الدكتور على حسن
03-10-2021, 04:54 PM
كنت أقرأ سورة الرحمن يوماً ..
فسمعني رجل كبير ..
فقال لي معلومة جعلتني أشعر أني أقرأ
سورة الرحمن لأول مرة ...
وكأني لم أقرأها من قبل ..
هذا الرجل الكبير سألني سؤالا قال :
الله جل وعز يقول في الآية 46
( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويقول في الآية رقم 62
( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ،
ينقسمان اثنان اثنان ...
فما الفرق بينهما ؟
فقلت : لا أعرف
قال : سوف أوضح لك ..
وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقاً شاسعاً
بينهما حتى يميز
" الذى يخاف مقام ربه " في السر
هيا بنا نبدأ ........
- الجنتان للمُتقي الذى يخاف ربه في الخفاء
( ذواتا أفنان ) أي تحتوي على شجر كثيف يتخلله الضوء ..
وهذا منظر بديع لم تره من قبل ..
- والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان )
أي تحتوي على شجر كثيف جدا ،
ولكن لا يتخلله ضوء ..
أي أن هناك ظلاً كاملاً .. فالمنظر أقل جمالا..
- الجنتان للمُتقي ( فيهما عينان تجريان )
وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ،
ولا يتعكر لأنه يجري ..
- والجنتان الأقل منهما ( فيهما عينان نضّاختان )
النضخ يعني الفوران ،
يعني ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجري ،
وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان
أنهما أيضا نضاختان ، لكن لا يجوز العكس
- الجنتان للمُتقي ( فيهما من كل فاكهة زوجان )
يعني ضربان رطب ويابس لا يقصر
هذا عن ذلك فى الطيب والحسن
- والجنتان الأقل منهما ( فيهما فاكهة ونخل ورمان )
يعني نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل .
- الجنتان للمُتقي
( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن ، فما بالك بالظواهر ،
وقد جاء فى الخبر عن النبى ï·؛ أنه قال
: ظواهرها نور يتلألأ ..
والشجر يدنو من ولي الله فيها وهو مضطجع
يقطف من جناها ( أي ما يُجنى منها من الجَنى ) ..
تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك
وأنت مضطجع تجتنى من ثماره
- أما الجنتان الأقل منهما
( متكئين على رفرفٍ خضر وعبقريٍ حسان )
وصف الظاهر .. فلا تعرف عن الباطن شيئا ،
وهو أقل من وصف الباطن ..
وترك الظاهر مبهماً ..
لكن ماذا عسى أن يكون
الظاهر والباطنُ من استبرق ؟
- الجنتان للمُتقي
( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان )
إنهن قاصرات الطرف ( على وزن فاعلات )
بإرادتهن أي لم ينظرن إلى رجل من قبل ،
وهو غاية العفة .
- والجنتان الأقل منهما
( حورٌ مقصورات فى الخيام )
ركز معي هن مقصورات ،
وليس قاصرات
( كفرق بين فاعل بإرادته ومفعول به رغما عنه ) .
متخيل الفرق ؟
والأبدع من هذا كله والشيء
الذي سوف يجعلك تقشعر عندما تسمعه ..
أن الله سبحانه وتعالى رتّب هذا بشكل
عجيب حيث جعل الترتيب ب لما تشتهيه النفس
( هذا كله للمُتقي )
فى وصفه في الآيات ..
فاسمع واستشعر معي ..
عندما تدخل الحديقة التى يتخلل أغصانها الضوء
( ذواتا أفنان )
وترى بعينك العينان اللتان تجريان
( فيهما عينان تجريان )
ثم ترى الفاكهة التى من أثر العينان اللتان تجريان
( فيهما من كل فاكهة زوجان )
وتقطف منها ما تشاء وتأكل ،
سوف تحتاج للراحة فكان الفراش
حتى تستريح بعد الطعام
( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان )
وقد أعطى لك الحرية فى الاختيار
أن الطعام من الممكن أن يأتيك إلى فراشك ..
لو اشتهيت أي شئ وأنت مضطجع
فى فراشك وهذا تمام الراحة ..
وعندما تحدث عن الفراش ،
وصف بعده شريك الفراش
الذى تميل إليه النفس وتشتهيه ( قاصرات الطرف ) .
ولو راجعت الجنتين الأقل سوف
تجد ترتيباً أيضا ولكنه ترتيب أقل ..
وليس بنفس الروعة
تخيل كل هذا من أجل المُتقي فقط ..
وصاحب (الجنتان) الأقل ...
عمل أعمالاً صالحة ،
لكنه فى الخلوات كان من الممكن
أن يعصي الله عزّ وجل ظنا ًمنه أن لا أحداً يراه ...
فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات
جعلت الفرق الشاسع بينهم فى الجنة ...
فانتبه لخلواتك ...
فسيئاتك في الخلا تنسف حسناتك في الملا ...
وهذا قول مُطَرِّف بن الشِّخّير رحمه الله :
" إذا اسْتَوَتْ سريرةُ العبد وعلانيتُه ؛
قال الله عزَّ وجلَّ : هذا عبدي حقًّا ".
فمن ساءت سريرته كان بمثابة نصف عبد ...
وانتبه لقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
" أجمع العارفون بالله
أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات "
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى
فسمعني رجل كبير ..
فقال لي معلومة جعلتني أشعر أني أقرأ
سورة الرحمن لأول مرة ...
وكأني لم أقرأها من قبل ..
هذا الرجل الكبير سألني سؤالا قال :
الله جل وعز يقول في الآية 46
( ولمن خاف مقام ربه جنتان )
ويقول في الآية رقم 62
( ومن دونهما جنتان )
فهذا يعني أن هناك أربع جنان ،
ينقسمان اثنان اثنان ...
فما الفرق بينهما ؟
فقلت : لا أعرف
قال : سوف أوضح لك ..
وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقاً شاسعاً
بينهما حتى يميز
" الذى يخاف مقام ربه " في السر
هيا بنا نبدأ ........
- الجنتان للمُتقي الذى يخاف ربه في الخفاء
( ذواتا أفنان ) أي تحتوي على شجر كثيف يتخلله الضوء ..
وهذا منظر بديع لم تره من قبل ..
- والجنتان الأقل منهما ( مدهامتان )
أي تحتوي على شجر كثيف جدا ،
ولكن لا يتخلله ضوء ..
أي أن هناك ظلاً كاملاً .. فالمنظر أقل جمالا..
- الجنتان للمُتقي ( فيهما عينان تجريان )
وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ،
ولا يتعكر لأنه يجري ..
- والجنتان الأقل منهما ( فيهما عينان نضّاختان )
النضخ يعني الفوران ،
يعني ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجري ،
وطبعا قد تتصف العينان اللتان تجريان
أنهما أيضا نضاختان ، لكن لا يجوز العكس
- الجنتان للمُتقي ( فيهما من كل فاكهة زوجان )
يعني ضربان رطب ويابس لا يقصر
هذا عن ذلك فى الطيب والحسن
- والجنتان الأقل منهما ( فيهما فاكهة ونخل ورمان )
يعني نوع واحد ، وهو فى المتعة أقل .
- الجنتان للمُتقي
( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان )
تخيل أن هذا وصف البطائن ، فما بالك بالظواهر ،
وقد جاء فى الخبر عن النبى ï·؛ أنه قال
: ظواهرها نور يتلألأ ..
والشجر يدنو من ولي الله فيها وهو مضطجع
يقطف من جناها ( أي ما يُجنى منها من الجَنى ) ..
تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك
وأنت مضطجع تجتنى من ثماره
- أما الجنتان الأقل منهما
( متكئين على رفرفٍ خضر وعبقريٍ حسان )
وصف الظاهر .. فلا تعرف عن الباطن شيئا ،
وهو أقل من وصف الباطن ..
وترك الظاهر مبهماً ..
لكن ماذا عسى أن يكون
الظاهر والباطنُ من استبرق ؟
- الجنتان للمُتقي
( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان )
إنهن قاصرات الطرف ( على وزن فاعلات )
بإرادتهن أي لم ينظرن إلى رجل من قبل ،
وهو غاية العفة .
- والجنتان الأقل منهما
( حورٌ مقصورات فى الخيام )
ركز معي هن مقصورات ،
وليس قاصرات
( كفرق بين فاعل بإرادته ومفعول به رغما عنه ) .
متخيل الفرق ؟
والأبدع من هذا كله والشيء
الذي سوف يجعلك تقشعر عندما تسمعه ..
أن الله سبحانه وتعالى رتّب هذا بشكل
عجيب حيث جعل الترتيب ب لما تشتهيه النفس
( هذا كله للمُتقي )
فى وصفه في الآيات ..
فاسمع واستشعر معي ..
عندما تدخل الحديقة التى يتخلل أغصانها الضوء
( ذواتا أفنان )
وترى بعينك العينان اللتان تجريان
( فيهما عينان تجريان )
ثم ترى الفاكهة التى من أثر العينان اللتان تجريان
( فيهما من كل فاكهة زوجان )
وتقطف منها ما تشاء وتأكل ،
سوف تحتاج للراحة فكان الفراش
حتى تستريح بعد الطعام
( متكئين على فُرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان )
وقد أعطى لك الحرية فى الاختيار
أن الطعام من الممكن أن يأتيك إلى فراشك ..
لو اشتهيت أي شئ وأنت مضطجع
فى فراشك وهذا تمام الراحة ..
وعندما تحدث عن الفراش ،
وصف بعده شريك الفراش
الذى تميل إليه النفس وتشتهيه ( قاصرات الطرف ) .
ولو راجعت الجنتين الأقل سوف
تجد ترتيباً أيضا ولكنه ترتيب أقل ..
وليس بنفس الروعة
تخيل كل هذا من أجل المُتقي فقط ..
وصاحب (الجنتان) الأقل ...
عمل أعمالاً صالحة ،
لكنه فى الخلوات كان من الممكن
أن يعصي الله عزّ وجل ظنا ًمنه أن لا أحداً يراه ...
فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات
جعلت الفرق الشاسع بينهم فى الجنة ...
فانتبه لخلواتك ...
فسيئاتك في الخلا تنسف حسناتك في الملا ...
وهذا قول مُطَرِّف بن الشِّخّير رحمه الله :
" إذا اسْتَوَتْ سريرةُ العبد وعلانيتُه ؛
قال الله عزَّ وجلَّ : هذا عبدي حقًّا ".
فمن ساءت سريرته كان بمثابة نصف عبد ...
وانتبه لقول الإمام ابن القيم رحمه الله:
" أجمع العارفون بالله
أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات "
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علــى