الدكتور على حسن
04-17-2021, 05:42 PM
https://gate.ahram.org.eg/Media/News/2021/4/16/19_2021-637541901167243989-724.jpg
قال تعالى : «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ » الآية 18 من سورة النحل..
تقول الدكتورة عايدة احمد مخلص الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة ، نعم الله تعالى لا حصر لها، يذكر المولى- سبحانه-عباده بنعمه الكثيرة على سبيل الإجمال بقوله: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها».
والمراد بالنعمة هنا جنسها، الذى يشمل كل نعمه، لأن لفظ العدد والإحصاء قرينة على ذلك، كما أن علماء البيان (البلاغة) يعدون استعمال المفرد فى معنى الجمع من أبلغ الأساليب الكلامية.
ومعنى الآية: وإن تعدوا نعمة الله- تعالى- التى أنعمها عليكم، فى أنفسكم، من صحة البدن، وعافية الجسم ،وإعطاء النظر الصحيح ،والعقل السليم ،وبطش اليدين ،ومشى الرجلين إلى غير ذلك مما أنعم به عليكم ، وما خلق لكم وفيما سخره لكم مما تحتاجون إليه من أمر الدنيا حتى لو رام أحدكم معرفة أدنى نعمة من هذه النعم لعجز عنها وعن معرفتها وحصرها، فإن نتبعها يفوت الحصر فلا تستطيعون حصرها لكثرتها ولتنوعها. ولعل هذا هو السبب فى إيثاره لفظ «الإحصاء» دون العد، فإن الإحصاء هو بلوغ نهاية عدد الشىء، أما مجرد العدد فيمكن للإنسان أن يعد منها ما شاء، ولكنه لا يصل إلى حصرها ونهايتها، ولذلك قال المفسرون فى معنى: (لا تحصوها) أي: لا تضبطوا عددها، ولا تبلغه طاقتكم مع كثرتها، وإعراضكم جملة عن شكرها، والعبد وإن أتعب نفسه فى القيام بالطاعات والعبادات، وبالغ فى شكر نعم الله تعالى فإنه يكون مقصراً؛ لأنّ نعم الله كثيرة وأقسامها عظيمة، وعقل الخلق قاصر عن الإحاطة بمبادئها فضلاً عن غاياتها، وما دام الأمر كذلك فاشكروه عليها ما استطعتم، وأخلصوا له العبادة والطاعة. فإنه - عز وجل- لو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم، يغفر الكثير، ويجازى على اليسير (رحيم) بكم فوسع عليكم النعم ، ولم يقطعها عنكم بسبب التقصير والمعاصي.
فالغرض من الآية الكريمة : هو استشعار عظمة وقيمة هذه النعم ، وفتح باب الأمل أمام المسلمين لكى يتداركوا ما فرط منهم من جحود وتقصير فى حقه- سبحانه- .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريـــم
الدكتــور علـــى
قال تعالى : «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ » الآية 18 من سورة النحل..
تقول الدكتورة عايدة احمد مخلص الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة ، نعم الله تعالى لا حصر لها، يذكر المولى- سبحانه-عباده بنعمه الكثيرة على سبيل الإجمال بقوله: «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها».
والمراد بالنعمة هنا جنسها، الذى يشمل كل نعمه، لأن لفظ العدد والإحصاء قرينة على ذلك، كما أن علماء البيان (البلاغة) يعدون استعمال المفرد فى معنى الجمع من أبلغ الأساليب الكلامية.
ومعنى الآية: وإن تعدوا نعمة الله- تعالى- التى أنعمها عليكم، فى أنفسكم، من صحة البدن، وعافية الجسم ،وإعطاء النظر الصحيح ،والعقل السليم ،وبطش اليدين ،ومشى الرجلين إلى غير ذلك مما أنعم به عليكم ، وما خلق لكم وفيما سخره لكم مما تحتاجون إليه من أمر الدنيا حتى لو رام أحدكم معرفة أدنى نعمة من هذه النعم لعجز عنها وعن معرفتها وحصرها، فإن نتبعها يفوت الحصر فلا تستطيعون حصرها لكثرتها ولتنوعها. ولعل هذا هو السبب فى إيثاره لفظ «الإحصاء» دون العد، فإن الإحصاء هو بلوغ نهاية عدد الشىء، أما مجرد العدد فيمكن للإنسان أن يعد منها ما شاء، ولكنه لا يصل إلى حصرها ونهايتها، ولذلك قال المفسرون فى معنى: (لا تحصوها) أي: لا تضبطوا عددها، ولا تبلغه طاقتكم مع كثرتها، وإعراضكم جملة عن شكرها، والعبد وإن أتعب نفسه فى القيام بالطاعات والعبادات، وبالغ فى شكر نعم الله تعالى فإنه يكون مقصراً؛ لأنّ نعم الله كثيرة وأقسامها عظيمة، وعقل الخلق قاصر عن الإحاطة بمبادئها فضلاً عن غاياتها، وما دام الأمر كذلك فاشكروه عليها ما استطعتم، وأخلصوا له العبادة والطاعة. فإنه - عز وجل- لو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم لكم، ولكنه غفور رحيم، يغفر الكثير، ويجازى على اليسير (رحيم) بكم فوسع عليكم النعم ، ولم يقطعها عنكم بسبب التقصير والمعاصي.
فالغرض من الآية الكريمة : هو استشعار عظمة وقيمة هذه النعم ، وفتح باب الأمل أمام المسلمين لكى يتداركوا ما فرط منهم من جحود وتقصير فى حقه- سبحانه- .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـــان كريـــم
الدكتــور علـــى