الدكتور على حسن
04-11-2021, 06:23 PM
https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2020/2/15/2020-637174015311532714-153.jpg
قد نعتقد أن مشاركة الرجل
فى الاعمال المنزلية وتربية الاطفال
هى مشكلة رجالنا فقط الذين
اعتادوا نمطا محددا لدور المرأة،
وان نساء المجتمعات الاخرى
اكثر حظا منا ولسن بحاجة للشرح
او التوضيح لازواجهن ما ينتظرن
منهم وما هى المساعدة المتوقعة.
لكن ما كشفته رسالة الكاتبة الامريكية
سيليست ايفون لزوجها كشفت ان المعاناة عالمية
والرجال هم الرجال مع اختلاف الدرجات بالطبع
والكاتبة هى ام لطفلين نشرت مقالا بعنوان رسالة
الى زوجى العزيز تفاعلت معها النساء والامهات
العاملات على نحو خاص وفتحت جدلا كبيرا
حول طبيعة المشاركة التى تحتاجها المرأة فى
البيت وتربية الابناء والاختلافات بين فهم الرجل
للمشاركة وتوقعات المرأة وعن المعاناة التى
تعيشها كل ام وعقدة الذنب التى تشعر بها تجاه
اولادها وزوجها ومساهمة الازواج فى تضخيم
هذه العقدة فكتبت تقول:
إلى زوجى العزيز:
احتاج الى مساعدتك، لقد كانت ليلة شاقة
بالنسبة لي، بالامس تركت لك صغيرنا كى تعتنى
به لأتمكن من النوم قليلا فقد كنت متعبة
ومرهقة جدا، لكنه ظل يبكى طوال الوقت
وكان بكاؤه يقطع نياط قلبى وشعرت بذنب
كبير وغلبتنى الحيرة هل انزل لاهدئ من صراخه
وأريحك ام انام لساعات قليلة احتاج اليها،
واخترت النوم لكنك وبعد عشرين دقيقة
فقط لم تتحمل بكاءه واحضرت الطفل ووضعته
الى جانبى كما لو ان المكان ضيق وليست
هناك غرف اخرى يمكنك ان تهدئه فيها
وأردت ان اصرخ وان اخوض معك شجارا
كبيرا لكنى تمالكت نفسي. انا ارعى الصغيرين
وحدي ولا انام دقيقة واحدة ما بين طلبات الكبير
واحتياجات الصغير وعندما اطلب منك ان تعتنى به
ساعات قليلة كى انام قليلا..
ساعات قليلة فقط فهل هذا كثير؟
اعلم أننى وانت جئنا من عائلات
يلعب فيها الزوجان الأدوار التقليدية
للاب والام وشاهدنا امهاتنا يعتنين بالاطفال،
والرجال لا دخل لهم وكانوا جيدين، فالامهات
يطبخن وينظفن ويعتنين بالبيت والاولاد واذا
ساعد الاباء فمرحبا بهم لكن هذا غير متوقع
منهم وليس دورهم.
وأرانا نتحول الى هذا النموذج من العائلات
يوما بعد يوم فأنا اعتنى بالاطفال، والمنزل
وحدى وعندما عدت الى العمل اعتقدت اننى
إمرأة خارقة قادرة على فعل الاعاجيب وكنت
اقضى نصف الوقت اشعر بالذنب والتقصير
واتعذب وانا أرى صديقاتي يقمن بالمثل
دون شكوى وانت بالقطع تراهن وتقول
لنفسك اذا كن يفعلن ذلك وامهاتنا قمن
بذلك ايضا فما مشكلتى؟
ولكن ربما كانت صديقاتى وزميلات العمل
يشتكين دون ان تعلم وربما كانت امهاتنا يعانين
فى صمت ولا ندرى شيئا عن معاناتهن وربما
كنت انا غير كفء لهذه المهمة ولست مثلهن
ولذلك انا اطب منك المساعدة.
جزء من نفسى يعتبر طلبى هذا اعترافا
بالفشل فأنت أب رائع لأولادك وتقدم لهم
المساعدة لكنى انسانة واحتاج لخمس ساعات
من النوم على الاقل يوميا لارتاح من التعب
واستطيع المواصلة وهذا ما اريده منك تحديدا.
اريدك كل صباح ان تعتنى بالرضيع حتى
اتمكن من مساعدة شقيقه الاكبر للذهاب
الى المدرسة وعندما اطلب منك ذلك فليس
معنى هذا ان تضعه امام التليفزيون وتتركه
يشاهد الكارتون بينما تشرب انت القهوة
بل معناها ان تصحبه للحمام وتغير حفاضاته
وتحضر له طعامه وتتأكد انه شرب الماء
وانه لا يشكو من شىء.
فى المساء اريدك ان تقضى معه ساعة
واحدة تتأكد انه تناول طعامه وارتدى ملابس
النوم ونام فى سلام، ساعة واحدة ألتقط
فيها انفاسى من عناء اليوم، اعلم ان بكاءه
سيكون مزعجا لك لكنى افعل هذا طوال اليوم
الا يمكنك ان تتحمله ساعة واحدة او ساعتين يوميا.
فى نهاية الاسبوع أريد ان اشعر بإنسانيتى
واننى شخص اجتماعى مرة اخرى وبامكانى
ترك الاطفال مع والدهم وانا مطمئنة هادئة
البال لاخرج قليلا حتى لو كان ذلك للتمشية
حول المنزل وعندما تكون هناك مواعيد
محددة لتدريب السباحة او اى نشاطات
اخرى للاطفال فاريدك ان تقوم بها من تلقاء
نفسك واذا رآيت أطباقا فى حوض المطبخ
اريدك ان تغسلها دون ان تنتظر
منى أن اطلب ذلك.
واخيرا اريدك ان تشعرنى بامتنانك وتقديرك
لكل ما اقوم به، اريدك ان تلاحظ ان الغسيل
نظيف ومرتب وان العشاء جاهز وطيب وانك
تعلم اننى أرضع طفلنا طبيعيا طوال اليوم
واننى استخدم مضخات الحليب وانا فى
العمل رغم ان الاسهل بالنسبة لى ان أعطيه
الالبان الصناعية لكنى لن افعل ذلك، اريدك
فقط ان تقدر ذلك وان تلاحظه والا تتعامل
مع الامر على انه شىء طبيعى وعادى.
اريدك ان تلاحظ اننى لم اطلب منك ابدا
ان تتخلى عن شبكتك الاجتماعية واصدقائك
ومبارياتك الرياضية ومناسباتك المختلفة.
اعرف ان الدور المفترض لى كأم ان ارعى
اطفالى وانها مهمة متواصلة على مدى
اليوم بينما انت يمكنك الخروج وقتما تشاء
وان نساء غيرى فعلن ذلك لكنى لا اقدر على ذلك،
إنى لست مثلهن ولست امرأة خارقة انا انسانة عادية،
اننى أرفع الراية البيضاء وأحتاج
الى مساعدتك لأنك ان لم تفعل فسوف
أنهار قريبا وسوف يؤذيك هذا الامر ويؤذى
اولادنا وعائلتنا. ولذلك اعترف باننى
لن استطيع فعل هذا بمفردى فساعدنى.
لكم خالص تحياتى وحبـــى
الدكتــور علــى
قد نعتقد أن مشاركة الرجل
فى الاعمال المنزلية وتربية الاطفال
هى مشكلة رجالنا فقط الذين
اعتادوا نمطا محددا لدور المرأة،
وان نساء المجتمعات الاخرى
اكثر حظا منا ولسن بحاجة للشرح
او التوضيح لازواجهن ما ينتظرن
منهم وما هى المساعدة المتوقعة.
لكن ما كشفته رسالة الكاتبة الامريكية
سيليست ايفون لزوجها كشفت ان المعاناة عالمية
والرجال هم الرجال مع اختلاف الدرجات بالطبع
والكاتبة هى ام لطفلين نشرت مقالا بعنوان رسالة
الى زوجى العزيز تفاعلت معها النساء والامهات
العاملات على نحو خاص وفتحت جدلا كبيرا
حول طبيعة المشاركة التى تحتاجها المرأة فى
البيت وتربية الابناء والاختلافات بين فهم الرجل
للمشاركة وتوقعات المرأة وعن المعاناة التى
تعيشها كل ام وعقدة الذنب التى تشعر بها تجاه
اولادها وزوجها ومساهمة الازواج فى تضخيم
هذه العقدة فكتبت تقول:
إلى زوجى العزيز:
احتاج الى مساعدتك، لقد كانت ليلة شاقة
بالنسبة لي، بالامس تركت لك صغيرنا كى تعتنى
به لأتمكن من النوم قليلا فقد كنت متعبة
ومرهقة جدا، لكنه ظل يبكى طوال الوقت
وكان بكاؤه يقطع نياط قلبى وشعرت بذنب
كبير وغلبتنى الحيرة هل انزل لاهدئ من صراخه
وأريحك ام انام لساعات قليلة احتاج اليها،
واخترت النوم لكنك وبعد عشرين دقيقة
فقط لم تتحمل بكاءه واحضرت الطفل ووضعته
الى جانبى كما لو ان المكان ضيق وليست
هناك غرف اخرى يمكنك ان تهدئه فيها
وأردت ان اصرخ وان اخوض معك شجارا
كبيرا لكنى تمالكت نفسي. انا ارعى الصغيرين
وحدي ولا انام دقيقة واحدة ما بين طلبات الكبير
واحتياجات الصغير وعندما اطلب منك ان تعتنى به
ساعات قليلة كى انام قليلا..
ساعات قليلة فقط فهل هذا كثير؟
اعلم أننى وانت جئنا من عائلات
يلعب فيها الزوجان الأدوار التقليدية
للاب والام وشاهدنا امهاتنا يعتنين بالاطفال،
والرجال لا دخل لهم وكانوا جيدين، فالامهات
يطبخن وينظفن ويعتنين بالبيت والاولاد واذا
ساعد الاباء فمرحبا بهم لكن هذا غير متوقع
منهم وليس دورهم.
وأرانا نتحول الى هذا النموذج من العائلات
يوما بعد يوم فأنا اعتنى بالاطفال، والمنزل
وحدى وعندما عدت الى العمل اعتقدت اننى
إمرأة خارقة قادرة على فعل الاعاجيب وكنت
اقضى نصف الوقت اشعر بالذنب والتقصير
واتعذب وانا أرى صديقاتي يقمن بالمثل
دون شكوى وانت بالقطع تراهن وتقول
لنفسك اذا كن يفعلن ذلك وامهاتنا قمن
بذلك ايضا فما مشكلتى؟
ولكن ربما كانت صديقاتى وزميلات العمل
يشتكين دون ان تعلم وربما كانت امهاتنا يعانين
فى صمت ولا ندرى شيئا عن معاناتهن وربما
كنت انا غير كفء لهذه المهمة ولست مثلهن
ولذلك انا اطب منك المساعدة.
جزء من نفسى يعتبر طلبى هذا اعترافا
بالفشل فأنت أب رائع لأولادك وتقدم لهم
المساعدة لكنى انسانة واحتاج لخمس ساعات
من النوم على الاقل يوميا لارتاح من التعب
واستطيع المواصلة وهذا ما اريده منك تحديدا.
اريدك كل صباح ان تعتنى بالرضيع حتى
اتمكن من مساعدة شقيقه الاكبر للذهاب
الى المدرسة وعندما اطلب منك ذلك فليس
معنى هذا ان تضعه امام التليفزيون وتتركه
يشاهد الكارتون بينما تشرب انت القهوة
بل معناها ان تصحبه للحمام وتغير حفاضاته
وتحضر له طعامه وتتأكد انه شرب الماء
وانه لا يشكو من شىء.
فى المساء اريدك ان تقضى معه ساعة
واحدة تتأكد انه تناول طعامه وارتدى ملابس
النوم ونام فى سلام، ساعة واحدة ألتقط
فيها انفاسى من عناء اليوم، اعلم ان بكاءه
سيكون مزعجا لك لكنى افعل هذا طوال اليوم
الا يمكنك ان تتحمله ساعة واحدة او ساعتين يوميا.
فى نهاية الاسبوع أريد ان اشعر بإنسانيتى
واننى شخص اجتماعى مرة اخرى وبامكانى
ترك الاطفال مع والدهم وانا مطمئنة هادئة
البال لاخرج قليلا حتى لو كان ذلك للتمشية
حول المنزل وعندما تكون هناك مواعيد
محددة لتدريب السباحة او اى نشاطات
اخرى للاطفال فاريدك ان تقوم بها من تلقاء
نفسك واذا رآيت أطباقا فى حوض المطبخ
اريدك ان تغسلها دون ان تنتظر
منى أن اطلب ذلك.
واخيرا اريدك ان تشعرنى بامتنانك وتقديرك
لكل ما اقوم به، اريدك ان تلاحظ ان الغسيل
نظيف ومرتب وان العشاء جاهز وطيب وانك
تعلم اننى أرضع طفلنا طبيعيا طوال اليوم
واننى استخدم مضخات الحليب وانا فى
العمل رغم ان الاسهل بالنسبة لى ان أعطيه
الالبان الصناعية لكنى لن افعل ذلك، اريدك
فقط ان تقدر ذلك وان تلاحظه والا تتعامل
مع الامر على انه شىء طبيعى وعادى.
اريدك ان تلاحظ اننى لم اطلب منك ابدا
ان تتخلى عن شبكتك الاجتماعية واصدقائك
ومبارياتك الرياضية ومناسباتك المختلفة.
اعرف ان الدور المفترض لى كأم ان ارعى
اطفالى وانها مهمة متواصلة على مدى
اليوم بينما انت يمكنك الخروج وقتما تشاء
وان نساء غيرى فعلن ذلك لكنى لا اقدر على ذلك،
إنى لست مثلهن ولست امرأة خارقة انا انسانة عادية،
اننى أرفع الراية البيضاء وأحتاج
الى مساعدتك لأنك ان لم تفعل فسوف
أنهار قريبا وسوف يؤذيك هذا الامر ويؤذى
اولادنا وعائلتنا. ولذلك اعترف باننى
لن استطيع فعل هذا بمفردى فساعدنى.
لكم خالص تحياتى وحبـــى
الدكتــور علــى