تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ﴾


عطر الـ уαѕмєєη
04-04-2021, 11:50 AM
التوكُّل على الله في أبسط تعاريفِه هو الأخذُ بالأسباب
كأنَّها كل شيء، ثمَّ التوجُّه والافتقار إلى الله كأنَّ هذه الأسباب
ليسَت بشيء، فالتوكُّل شقَّان: شقُّ الأخذ بالأسباب بالجوارح،
وشقُّ الافتقار إلى الله بالقلب، وهذا لا يَتناقض مع ذلك؛
بل بينهما تكامُل يَرقى بصاحبه في الدنيا والآخرة.

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif

وللتوكُّل دافعان أساسيان: عَجز الإنسان وضعفه، وقُدرة الله وقوَّته.
فالمرء فينا إن كان له الاختيار في بعض تصرُّفاته وإدارته لشؤونه
إلَّا أنَّه عاجِز عن البعض الآخر، إنَّ أجهزة جسم الإنسان التي تَعمل بانتظامٍ
دون كلَل أو ملَل ودون أي تدخُّلٍ منه كفيلةٌ بإظهار عَجزه عن إدارة شؤون
نَفسه، فكيف بما حوله؟!

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif

والإنسان عاجِز عن تصريف قلوب مَن حوله من النَّاس وسلوكيَّاتهم
وفق مراده، وعاجز عن التحكُّم الكامل في الجمادات من حوله،
إنَّ مظاهر عَجز الإنسان أكبرُ من مظاهر قوَّته، ولكن غروره
قد يصوِّر له عكسَ ذلك؛ ï´؟ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ï´¾ [البلد: 5].


https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif


وحتى مظاهر القوَّة التي يتَباهى أحدُنا بها؛ من قوَّة بطشٍ أو
رجاحة عقل، أو رِفعة نسَب أو علوِّ منصب... أليسَت هذه المَظاهر
نابعة عن عطايا الله وفضله وكرَمه علينا؟! وما طُغيان الإنسان ونسيانه
للافتقار إلى ربِّه إلَّا لنسيانه هذه الحقائق؛ ï´؟ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى *
أَنْ رَآهُ اسْتَغْن ï´¾ [العلق: 6، 7]أمَّا قدرة الله وقوَّته
فتتجلَّى في كلِّ شيء في أنفسنا؛ أن خلَقَنا من عدَم، وأمدَّنا بالعافية،
وأنعَم علينا بالطيِّبات، وفي السموات برَفعها بغير عمَدٍ وإنزال الماء
مِنها بقَدَر، وبَسط السحاب فيها بحِساب، وفي الأرض ببَسْطها ومدِّها...
إنَّ قدرة الله أكبر من أن ندرِكها أو نحدِّد مداها، إنَّنا عاجزون عن مَعرفة
منتهاها، فكيف يتسنَّى لأحدنا الاستغناءُ عنها بحجَّة الاعتماد على نَفسه
وقوَّته الهزيلة وقدرتِه العاجزة، إنَّ المتكبرين عن عبادة الله والافتقارِ له
لَفي ضلال؛ ï´؟ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ï´¾ [غافر: 60].

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif

فالإنسان مهما بلغَت قوَّته وامتدَّت قدرته هو في الحقيقة بحاجةٍ إلى الله؛
يَلتجئ إليه ويَفتقر لقدرته اللامُتناهية، وهذا الشُّعور لا يمكن اعتباره
مَدعاةً للقعود عن العمل والبَذل، ولكنَّه مدعاةٌ للتفاؤل والعمل،
إنَّ الإنسان لو تفكَّر في عجزه وضعفِه عن تغيير ما يحيطُ به ليَئس
وفقَدَ الأمَل، ولكنَّه إذا وثق في عَون الله له إذا التجأ إليه وتوجَّه بصدقٍ
إليه فإنَّه سيَبذل ويتحرَّك ولن يملَّ، فإن اقتضَت حكمةُ الله إعانته على ما
يريد فقد تحقَّق؛ لأنَّه لا رادَّ لحكم الله، وإن اقتضَت حكمةُ الله تأخير نتائج
فِعال هذا الإنسان فإنَّ أجره لا يَضيع ومثوبته لا تَفنى، ولكنَّ الله
يؤخِّرها له في الآخرة، والآخرةُ خيرٌ وأبقى.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
وبديهي أنَّه من الخلَل الافتقار إلى الله والتوجُّهُ إليه دون عملٍ وبَذل،
إنَّ مِن كذب الادعاء أن يدَّعيَ الإنسان طلَب شيء ثمَّ لا يَبذل في
سبيله من جهده ووقته وما يملِك.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
إنَّ الله غنيٌّ عن أعمالنا وقادرٌ على تَحقيق ما نُريده دون جهدٍ منَّا،
ولكن حِكمته اقتضَت أن تكون مهمَّتنا في الحياة العمَل والبَذل،
وأنَّ حسابنا يوم القيامة سيكون على قَدر بَذلِنا وعملنا، التحرُّك
بالجوارح للأخذ بالأسباب الماديَّة، والافتقار بالقلب والتوجُّه
إلى الله عملان متكامِلان لا يُمكن التفريق بينهما، أو تركُ أحدهما
بحجَّة الاعتماد على الآخر؛ فإنَّ تَرك البذلِ والأخذِ بالأسباب معصية وتكاسل،
وأيضًا الاعتماد على الأسباب وحدها دون الالتجاء إلى الله والتوكُّل
عليه هو شِرك، وكلاهما لا يَليق بالمؤمن ولا يصحُّ إيمانه بأيٍّ منهما.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
فعلى المستوى الفردي: لن يَنجو إلَّا مَن أخذ بأسباب النَّجاة كلها،
سواء في الجوانب الدينيَّة؛ من صلاة وزكاة وتقرُّبٍ إلى الله، أو في
جوانبَ حياتيَّة؛ من تحرُّك وعمل، ثمَّ يتحرك الإنسان بهذه الأسباب،
قاصدًا بها وَجه الله؛ ابتغاء مَرضاته ومتجنِّبًا لمعصيته سبحانه.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
إنَّ إيمانك برحمة الله لا يَكفي لكي تَنالها، بل لا بدَّ أن تتعرَّض لها
ببَذل الطَّاعات واجتناب النَّواهي، كما أنَّ بركات الصَّلاة لن تَنالها بمجرد
معرفتك إياها، أو طَمعك في أن يَرزقك إيَّاها، بل لا بدَّ أن تؤدِّي صلاتك
خاشعًا مخلصًا لله؛ لكي تَنال أجرَها، كما أنَّ راتب الشهر لن تتحصَّله بالقعود
والنومِ في بيتك، ولكن بالبذلِ والتحرُّك وأداء مهماتك.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
كما أنَّ التوكُّل بشقَّيه (الأخذ بالأسباب، والتوجُّه إلى الله) يَجعل الإنسانَ
رقيبًا على نفسه في عدم اقتراف مَعصية وهو يَأخذ بالأسباب، ورقيبًا
على نفسه في أن يُتقن عملَه لأنَّه يَقصد به وجهَ الله.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
وعلى مستوى الأمَّة: لن يَنصلح حال أمَّتنا وتنهض من كَبوتِها وتتقدم
الصفوفَ، إلَّا إذا ثابت ورجعَت إلى ربِّها؛ تَفتقر إليه، وتَبتغي رضاه، وتنتظم
شؤونها وفقًا لشرعه، وأيضًا أخذَت بأسباب التقدُّم؛ من أساليب إدارة
وصناعة، وتخطيطٍ مُحكَم، وإستراتيجيات واضحة للتحرُّر من قيود استعمار
القوى العظمى عليها؛ لتَرجع إلى دَورها المنوط بها؛
ï´؟ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ï´¾ [آل عمران: 110].
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
إنَّ أمَّتنا لا يَكفيها حملها لخاتم الرِّسالات السماويَّة لكي تكون الأولى
بين العالَمين؛ فإنَّ لله سُننَه في خلقه التي لا تُحابي أحدًا، فأمَّتنا ما
دامَت لا تَثوب إلى ربِّها وتَأخذ بكلِّ أسباب القوَّة والتقدُّم فلن تَزيدها
الأيام إلَّا تَراجعًا وتقهقرًا وفُرقة بين بعضها البعض.
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_17_19_ba83_55d3908899d58.gif
في ظلِّ كل هذا نتفهَّم معنى: ï´؟ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ï´¾ [الطلاق: 3]، فالله يَكفي من التَجَأ إليه
بصدقٍ آخذًا بكلِّ الأسباب

سكون الورد
04-04-2021, 11:57 AM
جزاك الله خيرًا
وجعله الله في موازين حسناتك
يعطيك الف عافية
عبير الورد لروحك

الــوافــي
04-04-2021, 12:56 PM
جزاك الله خير
شكراً لك من القلب
على هذآ المجهُود ,
ماننحرم من عطـآءك المميز يَارب !
حفظك الله ورعاك
لِـ روحك باقات الورد

♡ذبحني غلآك♡
04-04-2021, 12:56 PM
؛

يعطيك العآفيه:eq-32:
لآعدمنآ العطآء ولآ المجهود الرائع:eq-32:

؛

حكاية ناي
04-04-2021, 01:18 PM
جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

بنت الشام
04-04-2021, 01:42 PM
طرح جميـــــل ..||
دام التألق ...ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ودي وعبق وردي ..||

نور القمر
04-04-2021, 03:11 PM
شكرا جزيلا
على الموضوع الرائع و المميز
ننتظر منك الكثير من خلال
إبداعاتك المميزة
مودتى

خالد الشاعر
04-04-2021, 04:03 PM
جزاكى الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
بارك الله فيكِ وعافاك
سلم لنا طرحكِ المفيد وسلم لنا ذوئـــكِ
جزاك الله خيراعظيماً
وجعل ماقدمتيه في ميزان حسناتكِ

إيلين
04-04-2021, 07:25 PM
°°

إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


:114::f15:

شيخة المزايين
04-05-2021, 12:26 AM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

فرآشه ملآئكيه
04-05-2021, 05:58 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

alexandra
04-05-2021, 06:24 AM
جزاك الله خير

عطر الـ уαѕмєєη
04-06-2021, 11:24 AM
جزانا واياكم عفوه ورضاه
أنرتم ولكم مني كل التقدير..مــع
سلة من الورود لـ آرواحكم النقيه

دلوعة عشق
04-07-2021, 07:32 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

الأمير
04-07-2021, 07:59 PM
سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/post-29061-1199813295.gif

شيخة رواية
04-08-2021, 05:30 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
04-14-2021, 12:48 AM
,,~

جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..،
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ..
دُمْت بــِطآعَة الله ..~

,,~

♡ Šąɱąя ♡
01-09-2022, 09:23 PM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك
وبطرحك القييم بارك الله فيك

Şøķåŕą
01-14-2022, 03:01 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

♡ Šąɱąя ♡
01-20-2022, 08:21 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك

♡ Šąɱąя ♡
01-20-2022, 08:21 AM
جزاك الله خير الجزاء
ورفع قدرك في السماء
ورزقك الجنه ونفع بك

Şøķåŕą
05-15-2022, 07:13 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .