تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾


رحيل
03-16-2021, 02:05 PM
تفسير ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾







الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم




قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 2 - 7].







قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].



قوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مصدر سماعي للفعل "حَمِدَ" دخلت عليه "أل".







و"أل": إذا دخلت على الأوصاف وأسماء الأجناس، دلَّت على الاستغراق والشمول والاستقصاء[1]، وعلامتها صحةُ وضع (كل) الشموليةِ مكانها؛ أي: كل الحمد بجميع صنوفه وأجناسه لله تعالى.







والحمد: وصفُ المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، فإن لم يكن مع المحبة والتعظيم كان نفاقًا ورياءً، وكذبًا وتزلُّفًا ومدحًا مذمومًا.







قال شيخ الإسلام ابن تيمية[2]: "الحمد الإخبار بمحاسن المحمود مع المحبة لها، فلو أخبَرَ مُخبِرٌ بمحاسن غيره من غير محبة لها، لم يكن حامدًا، ولو أحَبَّها ولم يُخبِر بها، لم يكن حامدًا".







قال ابن القيم[3]: "فالحمد لله: الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى، مع محبته والرضا به، فلا يكون المحبُّ الساكت حامدًا، ولا المُثنِي بلا محبة حامدًا؛ حتى تجتمع له المحبة والثناء".







وإذا كرِّر الحمد مرة ثانية سمِّي ثناءً، وإذا كرِّر ثالثة سمي "تمجيدًا"؛ بدليل ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله: أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال الله: مجَّدَني عبدي.." الحديث؛ رواه مسلم[4].







فقوله: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ حمدٌ مطلق، و﴿ الْحَمْدُ ﴾ اسم جنس، والجنس له كمية وكيفية. فالثناء كميةُ الحمد وتكثيره، والتمجيد كيفيتُه وتعظيمه.







وهذا أَولى مما درج عليه كثير من المفسِّرين وأهل اللغة من تفسير الحمد مطلقًا بالثناء[5].







الفرق بين الحمد والشكر:



فسَّر بعض أهل العلم الحمد بمعنى الشكر، منهم المبرد[6] والطبري[7]؛ قال الطبري: "العرب تقول الحمد لله شكرًا".







والصحيح أن الحمد غير الشكر؛ فالحمد كالمدح نقيضه الذم، والشكر نقيضه الكفران[8] وبين الحمد والشكر عموم وخصوص[9].







فالحمد أعمُّ من حيث ما يقع عليه، فهو يقع على الصفات اللازمة والمتعدية؛ أي: يكون لكمال المحمود، ولإنعام المحمود، تقول: حمدته لفروسيته وشجاعته، وحمدته لكرمه.







وهو أخص من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع باللسان فقط، قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾ [الإسراء: 111].







قال الزمخشري[10]: "وهو إحدى شُعَبِ الشكر".







قلت: وليس معنى كونه يقع باللسان فقط أن يكون ذلك بدون مواطأة القلب وموافقته؛ لأن الحمد - كما تقدم - وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم في القلب، ومعلوم أن مدار الأعمال كلها صلاحًا أو فسادًا على القلب، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى))[11] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلَحتْ صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسَدتْ فسد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب"[12].







ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية[13]: "والحمد إنما يكون بالقلب واللسان...".







والشكر أخصُّ من حيث ما يقع عليه؛ فهو لا يقع إلا على الصفات المتعدية؛ أي: ما يكون إلا في مقابلة نعمة؛ تقول: شكرته لكرمه، ولا تقول: شكرته لفروسيته وشجاعته، فهو لا يكون إلا جزاء على نعمة، بينما الحمد يكون جزاء كالشكر، ويكون ابتداءً.







وهو - أي الشكر - أعمُّ من حيث الأداة التي يقع بها، فهو يقع بالقلب واللسان والجوارح، كما قال الشاعر:







وما كان شكري وافيًا بِنَوَالِكُم http://www.r-eshq.com/vb/

ولكنَّني حاولتُ في الجهد مذهبَا http://www.r-eshq.com/vb/





أفادتْكم النَّعماءُ مني ثلاثةً http://www.r-eshq.com/vb/

يدي ولساني والضميرَ المُحَجَّبَا[14] http://www.r-eshq.com/vb/
















ومن هذا قول ابن القيم في شيخه ابن تيمية رحمهما الله[15]:







ولقد أتاحَ ليَ الإلهُ بفضله http://www.r-eshq.com/vb/

مَن ليس تَجزيهِ يدي ولساني http://www.r-eshq.com/vb/





حَبْرًا أتى من أرض حَرَّانٍ فيا http://www.r-eshq.com/vb/

أهلًا بمن قد جاء من حَرَّانِ http://www.r-eshq.com/vb/





فاللهُ يَجزيهِ الذي هو أهلُه http://www.r-eshq.com/vb/

من جنةِ المأوى مع الرِّضوانِ http://www.r-eshq.com/vb/





أخَذتْ يداه يدي وسارَ فلم يَرِمْ http://www.r-eshq.com/vb/

حتى أراني مطلعَ الإيمانِ http://www.r-eshq.com/vb/












فالشكر بالقلب بالاعتراف بالنعمة باطنًا، ونسبتِها إلى المنعِم بها ومُسديها.







والشكر باللسان بالاعتراف بالنعمة ظاهرًا، والتحدث بها باللسان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ [الضحى: 11].







وهذا على القول بأنه يدخل تحت معنى الآية التحدثُ بنعم الله عامة، والآية تحتمله بلا شك؛ لأنه لا ينافي القول بأن المراد بالنعمة هنا نعمة النبوة.







والشكر بالجوارح بالاستعانة بالنعمة على طاعة المنعِم قولًا وعملًا، كما قال تعالى: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13].







وقام صلى الله عليه وسلم حتى تورَّمت قدماه، وقال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!))[16].







ويكون بظهور أثر النعمة على المنعَم عليه، كما في الحديث: ((إن الله يحب أن يَرى أَثَرَ نعمته على عبده))[17].








وفي حديث أبي مالك الجشمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا آتاك الله مالًا، فلْيُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامتِه))[18].







والمدح أعمُّ منهما جميعًا من حيث ما يقع عليه[19]، فإنه يُقال مما يقع من الإنسان بالتسخير، ومما يقع منه باختياره متعديًا أو لازمًا، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته، كما يُمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، كما يُمدح بفروسيته وشجاعته، وهو يقع على الحي والميت، وعلى الحيوان والنبات والجماد، والزمان والمكان، وغير ذلك.







وهو كالحمد من حيث إنه يقع بالقول باللسان لا غير.







قال الراغب[20]: "فكل شكر حمدٌ، وليس كل حمد شكرًا، وكل حمد مدح، وليس كل مدح حمدًا".







﴿ لِلَّهِ ﴾ اللام حرف جر، وهي تفيد معنى الاختصاص والاستحقاق، ولفظ الجلالة مجرور بها، والجار والمجرور متعلِّقان بمحذوف هو خبر ﴿ الْحَمْدُ ﴾، تقديره: مستحق، أو واجب أو ثابت لله.







وقد تقدم في بحث البسملة الكلام مستوفًى على معنى لفظ الجلالة (الله) واشتقاقه.







ومعنى ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ أن الحمد المطلق لله وحده، فهو المستحق له المختص به دون سواه.







وحمده تعالى هو وصفه عز وجل بصفات الكمال اللازمة والمتعدية؛ كمال العظمة وكمال الإحسان والنعمة، مع المحبة والتعظيم له، والرضا عنه، والخضوع له؛ لأنه المنعِم بأكبر النعم وأعظمها.







قال شيخ الإسلام ابن تيمية[21]: "والحمد نوعان: حمد على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر، وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال، وهي أمور وجودية، فإن الأمور العدمية المحضة لا حمدَ فيها، ولا خير ولا كمال.







ومعلوم أن كل ما يُحمَد فإنما يُحمَد على ما له من صفات الكمال، فكل ما يُحْمَد به الخلق فهو من الخالق، والذي منه ما يُحمَد عليه هو أحَقُّ بالحمد، فثبَتَ أنه المستحق للمحامد الكاملة، وهو أحَقُّ من كل محمود بالحمد، والكمالِ من كل كامل، وهو المطلوب".







وقال ابن القيم[22]: "الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله، ونعوت جلاله، مع محبته والرضا عنه والخضوع له، فلا يكون حامدًا من جحد صفات المحمود، ولا مَن أعرَضَ عن محبته والخضوع له، وكلما كانت صفات كمال المحمود أكثرَ، كان حمده أكمل، وكلما نقص من صفات كماله، نقص من حمده بحسبها؛ ولهذا كان الحمد لله حمدًا لا يحصيه سواه؛ لكمال صفاته وكثرتها، ولأجل هذا لا يُحصي أحدٌ من خلقه ثناءً عليه[23]؛ لما له من صفات الكمال، ونعوت الجلال، التي لا يحصيها سواه..".







والذين قالوا: معنى الحمد الثناء، معناه عندهم: الثناء عليه تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
يتبع

رحيل
03-16-2021, 02:06 PM
قال القرطبي[24] رحمه الله تعالى: "الحمد في كلام العرب معناه الثناء الكامل... فهو سبحانه يستحق الحمدَ بأجمعه؛ إذ له الأسماء الحسنى والصفات العليا".







وقال أيضًا: "الحمد ثناء على الممدوح بصفاته... وذكر عن جعفر الصادق في قوله: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ ï´¾ قال: من حمده بصفاته كما وصف نفسه، فقد حمد..."







وقوله تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ ï´¾ جملة خبرية فيها معنى الأمر، فهو جل وعلا يُخبِرُ عن اتصافه بالحمد، ويأمر عباده أن يحمدوه، كما قال تعالى: ï´؟ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ï´¾ [النمل: 59].







وإنما جاءت جملةً اسمية للدلالةِ على الاستمرار والدوام، فله سبحانه وتعالى الحمدُ في جميع الأوقات والأزمان والأماكن، في الدنيا والآخرة، وفي السموات والأرض، وهو المحمود بكل حال، على ما له سبحانه من المحاسن والإحسان، وعلى ما له من الأسماء الحسنى والمَثَلِ الأعلى، وما خلقه في الآخرة والأولى[25].







افتتح كتابه بالحمد فقال تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الفاتحة: 2]، وله الحمد على إنزاله، كما قال تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ï´¾ [الكهف: 1].







وله الحمد على خلق السموات والأرض وسائر المخلوقات، قال تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ï´¾ [الأنعام: 1]، وقال تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ï´¾ [فاطر: 1].







وله الحمد على ملك ما في السموات والأرض، قال تعالى: ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ï´¾ [سبأ: 1].







وله الحمد في السموات والأرض، وفي جميع الأوقات، قال تعالى: ï´؟ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ï´¾ [الروم: 18].







وله الحمد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ï´؟ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ ï´¾ [القصص: 70]، وقال تعالى: ï´؟ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ï´¾ [سبأ: 1].







وحمده تعالى آخر دعوى أهل الجنة، كما قال تعالى: ï´؟ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [يونس: 10].







وشَقَّ لنبيِّه صلى الله عليه وسلم اسمًا من الحمد، فسماه: محمدًا.







قال حسان بن ثابت رضي الله عنه[26]:







وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيِّ إلى اسمِه http://www.r-eshq.com/vb/

إذا قال في الخَمْسِ المؤذِّنُ أَشْهَدُ http://www.r-eshq.com/vb/





وشَقَّ له مِنِ اسمِه[27] لِيُجِلَّهُ http://www.r-eshq.com/vb/

فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ http://www.r-eshq.com/vb/












فهو تعالى المحمود على الدوام في جميع الأحوال؛ ولهذا أمر عباده أن يحمدوه في آيات كثيرة، وكان نبيُّنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: ((الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال))[28].







كما رغَّب صلى الله عليه وسلم في حمد الله تعالى في أحاديث كثيرة، منها:



ما رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطُّهورُ شطرُ الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأان - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كلُّ الناس يَغْدو، فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها، أو مُوبِقُها"[29].







وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لَيَرْضى عن العبد أن يأكُل الأكلةَ فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها))[30].







وبما أن كل نعمة على العباد فهي من الله تعالى، كما قال تعالى: ï´؟ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ï´¾ [النحل: 53]، وبما أن نِعَمَ الله على العباد كثيرةٌ لا تحصى، كما قال تعالى: ï´؟ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ï´¾ [النحل: 18]، فإن العبد ليس بمقدوره أن يشكُرَ الله حقَّ شكره على هذه النعم، التي منها النعم الدينية من الإيمان والعلم والتقوى، والنعم الدنيوية كالصحة والمال، والنعم الأخروية، وهي الجزاء الكثير، على العمل القليل، في العمر القصير، ومضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.







إذ كيف يمكن العبدَ أن يشكُرَ الله حقَّ شكره والشكرُ نفسُه نعمة من الله على العبد تستوجب الشكر؟! فما على العبد إلا أن يقوم بما يستطيع من الشكر ويقول: "سبحانك لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك"[31].











إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً http://www.r-eshq.com/vb/

عليَّ له في مثلِها يجب الشكرُ http://www.r-eshq.com/vb/





فكيف بلوغُ الشكر إلا بفضلِه http://www.r-eshq.com/vb/

وإن طالتِ الأيامُ واتصَلَ العُمرُ[32] http://www.r-eshq.com/vb/

رحيل
03-16-2021, 02:06 PM
[1] انظر: "جامع البيان" (1/ 138)، "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133)، "مجموع الفتاوى" (1/ 89)، "البحر المحيط" (1/ 18).




[2] انظر: "مجموع الفتاوى" (8/ 378).




[3] في "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص88).




[4] سبق تخريجه.




[5] انظر: "مجموع الفتاوى" (6/ 266)، وانظر: "جامع البيان" (1/ 139)، "الكشاف" (1/ 7)، "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "زاد المسير" (1/ 11)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133، 134)، "أنوار التنزيل" (1/ 7)، "لسان العرب" مادة (حمد)، "البحر المحيط" (1/ 18)، "أضواء البيان" (1/ 39).




[6] انظر: "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133).




[7] في "جامع البيان" (1/ 135 -138).




[8] انظر: "الكشاف" (1/ 8)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133).




[9] انظر: "المفردات" مادة "شكر"، "معالم التنزيل" (1/ 39)، "الكشاف" (1/ 7، 8) "المحرر الوجيز" (1/ 63)، "تفسير النسفي" (1/ 3)، "مجموع الفتاوى" (11/ 133 -134 -135، 146)، "تفسير ابن كثير" (1/ 45).




[10] في "الكشاف" (1/ 7).




[11] أخرجه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: البخاري في بدء الوحي (1)، ومسلم في الإمارة (7091).




[12] أخرجه من حديث النعمان بن بشير: البخاري - في الإيمان (52)، ومسلم - في المساقاة (1599).




[13] انظر: "مجموع الفتاوى" (11/ 134).




[14] انظر: "الكشاف" (1/ 7)، "مجموع الفتاوى" (11/ 133 -134)، "تفسير ابن كثير" (1/ 45).




[15] في "النونية" (ص143).




[16] أخرجه البخاري في التفسير (4836) عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه، فقيل له: غفَرَ الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا؟!)).

وأخرجه أيضًا بنحوه من حديث عائشة رضي الله عنها (4837).




[17] أخرجه الترمذي في الأدب (2819) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وقال: "حديث حسن". وأخرجه أحمد (2/ 311) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، و(4/ 438) من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه.




[18] أخرجه أبو داود - في اللباس (40634)، والنسائي في الزينة (4819) - وصححه الألباني.




[19] انظر: "الصحاح" و"المفردات" مادة: "مدح"، "تفسير ابن كثير" (1/ 46).




[20] في "المفردات" مادة "حمد".




[21] انظر: "مجموع الفتاوى" (6/ 84).




[22] في "مدارج السالكين" (1/ 48).




[23] كما قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء: ((اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك))؛ أخرجه مسلم في الصلاة - باب ما يُقال في الركوع والسجود (486) - من حديث عائشة رضي الله عنها.




[24] في "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 133 -134).




[25] انظر: "مجموع الفتاوى" (11/ 133).




[26] انظر: "ديوانه" ص(338).




[27] لم يرد في الكتاب والسنة أن من أسمائه تعالى "المحمود"، فمعنى "المحمود" في البيت الموصوف بالحمد.




[28] أخرجه ابن ماجه في الأدب - باب فضل الحامدين (3803). وقال في "الزوائد": "إسناده صحيح ورجاله ثقات"، وصححه الألباني.




[29] أخرجه مسلم في الطهارة - فضل الوضوء (223).




[30] أخرجه مسلم في الذكر - استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل (2734).




[31] أخرجه مسلم - في الصلاة - باب ما يُقال في الركوع والسجود (486) عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقَدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمَستُه، فوقعتْ يدي على بطن قدمه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك))، وأبو داود في الصلاة - باب الدعاء في الركوع والسجود (879).




[32] البيتان للشاعر محمود الوراق، انظر: "المستطرف" (1/ 53)، "تاريخ دمشق" (5/ 190).

بنت الشام
03-16-2021, 02:10 PM
جزاك الله خير
الله يعطيك العـــــآآفية
طرح الاكثر من رائع ’،
ربي يحفظك و يرعاك
ودي مع تحيااااتي لك لاعدمناك *

نور القمر
03-16-2021, 08:10 PM
متصفح جميل وجهد مدهش
تباركت أناملك
وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر
ولـِ روحك أجل سلاماً

ملكة المنتدى
03-17-2021, 12:08 AM
جزاك الله خير

شيخة المزايين
03-17-2021, 03:52 AM
جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

خالد الشاعر
03-17-2021, 08:37 AM
جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
لاعدمنا روعتكِ

عبد الحليم
03-17-2021, 10:39 AM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
سلمت يداك على الجلب
لك ودي

الدكتور على حسن
03-17-2021, 05:11 PM
:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنا
ربنا يجعله فى ميزان حسناتك
ويجازيك عنا خير الجزاء
ويبارك فيك ويسعدك
لك كل
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:

شيخة الزين
03-19-2021, 07:11 AM
بارك الله فيك ...
وجزاك خير ...
دمت بحفظ الله ورعايته...

رحيل
03-20-2021, 04:59 AM
أسعدني تواجدكم العطر في متصفحي بارك الله فيكم
لكم كل الشكر والتقدير كلا بأسمه لا هنتم ..


دمتم بسعادة لا تنتهي

شيخة رواية
03-20-2021, 07:39 AM
:f15:
موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
:f15:

الأمير
03-21-2021, 08:57 PM
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُوحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
http://katka5212.bloglap.hu/kepek/201204/_1.png

دلوعة عشق
03-29-2021, 10:26 AM
جوزيت من الخير اكثرهـ
ومن العطـاء منبعـه
لاحرمنـا البآريء وإيـاك ـأوسـع جنانـه
دمت بسعاده مدى الحياة

Şøķåŕą
10-07-2022, 09:04 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

Şøķåŕą
10-08-2022, 08:21 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.