المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة


Şøķåŕą
07-02-2021, 05:36 PM
شرح باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة


♦ وعن حكيم بن حِزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، إن هذا المال خَضِرٌ حُلوٌ، فمن أخذه بسخاوة نفس بورِك له فيه، ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ لم يبارَك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خيرٌ من اليد السفلى)).

قال حكيم: فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أَرْزَأُ أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارق الدنيا.

فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيمًا ليُعطيَه العطاءَ، فيأبى أن يَقبَل منه شيئًا، ثم إن عمر رضي الله دعاه ليعطيه، فأبى أن يَقبَله، فقال: يا معشر المسلمين، أُشهِدُكم على حكيم أني أَعرِضُ عليه حقَّه الذي قسمه الله له في هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه. فلم يَرزَأْ أحدًا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي. متفق عليه.

(يرزأ): براء ثم زاي ثم همزة؛ أي: لم يأخذ من أحد شيئًا، وأصل الرزء: النقصان؛ أي: لم ينقص أحدًا شيئًا بالأخذ منه. و(إشراف النفس): تطلُّعُها وطمعها بالشيء. و(سخاوة النفس): هي عدم الإشراف إلى الشيء، والطمع فيه، والمبالاة به والشَّرَه.

♦ وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليدُ العليا خيرٌ من السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهرِ غنًى، ومَن يَستعفِفْ يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغنِه الله))؛ متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم أخصر.

♦ وعن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تلحفوا في المسألة؛ فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا، فتخرج له مسألته مني شيئًا وأنا له كاره، فيُبارَك له فيما أعطيتُه))؛ رواه مسلم.

♦ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجههِ مُزْعةُ لحمٍ))؛ متفق عليه.

(المزعة) بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة: القطعة.

قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه؛ أي: سأله مالًا فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه.

وكان من هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وكرمِه وحُسنِ خلُقه أنه لا يردُّ سائلًا سأله شيئًا، فما سئل شيئًا على الإسلام إلا أعطاه عليه الصلاة والسلام.

ثم قال لحكيم: ((إن هذا المال خضر حلو)) خضر يسرُّ الناظرين، حلو يسرُّ الذائقين، فتطلبه النفس وتحرِص عليه.

((فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارَكْ له فيه))، فكيف بمن أخذه بسؤال؟ يكون أبعَدَ وأبعد؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب: ((ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرِفٍ ولا سائل فخُذْه، وما لا فلا تُتْبِعْهُ نفسك))؛ يعني ما جاءك بإشراف نفس وتطلُّع وتشوُّف فلا تأخذه، وما جاءك بسؤال فلا تأخذه.

ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام لحكيم بن حزام: ((اليد العليا خير من اليد السفلى)): اليد العليا هي يد المعطِي، واليد السفلى هي يد الآخِذ، فالمعطي يدُه خير من يد الآخذ؛ لأن المعطيَ فوق الآخذ، فيده هي العليا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

فأقسَمَ حكيم بن حزام رضي الله عنه بالذي بعَثَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالحق ألا يَسأل أحدًا بعده شيئًا، فقال: "يا رسول الله، والذي بعَثَك بالحق لا أرزًا أحدًا بعدك شيئًا حتى أفارِقَ الدنيا".

فتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام، وتولَّى الخلافةَ أبو بكر رضي الله عنه، فكان يعطيه العطاء فلا يَقبَله، ثم توفي أبو بكر، فتولى عمر فدعاه ليعطيه، فأبى، فاستشهد الناسَ عليه عمرُ، فقال: اشهدوا أني أعطيه من بيت مال المسلمين ولكنه لا يقبله، قال ذلك رضي الله عنه؛ لئلا يكون له حُجَّةٌ على عمرَ يوم القيامة بين يدي الله، وليتبرأ من عهدته أمام الناس، ولكن مع ذلك أصرَّ حكيم رضي الله عنه ألا يأخذ منه شيئًا حتى توفي.

وفي اللفظ الآخر الذي ساقه المؤلِّف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((اليد العليا خيرٌ من اليد السفلى، وابدأْ بمن تعول))، فالإنسان يبدأ بمن يعول، يعني بمن يلزمه نفقتُه، فالإنفاق على الأهل أفضلُ من الصدقة على الفقراء؛ لأن الإنفاق على الأهل صدقةٌ وصلة وكفاف وعفاف، فكان ذلك أولى، ابدأ بمن تعول والإنفاق على نفسك أولى من الإنفاق على غيرك، كما جاء في الحديث: ((ابدأ بنفسك فتصدَّق عليها، فإنْ فضَلَ شيء فلأهلِك)).

وذكر المؤلِّف رحمه الله حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال المسألةُ بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعةُ لحم))؛ يعني لا يزال الرجل يسأل الناس - يعني يسأل المال - حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعةُ لحم، نسأل الله العافية.

وهذا وعيد شديدٌ يدلُّ على تحريم كثرة السؤال من الناس؛ ولهذا قال العلماء: لا يحلُّ لأحد أن يسأل شيئًا إلا عند الضرورة، إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يَسأل، أما أن يَسأل للأمور الكماليات لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، ولا يحلُّ له أن يأخذ ولا الزكاة حتى لو أعطيها فلا يأخذ الزكاة من أجل الكماليات التي لا يريد منها إلا أن يسابق الناس ويماريهم، أما الشيء الضروري فلا بأس به. والله أعلم.

sally
07-02-2021, 05:42 PM
روعه موضوع رائع ومميز
عاشت الايادي دوم التالق
تحياتي

أبو علياء
07-02-2021, 05:49 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

بنت الشام
07-02-2021, 07:01 PM
جزااك الله كل خير

وجعله الباري في موازين حسناتك

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
07-03-2021, 12:04 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

رُّوحي بروحهُ
07-03-2021, 01:37 AM
-



جزاك الله كل خير ..

غلا الشمال
07-03-2021, 04:40 AM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك ض2

عبد الحليم
07-03-2021, 08:37 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:18 PM
بنت الشام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:18 PM
ابو علياء
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:18 PM
روحي تحبك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:19 PM
نبض وريدي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:19 PM
سالي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:19 PM
قطر الندي
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-03-2021, 12:20 PM
عبد الحليم
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

خالد الشاعر
07-03-2021, 01:47 PM
الله يجزاكِى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الأوفر بميزان حسناتكِ
ننتظر جديدكِ القادم

Şøķåŕą
07-03-2021, 02:48 PM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

الدكتور على حسن
07-03-2021, 07:39 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
https://www.3b8-y.com/vb/images/smilies/for_you_by_kmygraphic-d9sjvhq.gif

خاطري آضمـڪ
07-04-2021, 01:42 AM
جزاك اللهُ خير الجزاء..
جعل يومگ نورا وسرورا
وجبالا من الحسنات تعانقها بُحورا
جعلها آلله في ميزان آعمآلَگ
دام لَنآ عطائك

فرآشه ملآئكيه
07-04-2021, 05:02 AM
سلمت يمناگ على الانتقاء الاكثٌرً من رائع
ولاحرمنا جديدگ
تحياتي

Şøķåŕą
07-04-2021, 08:48 AM
الدكتور علي حسن
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-04-2021, 08:48 AM
خاطري اضمك
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-04-2021, 08:48 AM
فراشه
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

نور القمر
07-04-2021, 04:54 PM
كعادتك
مواضيعك مميزة وجميله
فشكراً لك من القلب
وشكرالموضوعك الاكثر من رائع
دمت بكل خير

رحيل
07-05-2021, 03:50 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
في ميزآن حسناتك ان شاء الله ,,
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
وجَعل مااقدمت في مَيزانْ حسَناتك
وعَمر آلله قلبك بآآآلايمَآآنْ
علىَ طرحَك آالمحمَل بنفحآتٍ إيمآنيهِ
دمت بـِ طآعَة الله

Şøķåŕą
07-05-2021, 05:58 AM
اميره
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-05-2021, 05:58 AM
خالد
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
07-05-2021, 05:58 AM
غرام
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

tarhal
07-06-2021, 03:15 AM
الله يقويك ويعطيك العافية

~:nay2:

Şøķåŕą
07-06-2021, 06:51 AM
ترحال
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود

Şøķåŕą
03-29-2022, 08:42 AM
شكرا على المرور الكريم
عطر أرجاء متصفحي
بارك الله فيك
دمت بود