تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله عز وجل : ( ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له .. )


نور القمر
04-01-2021, 06:15 PM
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ * مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [الحج: 73 - 76].



الغَرَض الذي سِيقَتْ له: تقرير توحيد الله في ألوهيته وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وتحقير الأصنام والأوثان وكل ما عُبد مِن دون الله.



ومناسبتها لما قبلها: أنه لما ذكر أن الكفار يعبدون من دون الله ما لم يُنزِّل به سلطانًا، وأشار إلى جهل هؤلاء الكافرين، ذكر هنا مثلًا يقرر عجز الأصنام، وأنها تضعف أمام الذباب.



وقوله جل وعلا: ﴿ ضُرِبَ مَثَلٌ ﴾؛ أي: جُعل للأصنام في مهانتها وعجزها؛ مثل قوله: ﴿ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾؛ أي: أنصتوا وأصغوا لذلك المثل وتفهَّموه، ثم بين ذلك المثل فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ إلى آخر الآية.



وقوله: ﴿ تَدْعُونَ ﴾؛ أي: تعبدون.



والمراد بقوله: ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ يعني: الأصنام وجميع ما يعبد سوى الله عز وجل.



و(الذباب) واحد الذِّبان - كغراب وكغربان - وهو معروف، ويطلق على النحل كذلك.



وقيل: أصل اشتقاق اسمه من ذبَّ إذا طرد، وآب إذا رجع؛ لأنك تذبُّه فيرجع عليك، وهو أجهل الحيوانات، وإنما ضرب به المثل لشدة ضعفه ووهنه وجهله وحقارته.



وقوله: ﴿ وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾؛ أي: ولو اجتمعت كل الأصنام وسائر الأنداد على خلق ذبابٍ لعجزوا عن ذلك، فكيف يليق بالعاقل أن يتخذها آلهة مِن دون العزيز الجبار.



وقوله: ﴿ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ حال أخرى أبلغ في الدلالة على عَجْز هذه الآلهة المعبودة مِن دون الله، فكما أنها تَعجِز عن خلق ذباب، فهي كذلك تَعجِز عن مقاومته ورد ما استلبه منهم.



وقوله: ﴿ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ تقرير لعجز الأصنام وضعفها عن مقاومة أضعف المخلوقات، وهو كذلك إشارة إلى ضعف عقل العابدين لها.



قال ابن عباس: (الطالب) الصنم، و(المطلوب) الذباب.

وقال بعض أهل العلم: (الطالب) العابد، و(المطلوب) الصنم.



وقوله تعالى: ﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ تقريرٌ لعظمة الجبار وتوبيخ للوثنيين الكفار؛ يعني: ما عرَفوا قدر الله وعظمته حين عبدوا غيره مِن هذه التي لا تقاوم الذباب لضعفها وعجزها.



وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ شروع في بيان صفات الجبار تبارك وتعالى؛ أي: إن المستحق للعبادة هو القوي الذي بقدرته وقوته خلق كل شيء وقدره تقديرًا، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، وهو الرزاق ذو القوة المتين، وهو (العزيز) أي: الغالب الذي لا يعجزه شيء، فلا يغلبه غالب ولا يهرب منه هارب.



وقوله: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ تقرير لشمول إرادته، وأنه الفعَّال لَمَّا يريد، وهو كذلك أرحم الراحمين، ولذلك يختار من الملائكة رسلًا كجبريل، فينزلهم بشرعه على مَن يشاء من الناس الذين يختارهم تبارك وتعالى لإرشاد عباده، وتبليغ رسالته؛ لئلا يكون للناس على الله حجةٌ بعد الرسل.



ثم أثبت تعالى أنه (السميع البصير)، فلا تخفى عليه خافية في السماوات أو في الأرض، وهو يُجيب المضطرَّ إذا دعاه مهما خفي صوته ومها كانت لغته، وهو كذلك أعلم حيث يجعل رسالته.



وقوله: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ تقرير لشمول علمه، وأنه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء أو في الأرض، على حد قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123].



الأحكام:

1- استحباب ضرب الأمثال لتقرير الحقائق وتقريبها.

2- إثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.

الــوافــي
04-01-2021, 07:28 PM
جزاك الله خير
شكراً لك من القلب
على هذآ المجهُود ,
ماننحرم من عطـآءك المميز يَارب !
حفظك الله ورعاك
لِـ روحك باقات الورد

ضامية الشوق
04-01-2021, 09:54 PM
جزاك الله خيرا

الأمير
04-01-2021, 11:31 PM
سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/uploads/post-29061-1199813295.gif

سكون الورد
04-02-2021, 09:28 AM
جزاك الله خيرًا
وجعله الله في موازين حسناتك
يعطيك الف عافية
عبير الورد لروحك

شيخة الزين
04-02-2021, 10:57 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم
جعله الله في موازين حسناتك

خالد الشاعر
04-02-2021, 03:36 PM
جزاكى الله كل خير
على هذا الموضوع القييم
بارك الله فيكِ وعافاك
سلم لنا طرحكِ المفيد وسلم لنا ذوئـــكِ
جزاكى الله خيراعظيماً
وجعل ماقدمتيه في ميزان حسناتكِ

بنت الشام
04-02-2021, 04:47 PM
جزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله
وعمر الله قلبك بالأيمان
على طرحك المحمل بنفحات ايمانيه
سررت لتواجدي هنا في موضوعك
لا عدمناك

إيلين
04-02-2021, 07:48 PM
°°

إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


:114::f15:

شيخة رواية
04-03-2021, 09:37 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

نور القمر
04-03-2021, 03:40 PM
منورين بمروركم العطر

الدكتور على حسن
04-04-2021, 12:10 AM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

نور القمر
04-04-2021, 04:44 PM
منورين بمروركم العطر

شيخة المزايين
04-05-2021, 12:07 AM
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

فرآشه ملآئكيه
04-05-2021, 06:17 AM
سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

نور القمر
04-05-2021, 06:11 PM
منورين بمروركم العطر

شيخة رواية
04-08-2021, 06:22 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

دلوعة عشق
04-08-2021, 07:27 AM
يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيامه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

Şøķåŕą
10-31-2022, 09:01 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.