تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطر الأجهزة الذكية في إفشاء الأسرار الزوجية


نور القمر
03-27-2021, 09:03 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينُه، ونستغفره ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئات أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].



أما بعد:
فإن خير الحديث كلامُ الله عز وجل، وخير الهَدْي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدَثاتُها، وكلَّ محدَثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.







عبادَ الله:



إننا نعيش في فتنةٍ عظيمة، استشرف لها الكثيرُ، ووقع فيها الصغيرُ والكبير، لا يَعرف حرَّها، إلا من اكتوى بنارِها، كُشفت بها الأسرارُ، ونُشرت بها الأخبار، أوْقعَتْنا في الإحراج، وفرَّقَت بين الأزواج؛ إنها "الأجهزة الذَّكية"، وليست بزكية، جعلَت الخاصَّ عامًّا، وأظهرَته للأنام، يحدِّثك الناس بأكلِك وشربِك، ويعرِفون ذهابَك وإِيابَك، الزوجة في مطبخِها إعلاميَّة، توثِّق طبختها المشوية، والبنت قد صوّرَت غرفتَها، وأظهرت للناس زينتَها، والابن لا يَخفى حالُه، تجد عنوانه جوَّاله, ومِن أجل هذه السخافة، صارت بيوتُنا شفَّافة، يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها.







يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ * إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ﴾[التحريم: 3، 4].







قال ابن سعدي في تفسيره: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا ﴾ قال كثيرٌ من المفسِّرين: هي "حَفْصة" أمُّ المؤمنين رضي الله عنها، أسرَّ لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم حديثًا، وأمر أن لا تخبر به أحدًا، فحدَّثَت به عائشةَ رضي الله عنهما، وأخبره اللهُ بذلك الخبر الذي أذاعَته، فعرَّفها صلى الله عليه وسلم، ببعضِ ما قالَت، وأعرَض عن بعضه، كرمًا منه صلى الله عليه وسلم وحِلمًا، فـ ﴿ قَالَتْ ﴾ له: ﴿ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ﴾ الخبر الذي لم يَخرج منَّا؟ ﴿ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ الذي لا تخفى عليه خافيةُ، يعلم السرَّ وأخفى[1].







قال ابن عاشور: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ﴾، هذا خِطَابٌ وجَّهه الله إلى حفصةَ وعائشة؛ لأنَّ إنباء النبي صلى الله عليه وسلم بعلمِه بما أفْشَته القصدُ منه الموعظةُ والتَّحذير والإرشادُ إلى رَأْب ما انثَلَم من واجبها نحو زوجها، وإذ قد كان ذلك إثمًا لأنَّه إضاعةٌ لحُقُوق الزوج، وخاصَّة بإفشاء سرِّه؛ ذكَّرها بواجب التَّوبة منه، وخطاب التَّثنية عائد إلى المُنبِّئة والمُنبَّأَة؛ فأمّا المُنبِّئةُ... فأمرُها بالتَّوبة ظاهرٌ، وأمَّا المُذاعُ إليها؛ فلأنَّها شريكةٌ لها في تلقِّي الخبر السِّرِّ، ولأنَّ المُذيعة ما أذاعَت به إليها إلاَّ لعلمها بأنَّها ترغبُ في تطلُّعٍ مثل ذلك؛ فهاتان موعظتان لمُذيع السِّرِّ ومُشارِكَة المُذاع إليه في ذلك، وكان عليها أن تنهاها عن ذلك أو أن تُخبِر زوجَها بما أذاعَتْه عنه ضَرَّتُها[2].







قال ابن بطَّال في شرحه لهذه القصة في صحيح البخاري: "وفيه من الفقه: أن إفشاءَ السرِّ وما تفعله المرأةُ مع زوجها ذنبٌ ومعصية تجب التوبةُ منه؛ لقوله: ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ﴾[3].







وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ، يقُولُ: قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أشرِّ النَّاس عند الله منزلةً يومَ القيامة: الرَّجُل يُفضِي إلى امرأتِه، وتُفضي إليه، ثُمَّ ينشُرُ سرَّها))؛ رواه مسلم، قال الإمام النووي: "في هذا الحديث تحريمُ إفشاء الرَّجُل ما يجري بينه وبينَ امرأته من أُمُورِ الاستمتاعِ ووصفِ تفاصيل ذلك، وما يجري من المرأةِ فيه من قولٍ أو فعلٍ ونحوِه"[4].







قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "السرُّ: هو ما يقع خُفيةً بينك وبين صاحبِك، ولا يحلُّ لك أن تفشي هذا السرَّ أو أن تبيِّنه لأحد، سواء قال لك: لا تبيِّنْه لأحدٍ، أو عُلِم بالقرينة الفعليَّة أنه لا يُحِبُّ أن يطَّلع عليه أحدٌ، أو عُلِم بالقرينة الحاليَّة أنه لا يحبُّ أن يطَّلع عليه أحد.







مثال الأول: "اللفظ" أن يحدِّثك بحديثٍ، ثم يقول: لا تخبِرْ أحدًا، هو معك أمانة، ومثال الثاني: "القرينة الفعلية" أن يحدِّثك وهو في حالِ تحديثِه إيَّاك يلتفتُ يخشى أن يكون أحد يسمع؛ لأن معنى التفاتِه أنه لا يحبُّ أن يطَّلِع عليه أحد، ومثال الثالث: "القرينة الحاليَّة" أن يكون هذا الذي حدَّثك به أو أخبرك به من الأمور التي يَستحي من ذكرِها أو يَخشى مِن ذِكرها أو ما أشبه ذلك؛ فلا يحلُّ لك أن تبيِّن وتفشي هذا السرَّ.







فهنا ((إنَّ من أشرِّ الناس منزلةً يوم القيامة: الرجل يُفضي إلى المرأة وتفضِي إليه))؛ يعني: بذلك الزوجة فيصبح ينشر سرَّها أو هي أيضًا تصبح تنشر سرَّه، فيقول: فعلتُ في امرأتي البارحةَ كذا وفعلتُ كذا، والعياذ بالله! فالغائب كأنَّه يشاهد كأنه بينهما في الفراش، والعياذ بالله! يخبره بالشيءِ السرِّ الذي لا تحبُّ الزوجةُ أن يطَّلع عليه أحدٌ، أو الزوجةُ كذلك تخبر النساءَ بأن زوجها يفعل بها كذا وكذا، وكلُّ هذا حرامٌ لا يحلُّ، وهو من شرِّ الناس منزلةً عند الله يومَ القيامة، فالواجب أن الأمورَ السريَّة في البيوت وفي الفُرُش وفي غيرِها تُحفظ، وألاَّ يطَّلِع عليها أحدٌ أبدًا؛ فإنَّ مَن حَفِظ سرَّ أخيه حفظَ الله سرَّه؛ فالجزاء من جنس العمل[5].

إيلين
03-27-2021, 09:08 PM
°°

إنتقاء ثري بالذائقه
سلمت ودام رقي ذوقك
بإنتظار القادم بشوق
كل الود لروحك


:114::f15:

ڞــمۭــۃ ۛ ּڂۡــڣــﯟڦ ❥
03-28-2021, 06:08 PM
,,~

سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..

,,~

محمد المقاول
03-28-2021, 09:19 PM
جهد كبير
بارك الله فيك
احترامي ومروري

♡ذبحني غلآك♡
03-29-2021, 12:21 AM
؛

يعطيك العآفيه :eq-32:
لآعدمنآ العطآء ولآ المجهود الرائع:eq-32:

؛

خاطري آضمـڪ
03-29-2021, 12:51 AM
طرح رائـــــــــع
ومجهود مفعم بالجمال والفائدة
يعطيك العافيه على هذا التميز
خالص شكري وتقديري
:eq-34:

tarhal
03-29-2021, 03:19 AM
.,


سلمتْ وغنمتْ بٍالخيرٍ يمناكًٍ:nay1:

عبد الحليم
03-29-2021, 10:15 AM
سلمت يداك على الطرح الرائع والمميز
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك ودي واحترامي

خالد الشاعر
03-29-2021, 01:27 PM
موضوع رائع ومميز
طرحتى فابدعتى دمتى ودام عطائكِ
سلمت أناملكِ على الجلب المميز
اعذب التحايا لكى
خ ـالد الشاعر :239:

نور القمر
03-29-2021, 02:09 PM
منورين بمروركم العطر

بنت الشام
03-29-2021, 02:50 PM
تسسسلم الايـآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يـآرب
بانتظـآر جــديدك القــآدم
آحتـرآمي لك

الدكتور على حسن
03-29-2021, 05:41 PM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

نور القمر
03-29-2021, 09:42 PM
منورين بمروركم العطر

رُّوحي بروحهُ
04-01-2021, 03:51 PM
-




يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع
دمت ودام ابداعك ف سما عشق

نور القمر
04-01-2021, 07:47 PM
منورين بمروركم العطر

سكون الورد
04-03-2021, 07:29 AM
سلمت يداك على الطرح الطيب
‎لاعدمنـآ هذا التميز
‎يعطيك ربي العآفيه
‎بـ إنتظار جديدك بكل شوق
‎لك وآفر الشكر

♡ Šąɱąя ♡
03-30-2022, 07:34 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار ..
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير ..
اسأل البآري لك سعآدة دائمة ..
ودي وتقديري لسموك

Şøķåŕą
03-31-2022, 08:45 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

♡ Šąɱąя ♡
06-10-2022, 03:35 AM
موضوع قيم
سلمت الايادي..:x9:

Şøķåŕą
06-11-2022, 09:28 AM
سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .

Şøķåŕą
09-13-2024, 09:22 PM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

إِيزآبَيل♡
11-24-2024, 03:43 AM
-










إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.ض2