رحيل
03-03-2021, 01:45 PM
برج بابل ... بين الحقيقة و الخيال
علي طالب
Latest projects
Susan Smith March 2012
I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It’s easy. Just click “Edit Text” or double click me to add your own content and make changes to the font. Feel free to drag and drop me anywhere you like on your page. I’m a great place for you to tell a story and let your users know a little more about you.
Tip: Use this area to let your visitors know about your latest news. You can change the title to the service you provide and use this text area to describe your service. Feel free to change the image.
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_9579ec1d2f094102b41afb8a7eb4cb74.jpg/v1/fill/w_939,h_701,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01/6ee24d_9579ec1d2f094102b41afb8a7eb4cb74.jpg
لطالما كان رمزا لكبرياء الانسان، التف حوله الغموض من كل جانب ولم نستطع ان نستشف المعلومة التي تشبع تساؤلاتنا عنه.
برج بابل ... هذا الصرح العظيم .... أين كان؟ .... ما سبب بناءه؟ .... في اي وقت بني؟ .... كيف بني ؟ ... كيف كان شكله؟ .... ما الارتفاع الذي بلغه؟ ... و كيف انتهى به الامر؟
سنجيب عن هذه الأسألة في هذه المقالة
اول ذكر للبرج كان في التوراة (العهد القديم)
سفر التكوين
و كانت الأرض كلها ذات لغة واحدة، و كلام واحد. و حدث انهم فيما كانوا في ترحالهم من الشرق، وجدوا سهلا في ارض شنعار فاقاموا هناك . و قال بعضهم لبعض: هيا ، لنصنع آجرا، نشوه جيدا. و كان لهم آجر عوضا عن الحجر، و قير عوضا عن الطين. و قالوا هيا لنبن مدينة و برجا تبلغ قمته السماء . و لنجعل لنا اسما، لئلا نتشتت على و جه الارض كلها.
هكذا تروي التوراة طريقة بناء البرج.
يمكننا ان نستمد من هذه القصة التي يرجح انها كتبت في القرن التاسع قبل الميلاد ان البرج بني في سهل و كما نعلم ان ارض الرافدين هي سهل، كما و نستشفي ايضا ان مادة البناء كانت الطين وليس الحجر و كما هو معروف ان الطين المشوي (الآجر) هي مادة البناء الرئيسية في العراق القديم و كذلك بالنسبة للقار فهو ما كان يستخدم لربط الآجر بينه و بين بعض كما نشاهد اليوم في خرائب المواقع الآثارية اليوم.
اما سبب البناء فهو لبناء اسم لهم لبناء وطن ينتمون اليه كي لا يتشتتوا في الارض
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_147c242ab99f43ffa50ac41b07b9b114.jpg/v1/fill/w_436,h_789,al_c,q_80,usm_0.66_1.00_0.01/6ee24d_147c242ab99f43ffa50ac41b07b9b114.jpg
أمرني الرب مردوخ بشأن إيـتيـميـنانكي، برج بابل المدرج، الذي كان قبل زماني قد أصابه البلى و الخراب، أن اوطد أسمه في حضن العالم السفلي و جعل قمته كالسماء.....
أمرت بصنع الآجر. و كما الأمطار من الأعالي لا تقاس أو التيارات الدافقة جعلت انهارا من القير يؤتى بها بقناة اراهتو؟
أخذت قصبة و بنفسي قست الأبعاد...إتبعت نصائح الآلهة شمش و أدد و مردوخ، فإتخذت قرارات و حفظتها في قلبي, حفظت قياسات البرج في ذاكرتي ككنز، و ضعت تحت الآجر ذهباً و فضة، و أحجارا كريمة من الجبال و من البحر و أمرت بصنع تمثال لشبهي الملكي مرتديا الدوبشيكو ؟ و جعلته في الأسس، و لربي مردوخ حنيت رقبتي، و خلعت ردائي شارة دمي الملكي و على رأسي حملت الآجر و التراب.
و أما ابني البكر نبوخذنصر، حبيب قلبي، فجعلته يحمل الطين و تقدمات الخمر و الزيت برفقة ابناء رعيتي.كل الشعوب من امم عديدة أجبرتها على العمل في تشييد إيـتيـميـنانكي... و أقمت المسكن العالي لربي مردوخ على قمته.
هكذا يروي نبو بولاصر ملك بابل قصة البرج
ما يمكن ان نستقيه من رواية نبو بولاصر التي دونت قرابة 600 قبل الميلاد أي بعد ثلاثمائة سنة من كتابة التوراة ان البرج كان موجودا قبل زمن نبوبولاصر و هو بالتأكيد ما يشير اليه الملك عندما يقول " الذي كان قبل زماني قد اصابه البلى و الخراب " كما و هناك نص للملك الآشوري سنحاريب يتفاخر فيه بتدمير بلاد بابل و يذكر تدمير البرج المقدس حوالي سنة 689 قبل الميلاد مما لا يدع مجالا للشك ان البرج كان موجودا قبل العصر البابلي الحديث.
ويصف البرج بأن قاعدته في العالم السفلي و رأسه كالسماء و هو بالضبط كوصف التوراة عندما تقول ان البرج يصل إلى السماء او الجنة كما ان معنى الاسم (إيـتيـميـنانكي) هو اساس السماء و الأرض.
و يستمر التطابق مع الوصف التوراتي عندما نشاهده يصف المادة المستخدمة في بناء البرج الآجر و القير، و يتكلم الملك عن اشرافه الشخصي على بناء البرج و يذكر العادة التي دأب عليها بناؤوا العراق القديم و التي توارثناها اليوم وهي وضع الأساسات في
البناء و وضع الكنوز فيها و اسم الملك المشيّد و يذكر نبوبولاصر مشاركة ابنه نبوخذنصر الذي سيكون المكمل لهذا المشروع الضخم بعد وفاة والده كما و يشير إلى مشاركة اهل بابل بالإضافة إلى الأسرى من الامم الأخرى.
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_ec8f591e406944d5bdbc358fdd7997e9.jpg/v1/fill/w_712,h_561,al_c,q_85/6ee24d_ec8f591e406944d5bdbc358fdd7997e9.jpg
" في وسط الهيكل (المعبد) بني برج متين، طوله ستاد واحد و عرضه ستاد واحد. و على هذا البرج قام برج آخر، و على هذا قام برج آخر ، و على هذا قام برج كذلك، و هكذا حتى كان المجموع ثمانية ابراج بسلم لولبي يحيط بها من الخارج و في حوالي منتصف الطريق إلى الأعلى ثمة مقاعد يستطيع الصاعدون الجلوس عليها للإستراحة.
و في البرج الأعلى هناك هيكل عظيم، و في الهيكل سرير عظيم بديع الصنع و الزينة، و قربه مائدة من ذهب، و ليس هناك اي تمثال لمعبود. و لا يقضي الليل هناك سوى امرأة من اهل تلك البلاد، كلفها بذلك الإله بالذات، و هذا ما اخبرني به الكلدانيون الذين هم كهنة ذلك الإله.. "
هكذا يصف ابو التأريخ الرحالة هيرودوتس برج بابل في رحلته إليها حوالي سنة 460 قبل الميلاد
يصف هيرودوتس هنا برج بابل الذي تم بناءه من قبل نبوخذنصر و يورد هيرودوتس في نصه طولاً للبرج و هو اول ذكر لطول البرج في نص تأريخي و يذكر ان طوله زهاء الـ 180 متر (ستاد واحد) و يقول ان الطول و العرض واحد بالتالي البرج كان مربعا و يصف البرج على انه مكون من عدة ابراج بعضها على بعض و تصغر كلما استمرينا بالصعود و هو بالتأكيد الوصف المطابق للزقورات القديمة .
ولكن يذكر هيرودوتس وجود ثمان طبقات في حين المعروف عنها انها سبع، فهل عدّ هيرودوتس غرفة استراحة الاله في الأعلى من الطبقات ؟ يمكن ان نأخذ وصفه على هذا المأخذ...ثم يقول هيرودوتس ان للبرج سلم لولبي يحيط به من الخارج و يمكن ان نتخيل هذا السلم من خلال النظر إلى ملوية سامراء فهي بالضبط مكونة من ذلك السلم اللولبي المحيط بالبرج من الخارج...
يمكننا ان نتلمس الأثر الذي تركه البرج في نفس هيرودوتس فهو يصفه بالضخامة حيث بدى له ان طوله مائتي متر و هذا يتطلب وجود مقاعد استراحة لانه من الصعب صعوده مرة و احدة.
كما ان وصف هيرودوتس لغرفة الآله في الأعلى هو النص التأريخي الوحيد الذي يتكلم بهذه التفاصيل عن البرج و يتكلم عن اثاثها البديع الصنع كما يصفه من الذهب و دقة في الوصف حيث انه لا يرى تمثالا هناك و يتكلم عن وجود امرأة هناك لا يوضح كلام هيرودوتس وظيفتها هل هي هناك لخدمة الآله ؟ للقيام ببعض الطقوس؟ هل لممارسة الزواج المقدس مع الآله؟ هذا ما سيجيبنا عليه المستقبل لربما.
علي طالب
Latest projects
Susan Smith March 2012
I'm a paragraph. Click here to add your own text and edit me. It’s easy. Just click “Edit Text” or double click me to add your own content and make changes to the font. Feel free to drag and drop me anywhere you like on your page. I’m a great place for you to tell a story and let your users know a little more about you.
Tip: Use this area to let your visitors know about your latest news. You can change the title to the service you provide and use this text area to describe your service. Feel free to change the image.
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_9579ec1d2f094102b41afb8a7eb4cb74.jpg/v1/fill/w_939,h_701,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01/6ee24d_9579ec1d2f094102b41afb8a7eb4cb74.jpg
لطالما كان رمزا لكبرياء الانسان، التف حوله الغموض من كل جانب ولم نستطع ان نستشف المعلومة التي تشبع تساؤلاتنا عنه.
برج بابل ... هذا الصرح العظيم .... أين كان؟ .... ما سبب بناءه؟ .... في اي وقت بني؟ .... كيف بني ؟ ... كيف كان شكله؟ .... ما الارتفاع الذي بلغه؟ ... و كيف انتهى به الامر؟
سنجيب عن هذه الأسألة في هذه المقالة
اول ذكر للبرج كان في التوراة (العهد القديم)
سفر التكوين
و كانت الأرض كلها ذات لغة واحدة، و كلام واحد. و حدث انهم فيما كانوا في ترحالهم من الشرق، وجدوا سهلا في ارض شنعار فاقاموا هناك . و قال بعضهم لبعض: هيا ، لنصنع آجرا، نشوه جيدا. و كان لهم آجر عوضا عن الحجر، و قير عوضا عن الطين. و قالوا هيا لنبن مدينة و برجا تبلغ قمته السماء . و لنجعل لنا اسما، لئلا نتشتت على و جه الارض كلها.
هكذا تروي التوراة طريقة بناء البرج.
يمكننا ان نستمد من هذه القصة التي يرجح انها كتبت في القرن التاسع قبل الميلاد ان البرج بني في سهل و كما نعلم ان ارض الرافدين هي سهل، كما و نستشفي ايضا ان مادة البناء كانت الطين وليس الحجر و كما هو معروف ان الطين المشوي (الآجر) هي مادة البناء الرئيسية في العراق القديم و كذلك بالنسبة للقار فهو ما كان يستخدم لربط الآجر بينه و بين بعض كما نشاهد اليوم في خرائب المواقع الآثارية اليوم.
اما سبب البناء فهو لبناء اسم لهم لبناء وطن ينتمون اليه كي لا يتشتتوا في الارض
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_147c242ab99f43ffa50ac41b07b9b114.jpg/v1/fill/w_436,h_789,al_c,q_80,usm_0.66_1.00_0.01/6ee24d_147c242ab99f43ffa50ac41b07b9b114.jpg
أمرني الرب مردوخ بشأن إيـتيـميـنانكي، برج بابل المدرج، الذي كان قبل زماني قد أصابه البلى و الخراب، أن اوطد أسمه في حضن العالم السفلي و جعل قمته كالسماء.....
أمرت بصنع الآجر. و كما الأمطار من الأعالي لا تقاس أو التيارات الدافقة جعلت انهارا من القير يؤتى بها بقناة اراهتو؟
أخذت قصبة و بنفسي قست الأبعاد...إتبعت نصائح الآلهة شمش و أدد و مردوخ، فإتخذت قرارات و حفظتها في قلبي, حفظت قياسات البرج في ذاكرتي ككنز، و ضعت تحت الآجر ذهباً و فضة، و أحجارا كريمة من الجبال و من البحر و أمرت بصنع تمثال لشبهي الملكي مرتديا الدوبشيكو ؟ و جعلته في الأسس، و لربي مردوخ حنيت رقبتي، و خلعت ردائي شارة دمي الملكي و على رأسي حملت الآجر و التراب.
و أما ابني البكر نبوخذنصر، حبيب قلبي، فجعلته يحمل الطين و تقدمات الخمر و الزيت برفقة ابناء رعيتي.كل الشعوب من امم عديدة أجبرتها على العمل في تشييد إيـتيـميـنانكي... و أقمت المسكن العالي لربي مردوخ على قمته.
هكذا يروي نبو بولاصر ملك بابل قصة البرج
ما يمكن ان نستقيه من رواية نبو بولاصر التي دونت قرابة 600 قبل الميلاد أي بعد ثلاثمائة سنة من كتابة التوراة ان البرج كان موجودا قبل زمن نبوبولاصر و هو بالتأكيد ما يشير اليه الملك عندما يقول " الذي كان قبل زماني قد اصابه البلى و الخراب " كما و هناك نص للملك الآشوري سنحاريب يتفاخر فيه بتدمير بلاد بابل و يذكر تدمير البرج المقدس حوالي سنة 689 قبل الميلاد مما لا يدع مجالا للشك ان البرج كان موجودا قبل العصر البابلي الحديث.
ويصف البرج بأن قاعدته في العالم السفلي و رأسه كالسماء و هو بالضبط كوصف التوراة عندما تقول ان البرج يصل إلى السماء او الجنة كما ان معنى الاسم (إيـتيـميـنانكي) هو اساس السماء و الأرض.
و يستمر التطابق مع الوصف التوراتي عندما نشاهده يصف المادة المستخدمة في بناء البرج الآجر و القير، و يتكلم الملك عن اشرافه الشخصي على بناء البرج و يذكر العادة التي دأب عليها بناؤوا العراق القديم و التي توارثناها اليوم وهي وضع الأساسات في
البناء و وضع الكنوز فيها و اسم الملك المشيّد و يذكر نبوبولاصر مشاركة ابنه نبوخذنصر الذي سيكون المكمل لهذا المشروع الضخم بعد وفاة والده كما و يشير إلى مشاركة اهل بابل بالإضافة إلى الأسرى من الامم الأخرى.
https://static.wixstatic.com/media/6ee24d_ec8f591e406944d5bdbc358fdd7997e9.jpg/v1/fill/w_712,h_561,al_c,q_85/6ee24d_ec8f591e406944d5bdbc358fdd7997e9.jpg
" في وسط الهيكل (المعبد) بني برج متين، طوله ستاد واحد و عرضه ستاد واحد. و على هذا البرج قام برج آخر، و على هذا قام برج آخر ، و على هذا قام برج كذلك، و هكذا حتى كان المجموع ثمانية ابراج بسلم لولبي يحيط بها من الخارج و في حوالي منتصف الطريق إلى الأعلى ثمة مقاعد يستطيع الصاعدون الجلوس عليها للإستراحة.
و في البرج الأعلى هناك هيكل عظيم، و في الهيكل سرير عظيم بديع الصنع و الزينة، و قربه مائدة من ذهب، و ليس هناك اي تمثال لمعبود. و لا يقضي الليل هناك سوى امرأة من اهل تلك البلاد، كلفها بذلك الإله بالذات، و هذا ما اخبرني به الكلدانيون الذين هم كهنة ذلك الإله.. "
هكذا يصف ابو التأريخ الرحالة هيرودوتس برج بابل في رحلته إليها حوالي سنة 460 قبل الميلاد
يصف هيرودوتس هنا برج بابل الذي تم بناءه من قبل نبوخذنصر و يورد هيرودوتس في نصه طولاً للبرج و هو اول ذكر لطول البرج في نص تأريخي و يذكر ان طوله زهاء الـ 180 متر (ستاد واحد) و يقول ان الطول و العرض واحد بالتالي البرج كان مربعا و يصف البرج على انه مكون من عدة ابراج بعضها على بعض و تصغر كلما استمرينا بالصعود و هو بالتأكيد الوصف المطابق للزقورات القديمة .
ولكن يذكر هيرودوتس وجود ثمان طبقات في حين المعروف عنها انها سبع، فهل عدّ هيرودوتس غرفة استراحة الاله في الأعلى من الطبقات ؟ يمكن ان نأخذ وصفه على هذا المأخذ...ثم يقول هيرودوتس ان للبرج سلم لولبي يحيط به من الخارج و يمكن ان نتخيل هذا السلم من خلال النظر إلى ملوية سامراء فهي بالضبط مكونة من ذلك السلم اللولبي المحيط بالبرج من الخارج...
يمكننا ان نتلمس الأثر الذي تركه البرج في نفس هيرودوتس فهو يصفه بالضخامة حيث بدى له ان طوله مائتي متر و هذا يتطلب وجود مقاعد استراحة لانه من الصعب صعوده مرة و احدة.
كما ان وصف هيرودوتس لغرفة الآله في الأعلى هو النص التأريخي الوحيد الذي يتكلم بهذه التفاصيل عن البرج و يتكلم عن اثاثها البديع الصنع كما يصفه من الذهب و دقة في الوصف حيث انه لا يرى تمثالا هناك و يتكلم عن وجود امرأة هناك لا يوضح كلام هيرودوتس وظيفتها هل هي هناك لخدمة الآله ؟ للقيام ببعض الطقوس؟ هل لممارسة الزواج المقدس مع الآله؟ هذا ما سيجيبنا عليه المستقبل لربما.