بنت الشام
07-04-2021, 08:35 PM
يعاني ما يقرب من عشرين في المئة من السكان كبار السن من الاكتئاب (على مختلف المستويات). تؤثر الأزمات الحادة على المستوى العقلي والجسدي والاجتماعي التي يتميز بها سن الشيخوخة المتقدمة على العديد من أفراد هذه الفئة السكانية، وهم لا يعرفون دائما كيفية التحدث عنها أو معالجتها. في حال لاحظتم أن والديكم غارقين في حزن مستمر، فبإمكانكم الاستنتاج أنهما يعانيان من الاكتئاب في سن الشيخوخة.
ما هي الأسباب التي تُميّز الاكتئاب في سن الشيخوخة؟
تختلف أسباب ظهور الاكتئاب في سن الشيخوخة لدى كل شخص ويمكن أن تنشأ من تغيير في نمط حياة المسنين في مختلف الأبعاد:
العزلة – يعيش الكثير من كبار السن لوحدهم أو بعيداً عن أسرهم. وعلى مر السنين، تقل أيضاً القدرة على الذهاب لحضور المناسبات العائلية وليس من المريح للوالدين دائما أن يطلبا من أبنائهما توصيلهما وذلك لإحساسهما بأنهما يضعان عبءً أو يثقلان عليهم. يؤدي هذا الوضع إلى الشعور بالانفصال عن العائلة والشعور بعدم الانتماء.
وفاة الزوج أو الزوجة أو الأصدقاء – يتعامل الوالدان في سن الشيخوخة مع مسألة الموت بشكل أكثر واقعية. فقد يظهر الاكتئاب بعد وفاة الزوج/ الزوجة أو بعد وفاة الأصدقاء المقربين. وبالإضافة إلى الحزن الناتج عن وفاة المقربين لهم، فقد ينشأ لدى الوالدين أيضاً الخوف من وفاتهم.
المشاكل الصحية – تؤدي الأمراض المختلفة وحاجة الوالدين لمقدمي رعاية ليعتنوا بهما إلى امتناع الوالدين عن القيام بالأنشطة بشكل مستقل مما يجعلهما يعتمدان على الآخرين. كما قد تؤدي التغيرات في التوازن الهرموني أو نقص فيتامين b12 إلى الشعور بالاكتئاب، وقد يظهر الاكتئاب أحياناً كأثر جانبي لأحد الأدوية التي يتناولها الوالدان.
فقدان الأمل والسبب للعيش وفقدان الوضع الاجتماعي والنشاط وتقدير من كانوا ولم يعودوا موجودين – يشعر الكثير من كبار السن أنهم ليس لديهم غاية يحتاجون إلى الاستمرار في العيش من أجلها ويشعرون أن الآخرين هم في غنى عنهم.
ما هي العلامات التي يمكن من خلالها التعرّف على وجود الاكتئاب لدى كبار السن؟
لتشخيص الاكتئاب لدى كبار السن يجب أن نولي اهتماما لعدة ظواهر أو أنماط سلوك متكررة على مدى فترة طويلة تزيد عن شهر. من بين تلك علامات الحزن أو التعب أو عدم الانخراط في الهوايات المفضلة لديهما أو الرغبة في الانعزال أو اضطرابات النوم أو التفكير في الموت أو فقدان الوزن أو شرب الكحول. لن يكون بإمكان الأبناء الدراية بوجود بعض من هذه العلامات إلا إذا تحدث الوالدان عنها، وهو ما لا يحدث في كثير من الأحيان. فقد ترعرع والدانا في جيل لم يعتادا فيه على “الفضفضة”. وبدلا من الحديث، سيحاول الوالدان أن يظهرا لنا أن كل شيء “على ما يرام”. ولذلك، يتعين على الأبناء خاصة بعد فترات الأزمات أن يحرصوا على زيارتهما والانتباه إلى وجود تغييرات مستمرة في سلوكهما.
كيف يمكن مساعدة شخص كبير السن يعاني من الاكتئاب؟
في حال لاحظ الأبناء أن والديهم يعانيان من الاكتئاب، فيتعين عليهم تقديم المساعدة لهما. ويمكن تقديم المساعدة بطرق مختلفة، وأولها إجراء محادثة صادقة ومفتوحة مع الوالدين حول وضعهما ومشاعرهما ومخاوفهما.
فيجب محاولة التعاطف معهما وعدم الحكم عليهما، والأهم هو معرفة كيفية تقديم المساعدة الأفضل لهما. ففي بعض الأحيان، أبسط الحلول على وجه التحديد هي الأفضل، وفيما يلي بعض الاقتراحات:
إخراج الوالدين من المنزل – يُنصح باصطحاب الوالدين إلى الوجبات العائلية ومساعدتهما على الشعور بأنهما جزء من الأسرة. وكما ذكرنا فإن أحد أسباب الاكتئاب هي العزلة، وبالتالي فإن تواجد الوالدين مع أشخاص آخرين يمنعهما من الغرق في الاكتئاب.
تحضير وجبات صحية – يوجد لدى التغذية غير السليمة تأثيراً سلبيا على المزاج ومن شأنها أن تزيد من تفاقم الاكتئاب. فمن شأن الوجبات الصحية ذات الخضراوات والفاكهة والألياف أن تحسّن من الشعور.
تتبع الأدوية – يجب مساعدة الوالدين على تتبع مواعيد تناول الأدوية على النحو الذي حدده الطبيب. ونظراً لأنه توجد لدى كبار السن الذين يعانون من الاكتئاب قابلية لشرب الكحول، فمن المهم الانتباه إلى عدم قيامهما بتناول الأدوية مع المشروب الكحولي.
التوجّه لمقدم رعاية مهني – لمساعدة الوالدين، فإنه من المهم أيضاً النظر في إمكانية الحصول على مساعدة مهنية من قبل أخصائي/مُعالِج مؤهل وموصى به. إذ توجد لدى أخصائيين مهنيين القدرة على تشخيص السبب الرئيسي للاكتئاب والمعرفة في توفير الرعاية المناسبة.
كيف يمكن للشخص كبير السن أن يساعد نفسه في حالة الاكتئاب؟
عندما يكون الوالدين في حالة اكتئاب ولا يرغبان في فعل أي شيء أو رؤية أي شخص، فإن ذلك بالتحديد هو الوقت لإقناعهما بأن يكونا أكثر نشاطا. فيجب محاولة ترتيب أنشطة مختلفة لهما مثل العمل التطوعي في المجتمع المحلي واللقاءات المنتظمة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة ومحاولة تنمية هوايات جديدة. حتى أن الكثير من كبار السن يميلون إلى الذهاب وأخذ دورات في الجامعة من أجل إثراء المعرفة. ويجدر التذكّر بأن جزء من علاج المشكلة يتمثل في اعتراف المريض بها، إذ يجب تذكيرهما بأن نجاح العلاج يعتمد عليهما أيضاً.
ما هي خيارات العلاج المتعارف عليها في حالة اللجوء إلى المساعدة المهنية؟
إذا حال قام الأبناء بالتوجّه للحصول على مساعدة مهنية، فهناك عدة خيارات علاج متعارف عليها. من شأن العلاج النفسي أن يساعد على تشخيص مصدر المشكلة وتقديم حل فعال لها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التوجّه أيضاً للحصول على العلاج النفسي لدى مختص في أمراض الشيخوخة النفسية – وهو طبيب نفسي متخصص في علاج الفئة السكانية كبيرة السن. وبالإضافة إلى هذه العلاجات التي تتم بشكل فردي، فهناك خيار موصى به بنفس القدر والمتمثل في مجموعات الدعم لكبار السن، إذ يمكنهم هناك تبادل مشاكلهم مع أشخاص آخرين يعانون من مشاكل مماثلة. تجدر الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق في جميع الحالات بعملية سريعة وذلك حتى إذا أبدى كبير السن أنه يشعر على ما يرام، إذ يُنصح بمواصلة العلاج.
هناك حاجة في بعض الحالات إلى العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب أيضاً. وعلى الرغم من فعالية الأدوية، إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أنها لا تتسبب في آثار جانبية مختلفة، ولا سيما إذا كان الوالدين يتناولان أدوية أخرى. ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب هو ليس فورياً وأحيانا قد يستغرق وقتا طويلا. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
الاكتئاب في سن الشيخوخة هي ظاهرة يمتنع معظم كبار السن عن التحدث عنها بصراحة. لذا يجب إيلاء الاهتمام إلى العلامات المختلفة ومناقشة المسألة مع الوالدين وتقديم العلاج المناسب لهما بحيث يعيدهما إلى الحياة الطبيعية ويحسّن من نوعية حياتهما.
إشراف دار مسنين ابتسامة لرعاية كبار السن
ما هي الأسباب التي تُميّز الاكتئاب في سن الشيخوخة؟
تختلف أسباب ظهور الاكتئاب في سن الشيخوخة لدى كل شخص ويمكن أن تنشأ من تغيير في نمط حياة المسنين في مختلف الأبعاد:
العزلة – يعيش الكثير من كبار السن لوحدهم أو بعيداً عن أسرهم. وعلى مر السنين، تقل أيضاً القدرة على الذهاب لحضور المناسبات العائلية وليس من المريح للوالدين دائما أن يطلبا من أبنائهما توصيلهما وذلك لإحساسهما بأنهما يضعان عبءً أو يثقلان عليهم. يؤدي هذا الوضع إلى الشعور بالانفصال عن العائلة والشعور بعدم الانتماء.
وفاة الزوج أو الزوجة أو الأصدقاء – يتعامل الوالدان في سن الشيخوخة مع مسألة الموت بشكل أكثر واقعية. فقد يظهر الاكتئاب بعد وفاة الزوج/ الزوجة أو بعد وفاة الأصدقاء المقربين. وبالإضافة إلى الحزن الناتج عن وفاة المقربين لهم، فقد ينشأ لدى الوالدين أيضاً الخوف من وفاتهم.
المشاكل الصحية – تؤدي الأمراض المختلفة وحاجة الوالدين لمقدمي رعاية ليعتنوا بهما إلى امتناع الوالدين عن القيام بالأنشطة بشكل مستقل مما يجعلهما يعتمدان على الآخرين. كما قد تؤدي التغيرات في التوازن الهرموني أو نقص فيتامين b12 إلى الشعور بالاكتئاب، وقد يظهر الاكتئاب أحياناً كأثر جانبي لأحد الأدوية التي يتناولها الوالدان.
فقدان الأمل والسبب للعيش وفقدان الوضع الاجتماعي والنشاط وتقدير من كانوا ولم يعودوا موجودين – يشعر الكثير من كبار السن أنهم ليس لديهم غاية يحتاجون إلى الاستمرار في العيش من أجلها ويشعرون أن الآخرين هم في غنى عنهم.
ما هي العلامات التي يمكن من خلالها التعرّف على وجود الاكتئاب لدى كبار السن؟
لتشخيص الاكتئاب لدى كبار السن يجب أن نولي اهتماما لعدة ظواهر أو أنماط سلوك متكررة على مدى فترة طويلة تزيد عن شهر. من بين تلك علامات الحزن أو التعب أو عدم الانخراط في الهوايات المفضلة لديهما أو الرغبة في الانعزال أو اضطرابات النوم أو التفكير في الموت أو فقدان الوزن أو شرب الكحول. لن يكون بإمكان الأبناء الدراية بوجود بعض من هذه العلامات إلا إذا تحدث الوالدان عنها، وهو ما لا يحدث في كثير من الأحيان. فقد ترعرع والدانا في جيل لم يعتادا فيه على “الفضفضة”. وبدلا من الحديث، سيحاول الوالدان أن يظهرا لنا أن كل شيء “على ما يرام”. ولذلك، يتعين على الأبناء خاصة بعد فترات الأزمات أن يحرصوا على زيارتهما والانتباه إلى وجود تغييرات مستمرة في سلوكهما.
كيف يمكن مساعدة شخص كبير السن يعاني من الاكتئاب؟
في حال لاحظ الأبناء أن والديهم يعانيان من الاكتئاب، فيتعين عليهم تقديم المساعدة لهما. ويمكن تقديم المساعدة بطرق مختلفة، وأولها إجراء محادثة صادقة ومفتوحة مع الوالدين حول وضعهما ومشاعرهما ومخاوفهما.
فيجب محاولة التعاطف معهما وعدم الحكم عليهما، والأهم هو معرفة كيفية تقديم المساعدة الأفضل لهما. ففي بعض الأحيان، أبسط الحلول على وجه التحديد هي الأفضل، وفيما يلي بعض الاقتراحات:
إخراج الوالدين من المنزل – يُنصح باصطحاب الوالدين إلى الوجبات العائلية ومساعدتهما على الشعور بأنهما جزء من الأسرة. وكما ذكرنا فإن أحد أسباب الاكتئاب هي العزلة، وبالتالي فإن تواجد الوالدين مع أشخاص آخرين يمنعهما من الغرق في الاكتئاب.
تحضير وجبات صحية – يوجد لدى التغذية غير السليمة تأثيراً سلبيا على المزاج ومن شأنها أن تزيد من تفاقم الاكتئاب. فمن شأن الوجبات الصحية ذات الخضراوات والفاكهة والألياف أن تحسّن من الشعور.
تتبع الأدوية – يجب مساعدة الوالدين على تتبع مواعيد تناول الأدوية على النحو الذي حدده الطبيب. ونظراً لأنه توجد لدى كبار السن الذين يعانون من الاكتئاب قابلية لشرب الكحول، فمن المهم الانتباه إلى عدم قيامهما بتناول الأدوية مع المشروب الكحولي.
التوجّه لمقدم رعاية مهني – لمساعدة الوالدين، فإنه من المهم أيضاً النظر في إمكانية الحصول على مساعدة مهنية من قبل أخصائي/مُعالِج مؤهل وموصى به. إذ توجد لدى أخصائيين مهنيين القدرة على تشخيص السبب الرئيسي للاكتئاب والمعرفة في توفير الرعاية المناسبة.
كيف يمكن للشخص كبير السن أن يساعد نفسه في حالة الاكتئاب؟
عندما يكون الوالدين في حالة اكتئاب ولا يرغبان في فعل أي شيء أو رؤية أي شخص، فإن ذلك بالتحديد هو الوقت لإقناعهما بأن يكونا أكثر نشاطا. فيجب محاولة ترتيب أنشطة مختلفة لهما مثل العمل التطوعي في المجتمع المحلي واللقاءات المنتظمة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة ومحاولة تنمية هوايات جديدة. حتى أن الكثير من كبار السن يميلون إلى الذهاب وأخذ دورات في الجامعة من أجل إثراء المعرفة. ويجدر التذكّر بأن جزء من علاج المشكلة يتمثل في اعتراف المريض بها، إذ يجب تذكيرهما بأن نجاح العلاج يعتمد عليهما أيضاً.
ما هي خيارات العلاج المتعارف عليها في حالة اللجوء إلى المساعدة المهنية؟
إذا حال قام الأبناء بالتوجّه للحصول على مساعدة مهنية، فهناك عدة خيارات علاج متعارف عليها. من شأن العلاج النفسي أن يساعد على تشخيص مصدر المشكلة وتقديم حل فعال لها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التوجّه أيضاً للحصول على العلاج النفسي لدى مختص في أمراض الشيخوخة النفسية – وهو طبيب نفسي متخصص في علاج الفئة السكانية كبيرة السن. وبالإضافة إلى هذه العلاجات التي تتم بشكل فردي، فهناك خيار موصى به بنفس القدر والمتمثل في مجموعات الدعم لكبار السن، إذ يمكنهم هناك تبادل مشاكلهم مع أشخاص آخرين يعانون من مشاكل مماثلة. تجدر الإشارة إلى أن الأمر لا يتعلق في جميع الحالات بعملية سريعة وذلك حتى إذا أبدى كبير السن أنه يشعر على ما يرام، إذ يُنصح بمواصلة العلاج.
هناك حاجة في بعض الحالات إلى العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب أيضاً. وعلى الرغم من فعالية الأدوية، إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أنها لا تتسبب في آثار جانبية مختلفة، ولا سيما إذا كان الوالدين يتناولان أدوية أخرى. ينبغي الأخذ في الاعتبار أن تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب هو ليس فورياً وأحيانا قد يستغرق وقتا طويلا. كما أن التوقف المفاجئ عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
الاكتئاب في سن الشيخوخة هي ظاهرة يمتنع معظم كبار السن عن التحدث عنها بصراحة. لذا يجب إيلاء الاهتمام إلى العلامات المختلفة ومناقشة المسألة مع الوالدين وتقديم العلاج المناسب لهما بحيث يعيدهما إلى الحياة الطبيعية ويحسّن من نوعية حياتهما.
إشراف دار مسنين ابتسامة لرعاية كبار السن