تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية


رحيل
06-05-2021, 02:10 PM
كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية
إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس












بين يدي الموضوع





هذه المادة في الأصل جزء من حقيبة تدريبية بعنوان (المربي وبناء القيم)، وقد استغرق جمعُها وإعدادها –بفضل الله– سنوات، واستفدت في محتواها من مضمون التغذية الراجعة في برامج تدريبية كثيرة، إذ نُفِّذَ هذا البرنامج في أماكن مختلفة ولفئات متنوعة، وبأساليب عديدة، وكنت أجني بعد كل برنامج فوائدَ جميلة ودررًا مضيئة من متدربين أو متدربات، فينعكس ذلك على مستوى هذه المادة التي جاءت نتاج تلاقح الأفكار، وجلسات الحوار، وورش العمل، مع الاهتمام الشديد بتأصيل ما يُكتَب تأصيلاً شرعياً.


وكنت قد قسمتها إلى قسمين:

الأول: نظرية (المربي وبناء القيم) واحتوى هذا الفصل على التأصيل للموضوع والتمهيد للفصل الآخر، فكان الحديث فيه عن مكونات شخصية الإنسان والتداخل بين مكوناتها، والتأثير المتبادل بين ظاهر الإنسان وباطنه، مستفيداً من أطروحة (الجبل الجليدي)، وتعريف التربية على ضوء ذلك، ثم الحديث عن الواعي وغير الواعي وأثر ذلك في التربية سلباً أو إيجاباً. وقد ختمت الفصل ببعض الضوابط في استخدام السلطة مع المتربي وبعض التنبيهات المهمة.


الثاني: التطبيق العملي لما سبق تنظيره؛ بحثت فيه أهم القيم الغائبة في مجتمعاتنا، ثم تحدثت عن الوسائل العملية لغرس هذه القيم إجمالا، وختمته بذكر ضوابط في غرس القيم.


ولما شرّفني إخواني في موقع (الألوكة) الإلكتروني بالانضمام إلى مجتمعهم المميز، رأيت أن أعيد صياغة هذه الأوراق لتناسب النشر في الموقع، علّ من يطلع عليها من إخواني وأخواتي يزودني بملاحظاته ونقده هنا، أو على بريدي الإلكتروني [email protected]، فالموضوع يحتاج إلى مزيد تأمل ومراجعة، والله من وراء القصد.





مقدمة.. لا بد منها



أزمتنا.. أزمة تربوية:

جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى العرب، وقد كانوا يعيشون ظلاماً دامساً، وجهلاً مطبقاً، وتخلفاً شاملاً كل ميادين الحياة، فلم تكن الأمم تأبه بهم، ولم يكن لهم شوكة يأوون إليها، وصَفَهم المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لـ(يزدجرد) فقال: فما كان أسوأ حالا منا، وأمّا جوعنا فلم يكن يشبه الجوع، كنا نأكل الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ونرى ذلك طعامنا، وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض، ولا نلبس إلا ما غزلنا من أوبار الإبل وأشعار الغنم. ديننا أن يقتل بعضنا بعضا، وأن يبغي بعضنا على بعض، وإن كان أحدنا ليدفن ابنته وهي حية كراهية أن تأكل من طعامه [البداية والنهاية - (ج 7 / ص 49)].

هكذا كان حالهم قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.


وبعد أن نهل العرب من معين النبوة، وتربّوا على منهاجها تغيّرَ حالهم، وانقلبت الموازين، فالأميَّة تحولت إلى مدرسة أضاءت مشارق الأرض ومغاربها في شتى العلوم، والهمجيّة اختفت في سِيَر النبل والكرم والأخلاق السامقة، وانقلب فقرهم غنى، وخوفهم أمناً، وذُلّهم عزاً، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وأضحى العربُ سادةَ الأمم دهراً من الزمن.. حتى إذا اندرس العلم، وضعف أمر الدين في نفوس الناس، غلب على المسلمين الوَهن فكانوا غثاءً كغثاء السيل..

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُم الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا)) قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: ((أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ؛ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ)) قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: ((حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)) [مسند أحمد - (ج 45 / ص 378)].


إن (الغثائية) التي تعيشها الأمة الآن هي تعبير عن أزمةٍ تربويةٍ لمسلمين لم يمتثلوا الإسلام في واقع حياتهم، فأذلّهم الله بعد عزّة، وأبدلَ قوّتهم ضعفاً، وتقدُّمهم تخلُّفاً.. ولن يصلُح حال آخر الأمة إلا بما صلح به أوّلها. ومن هنا نَعلم أن سبيل الخلاص من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والصحية.. التي تعيشها الأمة لا يكون إلا بتربيتها على المنهج الرباني، وعودتها للمعين الصافي، تَعلُّماً وتطبيقاً.. وليس كما تزعم النخبة العصرانية التي قادت الأمة عقوداً من الزمن زاعمةً أنّ في اللهث وراء الغرب واتِّباع آثارهم عزاً وتمكينا، فماذا جنت الأمة من هذا السعي إلا فساداً بعد ضياع، وخوراً بعد ضعف؟. وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ)) [مسند أحمد - (ج 34 / ص 499)].


ملامح المنهج التربوي الإسلامي:

تتنوع المناهج التربوية الأرضية بين الإفراط في المثالية، والإغراق في المادية. والمنهج التربوي الإسلامي وسط بين هذا وذاك، فالإسلام يرسم للمسلمين صورةً تربوية مثالية نظرية (في الوحيين) ويُقَدِّم لهم نماذج تطبيقية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين من بعده، ويُعامل الناس بعد ذلك وقبله على قدر استطاعتهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [صحيح البخاري - (ج 22 / ص 255)]، ولذا يكون الجزاء يوم القيامة بالموازنة بين الحسنات والسيئات، لا بعددها فحسب!..


وبناء على ذلك فواجب المربِّين أن يُذَكِّرُوا الناس بما يجب عليهم فعله، وأن لا يكلِّفوهم فوق طاقتهم.. فيُذكّروهم بذلك الجيل الفريد والمجتمع المثالي الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ..)) [صحيح البخاري - (ج 9 / ص 133)] ويراعوا فيهم واقعَهم المُر وزمنهم الصعب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ)) [سنن الترمذي - (ج 8 / ص 215)] وفي المعجم الكبير للطبراني - (ج 16 / ص 92) ((فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّابِرُ فِيهِن مِثْلُ الْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا)) قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: ((لا بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلا مِنْكُمْ)).


إن المنهج التربوي الإسلامي يراعي في المسلم طبيعته البشرية التي خلقه الله عليها، فالإنسان له طبيعة طينية تجذبه للأرض وشهواتها، وطبيعة روحية تجذبه للسماء وعلوها، وهو مخلوق ضعيف تغلبه شهوته حينا وينتصر عليها حينا آخر، وهو مطالب بضبط دوافعه الفطرية لا بكبتها.. وعلى ضوء هذه المسلّمات نستطيع أن نتعامل مع المتربين برؤية واقعية تُقّدِّر ضعف الإنسان، وترفعُه عن الإخلاد إلى الأرض.


مصطلحات مهمة:

يعيش المجتمع في هذا العصر -الذي سيطرت فيه الثقافة الغربية- خللا في المصطلحات، وهذا الخلل سمة بارزة من سمات المنهج الغربي حتى قال روبنسون: يستطيع الناس أن يوجدوا ماركسيات بقدر عددهم! [الثقافة الإسلامية للزنيدي – محاضرات غير مطبوعة ص29] لذا كان لزاماً علينا أن نقف مع المصطلحات التي سنتطرق إليها في هذا الموضوع ونتفق على تعريف واضح لها دون الدخول في تفاصيل أكاديمية دقيقة لا تحقق الهدف، وسنغض الطرف عن أي خلاف يتعلّق بمفهوم مصطلح يخالف ما أردناه.


التربية والمربّي: نعني بالتربية كلَّ جهد يهدُف إلى الرقي بالإنسان في مراتب الكمال، ولكلّ إنسانٍ كمالٌ يطلبه وينبغي أن يسعى إليه، والمربّي هو مَن يُعنى من الناس بتربية نفسه وتربية غيره.


القِيَم: مصطلح (القيم) لم يكن شائعاً عند أسلافنا، ولا مستخدَماً، وأول من ذكره الفلاسفة اليونان، ثم انتقل للمسلمين وللغرب عن طريقهم.. وحيث إنَّ هذا المصطلح فرضَ نفسه في الساحة التربوية والاجتماعية لم يكن بدٌّ من مخاطبة الناس بما يعرفون، فاستخدمناه هنا بالمفهوم الذي نرتضيه وهو أن القِيَم تعني: المبادئ والمعايير التي تحكم حياة الإنسان، وعامة أفراد المجتمع، والقيم عند المسلمين مستمدة من منهجهم الإسلامي الرباني وهي بهذا ثابتة لا تتغير، أما القيم عند الغرب فهي تابعة لأهوائهم وأهدافهم، ولا تتسم بالثبات، فما رآه المجتمع قيمة فهو كذلك! لذا يعيش المجتمع الغربي الآن أزمة مزدوجة في القيم (معرفةً وتطبيقاً).


ويمكننا أن نصنّف القيم بطرقٍ شتى لعل من أجملها تصنيفها حسب تأثيرها على مكونات شخصية الإنسان، فالقيم على أنواع:

1- قيم الحق: هي المعايير التي تحكم حياة الإنسان الفكرية، وأهمها المعتقدات.

2- قيم الخير: هي المعايير التي تحكم حياة الإنسان السلوكية، مثل الحلم والصدق.

3- قيم الجمال: هي المعايير التي تحكم حياة الإنسان العاطفية، مثل الاستحسان، والجمال.


القناعات: القناعة مبدأ أو رأي أو اتجاه أو ميل يؤثر في حياة الإنسان واستجابته للمؤثرات الخارجية، يأتي غالباً بعد مرور الإنسان بتجارب معينة أو تأملات فكرية مستمرة. والقناعة أقل درجة من القيمة من جهتين: من جهة ثباتها، ومن جهة الاتفاق عليها بين أفراد المجتمع، وكثير من القناعات هي ترجمة عملية للقيم. فإكرام الضيف –مثلاً- قيمة، وطريقة إكرامة قناعة تختلف من رجل لآخر، وكثير من القناعات تتكون تحت تأثير البيئة المحيطة بالإنسان بغض النظر عن جودتها من عدمه.

رحيل
06-05-2021, 02:11 PM
كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية {2}
إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس





شخصية الإنسان بين الظاهر والباطن











الإنسان له ظاهر وباطن، فظاهره السلوك، وباطنه ما يكنه في نفسه من أفكار وقناعات وقيم. والمشاعر هي الحد الفاصل بين الظاهر والباطن، فهي برزخ بينهما؛ بمعنى أن المشاعر بين الظهور والكتمان*..




ويمكن تعريف هذه المكونات كما يلي:



- السلوك: هو ما يظهر من الإنسان ونلاحظه عليه مشاهدةً أو استماعاً أو حساً (كلام، كتابة، نشاط، صمت..).



- المشاعر: هي العواطف والرغبات التي يشعر بها الإنسان.



- الأفكار: هي ثمرة الأعمال العقلية التي تدور في ذهن الإنسان ابتداءً، أو نتيجةً لتعرضه لمثير ما.



- القناعات: هي النتائج التي يصل إليها الإنسان بعد عمليات التفكير المستمرة، أو بعد مروره بالتجارب والخبرات المختلفة، لكنها لا تصل إلى درجة القيم.




• القيم: هي المبادئ والمعايير التي تحكم حياة الإنسان، وعامة أفراد المجتمع.



الإنسان مطالب شرعاً أن يضبط ظاهرَه وباطنَه وَفق شرع الله، وأن يزن كل هذه المكونات السابقة بميزان الشرع قال تعالى: {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120]، أما في تعامل الناس، فالمسلمون يعاملون الناس على ظواهرهم ولا يفتشون نياتهم؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} [النساء: 94]، وعندما قَتَل أسامةُ الرجل الذي تشهد معتقدًا أنه فعل ذلك خوفاً من الموت قال له صلى الله عليه وسلم: ((يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)) قَالَ:قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ. [صحيح البخاري - (ج13/ص164)].




أثر الباطن في صياغة الشخصية الظاهرة:



باطن الإنسان هو المحرك الحقيقي لظاهره، وبناء على ما يُكِنّه الإنسان في باطنه تجاه المثيرات المختلفة تتكون استجابات مناسبة لها بحسب ما يوجد في باطنه من أفكار وخبرات وقناعات وقيم، بمعنى أن الباطن يؤثر في الظاهر من ثلاث جهات:



الأولى: قبوله أو رفضه للمثيرات. (استجابة داخلية).



والثانية: التعبير عن القبول أو الرفض. (استجابة خارجية).



والثالثة: طريقة تعبيره عن القبول أو الرفض. (طريقة الاستجابة الخارجية).




ولذا جاءت نظريات التربية لتعلي من شأن القيم وأثرها في التربية.. والنصوص الشرعية تتضافر لتوضيح هذا المعنى، فمنها التأكيد على غرس العقيدة الصحيحة ثلاث عشرة سنة في مكة لتربية قاعدة النهوض قبل الهجرة، ومنها فضح المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد والطاعة بسبب بواطنهم التي يخفون فيها الكفر.. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) [صحيح البخاري - (ج 1 / ص 90)].




نظرية الجبل الجليدي:



ما سبق ذكره عن مكونات شخصية الإنسان موافق لنظرية الجبل الجليدي iceberg وهي نظرية جيولوجية ثابتة علمياً خلاصتها أن رأس الجبل الجليدي (الظاهر) على سطح البحر لا يمثل إلا 10% من كامل هذا الكيان، في حين يختبئ في (الباطن) تحت سطح البحر 90% منه، وتكون هذه النسبة أساس الثبات لهذا الجبل.




















توظيف النظرية في دراسة شخصية الإنسان:



علماء النفس قاسوا هذه الظاهرة على الإنسان وقالوا: إن الإنسان مثله مثل الجبل الجليدي لا يمثل سلوكه الظاهر إلا 10% فقط من شخصيته، أما المحرك الحقيقي له فهو الباطن.. ومع أننا لا نستطيع الجزم بمثل هذه النسب إلا أننا نرى أن السلوك الظاهر لا يمثل من شخصية الإنسان إلا نسبة قليلة. ويمكن أن نوضح شخصية الإنسان من خلال الشكل التالي:






















وللحديث صلة..





ــــــــــــــــــــــــــــ



* الأصل في المشاعر أنها في باطن الإنسان، لكنها قريبة جداً من الظاهر إلى درجة قدرة الفطِن على معرفتها من أول نظرة.. وفي قصة إسلام سعد بن معاذ وأسيد بن حضير قول سعد: "أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بغير الوجه الذى ذهب به من عندكم" [السيرة النبوية لابن كثير - (ج 2 / ص 183)] والبرزخية سنة كونية جعلها الله حداً فاصلاً بين كل متجاورين مكاناً أو زماناً أو موضوعاً مختلفين في الصفات، وأمثلتها كثيرة: فاليوم الآخر برزخ بين الدنيا والآخرة، ومابعد الغروب وقبل الإشراق برزخ بين الليل والنهار، والوَسَن برزخ بين النوم واليقظة، وحالة غليان السائل برزخ بين السائل والغاز، والمشتبهات برزخ بين الحلال والحرام.. فهذا الحد الفاصل فيه من صفات المتجاورين، وربما كان في بعض حالاته إلى أحدهما أقرب.

رحيل
06-05-2021, 02:11 PM
كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية {3}
إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس






تكلمت في المقال السابق عن شخصية الإنسان، وأنها تتكون من الظاهر والباطن والبرزخ، ثم تكلمت عن أثر الباطن في صياغة شخصية الإنسان، وفي هذا المقال سيتضح التأثير المتبادل بين أجزاء شخصية الإنسان..



تأثير الظاهر في الباطن:
السلوك (الظاهر) يؤثر في الباطن سلبا أو إيجاباً، وإذا تكرر فعل الإنسان لسلوك ما فإن أثر ذلك على الباطن يكون قوياً.. لذا أُمرنا مثلاً بالإكثار من ذكر الله في آيات وأحاديث كثيرة لما لذلك من أثر على الباطن (خشية الله ومحبته ولزوم الطاعة والقوة في مجابهة الشيطان والشر..)، ونهينا عن الإسبال لما له من أثر في الباطن فهو يورث الكبر والخيلاء، ونهينا عن التشبه بالكفار لما للتشبه بهم من أثر في الباطن. قال ابن تيمية في تعليقه على أحاديث النهي عن التشبه بالكفار: (قال حذيفة بن اليمان: من تشبه بقوم فهو منهم؛ وما ذاك إلا لأن المشابهة في بعض الهدي الظاهر يوجب المقاربة ونوعا من المناسبة يفضي إلى المشاركة في خصائصهم التي انفردوا بها عن المسلمين والعرب)[1]. وقال ابن القيم: (ونهى عن التشبه بأهل الكتاب وغيرهم من الكفار في مواضع كثيرة لأن المشابهة الظاهرة ذريعة إلى الموافقة الباطنة، فإنه إذا أشبه الهدي الهدي أشبه القلب القلب)[2].

مفهوم التربية المتكاملة:
التربية من هذا المنطلق هي: تعديلٌ للسلوك، وضبط للمشاعر، وتصحيح للأفكار، وتوجيه للقناعات، وبناء للقيم، وليست تعديلا للسلوك فقط! ولو كان الأمر كذلك لكانت التربية أمرًا سهلا، فبمجرد استخدام المربي للسلطة يستطيع أن يفرض على المتربي سلوكيات محددة وينتهي الأمر. ولهذا نستطيع أن نقول إن قدرتنا على التأثير في مكونات الشخصية تأتي سهولتها بالترتيب نفسه (السلوك، المشاعر، الأفكار، القناعات، القيم) وعلى سبيل المثال نستطيع أن نجعل المتربي يحافظ على الصلاة (وقتاً وأداءً) بالمتابعة والتحفيز ونحو ذلك.. لكننا نحتاج إلى جهود متضافرة ووقت طويل لغرس قيمة (تعظيم الصلاة) في نفسه. ويمكن توضيح ذلك من خلال الشكل التالي:


http://www.r-eshq.com/vb/

شكل (3) : يوضح عملية التربية المتكاملة ودرجة سهولة كل خطوة

مثال على التأثير المتبادل بين الظاهر والباطن:
سأكتفي بقصة واحدة من السيرة النبوية تدل على ما سبق تقريره، والقصة أوردها ابن كثير في البداية والنهاية: (قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد وعفان قالا: حدثنا حماد هو ابن سلمة: أخبرنا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد فقال: ((من يأخذ هذا السيف؟)) فأخذ قوم فجعلوا ينظرون إليه فقال: ((من يأخذه بحقه؟)) فأحجم القوم، فقال أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين. ورواه مسلم عن أبي بكر عن عفان به. قال ابن إسحاق: وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب، وكان له عصابة حمراء يعلم بها عند الحرب يعتصب بها فيعلم أنه سيقاتل، قال: فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك فاعتصب بها ثم جعل يتبختر بين الصفين، قال: فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر: ((إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن))[3].

إن هذا السلوك الذي فعله أبو دجانة (أخذ السيف) لم يصدر منه لولا وجود عددٍ من القيم لديه ومنها: حب الجنة، وحب الشهادة، وبغض الكافرين، والشجاعة، والمبادرة.. ثم إن أخذه للسيف ولّد لديه مشاعرَ، منها: إحساسه بأهمية الوفاء بحقه.. ولا شك أن هذه المشاعر ولّدت عنده مجموعة من الأفكار كان منها: إخراجه العصابة الحمراء!.. ولم يهتد فكره لذلك لو لم تكن له عادة (الاختيال في الحرب)!.. إن الخبرة المشهورة لدى المقاتلين مفادها: أنَّ أبا دجانة إذا أخرج العصابة الحمراء فهذا يعني ساعة الصفر بالنسبة له، مما يحمل المقاتلين على اجتنابه والخوف منه! وهذه أخرى: فلبس العصابة الحمراء (سلوك) يولد شعوراً لدى أبي دجانة بالشجاعة أولاً وبالخيلاء ثانياً، ولهذين الشعورين تأثير في السلوك: قوة القتال والتبختر بين الصفوف.. وفي ساحة المعركة يسمح الإسلام بتجاوز بعض الأمور لما فيها من مصلحة عسكرية وتأثير نفسي على الأعداء كما حدث من أبي دجانة وكبعض ألفاظٍ ينطق بها الصحابة في مثل تلك المواطن وهم لا ينطقون بها في العادة.. لكن الإسلام لا يرضى أن يستمر تكرار هذا السلوك بعد المعركة لأنه إن استمر وتكرر فسيؤثر في الباطن (القيم) ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن).




وللحديث صلة..


ــــــــــــــــــــــــــ
[1] ابن تيمية (1386هـ) الفتاوى الكبرى، تحقيق : حسنين محمد مخلوف، بيروت: دار المعرفة 6/172.
[2] ابن القيم (1395) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، تحقيق : محمد حامد الفقي، بيروت: دار المعرفة 1/364.
[3] ابن كثير، البداية والنهاية، بيروت: مكتبة المعارف 4/15.

رحيل
06-05-2021, 02:11 PM
كيف أغرس في أولادي القيم الإسلامية {4}
إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس









في المقالين السابقين تحدثنا عن مكونات شخصية الإنسان، وفي هذه المقالات سيكون الحديث عن الوعي و(اللاوعي)، وهي مسألة يكثر فيها اللبس، خاصة عند مَن تأثروا بطرح فرويد أو النظريات المستنبطة من أدبياته.












الوعي و(اللاوعي):



الوعي واللاوعي هو تعبير عن حالة الإنسان عند تنفيذ المكونات السابقة: الظاهر (السلوك)، والباطن (القيم والقناعات والأفكار)، والبرزخ (المشاعر).. فالأصل أن الإنسان يمارس السلوك بوعي، كما أنه لا يعي كل القيم والمعتقدات والأفكار التي يُكِنُّها في نفسه، أما المشاعر فهي بين الوعي واللاوعي، وهي جدار فاصل للتبادل الواعي وغير الواعي بين الظاهر والباطن كما سأوضحه لاحقاً..




هذا هو الأصل، ولكن أحياناً يمارس الإنسان السلوك بلا وعي، وهو غير محاسب في الآخرة إذا مارس سلوكاً خاطئاً بغير وعي! كمن يشرب ناسيا في نهار رمضان.. أما في الدنيا فلا يحاسب إلا إذا تعلق سلوكه الخاطئ بحق الآدمي.. كما أنه يعي قيمة ما أو مجموعة من القيم عند تعرضه لمثير يخالفها أو يوقظها.




وعي المشاعر:



حالة وعي المشاعر تعد حاجزَ صد للتبادل غير المقصود بين الظاهر والباطن، بمعنى أن المؤثرات الخارجية إذا كانت تخالف قيم المستقبل أو قناعاته أو أفكاره فإنه سيرفضها، وغاية ما يمكن أن تفعله هذه المؤثرات هو التأثير في المشاعر فحسب، وفي المقابل فإن الإنسان إذا كانت مشاعره واعية فإنه يستطيع أن يكتم القيم التي في داخله إن أراد ذلك، كما أن بإمكانه أن لا يبوح لأحد بقناعاته حول موضوع ما أو بما يفكر فيه إذا رأى أن المصلحة تقتضي ذلك، وربما سيحاول –إن استطاع– كتم مشاعره. ويمكننا أن نوضح هذا بالشكل التالي:








http://www.r-eshq.com/vb/



شكل(4) : يوضح أثر جدار وعي المشاعر في صد التبادل غير المقصود بين الظاهر والباطن




الاستجابة الواعية للمؤثرات الخارجية:



الإنسان يستقبل الرسالة من خلال آليات الاتصال (السمع، البصر، الشم، الحس). ويختلف فهم الرسالة حسب جودة أداء الوسيط (آلة الاتصال).. وتُفهَم الرسالة بناء على ما لدى الإنسان من قيم وقناعات وخبرات تتعلق بهذه الرسالة.




إذا كانت مشاعر الإنسان في حالة الوعي وجاءته رسالة تخالف قيمه فماذا يحدث؟



الناس يختلفون في تقدير الرسالة المقابلة، فالناضجون والعقلاء يحكِّمون الرسالة أوَّلاً بناء على ما يحملونه من قيم، ثم يعرضونها على قناعاتهم، ويقرنون ذلك بما لديهم من خبرات سابقة وأفكار ومشاعر، وهم يفرقون بين مخالفة الرسالة لقيمة أو مخالفتها لقناعة، وتختلف درجة رفضهم للرسالة التي تخالف القيم عن درجة رفضهم للرسالة التي تخالف القناعات، وكذا فإن الرسالة التي تخالف القناعات ترفض بشكل أكبر من الرسالة التي تخالف الأفكار.. هذا هو الأصل، وهناك من يختل لديه هذا الميزان فلا يفرق بين قيمة أو قناعة أو مجرد أفكار وخواطر.. وهناك من تسيطر عليه عواطفه في تقديره للمؤثرات الخارجية.




إذن فالإنسان السوي إذا جاءته رسالة تخالف قِيَمَهُ يتولد لديه مباشرةً تفكيرٌ رافضٌ للرسالة، يتبعه رغبة في التعبير عن الرفض، ونتيجة هذه الرغبة سلوكٌ رافض للرسالة.. والتعبير عن الرفض يرجع إلى ما يكنه الإنسان من قيم وقناعات وأفكار ومشاعر..




مثال مخالفة الرسالة لقِيَمِ المستقبِل:



الشاب الذي نشأ على طاعة الله والخوف منه سبحانه (وهذه قِيَم) إذا شاهد صورة لامرأة عارية؛ تتكون لديه رغبة داخلية قوية برفض مشاهدتها، وسيعبر عن رفضه لها حسب ما غُرِس فيه من قِيَم (الجرأة والشجاعة، ووجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..) وطريقة الرفض راجعة لما لدى الإنسان من قيم (ضوابط إنكار المنكر) وما لديه من خبرات وقناعات (حول الرسالة ومصدرها والاستجابة المناسبة لها)، وراجعة أيضاً لمشاعر الشخص.. بخلاف الشاب الذي استمرأ مشاهدة هذه الصور ونسي اطلاع الله عليه أو لم يؤمن بذلك، فإنه إذا شاهد هذه الصورة لن يتولد لديه شعورٌ رافضٌ إلا بقدْر ما يوجد فيه من آثار قيم الإيمان..
:135:

بنت الشام
06-05-2021, 03:03 PM
سلمت الأيادي
على طرحك القيم
بارك الله في عطائك المميز
مودتي

نور القمر
06-05-2021, 03:08 PM
ابدعت في انتقاء الطرح
اشكرك على جمالية نقلك الراقي
تألقت بروعة موضوعك
ننتظرابداعك بكل شوق
تحياتي وتقديري

sally
06-05-2021, 06:51 PM
تميز الانتقاء والطرح
الراقي ..
دام عطائك المميز
لك مني ارق التحايا

أبو علياء
06-05-2021, 10:12 PM
شكرا لكم على الطرح القيم
سلمت الأنامل ع جمال الانتقاء
راقت لي متصفحكم ومايحمله من تميز ورقي
كل الود لشخصكم ،، احترامي,

Şøķåŕą
06-06-2021, 10:26 AM
تميز الانتقاء والطرح
الراقي ..
دام عطائك المميز
لك مني ارق التحايا

شهد الحروف
06-07-2021, 12:40 AM
~

موضوع قيم ومفيد .،
اهنيك على الذوق .،
إبداع في الطرح وروعة في الإنتقاء.،
ومجهود تشكر عليه ،،
دمت بروعة طرحك .،
أكاليل الزهر أنثرها في متصفحك .،

~

ضامية الشوق
06-07-2021, 01:53 PM
طرح جميل

فرآشه ملآئكيه
06-08-2021, 05:25 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

رحيل
06-08-2021, 09:21 AM
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:21 AM
سكرا
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:21 AM
ابو علياء
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:22 AM
أميره
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:22 AM
بنت الشام
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:22 AM
شهد
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:22 AM
سالي
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:23 AM
فراشه
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

رحيل
06-08-2021, 09:23 AM
ضاميه الشوق
شكري وإِمتناني
لحضورك المتألق
لاعدمتُ تلك الأطلالة
https://j.top4top.io/p_1985yxyzn0.png (https://top4top.io/)

عبد الحليم
06-08-2021, 11:49 AM
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

خالد الشاعر
06-10-2021, 06:31 PM
موضوع رائع ومميز
طرحتى فابدعتى دمتى ودام عطائكِ
سلمت أناملكِ على الجلب المميز
اعذب التحايا لكى
خ ـالد الشاعر

نور القمر
06-12-2021, 06:20 PM
جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة
ولا حرمنا عطائك
ودي ..

رحيل
06-26-2021, 03:37 AM
https://i.top4top.io/p_19998oubp0.png (https://top4top.io/)

يسعدني مروركم العذب
تحيه بعطر الورد
https://j.top4top.io/p_19996pnzy1.gif (https://top4top.io/)

رحيل
06-26-2021, 03:37 AM
عبد الحليم
https://i.top4top.io/p_19998oubp0.png (https://top4top.io/)

يسعدني مروركم العذب
تحيه بعطر الورد
https://j.top4top.io/p_19996pnzy1.gif (https://top4top.io/):eq-33:

رحيل
06-26-2021, 03:37 AM
خالد
https://i.top4top.io/p_19998oubp0.png (https://top4top.io/)

يسعدني مروركم العذب
تحيه بعطر الورد
https://j.top4top.io/p_19996pnzy1.gif (https://top4top.io/)

رحيل
06-26-2021, 03:38 AM
أميره
https://i.top4top.io/p_19998oubp0.png (https://top4top.io/)

يسعدني مروركم العذب
تحيه بعطر الورد
https://j.top4top.io/p_19996pnzy1.gif (https://top4top.io/)

♡ Šąɱąя ♡
01-25-2022, 07:04 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك

Şøķåŕą
04-20-2023, 11:39 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .