المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قبسات مع سورة النساء


نسر الشام
03-09-2018, 01:54 AM
سورة (النساء) من طوال السورة، وترتيبها الرابع في المصحف العثماني، وآياتها ست وسبعون ومائة آية، وهي سورة مدينة بالإجماع؛ دلَّ على ذلك ما رواه البخاري عن عائشةأم المؤمنين رضي عنها، قالت: (وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده)، ولا خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بعائشة في المدينة.

اسم السورة وسبب التسمية

لم يذكر المفسرون لهذه السورة غير الاسم الذي اشتهرت به، وهو سورة (النساء)؛ وذكروا أنها سميت بذلك؛ بسبب أن مدار آياتها حول النساء. وقد قال بعض أهل العلم: "وسميت سورة النساء; لأنها افتتحت بذكر النساء، وبعض الأحكام المتعلقة بهن". وقد ذكر الفيرزرآبادي في كتابه "بصائر ذوى التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، أن سورة (النساء) تسمى سورة (النساء الكبرى)، وسورة الطلاق تسمى سورة (النساء الصغرى).

فضائل السورة

وردت بعض الأحاديث والآثار التي تبين فضل هذه السورة، من ذلك:

ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي)، قلت يا رسول الله: آقرأ عليك، وعليك أُنزل؟ قال: (نعم)، فقرأت سورة النساء، حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء:41)، قال: (حسبك الآن) فالتفتُ إليه، فإذا عيناه تذرفان.

وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها، وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} (النساء:31)، وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما} (النساء:40)، وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (النساء:48)، {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} (النساء:64)، وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما} (النساء:110). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

وروى القاسم بن سلام في كتابه (فضائل القرآن) عن سعيد بن جبير، قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة، كان أو كُتب من القانتين).

وروى الدارمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبِّرة). ومعنى: محبِّرة: مزيِّنة.

مقاصد السورة

سورة النساء من أطول سور القرآن الكريم، وقد تضمنت جملة من المقاصد القرآنية، نذكر أبرز هذه من المقاصد التي تضمنتها على النحو التالي:

أولاً: المقصد الرئيس الذي أبرزته هذه السورة مقصد توحيد الله وحده؛ وذلك بإفراده سبحانه بالربويبة والعبودية. وهذا المقصد هو القاعدة الأولية التي يقوم عليها المجتمع المسلم -قاعدة التوحيد الخالص- التي تنبثق منها حياته؛ وينبثق منها منهج هذه الحياة، في كل جانب، وفي كل اتجاه. كما أكدت أيضاً على تقوى الله التي هي أسُّ قبول الأعمال.

ثانياً: من المقاصد الرئيسة التي أولت السورة العناية بها مقصد بناء الأسرة، التي هي أساس المجتمع السليم والقوي، وذلك بتنظيم حياة المجتمع المسلم، بتطهير هذا المجتمع من الفاحشة، وعزل العناصر الفاسدة والمفسدة فيه، مع فتح باب التوبة لمن شاء من هذه العناصر أن يتوب، ويتطهر، ويرجع إلى المجتمع نظيفاً عفيفاً، حتى تقوم الأسرة على أساس سليم ركين، ومن ثم يقوم المجتمع -وقاعدته الأسرة- على أرض صلبة، وفي جو نظيف عفيف.

ثالثاً: مقصد بناء الدولة الإسلامية على أسس متينة، قِوامها أداء الأمانات إلى أهلها، والعدل في الحكم بين الناس، والتحاكم إلى شرع الله في شؤون الحياة كافة، وتنظيم العلاقات الدولية. وقد تجلى ذلك في العديد من الآيات في هذه السورة، كقوله سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} (النساء:65).

رابعاً: مقصد التحذير من الفئات التي تؤدي إلى زعزعة كيان المجتمع الإسلامي؛ كالمنافقين ونحوهم ممن ينخرون كالسوس في جسد المجتمع المسلم بقصد تقويض أركانه، وزعزعة بنيانه.

خامساً: مقصد تحذير المؤمنين من التساهل في حقوق الأرحام، واليتامى من النساء والرجال، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، والقيام بين الناس بالقسط.

سادساً: مقصد بيان أن أحكام الشرع ليس القصد منها إدخال المشقة والعنت على المسلمين، بل الغرض دلالتهم إلى الطريق الأرشد، والنهج الأصوب، والتخفيف عنهم من الأحكام الشاقة التي حُمِّلها الأمم من قبلهم.

سابعاً: أبرزت السورة الكريمة أهمية مقصد الجهاد في سبيل الله؛ دفاعاً عن مقومات هذا الدين من جانب، وتبليغه للناس كافة من جانب آخر. وذمت كل من يتقاعس عن أداء هذا الواجب، ما دام قادراً على القيام بأعبائه، ومالكاً لمستلزماته.

ثامناً: قصدت السورة إلى تصحيح العقيدة في الله للبشر أجمعين؛ وإنقاذها من كل انحراف، وكل اختلال، وكل غلو، وكل تفريط؛ وذلك ببيان حقيقة المسيح عيسى بن مريم، وأنه عبد الله ورسوله، وإقامة الحجة على النصارى، وإبطال عقيدة التثليث، وإثبات الوحدانية لله سبحانه، وبيان أن محمداً رسوله تعالى، وكتابه نور، ودعوة الناس كافة إلى الاهتداء بهما، ووعد من اعتصم بهذا الكتاب بالرحمة والفضل الإلهيين، وهداية الصراط المستقيم الذي يصل سالكه إلى سعادة الدارين.

تاسعاً: مقصد بيان أن أمر النجاة في الآخرة منوط بالإيمان والعمل، لا بالأماني والانتساب إلى دين شريف ونبي مرسل، أرشد لهذا المقصد قوله سبحانه: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} (النساء:123).

عاشراً: مقصد إقامة الحجة على صحة نبوة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، بكون وحيه إليه كوحيه إلى من قَبله منهم، وكونه بُعِثَ إلى الناس كافة، ودعوة الناس كافة إلى الإيمان به.

وعلى الجملة، فقد تضمنت هذه السورة الكريمة -وهي ثاني سور القرآن من حيث الطول-جملة من المقاصد التي تتعلق بتقرير عقيدة التوحيد، وعقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وبرسالة خاتم الأنبياء والمرسلين، وحقيقة عيسى عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله، إضافة إلى بيان مقاصد أخرى تتعلق بالجانب الأسري، والجانب الاجتماعي، وجانب السلطة السياسية، وجانب العلاقات الدولية، وغير ذلك من المقاصد التي حفلت بها هذه السورة الكريمة.

غـُـلايےّ
03-09-2018, 05:35 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

أبو علياء
05-12-2018, 10:39 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
على الموضوع الرائع والمميز
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

تمرد
05-13-2018, 06:24 PM
طآب لي المكوث بين أرجآئك ..
أنتظر شغف أبدآعك العميق ..
يعطيك ألف مليون عآفيه ..
أكليل من الورد لـ روحك ..
وفيض من الود لـ طهر قلبك ..
آرق آلتحآيآ ..

я α н ı ғ
05-14-2018, 07:05 PM
جزاك الله خير الجزاء واحسن اليك
وُجَعَلَ كل ايامك نُوراً وَسُروراً
وجبآلاُ مِنِ آلحسناتْ تعانقُهآ بحوراً..
جعلَها لله في مُوآزين حسناتك
وشاهد لك لاعليك
شكري وتقديري

فيّ
08-11-2018, 05:10 PM
جزاك الله خير:241:

شيخة رواية
12-12-2018, 02:38 PM
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..

دره العشق
06-23-2019, 05:42 AM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر..

Şøķåŕą
08-28-2023, 11:38 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

بنت العز
04-09-2024, 02:19 PM
جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
04-16-2024, 02:49 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

نور القمر
07-06-2024, 03:08 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار .
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري

البرنس مديح آل قطب
08-15-2024, 02:53 PM
https://www.raed.net/img?id=389576
https://b.top4top.io/p_1753v4eku8.gif

https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855477604481.gif



http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif





جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم :620:
‏ماشاء الله طرح جميل بحق راق لي كثيراُ :246:
ننتظر كل جديدكم القادم :kf1:
يعطيكم العافية وسلمت يداكم :52:
وسلم لنا ذوقكم الراقي :f17:
كل الشكر والتقدير لكم :x41:
لكم منا :31:
باقات جاسمين ض2
يسلموااااااااااااااااااا:kl8:





https://www.raed.net/img?id=405932
http://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/a_by_vafiehya-d8frfv7.gif
القيصرالعاشق http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u10.gif
البـــــ http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gifمديح آل قطبhttp://www.r-eshq.com/vb/images/icons/q68.gif ـــــــرنس:238:

http://www.raaw9.com/up2/uploads/171527216737142.png

رحيل
09-05-2024, 07:32 PM
بارك الله فيكم .. ونفع بكم
واثابكم الله الفردوس الأعلى من الجنه..
على هذا المجهود الرائــع..
ربي يعطيكم الف عافيه

Şøķåŕą
09-21-2024, 02:19 PM
طرح رآقي وأنتقـــاء مميـــز
سلمت الأيادي عالطرح
دمت بود