المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ


بنت الشام
04-02-2021, 04:48 PM
"فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ



قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: ٢١)




كثيراً ما يتعرض الإنسانُ في حياته إلى مخاطر تحدق به و تُهَدد مسيرتَه في الحياة، إِمَّا في ماله أو في أهله، أو ربما تُهدّد حتى حياته - كما كان الحال في المشهد الذي تُجَسدُه هذه الآية من حياة نبي الله و كليمه موسى عليه الصلاة و السلام.




فقد جاءه رَجُلٌ مُقَرّب من الفئة الحاكمة في القصر الفرعوني ليحذره مما علمه من المؤامرة التي تُحاك ضده من فرعون و وزرائه:




"قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ" (القصص: ٢٠)




و لعله كان هو نفس الرجل المؤمن من آل فرعون الذي دافع عنه بعد ذلك (غافر: ٢٨).




أَخذ موسى (ﷺ) بنصيحة الرجل، فخرج من المدينة "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".




و قد يتعرض الإنسانُ المؤمنُ كذلك في حياته لمؤامراتِ الحاقدين و الظالمين، الذين ينصبون له الفخاخ و يضعون في طريق حياته العقبات بهدف إسقاطه و إفشاله. و لأنهم ظالمون، فكل وسيلة عندهم تبررها تلك الغايةُ المقيتة، النابعة من الحقد أو الجشع أو الحسد.




و لأن الإنسان المؤمن ما هو إلا بشر، فقد يشعر في قلبه ما كان يشعر به موسى (ﷺ) في المشهد الذي ذكرناه آنفاً، فيصيبه القلق حين يعلم بأن مؤامرة ما تُحاك ضده، و يصبح بعدها "خَائِفًا يَتَرَقَّبُ".




"الخوف" و "الترقب" هما الجناحان الذي بهما يُحَلّق القَلَقُ في ذهن الإنسان فيُنَغّصا عليه حياتَه و يُطاردا النومَ من عينه و السكينة من قلبه.




و وجود الخوف و الترقب في نفس موسى عليه السلام وقت خروجه يدل على أن مجرد وجودهما في النفس لا يتنافى مع الإيمان بالله و التوكل عليه، و ذلك لأنه لا يمكن انعدامهما كلياً من النفس البشرية. و إنما تتفاوت درجات الخوف في النفس باختلاف درجات الإيمان، فكلما زاد الإيمان قَلَّت درجة الخوف و مدى ظهوره و تأثيرِه على النفس.










فالنفس الخالية من الإيمان بالله يظهر فيها الخوف من مكائد الدنيا في أقصى درجاته - المتمثّلة في الهَلَع و الجَزَع و ظهور آثار ذلك على الوجه و الجسد:




" إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا • إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا" (المعارج: ١٩-٢٠)




"فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ" (الأحزاب: ١٩)




فإذا دخل الإيمانُ بالله في النفس يبدأ الخوف في الخروج منها كلما زاد الإيمان، إلى أن يصل لأقل درجاته، و هي درجة "الوَجَس"، كما كان الحال مع الأنبياء. فقد قال تعالى بشأن إبراهيم (ﷺ) لما جَاءَتْه الملائكة لتبشره بغلام:




"فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ" (الذاريات: ٢٨)




و قال بشأن موسى (ﷺ) لما ألقى السحرةُ عِصِيَّهم:




"فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ • قُلْنَا لَا تَخَفْ" (طه: ٦٧-٦٨)




و "الوَجَس" في اللغة هو الصوت الخفي، و هنا يعني اضمار الخوف فيكون مجرد شعورٍ عابرٍ بداخل النفس و لكنه لا يظهر خارجياً لقلة درجته و تأثيره. و ذلك لأن النفس المؤمنة تعلم و تتذكر أن الأمر كله بيد الله الذي "بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ" (يس: ٨٣)، و لذلك ما كان من موسى (ﷺ) إلا أن يستنجد به سبحانه بتلك الكلمات التي ذكرها الله لنا في كتابه كي نتعلمها و ندعوه بها في مثل هذه المواقف:




"قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"




فإذا انتابنا خوفٌ و حالةٌ من الترقب عندما نشعر أو نعلم بوجود مؤامرات تحاك ضدنا من قِبَل أناس ظالمين و عن الآخرة غافلين، فلندعوا الله أن يُقوِّي إيماننا، و لندعوه بنفس هذه الكلمات التي دعاه بها موسى (ﷺ)، لعله سبحانه يصرف عنا كيد الظالمين، و يُذهب عنا الخوف و القلق، و يُقال لنا كما قال شيخُ مَديَن الصالحُ لموسى (ﷺ):




"لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" (القصص: ٢٥)

سكون الورد
04-02-2021, 06:14 PM
جزاك الله خيرًا
وجعله الله في موازين حسناتك
يعطيك الف عافية
عبير الورد لروحك

الــوافــي
04-02-2021, 06:49 PM
شكراً لك من القلب
على هذآ المجهُود ,
ماننحرم من عطـآءك المميز يَارب !
حفظك الله ورعاك
لِـ روحك باقات الورد

إيلين
04-02-2021, 07:48 PM
°°

إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


:114::f15:

محمد المقاول
04-02-2021, 08:12 PM
جهد كبير
بارك الله فيك
تحياتي مع التقدير

♡ذبحني غلآك♡
04-03-2021, 05:03 AM
؛

يعطيك العآفيه:34:
لآعدمنآ العطآء ولآ المجهود الرائع:34:

؛

بنت الشام
04-03-2021, 06:59 AM
اسعدني تشريفك وردك الكريم
لقلبك جنائن المسك والكادي

بنت الشام
04-03-2021, 06:59 AM
اسعدني تشريفك وردك الكريم
لقلبك جنائن المسك والكادي

خالد الشاعر
04-03-2021, 09:07 AM
جزاكى الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
بارك الله فيكِ وعافاك
سلم لنا طرحكِ المفيد وسلم لنا ذوئـــكِ
جزاك الله خيراعظيماً
وجعل ماقدمتيه في ميزان حسناتكِ

بنت الشام
04-03-2021, 09:20 AM
اسعدني تشريفك وردك الكريم
لقلبك جنائن المسك والكادي

شيخة رواية
04-03-2021, 09:38 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

عطر الـ уαѕмєєη
04-03-2021, 11:13 AM
الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...

بنت الشام
04-03-2021, 01:12 PM
كل الشكر لحضوركن

نور القمر
04-03-2021, 03:38 PM
متصفح جميل وجهد مدهش
تباركت أناملك
وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر
ولـِ روحك أجل سلاماً

الدكتور على حسن
04-03-2021, 08:56 PM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

بنت الشام
04-04-2021, 02:57 PM
يسلمو ع المرور

نور القمر
04-04-2021, 04:43 PM
سلمت أناملك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

بنت الشام
04-04-2021, 09:44 PM
بشكرك ع روعة حضورك

شيخة المزايين
04-05-2021, 12:07 AM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

فرآشه ملآئكيه
04-05-2021, 06:15 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

بنت الشام
04-05-2021, 04:03 PM
منوورين

الدكتور على حسن
04-07-2021, 07:11 PM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

بنت الشام
04-07-2021, 07:22 PM
يسلمو لحضوركن الجميل:158:

الأمير
04-07-2021, 09:37 PM
سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/post-29061-1199813295.gif

شيخة رواية
04-08-2021, 06:01 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

دلوعة عشق
04-08-2021, 07:26 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

بنت الشام
04-09-2021, 09:46 PM
يسسلمو ع المرور:eq-34:

Şøķåŕą
10-31-2022, 08:59 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.