تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث أبي هريرة: "من يضيف هذا الليلة؟"


Şøķåŕą
07-12-2021, 01:07 PM
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود، فأرسَل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعَثَك بالحق ما عندي إلا ماءٌ، ثم أرسَل إلى أخرى، فقالت مثلَ ذلك، حتى قلن كلُّهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا ماءٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من يُضيف هذا الليلة؟))، فقال رجلٌ من الأنصارِ: أنا يا رسول الله، فانطلَق به إلى رَحْلِهِ، فقال لامرأته: أكرِمي ضيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي رواية قال لامرأته: هل عندك شيء؟ فقالت: لا، إلا قوتُ صبياني، قال: علِّليهم بشيءٍ، وإذا أرادوا العَشاء فنوِّميهم، وإذا دخل ضيفُنا، فأطفِئي السراج، وأَريهِ أنَّا نأكُل، فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويينِ، فلما أصبح، غدا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عَجِبَ الله من صنيعكما بضيفكما الليلة))؛ متفق عليه.


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى في باب الإيثار على النفس هذا الحديثَ العظيم العجيب، الذي يبيِّن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاِبه، حيث جاءه رجل فقال: ((يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني مجهود))؛ يعني مجهد من الفقر والجوع، وهو ضيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى زوجاته واحدةً تلو الأخرى يَسألها: هل عندها شيء؟ فكانت كلُّ واحدة تقول: ((لا والذي بعَثَك بالحق، ما عندي إلا الماء)).

تسعة أبيات للرسول عليه الصلاة والسلام ليس فيها إلا الماء، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لو شاء أن يُسيِّرَ الله الجبال معه ذهبًا لسارتْ، لكنه عليه الصلاة والسلام كان أزهد الناس في الدنيا، كلُّ بيوته التسعة ليس فيها شيء إلا الماء.

فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ((مَن يُضيف هذا الليلة؟))؛ يعني هذا الضيف، فقال رجلٌ من الأنصار: "أنا يا رسول"، أنا أضيفه، ((فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا، إلا قوتُ صبياني"، يعني ليس عندها في البيت إلا العَشاء لهم تلك الليلة فقط، فقال: "أكرمي ضيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وأمرها أن تَشغل أولادَها وتُلهيهم.

حتى إذا جاء وقت الطعام نوَّمتْهم، وأطفأت المصباح، وأرت الضيفَ أنهم يأكلون معه ففعلتْ، هدَّأَتِ الصِّبيان وعلَّلتهم ونوَّمتْهم، فناموا على غير عشاء، ثم إن العَشاء لما قدم، أطفأت المصباحَ وأرت الضيف أنها تأكل هي وزوجها معه، وهما لا يأكلان، فشَبِع الضيف وباتا طاويينِ، يعني غير متعشيين؛ إكرامًا لضيف الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم إنه أصبح فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره الرسول عليه الصلاة والسلام أن الله قد عَجِبَ من صنيعهما تلك الليلة، والعجَبُ هنا عجَبُ استحسان، استحسَنَ عز وجل صنيعَهما من تلك الليلة لما يشتمل عليه من الفوائد العظيمة.

ففي هذا الحديث من الفوائد ما يلي:
أولًا: بيان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو عليه من شظف العيش وقلة ذات اليد، مع أنه عليه الصلاة والسلام أكرَمُ الخلق على الله، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله شيئًا، لكان أبر الناس بها وأحقَّهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها لا تساوي شيئًا.

قال ابن القيم رحمه الله:
لو ساوَتِ الدنيا جَناحَ بعوضةٍhttps://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
لم يَسقِ منها الربُّ ذا الكُفرانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif

لكنها واللهِ أحقَرُ عنده https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
مِن ذا الجناحِ القاصر الطيَرانِ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



أحقرُ مِن جَناح البعوضة عند الله؛ فليست بشيء.

ومنها: حسن أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هذا الأنصاريَّ رضي الله عنه قال لزوجته: "أكرِمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ولم يقل: أكرِمي ضيفَنا، مع أن الذي أضافه في الحقيقة هو هذا الرجل، لكنه أضافه نيابة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، فجعله ضيفًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أنه يجوز عَرضُ الضيافة على الناس، ولا يُعَدُّ هذا من المسألة المذمومة؛ أولًا لأنه لم يعيِّن، فلم يقل: يا فلان، ضيِّف هذا الرجل، حتى نقول: إنه أحرَجَه، وإنما هو على سبيل العموم، فيجوز للإنسان مثلًا إذا نزل به ضيف وكان مشغولًا، أو ليس عنده ما يضيفه به، أن يقول لمن حوله: من يضيِّف هذا الرجل؟ ولا حرج في ذلك.

ومنها: الإيثار العظيم من هذا الرجل الأنصاريِّ، حيث بات هو وزوجتُه وصِبْيتُه من غير عَشاء؛ إكرامًا لهذا الضيف الذي نزل ضيفًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومنها: أنه ينبغي للإنسان ألا يُري ضيفه أنه مانٌّ عليه، أو أن الضيف مضيق عليه، ومحرِج له؛ لأن الرجل أمَر بإطفاء المصباح حتى لا يظنَّ الضيف أنه ضيق عليهم وحرَمَهم العَشاء، وهذا مأخوذ من أدب الخليل إبراهيم عليه السلام حين نزلت به الملائكة ضيوفًا ﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾ [الذاريات: 26] حينئذٍ، لكنه راغَ إلى أهله؛ أي: ذهب بسرعة وخفية؛ لئلا يخجل الضيف.

ومنها: أنه يجوز للإنسان أن يؤثِر الضيف ونحوه على عائلته، وهذا في الأحوال النادرة العارضة، وإلا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ابدأ بنفسك فتصدَّق عليها، فإنْ فضَل شيء فلأهلِك))، ولكن إذا عرَضتْ مثل هذه الأحوال؛ فلا حرج على الإنسان أن يقدِّم الضيف أو نحوه ممن يجب عليه إكرامه.

ومن تأمل سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهَدْيَه وهدي أصحابه، وجد فيها من مكارم الأخلاق ومعالي الآداب، ما لو سار الناس عليه لنالوا بذلك رفعة الدنيا والآخرة.

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.

محمد المقاول
07-12-2021, 01:44 PM
جزاك الله خيرا
على مجهودك الكبير
تحياتي اليك

sally
07-12-2021, 02:50 PM
جلب راقي وانتقاء مميز بوركت جهودك المثمرة ولا حرمنا عطائك ودي ..

بنت الشام
07-12-2021, 03:03 PM
بــــارك الله فيــك وفي طرحك القيم
ألف شكر لك على مجهــودك
الله يعطيــك العافيـــة
أجمل التحايا

رُّوحي بروحهُ
07-12-2021, 04:50 PM
-



جزاك الله كل خير ..

نور القمر
07-12-2021, 05:32 PM
الله يعطيك العآفيـه ,
وسلمت يدآك على النقـل ,
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء ,
لقلبك السعآده والفـرح ..

ملكة المنتدى
07-12-2021, 08:04 PM
جزاك الله خير

أبو علياء
07-12-2021, 08:48 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

فرآشه ملآئكيه
07-13-2021, 12:08 AM
يعطيگ العافيہ يارب
, ع الموضوع
دمتِ ودام ابداعگ

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:57 AM
اميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:57 AM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:57 AM
سالي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:58 AM
محمد المقاول
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:58 AM
ملكه المنتدى
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:58 AM
ابو علياء
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:58 AM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-13-2021, 08:58 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

عبد الحليم
07-13-2021, 10:40 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

Şøķåŕą
07-14-2021, 08:57 AM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

الدكتور على حسن
07-14-2021, 06:47 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/for_you_by_kmygraphic-d9sjvhq.gif

Şøķåŕą
07-15-2021, 08:18 AM
الدكتور على حسن
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

خالد الشاعر
07-17-2021, 07:41 PM
الله يجزاكِى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم

Şøķåŕą
07-18-2021, 09:01 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
08-02-2021, 08:23 PM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

Şøķåŕą
08-03-2021, 11:57 AM
روحي تحبك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:38 PM
شكرا لك على المرور العذب:s_17:

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:38 PM
شكرا لك على المرور العذب:ff7:

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:38 PM
شكرا لك على المرور العذب:sod1:

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:38 PM
شكرا لك على المرور العذب:h103:

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:39 PM
شكرا لك على المرور العذب:s_6:

Şøķåŕą
04-23-2025, 07:39 PM
:sod1: