تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سُورَةُ الْأَعْرَافِ الاية1 إلى الاية12


رحيل
07-31-2021, 07:08 PM
سُورَةُ الْأَعْرَافِ
الاية1 إلى الاية12


سُورَةُ الْأَعْرَافِ
( المص ( 1 ) كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ( 2 ) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ( 3 ) وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون ( 4 ) )

مكية كلها إلا خمس آيات ، أولها " واسألهم عن القرية التي كانت "

( المص )

( كتاب ) أي : هذا كتاب ، ( أنزل إليك ) وهو القرآن ، ( فلا يكن في صدرك حرج منه ) قال مجاهد : شك ، فالخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمراد به الأمة . وقال أبو العالية : حرج أي ضيق ، معناه لا يضيق صدرك بالإبلاغ وتأدية ما أرسلت به ، ( لتنذر به ) أي : كتاب أنزل إليك لتنذر به ، ( وذكرى للمؤمنين ) أي : عظة لهم ، وهو رفع مردود على الكتاب .

( اتبعوا ) أي : وقل لهم اتبعوا : ( ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) أي : لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى ، ( قليلا ما تذكرون ) تتعظون . وقرأ ابن عامر : " يتذكرون " بالياء والتاء .

( وكم من قرية أهلكناها ) بالعذاب ، ( وكم ) للتكثير و " رب " للتقليل ، ( فجاءها بأسنا ) [ ص: 214 ] عذابنا ، ( بياتا ) ليلا ( أو هم قائلون ) من القيلولة ، تقديره : فجاءها بأسنا ليلا وهم نائمون ، أو نهارا وهم قائلون ، أي نائمون ظهيرة . والقيلولة الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم . ومعنى الآية : أنهم جاءهم بأسنا وهم غير متوقعين له إما ليلا أو نهارا . قال الزجاج : و " أو " لتصريف العذاب مرة ليلا ومرة نهارا . وقيل : معناه من أهل القرى من أهلكناهم ليلا ومنهم من أهلكناهم نهارا .

فإن قيل : ما معنى أهلكناها فجاءها بأسنا فكيف يكون مجيء البأس بعد الهلاك ؟ قيل : معنى قوله : " أهلكنا " أي : حكمنا بإهلاكها فجاءها بأسنا . وقيل : فجاءها بأسنا هو بيان قوله " أهلكناها " مثل قول القائل : أعطيتني فأحسنت إلي ، لا فرق بينه وبين قوله : أحسنت إلي فأعطيتني ، فيكون أحدهما بدلا من الآخر .
( فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ( 5 ) فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ( 6 ) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ( 7 ) والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ( 8 ) )

( فما كان دعواهم ) أي : قولهم ودعاؤهم وتضرعهم ، والدعوى تكون بمعنى الادعاء وبمعنى الدعاء ، قال سيبويه : تقول العرب اللهم أشركنا في صالح دعوى المسلمين أي في دعائهم ، ( إذ جاءهم بأسنا ) عذابنا ، ( إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ) معناه لم يقدروا على رد العذاب ، وكان حاصل أمرهم الاعتراف بالجناية حين لا ينفع الاعتراف .

( فلنسألن الذين أرسل إليهم ) يعني : الأمم عن إجابتهم الرسل ، وهذا سؤال توبيخ لا سؤال استعلام ، يعني : لنسألهم عما عملوا فيما بلغتهم الرسل . ( ولنسألن المرسلين ) عن الإبلاغ .

( فلنقصن عليهم بعلم ) أي : لنخبرنهم عن علم . قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ينطق عليهم كتاب أعمالهم ، كقوله تعالى : ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ) . ( الجاثية 29 ( وما كنا غائبين ) عن الرسل فيما بلغوا ، وعن الأمم فيما أجابوا .

قوله - عز وجل - : ( والوزن يومئذ الحق ) يعني : يوم السؤال . قال مجاهد : معناه والقضاء يومئذ العدل . وقال الأكثرون : أراد به وزن الأعمال بالميزان ، وذاك أن الله تعالى ينصب ميزانا له لسان وكفتان كل كفة بقدر ما بين المشرق والمغرب . [ ص: 215 ]

واختلفوا في كيفية الوزن ، فقال بعضهم : توزن صحائف الأعمال : وروينا : " أن رجلا ينشر عليه تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر ، فيخرج له بطاقة فيها شهادة أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة " .

وقيل : توزن الأشخاص ، وروينا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة " .

وقيل : توزن الأعمال ، روي ذلك عن ابن عباس ، فيؤتى بالأعمال الحسنة على صورة حسنة وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة ، فتوضع في الميزان ، والحكمة في وزن الأعمال امتحان الله عباده بالإيمان في الدنيا وإقامة الحجة عليهم في العقبى . ( فمن ثقلت موازينه ) قال مجاهد : حسناته ، ( فأولئك هم المفلحون ) .
( ( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ( 9 ) ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون ( 10 ) ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ( 11 ) ( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 12 ) )

( ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون ) يجحدون ، قال أبو بكر - رضي الله عنه - حين حضره الموت في وصيته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الحق غدا أن يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في [ ص: 216 ] الدنيا ، وخفته عليهم ، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غدا أن يكون خفيفا .

فإن قيل : قد قال : " من ثقلت موازينه " ذكر بلفظ الجمع ، والميزان واحد ؟ قيل : يجوز أن يكون لفظه جمعا ومعناه واحد كقوله : " يا أيها الرسل " وقيل : لكل عبد ميزان ، وقيل : الأصل ميزان واحد عظيم ، ولكل عبد فيه ميزان معلق به ، وقيل جمعه ؛ لأن الميزان يشتمل على الكفتين والشاهدين واللسان ، ولا يتم الوزن إلا باجتماعها .

قوله تعالى : ( ولقد مكناكم في الأرض ) أي : مكناكم ، والمراد من التمكين التمليك والقدرة ، ( وجعلنا لكم فيها معايش ) أي : أسبابا تعيشون بها أيام حياتكم من التجارات والمكاسب والمآكل والمشارب ، والمعايش جمع المعيشة ، ( قليلا ما تشكرون ) فيما صنعت إليكم .

قوله - عز وجل - : ( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ) قال ابن عباس : خلقناكم ، أي : أصولكم وآباءكم ثم صورناكم في أرحام أمهاتكم . وقال قتادة والضحاك والسدي : أما " خلقناكم " فآدم ، وأما " صورناكم " فذريته . وقال مجاهد في خلقناكم : آدم ، ثم صورناكم في ظهر آدم بلفظ الجمع ؛ لأنه أبو البشر ففي خلقه خلق من يخرج من صلبه . وقيل : خلقناكم في ظهر آدم ثم صورناكم يوم الميثاق حين أخرجكم كالذر . وقال عكرمة : خلقناكم في أصلاب الرجال ثم صورناكم في أرحام النساء . وقال يمان : خلق الإنسان في الرحم ثم صوره وشق سمعه وبصره وأصابعه . وقيل : الكل آدم خلقه وصوره و " ثم " بمعنى الواو .

( ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) فإن قيل : الأمر بسجود الملائكة كان قبل خلق بني آدم ، فما وجه قوله " ثم قلنا " وثم للترتيب وللتراخي ؟ قيل : على قول من يصرف الخلق والتصوير إلى آدم وحده يستقيم هذا الكلام ، أما على قول من يصرفه إلى الذرية : فعنه أجوبة :

أحدها " ثم " بمعنى الواو ، أي : وقلنا للملائكة ، فلا تكون للترتيب والتعقيب .

وقيل : أراد " ثم " أخبركم أنا قلنا للملائكة اسجدوا .

وقيل : فيه تقديم وتأخير تقديره ولقد خلقناكم ، يعني : آدم ثم قلنا للملائكة اسجدوا ثم صورناكم .

قوله تعالى : ( فسجدوا ) يعني الملائكة ، ( إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) لآدم .

( قال ) الله تعالى يا إبليس : ( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ) أي : وما منعك أن تسجد [ ص: 217 ] و " لا " زائدة كقوله تعالى : " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " ( الأنبياء 95 ) . ( قال ) إبليس مجيبا ( أنا خير منه ) لأنك ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) والنار خير وأنور من الطين .

قال ابن عباس : أول من قاس إبليس فأخطأ القياس ، فمن قاس الدين بشيء من رأيه قرنه الله مع إبليس .

قال ابن سيرين : ما عبدت الشمس إلا بالقياس .

قال محمد بن جرير : ظن الخبيث أن النار خير من الطين ولم يعلم أن الفضل لمن جعل الله له الفضل ، وقد فضل الله الطين على النار من وجوه منها : أن من جوهر الطين الرزانة والوقار والحلم والصبر وهو الداعي لآدم بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرع فأورثه الاجتباء والتوبة والهداية ، ومن جوهر النار الخفة والطيش والحدة والارتفاع وهو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار ، فأورثه اللعنة والشقاوة ، ولأن الطين سبب جمع الأشياء والنار سبب تفرقها ، ولأن التراب سبب الحياة ، فإن حياة الأشجار والنبات به ، والنار سبب الهلاك .

رُّوحي بروحهُ
07-31-2021, 07:21 PM
-




جزاك الله كل خير ..

نبضها مطيري
08-01-2021, 04:51 AM
جزاك الله كل خير
سلمت اناملك على اختيارك الجميل للطرح
دمت ودام عطائك
بنتظآرجديدك بكل شووق
ودي وشذى الورد

Şøķåŕą
08-01-2021, 07:54 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

عبد الحليم
08-01-2021, 10:19 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

بنت الشام
08-01-2021, 12:34 PM
جزاك الله خير
ويجعلها بموازين حسناتك
والله لا يحرمك الاجر

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
08-01-2021, 04:35 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

نور القمر
08-01-2021, 05:43 PM
الله يعطيك العآفيـه ,
وسلمت يدآك على النقـل ,
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء ,
لقلبك السعآده والفـرح ..

أبو علياء
08-02-2021, 10:24 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

نور القمر
08-03-2021, 08:41 PM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

حلا
08-04-2021, 07:15 AM
جزاك الله خير

Şøķåŕą
09-29-2023, 02:16 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

رحيل
10-01-2023, 01:08 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:17:

رحيل
10-01-2023, 01:09 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:em18:

رحيل
10-01-2023, 01:09 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:x69:

رحيل
10-01-2023, 01:09 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:em18:

رحيل
10-01-2023, 01:10 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:160:

رحيل
10-01-2023, 01:10 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:160:

رحيل
10-01-2023, 01:10 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:alm2:

رحيل
10-01-2023, 01:10 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:2277:

رحيل
10-01-2023, 01:10 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:u20:

رحيل
10-01-2023, 01:11 AM
لكم من اعماقي كل اآلمودة وآلإحترآم
كآلتي حظيت بهآ من طهر قلوبكم
تواجدكم اسعدني:2277:

☆Šømă☆
03-18-2024, 07:37 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري