المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث أبي هريرة: "لا يفرك مؤمن مؤمنة"


رحيل
04-12-2021, 11:13 AM
شرح حديث أبي هريرة: "لا يفرك مؤمن مؤمنة"











سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين








عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها آخَرَ))، أو قال: ((غيرَه))؛ رواه مسلم.








وقوله: ((يَفْرَك)) هو بفتح الياء، وإسكان الفاء، وفتح الراء، معناه: يُبغِض، يقال: فَرِكَتِ المرأةُ زوجَها، وفَرِكَها زوجُها، بكسرِ الراءِ، يَفْرَكُها بفتحها؛ أي: أبغَضَها، والله أعلم.











قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



ذكر المؤلِّف رحمه الله فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَفْرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً؛ إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها خُلُقًا آخَرَ)).







الفَرْكُ: يعني البغضاء والعداوة، يعني لا يُعادي المؤمن المؤمنةَ كزوْجتِه مثلًا، لا يُعاديها ويُبغِضها إذا رأى منها ما يَكرَهُه من الأخلاق؛ وذلك لأن الإنسان يجب عليه القيامُ بالعدل، وأن يراعي المعامل له بما تقتضيه حاله، والعدل أن يوازِن بين السيئات والحسنات، وينظر أيهما أكثر، وأيهما أعظم وقعًا، فيغلِّب ما كان أكثر وما كان أشد تأثيرًا؛ هذا هو العدل.







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ﴾ [المائدة: 8]، يعني لا يَحمِلْكم بُغضُهم على عدم العدل، اعدلوا ولو كنتم تبغضونه؛ ولهذا لما بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبدالله بن رواحة إلى أهل خَيْبَرَ لِيَخرُصَ عليهم ثمر النخل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عامَلَ أهل خَيْبَرَ حين فتَحَها على أن يَكْفوه المؤونة، ويقوموا بإصلاح النخيل والزرع، ولهم النصفُ.







فكان يبعث عليهم من يخرُصُ عليهم الثمرة، فبعث إليهم عبدالله بن رواحة فخرَصَها عليهم، ثم قال لهم: يا معشر اليهود، أنتم أبغضُ الخلقِ إليَّ، قتَلتُم أنبياء الله عز وجل، وكذَبتم على الله، وليس يحملني بُغضي إياكم على أن أَحِيفَ عليكم، قد خرَصتُ عشرين ألف وَسْقٍ من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبَيْتم فلي، فقالوا: بهذا قامت السمواتُ والأرض.







فالشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمَرَ أن يكون الإنسان حاكمًا بالعدل والقِسط، فقال: ((لا يَفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً))؛ يعني لا يُبغضها لأخلاقها، ((إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا، رَضِيَ منها خُلُقًا آخَرَ)).







إذا أساءتْ مثلًا في ردِّها عليك مرة، لكنها أحسنتْ إليك مرات، أساءتْ ليلة لكنها أحسنتْ لياليَ، أساءت في معاملة الأولاد مرة، لكن أحسنت كثيرًا... وهكذا. فأنت إذا أساءت إليك زوجتُك، لا تنظر إلى الإساءة في الوقت الحاضر، ولكن انظر إلى الماضي وانظر للمستقبل، واحكم بالعدل.







وهذا الذي ذكَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في المرأة، يكون في غيرها أيضًا ممن يكون بينك وبينه معاملة أو صداقة أو ما أشبه ذلك، إذا أساء إليك يومًا من الدهر، فلا تنسَ إحسانَه إليك مرة أخرى، وقارِنْ بين هذا وهذا، وإذا غلَبَ الإحسان على الإساءة، فالحكم للإحسان، وإن غلَبَت الإساءة على الإحسان، فانظُرْ إن كان أهلًا للعفو فاعفُ عنه، ومَن عفا وأصلَحَ فأجرُه على الله، وإن لم يكن أهلًا للعفو، فخُذْ بحقك وأنت غير ملوم إذا أخذت بحقك، لكن انظر للمصلحة.







فالحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يعامل من بينه وبينهم صلةٌ؛ مِن زوجيَّة، أو صداقة، أو معاملة، في بيع أو شراء أو غيره، أن يعامله بالعدل، إذا كَرِهَ منه خلُقًا أو أساء إليه في معاملة، أن ينظُر للجوانب الأخرى الحسنة؛ حتى يقارِن بين هذا وهذا، فإن هذا هو العدل الذي أمَرَ الله به ورسوله، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].








المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 122- 124)

عبد الحليم
04-12-2021, 12:54 PM
جزاك الله خيرا

بنت الشام
04-12-2021, 02:17 PM
جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

سكون الورد
04-12-2021, 02:50 PM
جزاك الله كل خيرًا
وجعله الله في ميزان حسناتك
لاعدمنا جديدك

الدكتور على حسن
04-12-2021, 05:04 PM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

ابو الملكات
04-12-2021, 05:28 PM
اللهم صلى وسلم على الحبيب المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم
جزاك الله خير ورحم والديك شكراً على طرحك الكريم

رُّوحي بروحهُ
04-13-2021, 12:04 AM
-




جزاك الله كل خير ..

نور القمر
04-13-2021, 01:45 AM
تسلم الايادي
ولآحرمنا جزيل عطائك
انتقاء كالعادة رائع
لروحك جنائن الورد
بإنتظآر جديدك بكل شوق..

♡ذبحني غلآك♡
04-13-2021, 02:51 AM
؛


جزاك الله خير:f15:

شيخة المزايين
04-13-2021, 03:43 AM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

شيخة رواية
04-13-2021, 03:59 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

tarhal
04-13-2021, 04:03 AM
.,


سلمتْ وغنمتْ بٍالخيرٍ يمناكًٍ:eq-35:

فرآشه ملآئكيه
04-13-2021, 05:21 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

الأمير
04-13-2021, 01:30 PM
سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/post-29061-1199813295.gif

إيلين
04-14-2021, 07:41 PM
°°

إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


:114::f15:

♡ Šąɱąя ♡
02-10-2022, 02:56 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
02-10-2022, 03:00 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي