تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حزميات في إصلاح النفس (3)


Şøķåŕą
07-13-2021, 01:49 PM
حزميات في إصلاح النفس (3)

يقول الإمام ابن حزم - يرحمه الله -: "تطلبت غرضًا يستوي الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه فلم أجده إلا واحدًا وهو طرد الهم، فلما تدبرت علمت أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط ولا في طلبه فقط ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم ومطالبهم ومراداتهم لا يتحركون حركة أصلا إلا فيما يرجون به طرد الهم ولا ينطقون بكلمة أصلًا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم فمن مخطئ وجهة سبيله ومن مقارب للخطأ ومن مصيب وهو الأقل، فطرد الهم مذهب قد اتفقت الأمم كلها منذ خلق الله تعالى العالم إلى أن يتناهى عالم الابتداء ويعاقبه عالم الحساب على أن لا يعتمدوا بسعيهم شيئًا سواه". ا.ه.

لذا من جميل هذه الشريعة الغراء وهذا الدين العظيم أن جاء معالجًا لهذا الداء، إنك كمتأمل ترى هذه النفس البشرية يعتريها ما يعتريها من الدواخل والشواغل ومنغصات الأمور لن تجدها على حال مستقرة فهي تلاحق كبد العيش وملاحقة رزقها مقصرة في حق خالقها لابد أن تحتاج لعلاج يسري في كوامن الصدر ليزيح عناء وثقل هذه الهموم التي جاءت كاسرة مقوضة للنفس الضعيفة، وخير الدواء لا شك ما جاء من لدن خبير حكيم، فما تعانيه البشرية اليوم من زيادة حالات القلق، والانتحار الذي يعدّ الهم والحزن أهم أسبابه ما كان ليحدث إلا أن البشرية فقدت بوصلة العلاج الحقيقي، فلن يقضى على الهم بجلسات اليوغا، ولا دروس استجلاب الطاقة، أو وصفات الصينيين أو تجارب الإغريقيين، أو الدعوة لرشفة فنجال قهوة، لن تكون سلاحًا فاعلًا للقضاء على أزمة البشرية مع الهم والقلق، لأن أزمة الإنسان في هذا الزمان هي أزمة روحية ما يعطى له من مغريات وملهيات وبقدر ما تستجلب له الدنيا بأجمعها لن تعطيه بغيته في أن يكون مطمئن البال قرير العين، ومن باب أولى لن يجدها من انغمس في بؤسه وفقره وقلة حيلته وتزايدت ديونه وكبده في تحصيل قوته، فلن تجد له حضارة اليوم دواء لما تعاني الروح من جيشٍ جرار وموجٍ متلاطم يفكر في المستقبل والمصير، يبحث عن استقرار يريد أن يسابق زمنه ليحظى بحياة خطاها متسارع متلاحق وتحيط به هموم المستقبل وتقوض مسيره!.

لذا خير البشر عليه الصلاة والسلام لم يستعذ من الهم إلا وما له من الأثر السيء الذي يعطل النفس البشرية عن المسير، ويوقفها عن العطاء كيف لا وقد وقع عيانًا أمام حضرته عليه الصلاة والسلام وفي زمنه إذ خرج بأبي هو وأمي فيجد رجلًا من الأنصار في المسجد في غير وقت الفريضة، وجده عليه الصلاة والسلام قد أوقفته الهموم والغموم عن المسير وقيضته عن العطاء كأنه سجينٌ لهمه وغمه يعلن استسلامه لضغوط الحياة التي تعصف به، فيسأله عليه الصلاة والسلام: "يا أبا أمامة مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ فيجيب رضي الله عنه بقوله: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فيقول صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك، وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: ففعلت ذلك فأذهب الله همي، وقضى عني ديني".

ما أجمل هذه الوصفة وما أحن هذه الالتفاتة، لم يلمه صلى الله عليه وسلم ويعاتبه عن سبب هذه الديون أو شرعَ صلى الله عليه وسلم في البحث عن علاج مادي والبحث عن طريقة سداد، بل إنّ أبا أمامة بحاجة لوصفة روحية توقظه وتكشف كربه، وتربطه بربه وتشعره بمعيته وأنسه وعونه، فهذا المعنى هو العلاج الناجح فعندما يلازم الإنسان هذا الدعاء وغيره ينقلب من شعور القلق والخوف إلى الشعور بالأمن وتجعل همه همًا واحدًا وهو رضا الله وثوابه الذي يذلل الصعاب، ويجعل لكل ضيق مخرجًا، وهذه المعاني حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على أن تكون منهج حياة يومي من خلال الأدعية الكثيرة التي تجعل المسلم يخرج من حوله وقوته إلى حول العزيز الحكيم، وحريّ أن نحافظ عليها وأن نستعين بها في أمر ديننا ودنيانا ولك أن تجد ذلك في حديث أنس بن مالك رضى الله عنه حين قال: كنت أخدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال"، هذا خير البشر يكرر هذا الدعاء في يومه ويستعيذ بمولاه من الهم والحزن !!
هون عليك فكلُّ الأمرِ ينقطعُ
وخلِّ عنك ضبابَ الهمِّ يندفعُ
فكلُّ همٍّ له من بعدِه فرجٌ
وكلُّ كربٍ إذا ما ضاق يتَّسعُ
إنَّ البلاءَ وإن طال الزمانُ به
الموتُ يقطعه أو سوف ينقطِعُ

بنت الشام
07-13-2021, 01:55 PM
جزاك الله خير وجعله بموازين.. حسنااتك..}
لا عدمناا حضوورك
لروحك احترامي وتقديري

نور القمر
07-13-2021, 02:17 PM
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح
دام لنا ابداعك بأرقى حالاته
بأنتظار عطائك القادم

محمد المقاول
07-13-2021, 02:55 PM
جزاك الله خيرا
على مجهودك الكبير
تحياتي اليك

جوهره
07-13-2021, 04:46 PM
جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

رحيل
07-13-2021, 09:26 PM
أثابك الله الأجر ..
وَ أسعد قلبك في الدنيا والأخرة
دمتِ بحفظ الرحمن

فرآشه ملآئكيه
07-14-2021, 05:54 AM
يعطيگ العافيہ يارب
, ع الموضوع
دمتِ ودام ابداعگ

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:52 AM
محمد المقاول
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:52 AM
اميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:52 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:53 AM
جوهره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:53 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:53 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

عبد الحليم
07-14-2021, 09:51 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

الدكتور على حسن
07-14-2021, 06:42 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/for_you_by_kmygraphic-d9sjvhq.gif

Şøķåŕą
07-15-2021, 08:11 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-15-2021, 08:12 AM
الدكتور على حسن
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

أبو علياء
07-15-2021, 02:17 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
07-16-2021, 06:14 AM
ابو علياء
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

خالد الشاعر
07-17-2021, 07:27 PM
الله يجزاكِى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم

Şøķåŕą
07-18-2021, 08:55 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
08-01-2021, 05:15 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

Şøķåŕą
08-22-2021, 08:11 AM
روحي تحبك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

♡ Šąɱąя ♡
01-15-2022, 01:26 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
03-26-2022, 12:57 PM
سمر
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:29 PM
شكرا لك على المرور العذب 1

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:30 PM
شكرا لك على المرور العذب 2

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:30 PM
شكرا لك على المرور العذب 3

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:30 PM
شكرا لك على المرور العذب 4

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:30 PM
شكرا لك على المرور العذب 5

Şøķåŕą
04-28-2025, 03:30 PM
شكرا لك على المرور العذب 6