتشديد في أمره، قامت في الوقت ذاته بفتح المجال للسمو الخلقي والتسامي عن حظوظ النفس وأخذ حقوقها، فأرشدت إلى فضيلة العفو وجماليّة الصفح، ونجد هذه الثنائيّة المتوازنة: "المعاملة بالعدل-المعاملة بالفضل" في مثل قوله سبحانه وتعالى: { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين} (الشورى:40).

وإذا كان الله جلّ جلاله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ويخذل الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة، فذلك لأن إقرار العدل سببٌ في استقرار أمور الناس، لكن فتحَ باب العفو والرحمة والإحسان يزيل الضغائن والأحقاد بين الأفراد، ويزيد من لُحمة النسيج الاجتماعي فيما بينهم.

وكلّما تأمّل المرء فيما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده في كلّ قضيّة جزئيّة، ثم طاف ببصره أرجاء الديانات الباطلة، اتّضحت له ملامح هذه الواقعيّة وارتباطها بأسس العقيدة ومنظومتها.

غـُـلايےّ
03-16-2018, 06:19 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

بنوته كيوت
03-17-2018, 02:27 AM
https://lh6.googleusercontent.com/-1Bsg7ABDTTs/UPzDDtiPxZI/AAAAAAAAWXc/zi0KNXeLFEI/s288/pizap.com135829877192112.jpg

بٰٰقايٰا روحہٰ
03-18-2018, 01:59 PM
آلف شكر لك ع الانتقاء.
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا تميز مواضيعك
لك خالص إحترامى
تحيتى الوردية .:34:

أبو علياء
05-12-2018, 10:56 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
على الموضوع الرائع والمميز
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

تمرد
05-13-2018, 06:18 PM
طآب لي المكوث بين أرجآئك ..
أنتظر شغف أبدآعك العميق ..
يعطيك ألف مليون عآفيه ..
أكليل من الورد لـ روحك ..
وفيض من الود لـ طهر قلبك ..
آرق آلتحآيآ ..

فيّ
08-11-2018, 05:20 PM
جزاك الله خير:241:

لذة مطر ..!
08-17-2018, 05:34 PM
_
طرح موفق وجزاك الله خير
لك جزيل الشكر :34:

شيخة رواية
12-23-2018, 03:42 AM
يعطيك الف الف عافيه
موضوع رااائع
وجهود أروع
:h1

دره العشق
09-05-2019, 02:26 AM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز ومجهود رائـــع
الله يعطيكـ العافيه يااخـــ....
لـروحكـ السعاده الدائمــه
لكـ ودي يزف باقات وردي

Şøķåŕą
07-29-2022, 06:52 AM
_


سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

بنت العز
04-09-2024, 02:26 PM
سلمت الايادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
04-19-2024, 12:38 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
07-12-2024, 02:27 PM
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1%20(8).png.

البرنس مديح آل قطب
08-17-2024, 01:34 PM
https://www.raed.net/img?id=389576
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif

https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif



http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif





جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم :620:
‏ماشاء الله طرح جميل بحق راق لي كثيراُ :246:
ننتظر كل جديدكم القادم :kf1:
يعطيكم العافية وسلمت يداكم :52:
وسلم لنا ذوقكم الراقي :f17:
كل الشكر والتقدير لكم :x41:
لكم منا :31:
باقات جاسمين ض2
يسلموااااااااااااااااااا:kl8:





https://www.raed.net/img?id=405932
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/a_by_vafiehya-d8frfv7.gif
القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس:238:

http://www.raaw9.com/up2/uploads/171527216737142.png

Şøķåŕą
09-21-2024, 02:51 PM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز
سلمت الأيادي عالطرح
دمت بود