Şøķåŕą
07-14-2021, 02:46 PM
حزميات في إصلاح النفس (4)
يقول الإمام ابن حزم - يرحمه الله -: (من قدَّر أَنه يَسلمُ من طعن النَّاس وعيبهم فَهُوَ مَجْنُون، من حقق النّظر وراض نَفسه على السّكُون إِلَى الْحَقَائِق وَإِن آلمتها فِي أول صدمة كَانَ اغتباطه بذم النَّاس إِيَّاه أَشد وَأكْثر من اغتباطه بمدحهم إِيَّاه لِأَن مدحهم إِيَّاه إِن كَانَ بِحَق وبلغه مدحهم لَهُ أسرى ذَلِك فِيهِ الْعجب فأفسد بذلك فضائله وَإِن كَانَ بباطل فَبَلغهُ فسره فقد صَار مَسْرُورا بِالْكَذِبِ وَهَذَا نقص شَدِيد، وَأما ذمّ النَّاس إِيَّاه فَإِن كَانَ بِحَق فَبَلغهُ فَرُبمَا كَانَ ذَلِك سَببا إِلَى تجنبه مَا يعاب عَلَيْهِ وَهَذَا حَظّ عَظِيم لَا يزهد فِيهِ إِلَّا نَاقص وَإِن كَانَ بباطل وبلغه فَصَبر اكْتسب فضلا زَائِدا بالحلم وَالصَّبْر وَكَانَ مَعَ ذَلِك غانما لِأَنَّهُ يَأْخُذ حَسَنَات من ذمه بِالْبَاطِلِ فيحظى بهَا فِي دَار الْجَزَاء .. وَهَذَا حَظّ عَظِيم لَا يزهد فِيهِ إِلَّا مَجْنُون).
يشير - رحمه الله - إلى قاعدة عظيمة في التعامل مع الناس في تجاهل كلامهم وعدم الاكتراث بانتقادهم فرضاهم غاية لن تدرك، ثم إنه متى ما روض المرء نفسه على حقيقة عدم رضا الناس عنه فهو قد قطع شوطًا كبيرًا في فهم سر من أسرار الحياة، فلو قُدّر أنه لم يكن معتادًا وأصبح يبحث عما يرضي شغف إعجابه بنفسه فسوف يتوالى في السقوط والبحث عن المعجبين الذين يصورونه أنه الطاهر المطهّر ويغفل عن حاله وحقيقة نفسه وإهماله لإصلاح عيوبها، فإن المتأمل لما تبثه الشبكة الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي يجد هذا الداء منتشرًا بين المشاهير على وجه الخصوص، فأصبح المشهور يقوم بما يرضي جمهوره لا بما يرضي ضميره ودينه وانجراف كثير منهم باتجاه المجاهرة بالمحرمات ليحظى بإعجابٍ متابعيه يلهث في إرضائهم على حساب دينه وأخلاقه.
فالعاقل لا يلتفت لمدح وثناء الناس وهو مبصرٌ بحقيقة نفسه، يحارب أن يستوطن العجب في نفسه، ويتجنب أن تستقر فيها حقيقة تصله من المادحين والمعجبين ليست موجودة!.
لذا متى ما تأقلم المرء مع حال الناس وعدم استقامتهم له ورضاهم عنه تبدل حاله فإن رضي وصبر على فرية وظلم لحقه لقي من ذلك أجرًا يوم القيامة، وإن لحقه منهم حقيقة في حاله ونفسه بادر لإصلاحها وهذا فضل عظيم، وقد نقل عن الشافعي قوله: (رضى الناس لا مطلوب ولا مقدور، ورضى الله مرغوب ومقدور).
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما
وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُ
فَإِن كانَ مِقدامًا يَقولونَ: أَهوَج
وَإِن كانَ مِفضالًا يَقولونَ: مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتًا يَقولونَ: أَبكَم
وَإِن كانَ مِنطيقًا يَقولونَ: مِهذَرُ
وَإِن كانَ صَوّامًا وَبِاللَيلِ قائِمًا
يَقولونَ: زَرّافٌ يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَنا
وَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ
يقول الإمام ابن حزم - يرحمه الله -: (من قدَّر أَنه يَسلمُ من طعن النَّاس وعيبهم فَهُوَ مَجْنُون، من حقق النّظر وراض نَفسه على السّكُون إِلَى الْحَقَائِق وَإِن آلمتها فِي أول صدمة كَانَ اغتباطه بذم النَّاس إِيَّاه أَشد وَأكْثر من اغتباطه بمدحهم إِيَّاه لِأَن مدحهم إِيَّاه إِن كَانَ بِحَق وبلغه مدحهم لَهُ أسرى ذَلِك فِيهِ الْعجب فأفسد بذلك فضائله وَإِن كَانَ بباطل فَبَلغهُ فسره فقد صَار مَسْرُورا بِالْكَذِبِ وَهَذَا نقص شَدِيد، وَأما ذمّ النَّاس إِيَّاه فَإِن كَانَ بِحَق فَبَلغهُ فَرُبمَا كَانَ ذَلِك سَببا إِلَى تجنبه مَا يعاب عَلَيْهِ وَهَذَا حَظّ عَظِيم لَا يزهد فِيهِ إِلَّا نَاقص وَإِن كَانَ بباطل وبلغه فَصَبر اكْتسب فضلا زَائِدا بالحلم وَالصَّبْر وَكَانَ مَعَ ذَلِك غانما لِأَنَّهُ يَأْخُذ حَسَنَات من ذمه بِالْبَاطِلِ فيحظى بهَا فِي دَار الْجَزَاء .. وَهَذَا حَظّ عَظِيم لَا يزهد فِيهِ إِلَّا مَجْنُون).
يشير - رحمه الله - إلى قاعدة عظيمة في التعامل مع الناس في تجاهل كلامهم وعدم الاكتراث بانتقادهم فرضاهم غاية لن تدرك، ثم إنه متى ما روض المرء نفسه على حقيقة عدم رضا الناس عنه فهو قد قطع شوطًا كبيرًا في فهم سر من أسرار الحياة، فلو قُدّر أنه لم يكن معتادًا وأصبح يبحث عما يرضي شغف إعجابه بنفسه فسوف يتوالى في السقوط والبحث عن المعجبين الذين يصورونه أنه الطاهر المطهّر ويغفل عن حاله وحقيقة نفسه وإهماله لإصلاح عيوبها، فإن المتأمل لما تبثه الشبكة الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي يجد هذا الداء منتشرًا بين المشاهير على وجه الخصوص، فأصبح المشهور يقوم بما يرضي جمهوره لا بما يرضي ضميره ودينه وانجراف كثير منهم باتجاه المجاهرة بالمحرمات ليحظى بإعجابٍ متابعيه يلهث في إرضائهم على حساب دينه وأخلاقه.
فالعاقل لا يلتفت لمدح وثناء الناس وهو مبصرٌ بحقيقة نفسه، يحارب أن يستوطن العجب في نفسه، ويتجنب أن تستقر فيها حقيقة تصله من المادحين والمعجبين ليست موجودة!.
لذا متى ما تأقلم المرء مع حال الناس وعدم استقامتهم له ورضاهم عنه تبدل حاله فإن رضي وصبر على فرية وظلم لحقه لقي من ذلك أجرًا يوم القيامة، وإن لحقه منهم حقيقة في حاله ونفسه بادر لإصلاحها وهذا فضل عظيم، وقد نقل عن الشافعي قوله: (رضى الناس لا مطلوب ولا مقدور، ورضى الله مرغوب ومقدور).
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما
وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُ
فَإِن كانَ مِقدامًا يَقولونَ: أَهوَج
وَإِن كانَ مِفضالًا يَقولونَ: مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتًا يَقولونَ: أَبكَم
وَإِن كانَ مِنطيقًا يَقولونَ: مِهذَرُ
وَإِن كانَ صَوّامًا وَبِاللَيلِ قائِمًا
يَقولونَ: زَرّافٌ يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَنا
وَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ